قصيدة يا امة بلا امة

جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 18:19
المحور: الادب والفن
    

المراة
فقدت انوثتها فى ظل النظام
الرجل
فقد رجولته فى ظل النظام
حتى صارت الشعوب بين اثنين
اما الدجاج و اما الحمام
عشنا فى اكذوبة الحضارة
عشنا فى الاكذوبة الكبرى
زهاء سبعة الاف عام
وجهنا فى وهم الحضارة
و " قفانا " فى جهة الامام
نحن فى اخر طابور الامم
لا نملك غير ثرثرة الكلام
نحن فى ذيل القرود و الفئران
و القطط و الزراف و النعام
نحن الذين هجرنا الكتاب
هجرنا سنة القائد و الامام
نحن امة لا نعرف كيف نتكلم
لا نعرف
كيف ننظر او نعيش
لا نعرف الفرق
بين الذيل و الخطام
لا نعرف
كيف نتعامل مع الانهار
تلك التى تعطينا الحياه
و كأن بيننا السأم و السام
نحن بلاد الغاب و الرقص و الدجل
فاكذوبة الديمقراطية المنتشرة
كالوباء بين الخفافيش و الاقزام
تماوجنا
تغنجنا
كأننا مصابون بالبرص و الجذام
فقدنا الاستشعار عن بعد
فقدنا هويتنا الثقافية
فقدنا هويتنا الاجتماعية
فقدنا هويتنا و لا اعلام
فقدنا هويتنا الدينية
فقدنا الانتماء فى نوبات الجبن
و الرعب و الزكام
فقدنا هويتنا القومية الاسلامية
تحاربنا .....
تمزقنا
حتى عدنا بعد عصر الجاهلية
لا نفرق يا وطننا العربى
بين الحرب و السلام
اصبحنا لا نفرق بين التمر و الجمر
اصبحنا لا نعرف الحقيقة
اصبحنا اغنام شريدة بلا راعى
فقد افلت الزمام
هل نخاف من امريكا
ام نخاف من اسرائيل
ام نخاف من " دراكولا "
ام نخاف من وهم الظلام
كيف يا اوطاننا
تضخمت فينا اسطورة اليهود
كيف صار
احفاد القردة و الخنازير
باعيننا الهة عظام
يا وطنى العربى
كيف
افسد حالك اليهود
ضيَّعوا التقدم و التمدن
و قتلوك فوق الحدود
يا وطنى
كيف صرت فاكهة
يأكلها ابناء القرود
يا وطنى
العيب ليس فى العدو الصهيونى
فهو متهم بالتعدى و الجمود
العيب فيك يا وطنى
لما بعت ابنائك للركود
لما عشقت الغرب
و غازلت على حسابنا
الموساد و الليكود
العيب فيك يا وطنى
لما تركت اصلاحاتك
لِمَ لم تأخذ قرارتك
لِمَ رهنت ثرواتك
تحت اقدام المومسات و بين النهود
يا وطنى
لا تفرح بهتافات الرعاع
و سلامات النفاق
بمرأىَ الكاميرات و الحشود
يا وطنى
انهض بكل انظمتك
وودع ايام الهزال
و اسطوانات الحماس
يا وطنى
لا تكن مريضا بالسل او بالنعاس
لا تكن احمقا
معدوما من الاحساس
لا تكن اميرة عربية مزدانة بالجواهر
وحدها بلا حراس
يا وطنى العربى
لا تكن نهبا
و لا بيتا خرب بلا اجراس
كيف بلحظة
يصبح المسلمون الضحية
و كيف
يفعل الكافرون فينا
ما يفعلون بلا مساس
فهل يصادرون فيك يا وطنى
الرجولة و الحياء
و هل يصادرون منك يا وطنى
اخر قطرة فى دمك من كبرياء
و هل يكسرون سيفك
و يقتلون ولدك
و يستحيون البنات و النساء
هل يدمرون تجارتك
و يحرقون السلع و الاسواق
و يبطلون البيع و الشراء
هل يبيعوننا فى اسواق النخاسة
و حكامك فى المنتجعات
يتعرون صباح مساء
