أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - من اجل التوافق لمواجهة الواقع العراقي ! 1 من 2















المزيد.....

من اجل التوافق لمواجهة الواقع العراقي ! 1 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1079 - 2005 / 1 / 15 - 11:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمرّ الشهور سريعاً ويقبل العام الثاني على الأنتهاء بل وتطرق الأنتخابات الأبواب، الاّ ان الأرهاب ومسلسل العنف وتزايد القوات الأجنبية يستمراّن، ويستمر الدمار والخوف ونزيف الدم الذي اخذ يشمل بشكل واسع مؤلم، الصبايا والصبيان والأطفال، اختطافاً وقتلاً . . . يجري ذلك كلّه وغيره وتستمر المعاناة رغم تغيّر الأقطاب والوجوه والتسميات .
وفي الوقت الذي فرح فيه العراق من اقصاه الى اقصاه لسقوط الدكتاتور الدموي، الاّ ان اشتعال الحرب التي رفضها وحذّر من اشتعالها قسم واضح من القوى والشخصيات الوطنية، والتي احرجت واقلقت قسماً آخر، ودعى لها ورغب بها البعض رغبة في الأسراع بازالة الدكتاتورية بأي ثمن، للخروج من حالات اليأس التي كانت قد بدأت تخيّم، اضافة لأسباب اخرى . . لقد اشتعلت الحرب، بارادة وتواطئ وسكوت الكبار، وخلّفت الأحتلال وقساوته وعنفه وحلّ الجيش والدولة، وتفكك الحدود وتسلل الأرهابيين الدمويين والطامعين، الذين اصطفوا في خندق فلول صدام ومجرميه وخندق سعيهم بكل الطرق لأستعادة امتيازاتهم ومواقعهم المفقودة، الأمر الذي تدفع اليه اوساط اقليمية ودولية اخرى ايضاً، في محاولة لأعاقة الجهود الرامية الى استرداد الشعب انفاسه والى تنظيم صفوفه من اجل انهاء الأحتلال واعادة البناء، والعيش كباقي شعوب العالم بسلام .
وفي الوقت الذي يحار ويتسائل كثيرون عن اسباب طغيان حالة الحرب والعنف والأستمرار عليها، والى اين ستقود البلاد . . يرى آخرون ان الحرب غيّرت موقع ودور نفط العراق في معادلة المنطقة ومعادلات العالم، حيث يعتبر العراق صاحب ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم ـ وتذهب مصادر اخرى الى انه في الواقع صاحب اول اكبر احتياطي نفطي في العالم ! ـ اضافة الى كون نفطه من الأجود والأرخص كلفة، قياساً بنفوط دول الشرق الأوسط والخليج الأخرى، الأمر الذي ترى فيه احتكارات نفطية اميركية كبرى واحتكارات نفطية ـ عسكرية ـ صناعية، الوسيلة الأكثر فعالية الآن للتحكم باسعار وانتاج النفط في العالم وبالتالي التحكّم بالصناعة والتجارة، بعيداً عن منظمة اوبك التي تضمّ اغلب الدول النفطية في المنطقة، وسعياً لتهميشها وبالتالي تفكيكها ان رفضت الأنسجام . .
الأمر الذي يرى فيه محللون انه يشكّل ضغطاً جديّاً على الموقف والتأثير النفطي السعودي، وتعبيراً عن التأزّم المتزايد الذي اخذ يظهر بارزاً منذ احداث 11 ايلول 2001، مع البيت الحاكم فيها وتركيبته ووجهته، الأمر الذي قد يجد نتيجته وتعبيره في اعادة اصطفاف اقطاب المنطقة، واتجاهات ووجهات الصراعات فيها، طائفية كانت او دينية واثنية وقومية.
من جانب آخر، يلاحظ اخصائيون تبايناً في وجهات الأحتكارات النفطية الأميركية ذاتها، فبينما يسعى قسم منها الى الهيمنة على اسواق النفط واسعاره، بـ (اغراق) السوق العالمي بالنفط العراقي سريعاً بتوظيف كلّ الشبكات، القانونية وغير القانونية مهما كان الواقع القائم على ارض العراق !! ويزيد المخاوف الأوروبية من مخاطر موجة تقلّب اسعار النفط والعجز، اضافة الى اثارته قلق روسيا التي تلبي اكثر من نصف حاجة اوروبا الصناعية بالنفط والغاز، بعد ان اصبح النفط يشكّل العصب الأكثر حساسية لأقتصادها وبعد ان اصبحت بتقدير الأخصائيين العملاق الثاني المصدّر للنفط بعد المملكة العربية السعودية .
فيما يلاحظون سعي قسم آخر من الأحتكارات الى تحقيق اهدافه ضمن برنامج سياسي دبلوماسي (ينسجم) بتقديره مع وجهة تطوّر المنطقة اقتصادياً واجتماعياً وفكرياً، ووجهة التفاعل مع وجهات وحاجات دول المنطقة والعالم . . الأمر الذي يجد صداه في التقديرات المختلفة والمتفاوتة لحلول المعضلات القائمة في العراق والمنطقة وبالتالي في رسم سياسات الدول المعنية، وما يترك ذلك من تنوّع في ردود الأفعال تجاهها، سواءاً في العراق او في المنطقة والعالم، في الوقت الذي تنتصب فيه معارضة الأحتكارات الأوربية والآسيوية وبدرجات متفاوتة، لأستفراد وهيمنة الأحتكارات الأميركية على شؤون النفط والصناعة والسلاح . . وفي مقدمتها الفرنسية والروسية والألمانية، اضافة الى الشركات النفطية والصناعية الصينية الصاعدة .
من جانب آخر، يذكّر سياسيون وباحثون، بان ايّ نزاع محليّ في عالم اليوم وخاصة في بلد مؤثّر بوضوح في السياسة العالمية والأقليمية، سيترك ردود افعال قد تكون بحجم ما تتسببه النتيجة الناجمة عن ذلك النزاع وتأثيرها على المحيط الأقليمي، في احسن الأحوال، ان لم يجرّ المحيط الأقليمي ـ بحكم الأواصر الدينية والقومية والأثنية والسايكولوجية في الشرق الأوسط ـ الى صراعات قد تؤثّر على نتائج النزاع المحليّ ذاته ان لم يُحسن اخراجه وفق معادلات وموازنات المنطقة، ودرجة تأثير قوّتها في العالم الوحيد القطبية اليوم(1) .
اماّ اذا ما امكن تحييد الأقطاب الحاكمة في المنطقة، فأنه قد يصعب تحييد كل الأقطاب في بلد ما، خاصة تلك المتعاملة مع احتكارات السلاح والسوق السوداء، تلك الأحتكارات التي تبحث من جانبها عن كلّ نزاع لأطالته بكل السبل . . من دفع الرشاوي الى مسؤولين سياسيين وعسكريين وغيرهم، الى توريد وبيع الأسلحة باسعار مخفضة لتكوين سوق تتمكن من خلاله التحكّم بالنزاع والحصول على اعلى الأرباح، سواءاً من عوائد الأسلحة او من موقع تتشبّث به لتكون طرفاً بالقضية المتنازع حولها (2)، الأمر الذي يثير الكثير من المخاوف في الواقع العراقي الشائك اليوم . (يتبع)

14 / 1 / 2005 ، مهند البراك


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع " سنوات في البيت الأبيض " ، الشرق الأوسط، هنري كيسينغر / وزير الخارجية
الأميركية الأسبق، مستشار الرئيس الأميركي الأسبق نيكسون لشؤون الأمن القومي .
(2) راجع كتاب " تجارة السلاح" ، غيدون باروز ـ 2002، المستند الى التقارير الستراتيجية
لموازين السلاح ومعلومات واحصاءات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يشير
الى أن مشكلة تجارة السلاح لا تتوقف عند الأسلحة الثقيلة كالطائرات والدبابات, بل تتسع
لتشمل الأسلحة الخفيفة مثل الرشاشات والكلاشينكوفات والمسدسات والصواريخ التي تحمل
على الكتف مثل صواريخ ستينغر الشهيرة ( او المصنّعة محلياً). ففي كثير من الصراعات
والنزاعات - خاصة الحروب الأهلية والإثنية- تلعب الأسلحة الخفيفة دورا أكثر أهمية من
تلك الثقيلة, وآثارها التدميرية قاتلة خاصة على صعيد عدد الضحايا المدنيين. يضاف إلى
ذلك أن رخص الكلفة النسبية لهذه الأسلحة يسهل عملية الحصول عليها والتمكن من دفع
ثمنها.
ويشير الى ان تجارة السلاح تعمل على تغذية أكثر من 40 صراعا في مختلف مناطق العالم
(في مقدمتها الشرق الأوسط، جنوب شرقي آسيا، الهند وباكستان ـ كشميرـ )، والى أن
الفوضى العارمة التي نشبت في وسط أفريقيا (حرب الكونغو، مذابح رواندا) وانخراط أكثر
من دولة أفريقية فيها، كان أحد أسبابها الرئيسية تدفق السلاح من احتكارات السلاح الغربية
على الأطراف المتنازعة، عن طريق السوق السوداء .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة قوى التيار الديمقراطي دعامة اساسية لعراق فدرالي موحد !
- الأنتخابات كَرَد على التحالف الصدامي الظلامي 2 من 2
- الأنتخابات كرد على التحالف الصدامي الأرهابي 1 من 2
- -الحوار المتمدن- كموقع يساري متمدن !
- المشاعر الجميلة التي افاقها - الحوار المتمدن -ـ 1 ـ
- الأرهاب يطيل الأحتلال ويدمّر البلاد اكثر !2 من 2
- الأرهاب يطيل الأحتلال ويدمّر البلاد اكثر ! 1 من 2
- في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه ا ...
- !في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه
- الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 2 من 2
- الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 1 من 2
- الدكتور سلمان شمسة في ذمة الخلود !
- العراق : الأرهاب، الحدود، الأنتخابات !
- منع - الحوار المتمدن - ، المفاجأة ان لايكون !
- التوافق كبديل وطني للأنقاذ !2 من 2
- التوافق كبديل وطني للأنقاذ !1 من2
- ‎ـ 4 ـ‏‎ ‎ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذج ...
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً !‏ ـ3 ـ‏
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ! ـ 2 ـ ...
- ـ 1 ـ ‏ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - من اجل التوافق لمواجهة الواقع العراقي ! 1 من 2