أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - الايمو والفساد السياسي.. من يتحمل ضياع الشباب














المزيد.....

الايمو والفساد السياسي.. من يتحمل ضياع الشباب


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 00:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أخبرتني صديقة لي أنها ذهبت هي وزوجها قبل يومين للتسوق في مدينة الشعب وتحديدا في سوق شلال، وبصورة مفاجئة بدأ الشباب المتواجدون بالهرب بأتجاهات مختلفة، قالت أنها ألتفت الى جهة اليمين فشاهدت مجموعة من السيارات المضللة التي لاتحمل أرقام مرورية، نزل منها مجموعة من الأشخاص مسلحين قسم منهم يرتدون الزي العسكري الخاص بالحرس الوطني وقسم أخر يرتدون ملابس مدنية. عرفت أن هؤلاء المسلحين يطاردون الشباب اللذين يرتدون أزياء حديثة وعصرية أي شباب الأيمو. حيث دب الرعب بأوساط المكان وجميع الشباب المتواجدون وحتى الأطفال والنساء بدأ يختفون كل من كان موجود أتجه نحو الأختفاء من المسلحين اللذين بدورهم طاردو الشباب الهاربين.
الشباب شعلة المستقبل وعنوان الانتفاض والتغيير كل ما يطالبون به هو الحريات، حرية الملبس، حرية الأختيار، لكن حكومات الأسلمة وأذيالها ميليشيات الجريمة والأرهاب لاتفهم غير لغة القتل. انزال عقوبة الأعدام بهم بطحن رؤسهم بقطع البلوك الكونكريتية والتمثيل بجثثهم هو أنحلال وفساد سياسي لم يشهد التاريخ بمثله من قبل، على ما يبدو ان السياسة الرجعية ترث الدموية والأجرام. لقد عانى الشعب العراقي من النظام البائد ما عانى من القتل والتعوير والعوق والأستهتار، كلنا يتذكر كيف تم قمع حركة الشباب الرافضين للجندية والسوق الى الحروب في وقت الدكتاتورية، كلنا يتذكر كيف كانت طرق الأعدام وفي الساحات العامة وأمام مرأى الجميع. ومع أنتهاء الحرب بقيت حركة رفض الجندية لدى الشباب، فما كان من النظام القمعي الدموي السابق إلا اصدار قرار بقطع أذن الشاب الرافض للجندية. وبالفعل قطعت أحد أذني الشباب وظل يعاني من العوق طوال حياته، ما أشبه اليوم بالبارحة حيث ترث السفالة الأجرام بأزياء جديدة عن طريق دعم الجريمة المنظمة التي تتستر عليها الحكومة الفاسدة وحليفتها الجهات الدينية.
شباب الأيمو شباب يعبر عن أنتفاضه ضد الكبت الديني المتمثل بالعزل بين الجنسين وغيرها من سلب الحريات الشخصية، شباب ضائع لقد تحدثت أليهم وكان تبريرهم أنهم مهمشون لايجدون ما يحققون به ذاتهم وأحلامهم وطموحاتهم في الأمان والسلام، فشلو في الدراسة بسبب الفساد الأداري والمالي في عموم مؤسسات الدولة، فشلوا ليس لأنهم أغبياء وفاشلون لكن الفساد السياسي لم يساعدهم لأكمال دراستهم، ولم يوفر لهم فرص عمل تمنحهم الشعور بالحياة والأستقلال الأقتصادي والأجتماعي، على ما يبدو أن وزيرة الدولة لشؤون المرأة التي نفذت وصايا حزبها الحاكم من خلال أصدراها تعليمات أرادت منها تركيز عبودية المرأة لم تحقق مبتغاها، فأتجهت الحكومة هذه المرة الى الشباب وليس النساء فقط لترهيب قضية المرأة، ليكون هؤلاء الشباب عبرة للنساء اللواتي يطالبن بالحريات الشخصية والفكرية والمضهرية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن هناك ما يشاع حول توجهات لمنع النساء من قيادة السيارات في العراق.