هل يستعمروننا
يغزون ديارنا يا وطنى
و حكامك هاربون للعراء
و هل يصادرون يا وطنى
كما صادروا الثقافة و الكتب
كل الاحاسيس و كل الغضب
هل يقصفون شبابنا العربى
هل يقطفون عيوننا العربية
مثل قطفات العنب
هل يصادرون النساء و الاطفال
كما صادروا الصناع و الرجال
و الامر لمن غلب
هل يصادرون العيون و الشفاه و الاقمار
و لا ندرى السبب
طوفان نوح و الامطار
غرقت يا وطن العرب
فسياسة الحديد و النار
احرقت العالم الاسلامى
قوانين المد الالحادى
اخترقت ارضنا و سمائنا ليل نهار
ويل لكم حكامنا اذ انكسرتم
و منى الوطن بالانكسار
بركان دمار
زلزال دمار
يا امة جل قرارها بلا قرار
رجالها بلا رجال
و نساءها بلا اسوار
فكل القرارات السريعة
وجبات سريعة
قرارات بلا قرار
يا امة ضحكت منها الامم
امة كبيرها الان مكار
يا امة عايرتها الامم
بذهاب الشرف و شيم الكرام
يا امة باءت بالخيبة و الفرار
يا امة حل فيها
محل الوفاء الدجل
و الفقر و القحط و تجارة البشر
لا عذر اقبح من الذنب
لا اى اعتذار
يا امة فشا فيها الرشا و الربا
و خراب الذمم و عشق العار
يا امة غدت قضية و مصيبة
و اوزار محمولة على اوزار
يا مة غدت مسرحا
لاخبث الافكار
و اعنف الافكار
و غدت فيها الفتن و الملاحم
اقنعة و ادوار
يا امة صارت على نفسها
قدرا سيئا بلا اقدار
يا امة استوجبت غضب الرب
فغضب عليها
فلا تعرف طعم الانتصار
نحن امة تبحث عن بطولة
بين الصغار
نحب المظاهر
نكره الرخاء و الازدهار
لا لنا حديث و لا لنا عهد
و لا لنا قدم فى الارض راسخة
و لا لنا محاولة
تحمد من بعدنا اثار
نحن امة ليس لنا قمة
و لا لنا نسل و لا لنا قيمة
و لا لنا تاريخ فى اندثار
سياسة تجفيف المنابع حلت بنا
و نجح المبشرون الجدد
فى قطع الطريق يا وطنى
بين الثورة و الثوار
لا تعجبون اخونى
انا انا و اسمى ليس مستعار
انا لا اخون امتى
و لا منافق جبان
انما لحقنى الشنار
انا ثائر على من يقتل الازهار
انا بكل كيانى
اخطط للوطن ثورة
كى يغير المسار
مات مستعمرو السلاح
و جاء دور مستعمرو التطبيع
تعلمون كيف يبتسمون فى الصباح
و كيف يدخلون بخارطة الطريق من المطار
الا تستحون
نحن امة ضحكت منها الامم الكبار
فالكل مدان
و الكل جبان
و الكل منافق خائن
مسجون الفكر
معتقل اللسان
الكل يا سادتى له و جهان
الكل غابت فيهم العقول
الكل مريض
فالامة اجتمعت على ضلال
الكل جاهل
الكل مجهول
الكل فى بلادنا
من الفقر و الجوع و الجهل
عن العالم مقطوع و مفصول
الكل احتاج ان يعود للانسان
الكل يحتاج
ان تقلم الحضارة الاسلامية اظافره
و يحتاج للختان
يا امة ضحكت من شانها الجان
كيف تدورون
تروحون
لاخر القطب الشمالى - الجنوبى
حيث لا اوطان
حيث لا مكان
بلا هوية
بلا كرامة
سيان سيان
و تؤكلون فى لحظة
كاسماك صغيرة
على موائد الحيتان
يا امة بلا امة
يا امة بلا انسان
و لا انسان

#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات