أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - الساسة الفلسطينيون والهدنة مع اسرائيل















المزيد.....

الساسة الفلسطينيون والهدنة مع اسرائيل


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 19:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


يتعالى زعيق الساسة الفلسطينيين كلما اقدمت اسرائيل على ارتكاب جريمة اغتيال فلسطينيين في قطاع غزة حول تعرض التهدئة للخطر من قبل الاسرائيليين.
ويزداد الصراخ الحزين والمتألم باعلان تحميل اسرائيل مسؤولية خرق التهدئة وانها وحدها سوف تتحمل النتائج.
ويهتم المسؤوليين بتصوير الجرائم الاسرائيلية وعرضها على شاشات التلفزيونات ,علّ الغرب الاستعماري يغضب على اسرائيل لأنها (بوّرت الوجه)
والقوات العسكرية الاسرائيلية تقدم بين فترة واخرى على قصف قطاع غزة واغتيال عدد من الفلسطينيين نتاج الدوافع الامنية والنشاط الامني لمخابراتها ,ونتاج اكتشافها لحركة المنتسبين للعمل الوطني الكفاحي في قطاع غزة والتي قررت تصفيتهم.
فقد اقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي على اغتيال زهير القيسي مع اثنا عشر شهيدا آخر واصابة عشرين آخرين من الجهاد الاسلامي وألوية الناصر صلاح الدين ومدنيين آخرين كما افادت بيانات السرايا والألوية التي نشرها موقع معا الاخباري .
وعلى الفور تصاعدت البيانات ردا على هذه الجريمة وشدد أبو حسن باسم لجان المقاومة الشعبية أن الإحتلال الإسرائيلي لا يحتاج إلى تبريرات عند إغتيال القادة الفلسطينيين، وهو يتبع نظرية "من يشكل خطرا عليه سينال الإغتيال" .
كما اعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية انها في حلّ من أي تهدئة مع الاحتلال بعد اغتيال امينها العام زهير القيسي، داعية مقاتليها للرد على العدوان الإسرائيلي بكل قوة. واردفت لجان المقاومة :"ان العدو الصهيوني بإستهدافه الأمين العام الشيخ الشهيد أبو ابراهيم القيسي قد فتح على نفسه أبواب من الجحيم والثأر المتواصل لشهدائنا وكل الشهداء وأن الرد سيكون بحجم الجريمة البشعة".
وقد بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية على الفور باطلاق زخات من الصواريخ على مناطق فلسطين المحتلة شمال قطاع غزة ,كما استمرت الغارات الاسرائيلية اثناء كتابة هذا المقال.
قال وزير الجبهة الداخلية الاسرائيلية متان فلنائي" انه لا يعرف متى تنتهي عملية إطلاق الصواريخ من غزة لكن حركة حماس تحاول لجم المتطرفين ووقف إطلاقهم الصواريخ." واضاف فلنائي :" ان حماس تعمل كل جهدها من اجل تجنب حرب جديدة ضدها في قطاع غزة وتحاول لجم المتطرفين هناك، وختم قوله : مع حلول المساء سنرى الى اين تتجه الامور."
ان هذا السيناريو عبارة عن عملية متكررة ,حيث تقدم اسرائيل وفقا لأجندتها على اغتيال الفلسطينيين عندما ترى ذلك ضروريا .
ان اسرائيل لا تكترث لاعلانات التهدئة التي يتوصل لها المصريون مع الفلسطينيين.
ان مثل هذه التهدئة وهي صناعة مصرية انما تستهدف الزام فريق واحد فقط وهو الطرف الفلسطيني .بينما اسرائيل ,ووفقا لأجندتها, تنفذ عملياتها الامنية ,وهي لا تلزم نفسها بأية تعهدات على هذا الصعيد.
هناك مسألة في غاية الاهمية تطال وعينا وثقافتنا وصدقية المستوى القيادي الفلسطيني:
ان اسرائيل تشن ضدنا غارات وهجمات هي جزء مميز من حرب تقليدية وبأدوات الحرب التقليدية ,وهي اشكال مواجهة عن بعد او عن قرب .
واسرائيل تمتلك مقومات مثل هذه الهجمات وتتفوق بامتلاك ادواتها على النظم العربية المحيطة بها والتي لا تسعى لمجابهة اسرائيل باي حال من الاحوال.
ان تفوق اسرائيل في امتلاك ادوات الحرب التقليدية ,يمكنها دائما من استخدامها بتفوق ونجاح,كنوع من نهجها العدواني على الشعب الفلسطيني وهي سياسة عنصرية ثابتة .
ان هذه الممارسات الصهيونية ليست خرقا للهدنة كما تصرخ الابواق الفلسطينية المضللة لعقل ووعي ومفاهيم الانسان الفلسطيني .انها نهج وسياسة ثابتة منذ البداية وحتى اليوم وغدا وبعد غد ولا تستطيع وساطة المخابرات المصرية ان تغيرها او حتى تؤثر فيها بأي مقدار .
ان الوساطة المصرية كانت ولا زالت تستهدف اعادة الفلسطينيين الى الالتزام بالتهدئة التي فرضها عليهم المصريين كمخرج مزيف لا اكثر. فالتهدئة كانت ولا زالت من جانب واحد,والامر يختلف عن التهدئة مع حزب الله في لبنان .وقد صرح مسؤول من حماس ان التهدئة "هي نتاج توافق داخلي في الداخل الفلسطيني.." وليس تفاهما ثنائيا مع الاحتلال .
