أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - In The Mood Of Love 2001:سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقدة منذ بدايتها















المزيد.....

In The Mood Of Love 2001:سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقدة منذ بدايتها


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 14:15
المحور: الادب والفن
    


In The Mood Of Love 2001:سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقدة منذ بدايتها
معالجة رائعة لشخصيتين تعيش حالة متكونة(وليست في طور التكوين) تجمع بينهما صدفة وقدر مرسوم بدقة

على كلمات:( Won Kar-Waiيبدأ فيلم المخرج (
أنها دقائق قليلة...لقد أبقت رأسها منخفضا لتعطيه الفرصة يقترب أكثر لكنه لم يستطع كان ينقصه الشجاعة...أستدارت وذهبت بعيدا..
تدور أحداث هذه القصة في هونغ كونغ 1962،التي يبدو للهولة الأولى بأنه قصة رومانسية عادية،مكررة، ولكن المعالجة الكبيرة لقصة حب مختلفة الدوافع والأحاسيس للقدر وللصدفة دور كبير فيها داخل قصة حب رومانسية عادية وكررة همشها المخرج أصلا ولم ينظر إليها إلا سببا لحدوث قصة حب أخرى كان من المستحيل أن تحدث لولا حدوث القصة الأولى.
سو متزوجة،وتعمل كمساعد مدير تنفيذي في أحد أحياء هونغ كونغ غير المعروفة باالنسبة لنا،فالمكان هو أحد المناطق الهادئة في هونغ كونغ فقط،وشون متزوج ويعمل كصحفي ويسكن في نفس اليوم الذي تسكن فيه سو وزوجها في الشقة المقابلة.
السبب الذي يدفعهما للسكن مجهول ومن غير المهم أن نعرف هذا السبب لأن زوج سو هو شخص مجهول الهوية نراه مرة واحدة ومن الخلف بينما لانرى زوجة شون في أي مشهد مشاهد هذا الفيلم الجميل....
الحياة روتينية يتعمد المخرج أن يرينا بعض المشاهد عن الترتيب والروتين،ويركز دوما على الأقدام كعنصر جمالي أحيانا يبلغ عن شيء قادم وأحيانا يتحدث عن روتين ممل في المشي وفي المنطقة في المكان الذي لابد أن نمشي فيه في كل يوم.
المهم في هذا الموضوع هو وهي...سو وشون وباقي الأمور ثانوية(من المكان والزمان وحتى الصدفة) لأن القصة هي أبسط بكثير مما نتخيل.
هناك تلاقي عظيم وكبير بين المسارب،بعناه المادي ومعناه المعنوي،فهي تمشي وهو يمشي على وقع هذه الموسيقى...يلتقيان ويبدأ هو بالسلام وسرعان ما سيفتح هذا المسرب شيئا أهم من كل ذلك...فزوجته وزوجها هم على علاقة إذا الموضوع أصبح يرتبط بهما وليس أي موضوع بل موضوع الخيانة...
الفيلم يعتمد على سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقد منذ بدايتها،فالملامح والتصرفات تؤكد أن الحب بينهما قادم
وبالتأكيد سيحدث هذا الحب،فالهدوء والاتزان التي تتسم به الشخصيتان الرئيسيتان يخفي من خلفه بركانا من الغضب والحزن..
الغضب أولا قبل كل شيء من لا شيء...غضب ليس من الخيانة..الغضب من ملل...من روتين حياتي رتيب فسو تبكي من غير سبب وهي تستحم ولكن الذي خلق قصة الحب هذه أولا وأخيرا هو الخيانة..
قصة حب متحفظة،لا نعرف إلى أين تسير فكلاهما من الداخل محاط بكتلة أخلاقية يرفضان أبدا أن يكونا مثل نظيريهما،ولكن كلاهما مهتم جدا بالنوم مع الآخر...إذا هناك حالة خيانة وحالة أخرى هي أصلا نشأت تلقائيا بسبب وجود العلاقة الأولى متعلقة بفكرة الخيانة ترغب به ولكن لا تقدر عليه..
تتلاقى النظرات على نفس الخلفية الموسيقية في نفس مكان المسير لكلاهما...يقتربان من بعضهما جدا عند التقاطع والحب ظاهر عليه جدا قبلها،ولكن هذه المسيرة لن تؤدي إلى شيء سوى إلى كبت المزيد من العواطف...الرومانسية القسرية تكمن في هذا التقاطع...إنها قصة حب مختصرة جدا تعتمد على عنصر واحد مكانها وزمانها الوحيد هو المشاعر والعواطف وللمطر دور
آخر في هذا الفيلم الذي يترب من تاركوفسكي تارة وأنتونيوني تارة أخرى.
المطر يتحسر على قصة حب عادلة من الممكن أن تحدث ولكنها ترفض المنطقية وترفض المطر لمكان التواجد والانطلاق.
يمتلك زوج سو ربطة عنق مثل ربطة عنق شون وزوجته تملك حقيبة يد مثل حقيبة يد سو..الخيانة هنا ليست زوجية فقط بل أيضا خيانة في تقاسم أشياء خاصة..أشياء لها علاقة بذوق غير مشترك للاشياء من المنطقي أن يؤدي هذا التكاشف إلى تقاسم فعلي لهذه الأشياء قدريا...ولكن الرفض ينبع من أن هناك زوجة...هناك زوجة لشون لا تهتم له إن تأخر أم لا...شيء من التواصل المفقود بين سو وزوجها...ولكن في النهاية يعتقد شون بأن هناك شيء قد حدث بينه وبين سو وليس من الضروري أبدا من قام بالمناورة الأولى.
