أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - الخلود والخوف من الموت














المزيد.....

الخلود والخوف من الموت


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 17:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخلود والخوف من الموت
داخل الإنسان جزء ما يؤمن بالخلود بشكل أو بآخر، مهما اعتنق من قناعات خاصة بالله وسواء آمن بوجوده أو أنكره وحتى لو كان يؤمن بآلهة متعددة، فهو بشكل ما يؤمن بالخلود في أعماقه!
كان المصريون القدماء يؤمنون بالبعث والخلود، وأن الروح ستعود للجسد مرة ثانية ولكنه كان خلوداً أرضياً، وإيمانهم هذا كان يدفعهم إلى تزيين القبور وإعدادها لإستقبال الروح عند عودتها ثانية، وكانوا يضعون مع الجسد الميت كل ماكان هذا الإنسان يحبه ويفضله ويستعمله في حياته اليومية من أدوات كتابة وأدوات صيد وأقلام وملابس وحُليِّ وحتى أواني الأكل، كما إهتم المصريون القدماء ببناء الأهرامات وبالتحنيط لنفس السبب.
أما الهندوسية والتي يؤمن بها مايقرب من مليار شخص فهي مجموعة من العقائد والفلسفات تشمل العديد من الطوائف والعبادات وهي ليست دينا ًواحداً بل مجموعة من الديانات تدور حول ستة آلهة، وهؤلاء الألهة يجسدون قوى الطبيعة كالشمس والمطر، وهم يؤمنون بأن الحيوانات مقدسة وخاصة البقرة يليها القرود والأفاعي، تؤمن الهندوسية بتناسخ الأرواح ، فالروح تغادر الجسد بعد الموت ولكنها تنتقل لتحل في جسد آخر ليس بالضرورة أن يكون جسد إنسان بل يمكن أن يكون حيوان أو حشرة! ولهذا يقدسون الحيوان ولا يقتلون الحشرات، وفكرة انتقال الروح إلى جسد آخر هي في معناها الايمان بالخلود بشكل ما.
أما الخلود عند المسلمين فهو امتداد لحياتهم على الأرض، وهو استمرار لنفس الحياة بنفس المتع الحسية التي كانت متاحة للجسد كالأكل والجنس، فآمنوا بالخلود في جنة كل مافيها هو متع حسية بشكل أكثر مما هو على الأرض، وقد يبذلون حياتهم مقابل الاستمتاع بهذه الجنة، بل قد يسعون إلى الموت بالاستشهاد للحصول على تلك الجنة الموعودة.
من ينكرون وجود الله وينكرون بالتالي الخلود والأبدية هم يخافون بل يرتعبون من الموت، ويخافون اذا ماكان هناك ابدية بالفعل، وقد قال لينين زعيم الشيوعية الذي كان مرتعباً جداً من الموت: أخاف أن أموت وأفتح عيني هناك! رغم إنه لا يؤمن أصلا بوجود الله، وهذا مثير للعجب فإذا كان الإنسان لا يؤمن بوجود الله فما الذي يخيفه ويزعجه من الكلام عن الجحيم او السماء؟
الخلود في عقيدة المسيحيين هو خلود الروح بعد أن تنفصل عن الجسد بالموت، فيعود الجسد إلى التراب وتعود الروح لتسكن في الأبدية مع خالقها، في عالم جديد لا يشبه الأرض بكل صراعاتها ومتاعبها والآمها.
لا يستطيع إنسان على وجه الأرض ان يجزم بعدم وجود حياة أبدية؛ ولو اعتبرنا فرضا أن هناك احتمال بنسبة50% لوجودها فهي تستحق الاهتمام، ولايستطيع إنسان الهروب أو انكار سابق معرفته بواقع وجود الحياة الأبدية بطرق ووسائل متعددة خاصة مع التقدم الهائل للإنترنت والفضائيات، أما محاولة تحليل الأمر بأنه مجرد راحة نفسية فهو هروب من تحليل الأمر بشكل موضوعي، قد تأتي الراحة النفسية عند ضمان مكان الأبدية ونوعيته فكم عدد الضامنين لأبديتهم؟ وجود الأبدية يجعلني اشعر بالفخر كإنسان فأنا كائن أبدي خالد وليس مجرد تراب ولا فرق بيني وبين اي كائن آخر.
هل قبول قناعة أو ايدولوجية معينة بخصوص الخلود تمنع أو تقلل خوف الإنسان من الموت مهما كانت الفئة التي يندرج تحتها؟
لماذا ينكر البعض الخلود؟ السبب ببساطة هو الخطية، فالإنسان الذي أحب واعتاد الخطية يعيش في عذاب لخوفه من النهاية البائسة، فيقنع نفسه بالعدمية ـ أي إنتهاء حياته بالفناء والعدم ـ ويبدأ يفلسف ذلك في محاولة يائسة لإقناع الآخرين.
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تحتاج المرأة؟
- رجال وردود أفعال
- عيد الحب في عيونهم
- هل للمرأة حاسَّة سادسة؟
- الروح
- سأحتفل بالميلاد
- مصر تنتحب ولا يكفي الإعتذار
- تهنئة ونقد وعتاب - ورودي المصرية في العقد الثاني للحوار المت ...
- أنا مسيحية، علمانية، ليبرالية وأفتخر
- الغاية والوسيلة
- صدِّقوا.. فالكذب مباح!
- لو كان الحجاب إختياراً حراً
- ليلة رجوع وسلاح لا يخيب
- إغضبوا ولا تخطئوا
- ملك عظيم
- لمصر العزاء؟
- أخي المسلم
- من الأكثر أنانية؟
- نقد المسيحيِّة
- معنى الصوم


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - الخلود والخوف من الموت