أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ابراهيم - حكومه اسلاميه ودستور اسلامى !!















المزيد.....

حكومه اسلاميه ودستور اسلامى !!


احمد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك رأى قوى يتردد فى المجتمع اليوم , يطالب بحكومه دينيه تحكم بالشريعه الاسلاميه ودستور اسلامي يطالب باقامه الحدود فى الارض دون مراعاه لاى اجتهادات .. ومن العبث تجاهل هذا الرأى أو اخماده فالاراء لا تعتقل بل علينا التفاهم ومحاوله الاقناع,فنحن نرى فى الحكومات الدينيه تجربه فاشله,ونرى فى العمل على عودتها انتكاسا الى الآوتقراطيه التى تخلصت منها الانسانيه بمشقه بل وهى مجازفه بالدين ذاته مجازفه تعرض نقاوته للكدر, لذا أصبح من أهم واجباتنا مناقشه هذا الرأى
ونبدأ بتوجيه سؤال لانفسنا ... أنمضى قدما أو ننتكس الى الوراء ؟ أنفر من عهد حريه الفكر والقول والنقد الى عهد من قال لاميره لم فقد حل دمه !؟

نسأل أنفسنا أنمزج الدين بسياسه الدوله فنفقد الدوله ونفقد الدين (يصبح تدين زائف )أم يعمل كل منهما في ميدانه فنربحهما معا ونريح أنفسنا ؟ .

اننا بهذا الاتجاه لا نقلل من قيمه الدين وشأنه بل نعمل على التحليق به من المخاوف والاخطار التى تهدده حين يدعى لتحمل مسئوليه الاخطار الجمه التى من الممكن أن ترتكبها الحكومه المستغله له المنتحله لنفسها اسمه . ولعلنا لم ننسى بعد ما حدث للمسيحيه .. فحين حولتها المسيحيه الى دوله وسلطان , واقترفت باسمها أشد اصناف البغى والقسوه جاء يوم ثار فيه الناس جميعا على المسيحيه وعلى الكنيسه , واتخذوهما هزوا وخلعوا كل ما فى اعناقهم للدين من عهد وطاعه حتى عادت الكنيسه بالمسيحيه الى مكانها الطبيعى تهدى وتبشر فقط فرجع الناس اليها ولاذوا من جديد بها واستعادت سلطانها الادبى واستقرارها .

ربما يغضب البعض من هذا الحديث لكن لا نقول الا كما قال عمر رضى الله عنه يا حق .. ما أبقيت لى حبيبا . فأننا حين ننقد الكهنه والكهانه فلكى تصل كلماتنا لاذانهم فيفيقوا مما هم فيه من وهم وضلال .. وحين ننتقد الحكومه الدينيه والدستور الدينى ذلك الامل العذب الذى يريد الوصول اليه الكثير والكثير من الجماعات , ويكاد وهو فى هالته السحريه يخطب أبصارهم , لكنه يحفزنا الى أن نذكرهم بالتجارب الكثيره التى كلفت الانسانيه من وقتها وذمها أبهظ التكاليف , بل وتحملنا على بذل النصيحه للذين يحاولون اعاده المأسى من جديد جاعلين من أنفسهم ومن شعوبهم وقودا لتجربه فاشله

لا نريد الاطاله ولنتحدث عن طبيعه الحكومه الدينيه التى تريد وضع دستور دينى ( ويستندون الى جمله شهيره وهى الاغلبيه من الشعب مسلمين ) نريد أن نقول لهم هل الحكومه والدستور الدينى جزء من الدين ؟

لقد جاءت المسيحيه تعلن المحبه , وجاء الاسلام يعلن التوحيد ولو وضعت احدى الكلمتين مكان الاخرى لادت نفس المعنى وكلاهما وسيله الى أجل ما فى الوجود وهو الحريه , الناس سواسيه والناس اخوه والحريه للجميع ولنا فى قصه أرباب قريش عظه أنهم عندما رأوا فى توحيد الاله تقويض لسيادتهم فلقد أصبح رؤوس العبيد ترتفع الى السماء بعد أن كانت ترتفع اليهم وتقدس لله بعد أن كانت تقدس لهم

- أجئتنا يا محمد لتجعل ابن سميه الذليل والوليد سواء ؟

- نعم فما هما الا ولدا ادم , وادم من تراب

-وتجعلهم أندادا لنا وهم عبيدنا وموالينا ؟

-نعم ونجعلهم أئمه ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الارض .

