أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - قراءة في الحركة الاحتجاجية/ الحركات الاجتماعية حفزت الأمل بالتغيير














المزيد.....

قراءة في الحركة الاحتجاجية/ الحركات الاجتماعية حفزت الأمل بالتغيير


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 23:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


التجربة التي خلفتها أحداث العام الماضي تشير إلى أن الحركات الاجتماعية و الاحتجاجية لم تكن نتاج المفاجأة فقط، بل جاءت بابتكار خلاق لأشكال جديدة من النشاط والممارسة العملية، فما هي العناصر المشتركة لهذا الحراك العابر لحدود الدولة الوطنية؟


صناعة التاريخ

في الوقت الذي شهدت بلدان منظمة التعاون الاقتصادي OECD في السنوات الماضية تعبئة كبيرة للحد من جذرية الحركات الاجتماعية ذاتيا، جاء "الربيع العربي" ليذكرنا بالمزيد من متطلبات التغيير بعيد المدى. وكان هم المحتجين ينصب على مقاومة سلطة الاستبداد ومن أجل إحداث تحولات أساسية في مجتمعاتهم المحاصرة، التي لا تجد فيها الأجيال الشابة مكاناً لها.

ويمكن للمتتبع أن يلحظ في بلدان جنوب أوربا خصوصا حجم الضغوط الهائلة من أجل التغيير التي أحدثتها الحركة الاحتجاجية. الحركات الاحتجاجية في مدريد وأثينا وصولا إلى نيويورك لم تحرك فقط الغاضبين على الممارسات غير المعقولة للبنوك، بل انطلقت من مسؤولية اجتماعية للمطالبة بالتغييرات الجذرية:"يوتيبيا عصرنا". نلاحظ العودة إلى اليوتيبيا والى ثقافة النقد الجذري التي جسدها شعار"كونوا واقعيين وطالبوا بالمستحيل" ، التي امتازت به الكثير من احتجاجات عام 1968 . التغييرات الصغيرة - مثل التحكم في الأسواق المالية أو في فرض الضرائب على المعاملات المالية – يمكن توقع فرضها فقط، إذا كانت هناك حركات احتجاج جذرية تذهب إلى مدى أبعد مما هو ممكن عمليا.


إعادة خلقنه الاحتجاج

عندما تحفز مفاهيم العدالة الاحتجاجات في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي أيضا، فان ذلك يعد انجازاً ضخماً في النظام الرأسمالي، الذي يخلو بشكل متزايد من الأخلاق. كان هذا واضحا جدا في احتجاجات الصيف الماضي في إسرائيل التي حظي فيها شعار ( خنازير- رأسمالية) بتأييد كبير، في بلد وصل إلى قمة عدم المساواة الاجتماعية والفقر بين الأطفال. يشير أيضا انتشار أقنعة "غاي فوكس" و إشارات "روبن هود" وصولا إلى شعار" نحن ال 99 بالمائة" ، إلى المطالبة بضرورة تصحيح الثراء الفاحش الذي عززته الأزمة الحالية بوقاحة. إن المشترك في دوافع الحركة الاحتجاجية هو إعادة خلقنة عدم المساواة المجتمعية والتهديد الذي تسببه، والذي لا يمكن القبول به لفترة أطول.


إعادة تحميل نقد الرأسمالية

ليس هناك الآن ما يشير إلى أن السؤال اليوم هو إعادة تفعيل الأفكار الشيوعية أو الاشتراكية أو حتى الاجتماعية الديمقراطية، بل يعاد اكتشاف مفاهيم تعاونية ومجتمعية و تحررية، دون أن تكون جزء من مشروع مجتمعي ودون أن تكون جزء من عمل "سردي كبير". من يملأ هذا الفراغ وبأي محتوى، أسئلة لا يمكن الإجابة عليها ألآن. فلم يعد الأمر متعلقا بعد الآن "بالحد الذاتي من الجذرية" المعد لخطاب الحركات الاجتماعية الجديدة، التي يبدو تواضعها ألآن غير مقبول أكثر من أي وقت مضى.


