أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميشيل نجيب - المرأة ضحية العقلية البدوية














المزيد.....

المرأة ضحية العقلية البدوية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 12:15
المحور: حقوق الانسان
    


فى هذه الأيام المرأة هى موضوع الساعة وكان من المنتظر تفاعلات كبيرة ومؤثرة من الجمعيات والمنظمات النسائية التى تقود العمل الحقوقى للمرأة، وكالعادة أنتهى عيد المرأة ببعض المهرجانات وتسليم بعض الجوائز التقديرية هنا أو هناك وبعض الكلمات العصماء فى بعض الندوات أو المنتديات الحقوقية، وخروج بعض المسيرات المئوية فى بعض البلاد الغربية والعربية بينها مسيرة فى ميدان الثورة المصرية ميدان التحرير عندما خرجت بضع مئات من النساء فى مسيرة أو مظاهرة بمناسبة اليوم العالمى للمرأة وتجمع حولهن الرجال وقذفوهن بالحجارة وما وصلت إليه أيديهم وطالبوهم بالسكوت لأن ذلك منافى للشريعة الإسلامية، وأنتهى كل شئ وعادت المرأة إلى قواعدها سالمة ولم تنتفض بقية النساء أو تثور أقلام النساء على هذا الأعتداء السافر على حريتهن فى التعبير عن مطالبهن الشرعية!!!

لابد أن تقذف المرأة بالحجارة أصنامها التى مازالت تتعبد لها يومياً وتقدم لها السمع والطاعة، لا أريدكم أن تتعلموا فى مدرسة المشاغبين حتى تدافعوا عن إنسانيتكم، ولا أريدكم دخول مجلس الشعب حتى لا تخضعوا لفكر الرجال وتقولوا كلاماً هزيلاً مثل كلام تلك العضوات المنتخبات فى البرلمان المصرى إذ يرفضن المطالبة بالمساواة أو بحقوقهن داخل البرلمان المصرى لأنها قضايا لا تشغل بالهم الآن لأن هناك قضايا أهم فى نظرهم من تلك القضايا العنصرية الفارغة!!!
كنت أعتقد أنه بعد تيار الثورية الذى ملأ الجميع بالشباب والحيوية، أن تخرج المرأة لتلتف حول قائدة أو رمز أو رائدة لكن الجميع أكتفى برؤيته الشخصية وما يمكن أن يحققه لقضيته دون الألتفاف حوله، والحقيقة عندما فكرت فى ذلك لم أجد أفضل ولا أحق بأن تكون رائدة للتنوير ورمز التحرر إلا الدكتورة نوال السعداوى صاحبة الفكر الجرئ والذى كلفها الكثير من حريتها لكنها لم تتوقف عن نضالها هذا وأستمرت فى عطائها الذى يتم ترجمته إلى كل لغات العالم، لكن فى مجتمعنا أستفاد منه البعض القليل لكن البعض الآخر لم يكتشفه بعد، وأتمنى أن تكتشف المرأة رمز التنوير النسائى الذى يتكلم لغتهم ويعكس مشاكلهم ليسيروا على طريقه نحو مستقبل تتحرر فيه عقول الجميع، وأتمنى أن تحظى نوال السعداوى بالتكريم الذى تستحقه.

