أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - بوق مرزوق














المزيد.....

بوق مرزوق


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" بوق مرزوق ...زورق رزاق مقلوب ...قدري قاد بقرنا "

هذه الجمل كانت درساً في المرحلة الأولى من دراستنا الإبتدائية ، لم نكن نفهم هذه الجمل ، بل كنا نضحك بطفولية مفرطة عندما كان معلمنا في الإبتدائية المرحوم ( اوراها- مسيحي من مدينة زاخو) يقول وبصوت عال جداً (بوووووق مرزوووووق) ،وكنا نردد وراءه ، ونضحك ونغرق في الضحك، كان يلقي علينا الدرس بطريقة محببة ،لانصدق في اليوم الثاني كيف نصل الى المدرسة لكي نستمع اليه ونردد وراءه... الصف الدراسي كانت فيه صورة واحدة مقززة ومخيفة ... صورة (احمد حسن البكر) ، ... أحد التلاميذ معنا وهو الآن في جوار ربه سأل المعلم (اوراها) : ما معنى بوق مرزوق : رد استاذنا وبالللغة الكردية (بوق) يعني (بوريزان) وهذا اسم البوق بالكردية ... اما مرزوق فهو اسم رجل . كان الصف الدراسي جميلاً رغم برودته القاسية وجدرانه المتشققة ومقاعده العتيقة المتهرئة وملابسنا الرثة وعصا الأستاذ (سعيد الحاج صديق) مدير المدرسة الذي كان يضرب بقسوة كل من لا يسعى للنجاح ...نعم كل شيء كان جميلاً باستثناء صورة (أحمد حسن البكر) لم تكن تروق لنا رغم طفولتنا...لم نحب تلك الصورة وصاحبها أبداً ... كان اسم مدرستنا (زوزان) أي (المرابع الجبلية) وكانت (مدينتنا زاخو) مدينة صغيرة جميلة آنذاك رغم أحزانها ولعقها لجراحها ... لم يكن فيها مرزوق ولا بوق... الآن (زاخو) قرية كبيرة...! نعم مدننا قرى كبيرة... وفيها أبواق!
رحل معلمونا اوراها وكريستو وداوود وهم الآن في ضيافة ربهم...هاجر معلمنا غريب صالح حامد الى اوربا وهو معلم الرياضة صاحب العينين الزرقاوتين ...شقيقته (كردستان) استشهدت في عام 1974 برصاص الأمن البعثي في مدينة دهوك ... الملا عثمان معلم التربية الدينية كان قاسياً للغاية ، ويضربنا بقسوة... احمد الحاج خالد كان معلماً رحيماً بنا ... ما زلت أتذكر محياه ... أتذكر كيف ضربتني أمي في يوم ماطر أبيت فيه الذهاب الى المدرسة لأنها اعطتني خمسة وعشرين فلساً (نصف درهم) وأنا طلبت منها (خمسين فلساً) وما ان رفضت هي ...رفضت انا الذهاب الى المدرسة ،فضربتني وقادتني الى المدرسة لتسلمني الى المدير سعيد الحاج صديق ليضرب هو بعصاه الرفيعة(غصن رمان) يديي الصغيرتين الناعمتين.
سرقتني الذكريات لأسردها على قرائي ... لكني إضطررت اضطراراً في لحظات وجدانية الى سردها ...

عودة الى بوق مرزوق:
نقاشات معمقة جرت وتجري بيني وبين اصدقاء اعلاميين وكتاب ومهتمين ، وحتى إتصالات هاتفية حول هذه المسألة ، أقصد (بوق مرزوق) وحقيقة انا بصدد كتابة مقال مطول ومفصل حول الموضوع ، لكني الآن اكتفيت بما دونته في هذا المقال فلنا خوض في الموضوع وبعمق.
كبرنا وكبرت معنا المآسي... كل مضى الى غايته ... واصطدمنا ببوق مرزوق وهو يمجد طاغية حكمنا بقوة الحديد والنار ، سرق طفولتنا وهشم شبابنا ، وساهم (الأبواق) في تحطيم طفولتنا ، أبواق عبارة عن جيوش من أشباه الشعراء وأنصاف المثقفين وأرباع الصحفيين ، جميعهم كانوا في خدمة (الطاغية) ، مرازيق بالجملة بأبواق رخيصة صاخبة أصبحوا آلة إعلامية مدمرة ، تسببوا في إضاعة ( لاخبر لا جفية لا حامض حلو) وأحلوا محلها ( إحنا مشينا للحرب) ، وأنسونا (يا عشكنا) ليلصقوا بذاكرتنا (منصورين بعزتنا) في وقت فقدنا فيه حتى انسانيتنا بأسم الوطن وبتأثير (بوق مرزوق ).