مطاردة وقتل شباب الأيمو في العراق جريمة ومأساة أرتكبها بحقهم الأنحلال والفساد السياسي، أتمنى أن أتحول الى حمامة تخفيكم تحت جناحيها وتحلق بكم بعيدا، لقد أحسست الأنتفاض في قراراتكم وقرأت السياسة على رفضكم بالتمرد.
ينتقدون فانيلاتكم التي تحمل صور الجماجم التي ترتدون والأساور وتصفيفات الشعر. في مراسيم عاشوراء لمدة شهرين يرتدي الشباب الألوان السوداء والفانيلات والأزياء التي تحمل صور المناسبة وصور الرموز الدينية، ولا يعترض أحد، لايوجد أعتراض على التطبير واللطم في عاشوراء ولايوجد أعتراض على أقامة الذكر النبوي ومايحمل من عادات قمة في الأنتهاك الأنساني والجريمة، لكنهم يقتلون الشباب وقضيتهم التعبير عن رأيهم في حرية الملبس والحريات الشخصية التي ينص عليها دستورهم وقانونهم.
شباب الأيمو من هدر دمائهم وحكم عليهم بالأعدام بأنهاء حياتهم أنهم شباب ضحية الفساد السياسي التي أكتسح حاضر العراق ودمره، وحسب أحصائيات الداخلية أن (90) شاب قتل في مدن متعددة من العراق والرقم في تزايد مع صمت حكومي مجهول، عليه يجب فتح تحقيق في ضروف مقتلهم وأحالت الجناة الى المحكمة الدولية لمحاكمتهم بجريمة الأرهاب ضد الأنسانية. للوقوف على حقيقة هذه الجريمة المنظمة ضد الأنسانية جمعاء ولكشف العصابات المسيسة ومن يدعمهم لينالوا جزائهم العادل. يكفينا فساد سياسي، المستهترون الحقيقيون هم من يفخخون السيارات يقتلون الأطفال والأبرياء. مصاصو الدماء هم الساسة اللذين يستوردون المولدات ولايوفرون الكهرباء أو أي من الخدمات الصحية والتعليمية والبيئية. مصاصي الدماء الحقيقيون في العراق هم الساسة الفاسدون اللذين يدمرون الأنسان، دمروا العمل، دمروا الصناعة، دمروا الزراعة، دمروا الثقافة، يقتلون الشباب الطامح الثائر الرافض يستبيحون الأنحلال والأنهيار.
غزاة العصور طحالب النتانة كلاب الصحراء، على مر العصور والكلاب تحرس السلطان وتخلص للقمامة وتحلب السفالة. بقتل الشباب والمستقبل هنيئا لكم مقاعدكم ودولة القانون التي تقتل شباب العراق. هنيئا لكم عصاباتكم والمليشيات. أثكلتم العوائل والأمهات وملئتم الجدران والشوارع بقطع المئاتم السوداء تنعى مقتل الشباب الرافض المتمرد. ياللفرحة شباب العراق مصاصو دماء!!؟؟ ليمتصوا إذا دمائكم أنتم ومفخخاتكم وعمائمكم وأستهتاركم. أعلموا ياساسة العراق أن القضية لن تقيد ضد مجهول ستحاكمكم دماء الشباب البريء.
الى الفنانين العراقيين علينا أن نخلد ذكرى الشاب (سيف العروس) أول شاب أعدم بطحن رأسه بقطعة البلوك الكونكريتية، ونقيم له نصب تذكاري في ساحة التحرير ليكون رمزا لكل الشباب الطامح للحرية والتغيير وشاهدا على جريمة العصر.
************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكس باير
- عمليات النفخ والتكبير من الشفاه الى المؤخرة
- فقاعات فارغة
- صرخة التحرر
- سنة على ثورات نساء المنطقة العربية
- تعبتُ
- الملابس وأباحية العصور
- يا نساء العالم أتحدن
- هل سيشرق على وطني زمن أنفتاح
- الى السيدة وزيرة القوامة وزيرة تركيز عبودية المرأة
- معاهدة الدين أوقطع رأسي
- تاء التأنيث
- مع حملة التضامن مع نساء ثورة مصر والشرق الاوسط
- ياسمين ((ضحية الفصل العشائري))
- غشاء البكارة
- تعدد الزوجات
- حوارات عارية
- أنا وأنت
- حكومة الأسلمة في العراق تعلن عن حربها ضد النساء
- لن تسلبني كلماتي والقلم


المزيد.....




- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - الايمو والفساد السياسي.. من يتحمل ضياع الشباب