لقد صرح الناطقون بان "اسرائيل فتحت على نفسها باب جهنم " والسؤال هنا :اذا كنا نمتلك التحكم بباب جهنم فلماذا نغلقه بأنفسنا و ونبقي باب الجنة مفتوحا عليها؟
وكما صرح ناطقون متعددون بأن" اسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية عن خرق التهدئة " فنحن كنا ملتزمون بالهدنة التي توافقنا عليها بيننا وبين انفسنا بترتيب من المخابرات المصرية.
انها ليست تهدئة بين طرفين مقتدرين متجاورين على الحدود .كما ان ردود الفعل الفلسطينية التي تمثلت باطلاق الصواريخ ليس عملا موازيا يستطيع تشكيل ردا فاعلا بثقل عمليات القصف ,والتي تهدد اسرائيل بتكثيفها اذا لم تعد الفصائل الى الالتزام بالتهدئة المطلوبة منها من جانب واحد.
ان التظاهر الذي يتجسد من خلال بعض الاستعراضات العسكرية وبعض التصريحات من قبل الناطقين الفلسطينيين,انما يأتي تقليديا في علاقة غير تقليدية . ان الفلسطينيين لا يمتلكون قدرات الرد التقليدية التي تردع اسرائيل عن الاقدام على عمليات القصف والاغتيالات وليس بالضرورة ان يمتلكوها .
وان الرد على عمليات القصف والاغتيالات وعلى وجود الاحتلال برمته يكون بالنضال الثوري الذي تشنه مجموعات سرية في اوساط القوات الاستيطانية الصهيونية وبطرائق غير تقليدية.
وان تصريحات المسؤولين "بأن المقاومة هي حق لشعبنا" ودون أي استعدادات لذلك في الضفة والقطاع وكل اماكن تواجد الشعب الفلسطيني ,انما هذه التصريحات لذر الرماد في العيون ,وسيقولون بعدها "نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب "كما تصرح الانظمة العربية وهي لا تستهدف القيام بأي رد.
وبالاساس يفترض ان تلعب الفصائل الفلسطينية دورا هجوميا على العدو,وليس ردود افعال موسمية , وتتخذ كل الاجراءات والوسائل التي تمكنها من استمرار الكفاح ضد العدو الصهيوني الغاصب للوطن وفي كل الاوقات .ولكنها الآن عاجزة عن الفعل الثوري وتزيف وعينا بتصريحاتها وممارساتها .
انها بتكرار طروحاتها هذه "بالثأر.. والرد ..واعلان فتح باب جهنم ...,واتهام اسرائيل بخرق الهدنة..." ,انها بهذا انما تساهم في تزييف الوعي الفلسطيني ونقله الى دائرة الاستكانة للوضع القائم ,وعلى ألسنة المتنفذين من الناطقين باسمه ,وبواسطة المسلحين الذين يفترض شكلا انهم يمثلون ضمير الشعب الفلسطيني ويبني عليهم آماله في التحرر والانعتاق .ان تصوير الوضع وكان كل شيء مزبوط ويسير بشكل طبيعي الى ان بدأت اسرائيل بالقصف والاغتيالات و على ألسنة اناس يتماهون مع الاهداف الوطنية انما تؤدي الى تزييف الوعي الوطني الفلسطيني . وكأنه عندما يتوقف القصف تعود الامور الى حالتها الطبيعية وليس بيننا وبين الاحتلال الاسرائيلي شيء "وراح الشر ولا تراه"
ان السرائيل ليست معنية بالهدنة من جانبها ومعنية بالتهدئة الدائمة من الجانب الفلسطيني وهي تتحكم بهذا الامر بشكل تام .
ان قطاع غزة يتعرض للهجمات وفق ما ترى السياسة الامنية الصهيونية وبدون رادع ,وليس بالضرورة ان نمتلك قوة ردع بالوسائل التقليدية بل بالوسائل التي تصلح لمقاومة ثورية ,وبقيادة قوى ثورية لم تتنازل عن الثوابت الفلسطينية ولم تنزع الى مقاعد السلطان والحكم والتحول الى احزاب انتخابية .ان هذه الفصائل عاجزة عن الفعل الثوري.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم يوم المرأة العالمي
- يوم المرأة العالمي
- نقاط الاتفاق بين فتح السلطة وحماس السلطة
- زيارة الاماكن المقدسة في فلسطين الفتاوى السياسية والفتاوى ال ...
- حوار مع الاخ عبد المجيد القادري
- عبد العزيز بن باز ينكر دوران الارض
- العجيبة(الشنيعة) من التراث الشعبي
- رسالة مفتوحة الى طالبي التدخل العسكري الامريكي
- افغانستان تحاول العودة لنفسها
- الثورة والثورة المضادة
- الصوفية
- الصراخ من حول الاقصى
- سوريا والمخرج الوطني من الازمة
- الفيتو الروسي والصيني
- مصادرة اراضي في نحالين
- حوار حول الثورة المصرية
- مصر التغيير قادم لا محالة
- مصر الثورة لا زالت مستمرة
- لقمة العامل الفلسطيني مغمسة بالدم
- التقدم الفلسطيني نحو الرمال المتحركة


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - الساسة الفلسطينيون والهدنة مع اسرائيل