أبواق ومرازيق :
رحل الطاغية ولي نعمة الأبواق ،لكنه ظل يطارد طفولتنا ، يطارد براءتنا، يحطم أحلامنا ، يدمر ألعابنا ، ومن خلال دعمه الفائق لـ (المرازيق اصحاب الأبواق) جعلنا ننسى (الدعبل) و(الختيلان) و (شرطة وحرامية) و (التوكي) ليعلمنا (الكلاشينكوف) و (الترباس وبيت الترباس) و (استرح ... استعد) ، وكانت الأبواق تمجده ، فكل بوق يحلم بمكرماته ويكذب ويضحك في ذات الحال عليه ، لقد صنع منه الأبواق طاغية ما بعده طاغية... وها هم يصنعون الطغاة من جديد.
أبواق اليوم هم انفسهم أبواق الأمس ... مخادعون كذابون منافقون دجالون بشتى تصينيفاتهم وتلاوينهم ...يخدمون السلاطين الصغار ، يصنعون طغاة جدداً بائسين ، انها صناعة الديمقراطية العراقية العرجاء التي فشلت في كنس بقايا الطاغية من النفوس ...هؤلاء المرازيق لديهم قدرة فائقة في التأقلم مع الأوضاع ،يتقنون النفخ في الأبواق بسرعة عجيبة ومذهلة كيفما ارادها الطغاة .


الديمقراطية العرجاء :
مكائد وتكالب وتهافت وغدر وخيانة ... وفساد وقصور وأرصدة ، وضحك على الذقون ، والتفاف على القانون ، ومزايدات بأسم (الوطنية) التي فاق الطاغية الأكبر عليهم في شعاراته بأسم الوطنية الجوفاء ، وتبقى الأبواق تتكاثر ولا خندق مقدس لديها ، فهي بالإضافة الى فن التبويق تتقن فن تغيير الخنادق مع تغير الطغاة ، وهذه الأبواق الآن تساهم في صنع الديمقراطية الجديدة في عراق الطغاة ، بعدما انتهى عراق الزعيم الأوحد!

من الثورة الى الثروة:
سحقاً لكل الثوار الذين يتحولون الى تجار عند وصولهم للسلطة ... إنهم لصوص الثورات ... لكن زوارقهم من ورق كزورق رزاق ... ستغرق بمجرد أن تتبلل برشات من الماء...آنذاك فالمرازيق من أصحاب الأبواق على أهبة الاستعداد للتهكم بهم !



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيجيرفان بارزاني والمعارضة الكردية... كل ديمقراطية تسقط بإخت ...
- من حقي كمواطن أن اطالب مام جلال بالإستقالة من منصبه
- ساسة العراق ... من المربع الأول الى الحلحلة واللملمة واللصلص ...
- في هذا العراق لا أثق بالساسة ... كل الساسة
- أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة
- الرئيس مام جلال في طهران ...أين البروتوكولات والاعراف.؟!
- وليد المعلم ووهم البطولة الجوفاء
- ما بين الطفل حمزة الخطيب ... والطفل محمد الدرة... وطفل حلبجة ...
- دريد لحام من جوقة وعاظ السلاطين منذ أن وُجِد
- نواب رئيس جمهورية العراق...بطالة مقنعة في مديرية الشراكة الو ...
- الثنائي الإعلامي الممسوخ شريف شحادة وعصام تكرور السوريين
- بلادي وإن جارت عليَ عزيزة ... وأهلي وإن شحوا عليَ كرامُ...!؟
- كل مستقل في هذا الوطن خائن وعميل...!
- وهم الديمقراطية العراقية وتأثيراتها على حركات التغيير في الع ...
- سميرة المسالمة رئيس تحرير صحيفة تشرين السورية تصدق نفسها ؟!
- الى أحرار سوريا - نظام البلطجة البعثية سينهار أمام ارادتكم
- أستاذ كفاح محمود - لنتحاور على خلفية مقالكم - من أجل كردستان ...
- ستتهاوى الكثير من العروش - إنها لحظة تارخية جميلة
- قف أنت في العراق بلد الحضارات...! هنا لا دولة ولا قانون
- الحراك السياسي في أقليم كردستان -مابين الفساد والإنهيار يكمن ...


المزيد.....




- كم بلغت قيمة دخل بايدن وزوجته في 2023؟
- هل تستطيع الصين أن تلعب دورا في تجنب حرب شاملة بالشرق الأوسط ...
- -تفجير عبوات بلواء غولاني واستهداف جنود ومواقع-..-حزب الله- ...
- القوات المسلحة الإيرانية تحذر بعض الحكومات وإسرائيل: إذا قام ...
- رئيس الحكومة العراقية يدعو من واشنطن إلى ضبط النفس في الشرق ...
- ?? مباشر: إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبو ...
- بحسب مذكرة مسرّبة.. نيويورك تايمز تقيّد صحفييها بشأن تغطية ا ...
- سلاح الجو الأردني يكثف طلعاته منذ قصف إيران لإسرائيل
- في ذكرى غرقها.. معلومات مثيرة عن -تيتانيك-
- بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - بوق مرزوق