أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - التمائم والتعاويذ، من الوثنية الى الاسلام- 1















المزيد.....


التمائم والتعاويذ، من الوثنية الى الاسلام- 1


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 16:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لازالت دولة الشريعة السعودية تؤمن بالسحر وتعاقب ممارسيه، وتنتشر فيها ممارسات وثنية عريقة مثل استخدام التعاويذ والطلسمان والتمائم والحروز والاحجبة والنذور لمعالجة مختلف الاضرار القادمة من المجهول بما فيه عين الحسود والروح الشريرة وحتى الامراض. عضو هيئة التحقيق والادعاء العام سابقا الدكتور إبراهيم الابادي قال بتاريخ 26/12/2010 ان " هناك قضايا تتداولها المحاكم الشرعية في بعض مناطق السعودية تتعلق بتهمة الاضرار بالاخرين من خلال " العين"، مؤكدا صدور احكام تعزيرية بحق مواطنين تورطوا بإصابة اشخاص بـ " العين" عمداً(1)".
للاسف لم يخبرنا هذا " الدكتور" كيف امكن إثبات التهم الموجهة الى " المواطنين"، بحيث امكن معاقبتهم. الامر نفسه يتعلق بتهم السحر التي يصل حد " التعذير " فيها الى الاعدام، في مملكة الشريعة.
والواقع ان الايمان بالعين والارواح والحسد وضرورة استخدام التعاويذ لمنع الشر كان منتشرا بين جميع سكان الارض منذ القديم. وعلى الرغم من انه بدأ يختفي الان الا ان بقاياه لازال بالامكان رؤيتها. حتى الخمسينات، مثلا، كان جميع الاطفال في سوريا يحملون خرزة زرقاء وشبة وتعويذة قرآنية، للحماية من عين الحسود.

هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي شرطة دينية في السعودية، حذرت عام 2010 من ان الناس يضعون " خفية" تمائم ورقية في اساسات المنازل لطرد عين الحسود والشياطن (1)، والغريب ان الهيئة اعتبرت ذلك بدعة، على الرغم انها ممارسة تسبق بتاريخها الاسلام نفسه، بحيث انها بالمقارنة مع الاسلام، يصبح الاخير هو البدعة. وسنتستعرض اعتقادات الشعوب المختلفة وبعدها نقارنها مع الاعتقادات في الاسلام.

كان يُعتقد ان الطلاسم والتعاويذ تملك طاقة تملك طاقة تعاكس الطاقة الغير مرغوبة وتستطيع تحييدها تماما كما نرى الان في احجار الكوارتز في الاجهزة الالكترونية حيث الصفحة العليا تملك طاقة ايجابية في حين السفلى تملك طاقة سلبية.

السحر
في الاصل من سحر الالباب والانبهات، لصوت او منظر. هذا الامر يمكن ان ينشأ من ترنيمة او موقف عاطفي شجي يأسر الانفاس، فيصبح المرء في حالة روحية ليست عادية. فيما بعد توسع معنى الكلمة بالتدريج ليشمل كل التاثيرات الخارجية، صوتية او مرئية او معايشة، تغير من الحالة النفسية والروحية للانسان، ولعدم فهم اسبابها تنسب الى قوى خارقة او غير مفهومة. واصبح بالامكان نسب امتدادات القوة الخارقة الى اشياء مادية ذات دلالة رمزية مثل الاحجار الكريمة او الدم. في الواقع يمكن تصور قوة سحرية في كل شئ. نرى كيف ان ممارسي السحر يستخدمون اشياء بسيطة مثل العظام والدم والشعر والريش والتراتيل والترنيمات والديكة والماء. المصريين والاشوريين كانوا يملكون اوعية لها قوة خارقة، تكون مقدسة، وتستخدم في الطقوس السحرية. الفراعنة كانت تحمل بأيديها اسطوانات معدنية لها قوة سحرية. الافارقة لديهم لعبة تغرز بالابر، تمثل الضحية. كل هذه الادوات تستخدم قنوات الاتصال لنقل وخلق التوازن بين القوى الروحية السالبة والموجبة. لذلك الحرائز والاحجبة والتمائم والتعاويذ والطلسمانات تناسب تماما، وجرى استخدامها منذ اعماق التاريخ البشري للهومو سابينس بل وحتى لدى الانسان نيندرتال.

إعتقادات الشعوب في قوة الاشياء

في النباتات
نبتة الفصة العادية يمكن ان تصبح ذات قوة خارقة. يوجد اعتقاد لدى الانكليز وبعض الشعوب الاوروبية ان لكل واحدة من اوراق نبتة الفصة معنى خاص يعبر عنه، فالاولى تعبر عن الايمان والثانية عن الامل والثالثة عن الحب والرابعة عن (2)الحظ. الامر نفسه نلاحظه مع اوراق زهرة عشبة البابونج، حيث تستخدم للتنبوء بحب المعشوق.

Rudraksha, هذه الكلمة سنسكريتية وهي شجرة E. ganitrus واغصانها الدائمة الخضرة تستخدم في الاحتفالات الدينية. ولكنها تعني ايضا " عين شيفا" وفي شيفابورانا Shiva Purana توصف على انها دموع شيفا. عندما كان شيفا ، جل جلاله، في تأمله لخلاص الانسان والارض في رحلة ظهورهم بقيت عيونه مفتوحة وسقطت دموعه فنبتت هذه الشجرة السخية بثمارها الزرقاء. تصنع من ثمارها عقود لجلب الصحة والحظ السعيد وطول العمر. كما انها تزيل الخوف من الحياة وتزيد الفاعلية الروحية. الكثير من القديسين في جبال الهيملايا عاشوا حياة طويلة بدون خوف وبصحة تامة بفضل حملهم لهذه العقود، تقول المصادر الهندوسية. لايمكن للقدوسية في الذات ان تكشف عن نفسها بدون حمل هذه العقود، بخيوط حمراء او سلاسل ذهبية. بالتأكيد دموع شيفا تملك ايضا خصائص طبية شديدة الفعالية، تستخدم في الطب الشعبي الصيني والهندي. وهي مقدسة عند الهندوس والبوذيين والسيخ.


في صليب عنخ

وهو عبارة عن صليب طرفه الاعلى عبارة عن حلقة، يرمز للحياة والموت، للذكر والانثى، وللتوازن. ويمكن له ان يرمز للتلذذ بالحياة والطاقة، كما انه يمثل المواد الاصلية: الماء والهواء والشمس وبينهم الالهة. ويصور الاله على الدوام وفي يده هذا الطلسمان الذي يربط بين المادي والروحي. وكما نرى فهو قريب للغاية من الصليب المعقوف الهندوسي الذي يعبر عن الحياة والطاقة. المصريون استخدموه للتعبير عن " الحياة" و " حلقة الحياة". نلاحظ ان الرموز في الاصل تعبر عن اسقاطات معينة، ولكن مع الزمن تتحول الى تقاليد وعادات فننسى السبب الاصلي خلفها لتصبح بذاتها تملك قوة.

عندما جاء القيصر الروماني قسطنطين صنع صليب الموت علقه على اسوار اورشليم ليشير الى ان الموت هو العقوبة. كان هذا الصليب عبارة عن مصالبة سيف ورمح، ليخبر الناس عن مايمكن للجندي عمله، والغير مسيحي تعلم ان يكره هذا الرمز على مر الف سنة، لقد اصبح الرمز باعثا على مشاعر ومعايشات سلبية. الامر نفسه نجده مع الصليب المعقوف، والذي ايضا اصبح مرتبطا بالمسيحية، ورؤيته تبعث افكارا وقوى سلبية.

والمصريين القدماء لديهم طلسمان مهم اخر هو الجعران الخنفساء. ولما كانت الخنفساء تخرج من الارض، حيث تضع الانثى بيوضها تحت التراب، كان الاعتقاد انها تظهر من العالم السلفي. لذلك فإن اسمها الهيروغليفي "Khepera" كان يعبر عن اسباب عبادتها إذ يعني "التي تظهر".

الصليب
crucifix
كلمة لاتينية وتعني شخص مصلوب، وعادة يكون صليب ثلاثي الابعاد وعليه صورة ترمز لجسد المسيح. مهم في اوساط الكاثوليك ولكن يستخدم ايضا من قبل الارثوذكس والكاثوليك الشرقيين والانجيليين واللوثرين ( ولكن نادرا لدى بقية الكنائس البروتستانتية). في العصور الوسطى المتأخرة كان على الدوام لابد من وجود صليب كبير بأبعاد ثلاثية على المذبح. الان نرى ذلك نادرا. الكنائس الكاثوليكية الحديثة تملك صليبا كبيرا على الحائط فوق المذبح. في الكنائس الارثوذوكسية نجد الصليب مرسوم وليس ثلاثي الابعاد.

في اساور الفأل الطيب
اساور الفأل الطيب، تستخدم على نطاق واسع، وهي اساور ذات طابع شخصي، إذ ان مكوناتها يختاره الفرد نفسه ويمكن ان تكون جزء من ذكريات احداث شخصية. حامل الاساورة وحاملتها لديه اعتقاد ان اسوارته تحمل معها الفأل الطيب وتحميه. في البدء يجري حملها لجمالها وزخرفتها، ثم تصبح نوع من التميمة يتطير المرء من نزعها. ينمو الاعتقاد انها تبعد الارواح الشريرة او الافكار السوداء وسوء الحظ. في الزمان القديم كان يجري صنعها من الصدف والمحار ، ففي افريقيا توجد نماذج تعود الى ماقبل 75 الف سنة. في المانيا جرى العثور على نماذج تعود الى ماقبل 30 الف سنة.
المصريين القدماء استخدموها للتعبير على الانتماء والايمان والاخلاص. كما انها كانت تيسر الطريق الى الاله المعني بالحياة مابعد الموت. في الفترة الرومانية اصبح المسيحيون يستخدمون عظام السمك كطلسمان يخفونه بين ثيابهم ليصبح اشارة تعارف بين بعضهم البعض.
في الفترة الزمنية ذاتها قام الاباء اليهود بكتابة النصوص التوراتية على احجار كريمة وعلقوها على رقابهم لتكون القداسة قريبة من قلوبهم، تعبيرا عن الحب، وبالمقابل تحميهم، كطلسمان. الامر ذاته نجده اليوم بين المسلمين عندما يعلقون قرآن صغير في سلسلة ذهبية يضعونها حول عنقهم.
وفي العصور الوسطى كانت هذه الرموز تستخدم للتفريق في الانتماء الديني تماما كما لازال البعض يستخدمها اليوم ايضا، في الشرق الاوسط.

في تمائم من الاعضاء الجنسية

منذ اقدم العصور استخدم الانسان التمائم للحماية من غضب الطبيعة الغير مفهوم وقوى الامراض الشريرة المجهولة. التميمة توضع على جدران البيت او عتبته او تحمل على الجسم. ومن الشائع استخدام التميمة للحماية من عين الحسود، او العين الشريرة. الاعتقاد عن العين الشريرة يعود الى خمسة الاف سنة على الاقل. على الواح طينية مكتوب ان بالامكان حمل الضرر الى الانسان عن طريق التحديق فيهم بعين شريرة. الاله السومري Ea العظيم كان يقضي معظم وقته في مكافحة العين الشريرة. وتستخدم العديد من الاشياء لمكافحة العين الشريرة، إذ يمكن حمل عقد من اسنان الحيوان او حدوة الحصان على باب البيت لتجريد عين الحسد من قوتها، او احجار كريمة، وحتى المفاتيح او صورة احد القديسين او ايات مقدسة. اي شئ تؤمن انت به يمكن ان ينفع. افراد من شرطة نيويورك كانت تستخدم ميدالية عليها صورة سانت يهودا، والبعض يستخدم صورة للقديسين او الصليب او القرآن. احدى السيدات كانت تعقد اطراف الستائر واطراف غطاء الطاولة لتجلب الحماية والحظ لمطبخها.

في روما القديمة كان القضيب الذكري للالهة يقوم مقام التميمة فالقوة التي يملكها فعالة لدفع الضرر وابعاد العقم والامراض، وكان يرافق ذلك قراءة الدعوات والايات الكريمة للرب Fascinus ليقدم الرب حمايته. كان يتخصص بمنع عين الحسد والعقم. وللمزيد عن ذلك واسبابه وتاريخه راجع موضوع (عبادة الاعضاء الجنسية، والصورة اعلاه للتمائم الرومانية ).

في رجل الارنب
بعض الثقافات تستخدم رجل الارنب كنوع من التميمة. هذاالاعتقاد موجود في العديد من مناطق اوروبا والصين وافريقيا وشمال وجنوب امريكا. عند شعب Celtic ، الذين كانوا يعيشون على الجزر البريطانية، يمتد تاريخ هذا الاعتقاد، مثلا، الى 600 عام قبل الميلاد. البعض يطالب ان الارنب يملك مواصفات خاصة او انه جرى ذبحه في مكان خاص او بطريقة خاصة او من شخص معين. ويعتقد ان رجل الارنب تجلب الحظ السعيد لحاملها. يعتقد ان ذلك انحدر من عادات القبائل التي تمارس الصيد البري، ونوع من الطقوس لانتقال الصبي الى مرحلة الرجولة والمشاركة في الصيد. كان صيد الارانب هو المرحلة الاولى في التعليم، وإذا كان موفقا يحتفظ بالرجل الخلفية كجائزة، في طقوس ترحيبية.

الطلسمان

يختلف الطلسمان عن التميمة في ان الاول لايحمي فقط وانما يقدم الى حامله طاقة وقوة خاصة وتأثير في اوقات محددة لها علاقة مع انفتاح ابواب السماء السنوية والدورة الفلكية. عادة يكون الطلسمان من الحجر، كالحجر الاسود مثلا، او من المعدن او جلد الجدي، او لربما قطعة من كساء الكعبة، إذ انها مواد يسهل الكتابة عليها للمزيد من الطاقة. الكثير من الطلسمانات لحيوانات برية مثل الاسنان او الاضلاف او اذن او حزمة من الشعر او الريش. ذلك لانه يؤدي الى نقل خصائص الحيوانات البرية الى حامل الطلسمان. النجمة السداسية تعتبر من اشهر الطلاسم واقدمها، مصنوعة من مثلثين متساويي الاضلاع. المثلث المتوجه الى الاعلى يرمز الى النار والسماء وطاقة الذكورة. المثلث المتوجه الى الاسفل يرمز للارض والماء وقوة الانوثة. ان الطاقة الكامنة في النجمة السداسية كتب عنها Arthur Edward Waite قائلا:" يعتقد انه لاشئ مستحيل لمن ملك هذا النوع من الطلاسم" (3). وهذه النجمة كانت في الاستخدام منذ آلاف السنوات، فهي في معابد عبادة saturn, rempham ومن قبلها في جداريات السومريين، كما انها احدى اهم رموز الهندوسية، وهي ترمز لليهودية كدين وشعب وكانت من النجوم المتتداولة في التراث الاسلامي، فنراها من ضمن زخرفة المساجد التي جرى بناءها قبل نشوء دولة اسرائيل. (للمزيد راجع الشمس والصليب في المعتقدات القديمة).

حدوة الحصان
حدوة الحصان شائعة الاستخدام. وفي اسطورة The True Legend of St. Dunstan and the Devil; من عام 1871، جرى الاشارة الى حدوة الحصان على انها طلسمان قادر على الوقوف ضد قوة السحر الاسود. ويستخدم بتعليقه على ابواب المنازل ليردع كل انواع السحر ويحمي سكنة البيت. وفي المراكب القديمة كان يجري بسمرة حذوة حصان على مقود المركب ليحنمي المركب من العواصف. ولازال بالامكان رؤية حدوة الحصان موضوعة على المنازل، احيانا لاسباب المحافظة على التقاليد وليس ايمانا بقوة فيها.

تميمة النجمة الخماسية والهلال

النجمة الخماسية او ( pantacle in Thelema) تعتبر من التمائم وتصنع من الجلد او الورق او المعدن وترمز للروح او الطاقة التي جرى استدعائها. عادة تكون عقد حول الرقبة او على شكل مثلثات متتداخلة. احيانا يكون ، على الجانب الخلفي للنجمة الخماسية، رسمة خاتم سليمان او نجمة سليمان الخماسية. جميع اصناف هذه النجمة يمكن رؤيته في كتاب سحر لسليمان grimoires . كما انها تستخدم اليوم في طقوس توارد الخواطر والباراسيكولوجي او في الدينات الطبيعية مثل Wicca. وقد كتب هنريخ كونيوس، Heinrich Corneliusان النجمة الخماسية كانت مفتاح سحر سليمان وتستخدم من اجل:" معرفة كل ماسيحدث في المستقبل وتتحكم بقيادة الطبيعة وإمتلاك سلطان الارواح الشريرة والملائكة ولعمل الاعمال الخارقة".

الاحجار الكريمة
الاحجار الكريمة كانت تستخدم مثل الطلاسم، إذ لكل حجر كان يعتقد انه يملك قدرة خاصة يمكن ان تؤثر في إتجاه معين. الشبة كانت مشهورة بقدرتها على الشفاء من الجروح الروحية والفيزيائية على السواء، وهو الحجر الابيض الذي كان يستخدم من قبل الحلاقين لمعالجة الجروح وكان يجري تعليقه على صدور الاطفال، الى جانب الخرزة الزرقاء. حجر الجمشت Amethyst لديه المقدرات نفسها مثل الشبة، ولكنه ايضا يقوي تأثير بقية الاحجار. ويساعد على النوم إذا جرى وضعه تحت الوسادة. حجر اللازورد يقوي الثقة بالنفس والايمان بالمظهر الخارجي والقدرات الفكرية. كما انه يخفض الحدس والتصور ويقوي الابداع والقوى النفسية. (لاحقا ستأتي معاني الاحجار الكريمة في العصر الاسلامي)

بروج الكواكب
العديد من الثقافات تؤمن بالبروج، وهي رموز طلسمية قائمة على الدورة الفلكية. حسب فلكي عصر النهضة فأن طلسمان زحل يحمل العمر المديد والنجاح والحكمة، اما كوكب المشتري فيعطي الغني والسعادة والعدالة. وكما هو إله المريخ الاغريقي، فإن طلسمان المريخ يحمل الشجاعة والجرأة والتحمل والقدرة على اتخاذ القرار والحسم. طلسمان الشمس يرتبط به الشهرة وتحفيز العمل والاحترام والقيادة. واما برج الزهرة فيعطي الحب والصداقة والفن. وعطار يتميز بالتواصل والازدهار وقوة الذاكرة. والقمر يمثل الحماية والصحة والنمو.

في صوت " اوم" الخالق
Om or Aum

في اللغة السنسكريتية يجري تقديس صوت " اوم" (4) في الديانات الهندية على إعتبار انه الصوت الاولى الذي صدر وعن اهتزازته وتنوعها خرجت المادة. يجري كتابة هذا الصوت في كل نص هندي كتعويذة مقدسة تماما كما نقوم بكتابة البسملة. كما تكتب في بداية ونهاية نصوص الفيدا ويبدأ بها الدعوات. ويقسم الصوت الى ثلاثة اقسام الاول يرمز للبداية والثاني للاستمرارية والثالث للعودة الى الاصل: براهما، فيشنو وشيفا، حسب التسلسل. الكلمة تنطق بثلاث اصوات: آآآآآ، ووووو، مممم. ايضا يوجد لدى الهندوس الصليب المعقوف، بعدة اشكال، يرمز للطاقة الكونية ويمكن القراءة عنه بالتفصيل في موضوع: الشمس والصليب والمعتقدات القديمة.

في الوشم والرسوم
الوشم منتشر بين جميع شعوب العالم منذ القدم، ومع ذلك تختلف معانيه من منطقة الى اخرى ومن زمن الى اخر. على مومياء اوتزي، الذي يعود الى العصر النحاسي، (قبل 3400 سنة)، عُثر على مايقارب 57 وشم من نقاط وخطوط بسيطة، يعتقد انها شكل من اشكال العلاج لتخفيف الالم. وعثؤ على وشم على مومياءات مصرية ومومياءات سيبيرية. والجرمان قبل المسيحية كانوا يستخدمون الوشم كما استخدمته شمال اوروبا. ولازال الوشم سائدا اليوم في اقسام كبيرة من افريقيا وجزر الباسفيكي. ويستخدم للتدليل على الانتماء القبلي او لابعاد الارواح الشريرة او للاشارة الى ان المرأة عازب او متزوجة او قد بلغت. في معبد وات بانج برا في ناكون باتوم التايلاندية هناك مهرجان سنوي يقيمه المعبد لوضع الوشوم التي تحمي من حامليها من الخطر، وهي خليط من الرسوم والنصوص المقدسة. والوشم منتشر منذ القديم في بلاد المغرب الامازيغي للزينة والاعلان عن بلوغ المرأة، وبين العرب البدو حيث يستخدم الوشم الاخضر للزينة والوشم الاسود للحماية من العين. لدى الصرب تحول الوشم لحماية الاطفال من التحول الى الاسلام في فترة الاحتلال العثماني للبلقان. في السودان يوشم المرء بصدغه عند مرض العين او لطرد مرض الشقيقة (في سوريا يسمى هذا الوشم مضافة)، وبظهر الكف لكثرة الشجار، وعلى الساعد عند الاصابة باليرقان، كما انه بطاقة هوية للتعارف والتواصل، حسب عبد العزيز بركه ساكن، من دارفو. والوشم يلعب دور اللباس الذي يغطي الجسد ويغير طبيعته فيخدع الارواح الشريرة. ونراه على شكل قناع لدى الافريقيين او يغطي كامل جسمهم، ليصبح نوع من الحجاب بين المادي والروحي.

