أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - ليس مع الايمو ، وليس مع العنف أيضاً














المزيد.....

ليس مع الايمو ، وليس مع العنف أيضاً


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 18:37
المحور: حقوق الانسان
    


أصبح الايمو حديث الناس في الشارع والفضائيات ، حتى باتت الحقيقة تختلط علينا بين الكم الهائل من الأخبار المتضاربة بين ماقيل عن تصفية عدد كبير منهم من قبل جماعات دينية متشددة مجهولة ، وإنكار الجهات الأمنية لوجود حالات قتل ، وبين ماقيل من أن الايمو مصاصو دماء وعبدة شيطان وشاذون جنسياً ، اومجرد مراهقين يتبعون موضة في المظهر ويسمعون موسيقى صاخبة لاأكثر ، وهي صرعة ستأخذ وقتها وتنتهي مثلما انتهت صرعات سبقتها كالبريكية وغيرها ، وبين ماقيل أيضاً أن تسليط الضوء على هذه الظاهرة الآن يحدث بهدف إشغال الناس عن القضايا الأهم التي تدين الحكومة والبرلمان ، او إن هناك جهات إرهابية تستهدف بث المزيد من الرعب والفوضى بين الناس من خلال استغلال هذه الظاهرة بمايخدم مصالحها .
وأنشق الناس أنفسهم الى شقين ، بين رافض للتدخل في حريات الآخرين في المظهر منددين باستهداف المراهقين في حين أن مصاصي الدماء الحقيقيين الذين يعبدون نيران المفخخات ويحرقون العراقيين بها يجوبون في شوارعنا بحرية من غير أن يردعهم أحد ، وبين مؤيد لقتل أولئك المراهقين لأنهم يرتكبون أفعالاً خارج الدين ، من غير أن ينتبه الى أن المرجعيات الدينية نفسها حرمت قتل الايمو لأن التعرض الدموي لهم يهدد التعايش السلمي في البلد .
المؤسف أن بعض وسائل الإعلام لاسيما الفضائيات قد تكون مبالِغة في ما أوردته عن الايمو ، والمؤسف أكثر أن ثقافة العنف والقتل تعشعش في نفوس الناس لاسيما بسطاء التفكير ، حيث لاحظنا عدداً من الناس يشجعون على قتل أفراد الايمو وقد صدقوا كل ماروجته وسائل الإعلام من أنهم شواذ ويستحقون القتل ومن غير أن يتأكدوا من حجم الحالة او الظاهرة ، وهم في الحقيقة قد يكونون مجرد مراهقين أعجبتهم ملابس الايمو واكسسواراتهم حالهم حال البريكية تعبيرا عن رفضهم الواقع او شعورهم بالفراغ او اللاجدوى من جراء الظروف المضطربة في العراق .
وهنا نسأل :
كل فعل غريب عن تقاليد مجتمعنا ، أيستحق عقابه بالرجم او القتل باسم الدين أم إن هناك معالجات سلمية نفسية يمكن أن تتبناها مؤسسات تربوية واجتماعية وإعلامية لتقف على أسباب الانحراف السلوكي وتوفير الأرضية المناسبة لعلاجها قبل استفحالها ؟
في العراق نعاني موضوعة العنف التي يشجعها الناس أنفسهم !! وهذا ناجم عن التنشئة المغلوطة في عدم تقبل الرأي الآخر وتنصيب الفرد نفسه وصياً على سلوكيات الغير ، كما إن تشجيع العنف ناجم أيضاً عن غياب سلطة القانون وهيبتها ، بحيث أن الفرد بات لايؤمن بأهمية القانون في معالجة الأوضاع التي تهدد أمنه.
إن الأسئلة التي تطرح نفسها هنا : أيستحق المراهقون من مقلدي الايمو أن يجري إعدامهم او اغتيالهم او حتى ممارسة الضغوط عليهم لتغيير مظهرهم ؟!! أم تتطلب الظاهرة القيام بحملة توعية لهم لئلا ينجرفوا الى ماقيل عن حقيقة الايمو العالمي ، فضلاً عن وضع الحكومة في دائرة الإتهام كونها مسؤولة عن توفير الأمن وفرص العمل لاحتواء الشباب الضائع حتى يفكر بمستقبله على نحو إيجابي بدلاً من حالة الفراغ التي تؤدي به الى التعبير عن يأسه وإحباطه بالتقليد الأعمى للموضات وسواها .
إن أهمية التوعية لاتقتصر على احتواء أفراد الايمو ، بل مؤيدي قتلهم أيضاً الذين يجدون القتل الحل الأمثل للقضاء على الظواهر الغريبة حفاظاً على تقاليد المجتمع ودينه ، ذلك إن من المهم توعيتهم بأن الخطأ لايعالج بخطأ أكبر ، وأن العنف لايولد إلا العنف ، وإذا أسلمنا بوجود شاذين جنسيا ً من مقلدي الايمو ، وهذا مايستنكره الكثيرون ويؤيد البعض التصفية الجسدية حلاً له ، فإننا يجب أن لانحرق الأخضر بسعر اليابس ، وإذا كان هناك ايمو شاذ جنسياً ، فلأن لديه ميلاً الى الشذوذ سواء أكان ايمو أم لم يكن ، وقد لايكون بقية الايمو شاذين وإنما مجرد مقلدين للايمو في الملابس والاكسسوارات ، ولربما جذبتهم معنى كلمة الايمو إذ تعني الحساس او العاطفي او المتهيج .
ولايخفى علينا أن المراهقين ينجذبون بحكم مرحلتهم العمرية الى تقليد الصرعات حتى من دون أن يفهموها ، كما إن هناك معالجات نفسية للحالات الشاذة ينبغي لها أن تأخذ مكانها في مجتمعنا قبل أن ينجرف أكثر مع قوانين الغاب ، فضلاً عن أن الأسر ينبغي لها أن تعرف كيف تحافظ على أبنائها من الانجراف الى الصرعات الدخيلة ، من خلال متابعتهم والاستماع الى همومهم ومشاكلهم ، لتكون معهم أولاً بأول حتى تتمكن من حمايتهم وقت الخطر.
ويقع على أصحاب الاختصاص في علمي النفس والاجتماع دراسة هذه الظواهر من ناحية الأسباب ووضع المعالجات لها ، ويتبنى الإعلام طروحاتهم كقوة توعوية للمراهقين والشباب من جانب ، وللتحفيز على نبذ اللجوء للعنف للتخلص من حالة او ظاهرة من جانب آخر ، فضلاً عن توعية الناس ليحافظوا على أبنائهم ، وعدم خلط الأوراق عن جهل ، ذلك إن ثمة عنفاً يعشعش في عقول الناس وقلوبهم أخطر من ايمو المراهقين ، متجاهلين أن الايمو قد يكون في العراق مجرد صرعة تقليد لاأكثر وستنتهي كما انتهت صرعات سبقتها ، لذا ينبغي لنا أن لانكون مبالغين في ردود أفعالنا ضدها .
وأخيراً نقول إننا تابعنا ردود أفعال بعض الناس ، بينهم مختصون ، بشأن موضوع الايمو ، وسنحاول عرضها لاحقاً ، لكن أظرف وألذع رد فعل جاء من باب شر البلية مايضحك أن الايمو موجودون في العراق منذ القدم ، لكن يقال إنهم يقودون سيارات مصفحة في الوقت الحاضر!