كانت نوال السعداوى ترفض من يحجب عنها شمس الحرية سواء كانت نظاماً سياسياً أو إجتماعياً أو زوجياً، كانت تقول لا لكل من يريد أن ينزع عنها حريتها لتصبح مثالاً يحتذى به، بينما أقرأ مقالاً لأحدى النساء فى جريدة مصرية تتساءل بأستغراب وتعجب عن هذا الإهتمام الكبير بالمرأة وتستطرد قائلة" كيف ولماذا تحولت المرأة إلى «قضية» يختلف حولها الجنسان؟ أليست، أول الأمر وآخره، بشراً يتمتع بكامل حقوقه الآدمية، التى تكفلها الشرائع السماوية للإنسان، ذكراً كان أم أنثى؟ ".!!!
هذه النظرة الدونية هى التى أفقدت المرأة حقوقها الإنسانية، فهذه الكاتبة تعتبر أن قضية المرأة هى مجرد إختلاف فى وجهات النظر بين الرجل والمرأة، وحسب الكاتبة فالمرأة مثل الرجل تتمتع { بكامل حقوقها الآدمية} التى تكفلها الشرائع السماوية!! هذا الأعتقاد المطلق هو نفس أعتقاد الغالبية المغلوبة على أمرها من النساء بأن تلك الشرائع السماوية تعطيها كامل حقوقها الآدمية، إنه أعتقاد يقود المرأة إلى البقاء الأبدى فى حظيرة الرجل الراعى لقطيعه المطيع.
وللأسف بعد إستيلاء القلة على الثورات العربية تحولت أهداف الثورات من القضاء على الفساد والدكتاتورية والقضاء على الظلم إلى ضرورة القضاء على المواقع الإباحية والخمر وملابس البحر، والقضاء على الفنانين أمثال أليسا وشيرين ونانسى عجرم وتامر حسنى، كما فعل وزير الثقافة التونسى فى مهرجان قرطاج، وهكذا يتضح أن حصاد الثورات العربية يقول بكل وضوح أن أولولياتهم هى القضاء على أليسا ونانسى وشيرين بينما القضاء على الفقر ومشكلات المواطن اليومى فالأفضل تركها على كاهل رب العباد!!

ليس حقيقياً ما تردده أقلام بعض الرجال الدكتاتوريين من أن المرأة فى الغرب تختلف عن أمرأة الشرق بما يملكه الشرق من ثوابت صنعها الرجل ليضع حولها سياج أقنعته بإقامته كل العادات والتقاليد والأديان والأنظمة السياسية ليحمى به ملكية المرأة التى أقتناها بتصريح من المجتمع المريض.
وكما يقولون مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، أقول لكل أمرأة أن تسأل نفسها بصراحة هل مشوار إثبات إنسانيتها بجوار الرجل بدأ خطواته الأولى؟ وقبل أن تلعن المرأة الظلام الذى فرضه عليها الرجل، هل تحاول إشعال شمعة تضئ لها الطريق رغم جبروت الرجل؟
كل دكتاتور ينبغى أن تخترق مسامعه أصواتكم التى لا تكل ولا تمل من المطالبة بحريتها الإنسانية، ساعتها سيسأم الدكتاتور إزعاج أنانيته الذكورية ويبدأ فى تعديل أفكاره البدائية، لكن على المرأة أن تعى مسئوليتها نحو نفسها ونحو مجتمعها وتستمر فى الحديث بأعلى صوتها فى كل مكان يسمح لها فيه بالكلام لتغير من ثقافة المجتمع البدوية المنغلق على نفسه بتراثه الأسطورى.

أخيراً سيدتى.. بدون ثقافة ستظل المرأة بدوية بلا منازع!!!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والثورات العربية فى المجتمع الذكورى
- العامرية وغياب القانون
- خواطر فى ذكرى 25 يناير
- سنة أولى ديموقراطية
- مصر الجديدة بنت القديمة
- الإجرام الرسمى فى حق المرأة
- عيد ميلاد الحوار المتمدن
- الأنتخابات الدينية فى مصر
- غيبوبة صاحب القرار
- القمع الدموى للشعوب
- عورة الرجل وعورة المرأة
- النظام العسكرى المصرى
- الإعلام والقانون فى مصر
- مصرع الطغاة
- ماسبيرو وأسوان أين مصر
- شكراً ستيف جوبز
- فوز إسرائيل على مصر تسعة صفر
- الفرعون الحبيس
- سقوط المليونية فى مصيدة الدينية
- موسيقى الثورة الصاخبة


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميشيل نجيب - المرأة ضحية العقلية البدوية