ديمقراطية حقيقية الآن

على الرغم من أن المخيمات والتجمعات في الساحات العامة أصبحت سمة مميزة للموجة الأخيرة من الاحتجاجات، لكنها ليست جديدة، بل كانت حاضرة بهذا الشكل أو ذاك في جميع الحركات الاجتماعية تقريبا، لكن يبدو إن لدغتها النقدية هذه المرة اخترقت العمق إلى نقطة أبعد.لقد أصابت قلب ديمقراطية الغرب الليبرالية، وبالضبط أصابت الإشكال المستقرة للتمثيل السياسي. في ساحة " بويرتا ديل سول" في مركز مدريد وقي المناطق الأخرى، لم يركز المحتجون في 15 أيار فقط على آليات اتخاذ القرار الديمقراطي، أو على نقد عدم مراعاة مصالحهم من قبل الساسة المتنفذون.إن ربط استثناء ممثلي الأحزاب ، وعدم السماح لهم باعتلاء مسرح الخطابة بالمطالبة بالديمقراطية "الحقيقية"، بدا في البداية وكأنه حل غامض، وكذلك راديكالية المحتجين في نزع الشرعية الديمقراطية عن الحكومات المنتخبة. وكذلك عدم تسمية متحدثون للحركة الاحتجاجية،أو تشكيل اطر تنظيمية لها، أو كتابة برنامج لها، هو جزء من فهم سياسي – ديمقراطي للوقوف على مسافة قصوى من النخبة "الديمقراطية" المتسلطة.

مساحات التعبئة المفتوحة

إن الشبكات الاجتماعية ووسائل الاتصال و المنتديات الالكترونية لم تساهم فقط في إيجاد تعبئة بلا مراكز قيادية، بل أوجدت إلى حد بعيد تعبئة واسعة بلا هياكل تنظيمية. هذا ما تعكسه مراقبة دقيقة للنشطاء و الهياكل الاجتماعية التي جعلت الحركة الاحتجاجية في بدايتها ممكنة، كما جرى في المنطقة العربية حيث لعبت منظمات وجمعيات المجتمع المدني وعلاقات الجيرة دورا فاعلا في خلق الاحتجاجات الجماهيرية، ولم تكن الحركات المنظمة ذات الشعارات و البرامج المشتركة هي التي حققت في البداية النجاح التعبوي. نداءات الشبكات الاجتماعية والمنتديات و المدونات الصغيرة هي التي أطلقت شرارة التحشد إلى أماكن عامة محددة، طور فيها الحضور أجندتهم المشتركة، وشكلوا، حيثما أمكن، هياكلهم التنظيمية الخاصة. بعبارة صريحة أخرى : لم تجر التعبئة للوصول إلى أهداف محددة، بل تمت التعبئة لتحديد الأهداف أولا.

التحضر و العصيان المدني

إن الجمع بين التحضر الأجندة الجذرية ليس بجديد على الفعل الاحتجاجي، لكن غياب التشدد والعنف، كما هو الحال في حركة "لنحتل الوول ستريت" مثير للدهشة، خصوصا عند التفكير بصعوبة حماية اجتماعات مفتوحة في ساحات عامة من الاستفزازات المستمرة.


*- باختصار عن مقالة للبروفسور "رولاند روت"أستاذ العلوم السياسية،" في المعهد العالي لمدينة "مغديبورغ" الألمانية، نشرت في عدد جريدة "نيوز دةيجلاند" (المانيا الجديدة) ليوم 29 29.02.2012.




#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول في اليمن.. دروس غنية
- الصين تريد المساهمة في إطفاء حرائق الأسواق المالية الأوربية
- رؤية يسارية اوربية للتطورات في سوريا
- ديمقراطية بوتين التي لا تشوبها شائبة
- التدخل و الفيتو و مصائر الشعوب
- ديمقراطية الغرب الناقصة -التجسس على اليسار يقوض قيم الديمقرا ...
- حزب اليسار الأوربي: لنعزز النضال من اجل وحدة اليسار
- نجاحات جديدة لحركة الوول ستريت
- فرنسا: ألأنتخابات تدخل مرحلة ساخنة
- على أوربا استيعاب رسالة الحركة الاحتجاجية
- قبرص تعامل آخر مع ألأزمة ممكن/ استمرار النجاحات الانتخابية ل ...
- نهوض اليسار في الولايات المتحدة الأمريكية
- بعد رفضها وصفات صندوق النقد الدولي ألأرجنتين تفلت من فخ الدي ...
- تغير المسار نحو نظام اجتماعي جديد*/ تحول اجتماعي ايكولوجي .. ...
- الوحدة في التنوع/ امريكا اللاتينية: تحالف جديد للتكامل يستثن ...
- اانجيلا ديفز حول حركة -لنحتل وول ستريت-: الحركة فرصة لتجديد ...
- حول العلاقة بين أحزاب اليسار و الحركات الاجتماعية الجديدة/ ن ...
- قمة العشرين تجبر اليونان على إلغاء الاستفتاء و المعارضة تطال ...
- شبح الاشتراكية يجوب أروقة البرلمان الألماني !
- تجاوبا مع جهود السلام ومطالبات اليسار/ -إيتا- تنهي كفاحها ال ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - قراءة في الحركة الاحتجاجية/ الحركات الاجتماعية حفزت الأمل بالتغيير