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشرى سارة .. امتيازات خرافية للشعب العراقي ، آخرها مُصفحة !
- مراسم أنثى ثائرة
- كن متجدداً ، واصنع لنفسك الفرحَ
- ونرى من الناس العجب !!
- نزيف الجرح على أطلال حكايتنا القديمة !
- رسالة الى مَن يزهق أرواح العراقيين
- ياحكومة .. يامثقفين .. عراقي يبيع نفسه في مزاد عبر الفيس بوك ...
- من زحام الطريق الى زحام الكراسي والصراعات !
- الإرادة تصنع الحظ
- الانتظار .. أشرعة بإتجاه المرافئ
- أحلم .. اتمنى .. أريد
- محظورات الفيس بوك .. مثقفون بمستوى جهلة !!
- أسمائيات : من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى
- الغيمة وسادة حلم !
- الهجوم على أغاني التفخيخ خير وسيلة للدفاع !!
- أسمائيات : بشرى سارة للسمان في العراق !!
- أسمائيات : خلجات امرأة منسية في منطقة البرزخ !!
- أعماق الإنسان نوافذ للضوء والأمل والجمال
- أفكار متمردة على دكتاتورية المجتمع والرجال !!
- اللجوء الى جنوب السودان !!


المزيد.....




- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - ليس مع الايمو ، وليس مع العنف أيضاً