أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف














المزيد.....

أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 17:25
المحور: الادب والفن
    


تسكن بعد نشيج ، تهدأ بعد معركة مع الضمير ومع الغياب ، تقتلع روحك من غضبها وجموحها، ترفع مراسيها وتبحر في جنونك..تطلق العنان لنيرانك علها تصيب مقتلاً في عدو لم تستطع خلال عقودِ أن تطاله يداك، ولم تغفر لنفسك بُعدَها المفروض، لو أسرجت كل خيولك الجامحة لما استطعت النفاذ لتبسيط غضبك أو مَحوَّرَته حول نقطة ما، فكل النقاط من حولك يحيطها الغموض وتجانبها الحقيقة، فالحقيقة مستورة هنا ومُغَيَّبة هناك ، مشوهة أمام الأبواب ومعتقلة في السجون..وأنت منها مسطول وبعيد.
تتلقى الصفعات من إعلام يُصَوِّر وآخر يُشَوه وثالث يُغرِقك في بحرٍ من الدماء والدموع، تريد أن تشرك أحدهم في ملاحظاتك ، في محاولاتك، في سعيك الدائم في البحث عن موطيء قدم داخل صفٍ يقود لنهاية مطاف عسير ومخاضٍ أشد عسراً، فتجد نفسك وحيداً لاتنتمي لصف من الصفوف المبعثرة ، بل المشاركة في التنكيل بمشاعرك وبعزيمتك، والباذرة للشك في قدراتك أو حسن طويتك، انتماؤك محط إبهام..فمايدور برأسك لايتماثل وهذه البعثرة من صفوف ديكةٍ تتصارع تحت أقدام ثيرانٍ عالمية المنشأ ، أو ثعالب عربية الزرائب، فكيف يمكن لإنسانيتك أن تشق طريقها في وحل معركة الصراع غير المتكافئة، والتي لاتتناسب وأحلامك منذ ولادتك حتى يومك هذا، فماذا بمقدروك أن تفعل؟ ..أن تستمر في الرحيل، أم تُرَّحِل قدراتك لهذا الطرف أو ذاك؟ يخرج على الفور صوت مخنوق من حنجرتك يعترض الرحيل والترحيل، تتسمر بمكانك..تظل واقفاً.. تُصرُ على الوقوف بوجه عاصفة تنذر بالخراب..فلا زريبة الثيران الواسعة تتسع لوجودك وتقبلك على قدم المساواة، ولا ترضى بك ثعالب العرب في زريبة أضيق أفقاً وتعبيراً عن نقائك وعن آمالك، جميعها يريد اختصارك في حقلٍ يحيلك لكومة من القش قابلة للحريق متى شاء عود كبريتهم أن يشعلك، أو يفتعل اشتعالك ثم يهرع لأطفاء نيرانك.
فكيف يمكنك أن تأتمن الثعالب على دجاجاتك وخرافك التي تهوى الانطلاق في تلال الحرية والطبيعة؟ كيف تؤَمِن على أحلامك في صندوق تاريخي حفظها حتى اليوم ، على خريطتك الزاهية سوريا، من عبثهم ومصالحهم؟ هل من مُخَلِص يقف معي؟ هل من صوت يستمع إلى وجدان الشعب، وضمير الإنسان، وخلُق القيم والحق؟
في هذا الموج المتلاطم والمتصارع داخلاً وخارجاً، لاأجد لنفسي مكاناً سوى في حمص أو إدلب أو بين أهلي في درعا..فهل من صديق يأخذني حيث أريح رأسي بين قذيفة وأخرى، أعيش معهم جفاف الخبز وشح الماء؟ ..يمر الوقت وحلمي لايكف عن الذبذبة...بين الواقع وإمكانية الاغتيال...فأجد أن مصيري لم يعد في بقائي حية ترزق على ضفاف السين، وإنما في اضطجاعي على حافة وادي الزيدي أرقب المغيب أو أحلم بفجر ذو ملامح آرامية.. غسانية، لالبس في تاريخها ولا تطييف لانتمائها..من رحم زنوبيا أو من صلب جبلة بن الأيهم، فبيني وبين الأسماء المنتخبة عبثاً تاريخياً يقف دوني ودون الحلم...بيني وبين هذا الكم من الإبهام ..مسافة أتمنى لو أقطعها نحو فجر يشرق دون سيف ذو الفقار، أو حسام خالد بن الوليد...فكلاهما يقتل قبل أن يسأل..وأنا أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف.
ــ باريس 13/ 3/



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول المجلس الوطني السوري:
- حمص
- لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!
- بين إبرة الدم وإبرة الحياة!
- موقع جديد يشرف عليه الكاتب الكبير - رفيق الشامي-
- للخروج من عنق الزجاجة السوري
- أحب...وأختلف مع البعض في الحب!
- قوس الحرية
- الحلقة المفقودة عند المعارضة السورية
- بين وهمه ومكائده...يسقط بشار الأسد
- - الحرية صارت على الباب-
- ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-
- رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!
- من المنفى إلى أحمد
- نظام يأكل الوطن، وشعب يتآكل، ومعارضة تحبل بخلافاتها!
- بابا عمرو
- رسالة موجهة للمجلس الوطني السوري!
- الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص الم ...
- سوريا، الشعب، العالم العربي، والكون
- -الموت ولا المذلة-


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف