أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - خمسة عشر يوما في دمشق














المزيد.....

خمسة عشر يوما في دمشق


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 12:23
المحور: سيرة ذاتية
    


وصلنا دمشف مساء يوم 22/8/1979 ونسيت كل شيء الا التمتع بتوأم بغداد بكل ما تمتاز به من معالم تاريخية وما تتميز به من طبيعة وطباع. فاخذت تاكسي الى ساحة المرجة وهي اجمل ساحات دمشق التاريخية حيث اعدم الفرنسون ابطال الثورة ضد الاحتلال في مطلع القرن الماضي. وشاهدنا لا فتة فندق المرجة في احد اطرافها . وبتنا ليلتنا فيه. ومنذ الصباح بدأت اتصل بارقام التلفونات التي معي واولها رقم الرفيق خالد بكداش الامين العام للحزب الشيوعي السوري , وتلفون يوسف فيصل الشخصية الثانية , اخذتها من دفتر تلفونات زكي خيري. طلبت من ادارة الفندق ان اتصل بالتلفون مع معارفي . قالوا اعطنا الرقم ونحن نصلك بمن تريدين. وما ان اعطيتهم رقم خالد بكداش حتى قالوا لي , لا! ده انت طلعتي لفوق اوي !!وبقي يحيى ووداد يتندرون بهذه العبارة !!
كان كل ذلك بدون جدوى فالجميع كانوا يتمتعون باجازتهم الصيفية! واخيرا رد علي احدهم من بيت يوسف فيصل . فاخبرتهم بشخصيتي وطلبت منهم اخبار الشيوعيين العراقيين بوصولي. ولما لاحظ الاطفال انتهاء توتري انطلقوا في مرح غامر . وتجولنا في الاسواق القريبة واشترينا فواكه وبقلاوة. وما ان عدنا مساء حتى حضر احد الرفاق العراقيين , ابو نغم , وكان عضو منطقة بغداد. وقال ارسلني لاستقبالكم ابو كسرى مسؤل منطمة الحزب في سوريا لانه مشغول. هيا معي الى حيث ستقيمون . اظهر الاطفال عدم ارتياحهم من طلبه وقالوا ماما لما العجلة!! دعينا نتمتع قليلا لوحدنا لعدة ايام او حتى لليلة واحدة. كنت وما زلت لا ارتاح عندما لدي مهمة حتى انهيها. وهكذا ذهبنا مع ابي نغم الى بيته. وشغلني ذلك عن التمتع بما حولي , وتبخر امتعاض الاطفال بسرعة فقد تعودوا على تنوع الظروف والتكييف مع الواقع بسرعة.
وفي اليوم الثاني من وصولنا كتبت تقريرا مفصلا عن فترة اعتقالي نشرته طريق الشعب بعد خمسة عشر يوما. كان الشهيد سعدون كما اخبرتني والدته زكية خيري يتمزق قلقا على مصيرنا حتى قرأ ما جاء في طريق الشعب وعاتبتني, عن عدم اتصالي به تلفونيا بمرارة وضمنت عتابها عدم اخبارها هي, بسفري. وفي الحقيقة فكرت في الاتصال كثيرا ولكن خوفي عليه وعلى عائلته منعني من الاتصال لان التلفونات مراقبة ولاسيما تلفونات الخارج. ورغم كل حذري لم يمض شهر على سفرنا حتى اعتقل مرة اخرى مع ابن اخيه الشهيد نصير وغيبت كل اخبارهما حتى بلغوا باستشهادهما تحت التعذيب.
كان ابو نغم يغدق الوعود في ابهاجنا دون تحقيقها !!فقد وعدنا بالاحتفال بميلاد وداد في 27/اب في احد المصايف خارج دمشق . وخفض السقف بعد يوم الى مطعم في المنطقة واخيرا احتفلنا في البيت! فاخذ الاطفال يتندرون بوعوده , رغم انه اخذنا الى كل متاحف دمشق وجوامعها المبهرة بعماراتها التاريخية الرائعة والتي تضفي الى جانب الخشوع المتعة بزخارف جدرانها ومنائرها وجمال اعمدتها واقواسها , فضلا عن ساحاتها الواسعة واحواض الماء الرقراق في وسطها , وتحلق الجماهير من مختلف بلدان العالم حولها بمختلف ازيائهم وسحنهم . وازدحام الباعة وروائح الطعام المشهية. كما اخذنا الى سوق الحميدية , اروع سوق عربي شاهدته , بغنى وتنوع بضائعه وازدحامه, وباسلوب باعته الذين لا يمكنك الافلات من قبضتهم اذا ما دخلت محلاتهم. فهم مستعدون لاعطائك البضاعة مجانا بالقول ولكنهم يأخذون ثمنها الذي غالبا ما يكون مضاعفا , لاسيما اذا تبينوا لهجتك العراقية . فالعراقيون بالنسبة للسوريين الاخوة الاكثر غنى!! بسبب النفط . ولذلك يجب ان يشركونهم بنعمهم بغض النظر عن كون العراقي من المتنعمين بخيرات العراق ام بنقمة حكامه!!
وهكذا اخذنا ابو نغم الى جميع المتع المجانية . وبقي الاطفال يحبون دمشق ويشتاقون لزيارتها كما يشتاقون للوطن.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل السابع الارهاب البعثي وهروبي الثاني من الوطن
- الاعتقال الثاني 42 يوما اشد قسوة من عشر سنوات الاعتقال الاول
- العزلة في ظل الارهاب الدموي لحكم البعث
- اصدار كتابي الرابع ثورة 14/تموز
- الدفاع عن اطروحة الدكتورا في جامعة مويكو عام 1976
- في المؤتمر العالمي لعام المرأة
- الكتاب الثالث المرأة وافاق التطور في العراق
- العمل في جريدة طريق الشعب مسؤلة صفحة المرأة الاسبوعية والمكا ...
- للذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد فهد صدر كتابي الثاني فهد وا ...
- اصدار كتابي الاول من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق
- تفرغ زكي خيري للعمل الفكري لرفضه قيادة البعث للجبهة الوطنية ...
- ولادة وداد
- الفصل السادس العودة للوطن سرا ولحياة الاختفاء الجديدة
- العودة الى موسكو ومواصلة الدراسة
- كفاحي لتعرية انقلاب 8/شباط / 1963الفاشي حطم جدران عزلتي
- الحياة الجامعية
- العودة الى حياة التلمذة في جامعة الصداقة بين الشعوب جامعة با ...
- الابعاد الاول عن الوطن
- الاختفاء في زمن الحرية
- الحياة الجديدة حياة الحرية


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - خمسة عشر يوما في دمشق