يقول الباحث علي السويحة:" اعتمده الحجاج بن يوسف الثقفي بعد ثورة عبد الرحمن بن الأشعث وهجر العبيد والموالي قراهم وأريافهم ونزلوا المدن , فتدهورت الزراعة وتناقص الخراج , وبعد قمع الثورة ,أعادهم الحجاج إلى قراهم ووشم يد كل منهم اسمه وأسم البلد التي سيوجهه إليها.‏

العثمانيون: كان لكل عسكري إنكشاري وشم خاص على يده اليسرى فوق الكوع نقش عليه أسمه وسنه وفرقته العسكرية التي ينتمي اليها.‏
المرأة الفراتية مشهورة بالوشوم، الذي يسمى الدق، وله انواع بحسب المناطق. وقد يدللون الفتاة فيوشمونها منذ طفولتها، فشمل الوشم طرف الشفة ويسمى الرثمة، والخد يسمى زلف ونقطة، وبين الحاجبين يسمى هلال، وحجول في اسفل الساقين ويمكن ان يكون على الرسغين والصدر وظاهر الكفين والساعدين والخدين والجبهة والحنك ويقال له الغزالة ويرمز الى النشاط، وشمل الوشم أيضا الأنف معا ويقال له الوشام أو الشفة السفلى دون العليا، والبطن وأماكن أخرى لا تخطر ببال.‏ وهناك وشم " بكار" عبارة عن نقطة على رأس الانف للتبرك بالاولياء.
وهناك وشم منتصف الحنك ويسمونه "سيالية"، وهو رسم بشكل جديلة ينزل عمودياً من أسفل منتصف الشفة السفلى إلى نهاية الذقن من الأسفل، ودلالته هي عذوبة الريق عند المرأة اعتقاداً بأن "السيالية" تعطي رائحة زكية للفم، وقد وشمت الرقيات كامل الشفة السفلى والعليا أيضاً، وأطلقن عليه اسم "وشام" حيث يصبح لون الشفتين أزرق بشكل كامل، دلالة على السمرة، وهو يرمز للجمال، لأن العرب يفضلون الشفاه السمراء الداكنة. وأخيراً نذكر وشم أسفل الفك، والذي يسمونه "شارب الحسن" ويرسم على شكل شارب مرتب تحت الحنك، ويرمز إلى محبة الناس للإمام "الحسن" بن "علي" رضي الله عنهما، وتعلقهم بآل البيت، أما وشم الفم ويسمونه "اللجم" وهي جمع مفرده لجام، يرسم على طرفي الفم، وهذه دلالة على أن المرأة ساكتة مؤدبة لا تقول إلا الحكمة، فهي ملجومة عن الأخطاء. وهناك وشم الحنك ويسمونه "الرواك" وهو رسم يأخذ بأطراف الذقن بشكل سلسلة، وهو يدل على أن هذه المرأة لها "مربط" أصيل كمرابط الخيول الأصيلة، ومفردة "المربط" تعني النسب والأصل الطيب. (حسب الباحث حسن عساف العدواني)

يتبع: القسم الثاني، التمائم والتعاويذ في العصر الاسلامي.



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارضاع والاثارة الجنسية
- الشمس والصليب في المعتقدات القديمة
- البغاء المقدس : الرحمة، بقايا الاله الام 4/5-5
- دور الكاهن الخنثى في البغاء المقدس، 2-5/3
- البغاء المقدس في اليهودية، 1/5
- لماذا لاتنشأ انواع واجناس جديدة اليوم!
- البسيكوباتي والقيم الاخلاقية
- العلاقة بين الذكاء والمجتمعات المتخلفة
- الاصل التاريخي للختان ومبررات اليوم
- من الله الى الكمبيوتر
- الربات التي انتصر عليهن الله
- الموديل الهلوغرامي: التخاطر ومعرفة الماضي والمستقبل
- الموديل الهلوجرامي: الوعي وتزامن الاحداث
- الموديل الهلوجرامي: الوعي واللاوعي
- الموديل الهلوجرامي للكون - الدماغ الهلوجرامي
- الموديل الهلوجرامي للكون - فيزياء الوهم
- حقيقة الكوارث العشرة وخروج شعب اسرائيل
- هل اسس القرآن لدونية ووضاعة الانثى في العقل الاسلامي؟
- هل يؤثر اللعان الالهي المقدس على سلوك واخلاق المسلمين؟
- التكليف بالعقل، فهل يخاطب الله العقل المعرفي؟


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - التمائم والتعاويذ، من الوثنية الى الاسلام- 1