التركيز على الأقدام من تحت الركبة وخاصة للسيدة سو لازال موجودا..مؤكدا أن هناك قصة حب حفرت في الذاكرة ولكنها مرت بسلام بين الضحايا وليس بين المتسببين...المشي لتأكيد الدقائق الهامشية في حياة الإنسان...لتأكيد التكرار غير المحسوب للحظات لن تحسب أبدا في أي ذاكرة وفي أي تاريخ.
هناك بروفة بين الاثنين لمواجهة الموقف:تسأله هل لك عشيقة..
يقول لها :أنت غبية...من الذي قال لك ذلك..تصر على السؤال فيقول لها نعم،فتلطمه على وجهه
نظن للوهلة الأولى أنها تحدث شون ولكنه يقول لها:هذا ليس برد فعل..
هي تحاول المواجهة..تحاول أن تستدرك حياة لا تعيش فيها ولا ترغب في استدراكها...هي تائهة أولا وأخيرا وتستعين برجل تائه أيضا في نفس المسرب...كيف تستدرك حياة أنتهت ولا تعرف كيف تبدأها من جديد أو توصلها إلى نقطة البداية.
لحظات صمت طويلة بين فترة وأخرى من أحداث الفيلم...يصدر منها قرار بعدم اللقاء مرة أخرى وهو يتقبل هذا القرار من دون مفاجآت أو صدمات....تقول له بأني لا أعتقد إنك وقعت في حبي وهو يرد بالمثل...لقد عاد زوجها وهي الآن بلا أمل..ثم تهم بالبكاء على صدره..في الحقيقة هذه بروفة أخرى ستنقلب إلى حقيقة لمواجهة موقف الفراق.
عندما يختار المخرج أن يبقي بعض الشخصيات هامشية فهنا علينا أن لا نتوه في خضم قصة أخرى قد تكون مملة ومكررة،بل علينا أن لا نتعرف وأن لا نتعاطف ولا نصدق سوى بطلي الفيلم وهذا ليس تقريرا بل معالجة رائعة لشخصيتين تعيش حالة متكونة(وليست في طور التكوين)تجمع بينهما صدفة وقدر مرسوم بدقة.
نلاحظ أن المخرج أيضا يبعدنا عن حيز المكان(الحي فقط) والزمان الغالب هو المطر في أزقة وشوارع مهجورة بتلميحات ولمسات جنسية حنونة وقليلة.
المخرج يقول أن هذه الأحداث قد مرت ولم تعد تنتمي إلى العالم الحالي بأي شكل...إنه شيء عابق في الريح،وهذا الشي تراث خالد في القلب سيبقى في الحنين وفي المخيلة وستبقى آثاره على الروح مثل الآثار التي نشاهدها في المشاهد النهائية للفيلم.
لقد تذكر كل تلك الأعوام المنصرمة..مثل نظرة من خلال زجاج نافذة مغبر...الماضي شيء يستطيع أن يراه ولكنه غير قادر على لمسه أبدا وكل شيء يراه ملطخ وباهت.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة مطولة حول فيلم التضحية(أندريه تاركوفسكي)1986: الخلاص ا ...
- الحنين 1983 لأندريه تاركوفسكي: تأملات في شعور بشري خالص
- لفدريكو فليني: مرة أخرى عن ذكريات فلينيAmarcord
- ستالكر أو الدليل لأندريه تاركوفسكي 1980 :المنطقة أو لحظة زوا ...
- زوربا اليوناني 1964:اليكسس زوربا:الرجل المحاصر بين متطلبات ا ...
- Passion of ann 1969 لأنغمار بيرغمان: سرد واضح لشخصيات ضعيفة ...
- ساعة الذئب 1968:بداية الحقبة النفسية لبيرغمان
- سولاريس لستيفن سوديربيرغ: رؤية جديدة لرواية ستا نسلو ليم:سول ...
- الإغواء الأخير للسيد المسيح 1988:أكبر ثورة فكرية في تاريخ ال ...
- دراسة حول فيلم Persona(قناع الشخصية):رموز أدبية وتحليلات نفس ...
- فيلم المرآة1975:محاولة لفك رموز تاركوفسكي المعقدة-تجلي العنص ...
- الثور الهائج 1980: عن حياة ملاكم نيويوركي أصيل
- سائق التاكسي 1976 لمارتن سكورسويزي: فيلم عن اللحظة بامتياز-س ...
- أندريه رابلوف 1969:الفن والجمال،والفكرة والمضمون،وكل شيء عن ...
- للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorffالحالة الغريب ...
- أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو لستيفن سوديربرغ:عندما تلعب تقنيات ا ...
- طفولة ايفان 1962 لأندريه تاركوفسكي:ولادة شاعر السينما الأكبر
- رجل ميت 1995 لجيم جارموش: رحلة قدرية مرسومة مسبقا لتقرير الم ...
- زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئ ...
- ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم ...


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - In The Mood Of Love 2001:سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقدة منذ بدايتها