ما أجمل هذه الكلمات من سيدنا محمد ص.فهذه احدى خصائص الدين قبل أن تخالطه الكهانه تحرير البشر من التسلط والاستغلال . فهل كان فى طبيعه الحكومه الدينيه أو احزاب الاسلام السياسى شيئا من ذلك ؟

لقد كان الرسول عليه السلام يحس احساسا واضحا بمهمته ويعرفها حق المعرفه وهو أنه هاد وبشير وليس رئيس حكومه عرضوا عليه يوما أن يجعلوا له مثل ما للحكام ففزع وقال لست كأحدهم , انما انا رحمه مهداه .. صحيح أن الرسول ص فاوض وعقد المعاهدات وقاد الجيش وأقام الخلفاء الراشدين من بعده حكومات واسعه النفوذ عظيمه السلطان لكن هذا كله لا يعنى أن هناك طرازا خاصا للحكومه ولاسلوب الحكم يعتبره الدين من أركانه وفرائضه بحيث اذا لم يقم يكون قد انهد منه ركن وسطقت منه فريضه بل أن كل حكومه تحقق الغرض من قيامها هو تحقيق المنفعه الاجتماعيه للامه يبارك لها الدين ويعترف بها .

عرفنا اذن طبيعه الدين وغايته الذى تكلم عنها الرسول ( نبوه لا ملك .. انما انا رحمه مهداه ) فما حاجه الدين اذن الى أن يكون دوله ؟ وكيف يمكن أن يكونها وهو عباره عن حقائق خالده لا تتغير بينما الدوله نظم تخضع لعوامل التطور والترقى المستمر والتبدل الدائم ؟ ثم أن الدوله بنظمها الدائبه المتغيره عرضه للنقد والتجريح وعرضه للسقوط والنجاح فكيف نعرض الدين لهذه المهاب ؟ .

ان الذين يريدوا أن يجعلوا الدين دوله ويؤمنون بحكومه اسلاميه ودستور اسلامى يبررون ام يقولون بثلاث أمور هما القضاء الى الرذائل واقامه الحدود وتحرير البلاد والعمل على استقلالها . لذا نبدأ بمناقشه الاخير فنقول انه لا يشترط لتحرير البلاد وتدعيم استقلالها ونهضتها أن تقوم بهذا حكومه دينيه دون سواها بل هى ستكون حكومه اطئفيه لا تمثل وحده الامه تمثيلا كاملا , أما موضوع القضاء على الرذائل فنحن نعلم انه لا سبيل الى ذلك الا بتطهير النفس وتعويدها على احترام ذاتها وغيرها وليست الدوله التى تستطيع بقوانينها أن تهبنا نقاوه النفس , فما أسهل مغافله القوانين واقتراف شتى فنون الرذائل , بل ان مكافحه الاثم بقانون تجعل له من اللذه والاغراء ما يدفع الكثيرين الى تذوقه كما تقول بعض الحكم ( ما وضعت القوانين الا لتخرق ..لو حرم على الناس الجمر لقال قائل : لو أذوقه ؟ .. فالدين ( دون أن يكون دوله ) هو القادر على أن يوقظ فى ضمائرنا واعظ الله ويجدد قلوبنا ويشبع حاجاتنا الروحيه , وهذه الهدايه عن طريق الترويض والاقناع هى رساله الدين لان تعاليم الدين كذلك , علامات ارشاد ترشدك الى الطريق المستقيم لكنها لا تكرهك على السير فيه ( فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها ) ..( وما أنت بجبار عليهم فذكر بالقران من يخاف وعيد ) لذا فنفوذ الدين فى مكافحه الرذيله سيكون أرسخ وأقوم حين يسلك طريقه الى النفوس بالتسامح والرفق والمنطق أما حين تتحول هذه الوسائل الى سوط الحكومه وخوف من الدستور فان الفضيله حينها تصاب بجزع أليم

أما قضيه اقامه الحدود .. فما هذه الحدود التى تريد حكومه دينيه لتقيمها ؟ الحدود فى الاسلام كثيره , السرقه والخمر والزنا هى أهمها وأيضا التى يلوح بها دعاه الحكومه الدينيه ويمنون الناس بأقامتها كأنما يمنونهم بالفردوس المفقود !

أما عن حد السرقه فقد وقفه عمر فى أيام المجاعات وصارت سنه رشيده من بعده فعندما سئل الامام أحمد عن رجل سرق محتاجا أيقام عليه الحد فأجاب لعمرى لا اقطعه اذا حملته الحاجه والناس فى شده ومجاعه الان والشرق الاوسط أغلبه هكذا مجاعات مادام لم يستوف الناس فيه ضرورات الحياه . اذن فحد السرقه موقوف حتى ينزل الرخاء محل الجدول ويوم وجد الرخاء فلن تجد السارقين وان وجدتهم فاقطع منهم كل معصم وساق على أن نضع أيد سارقه لن نحتاج الى حكومه دينيه ودستور دينى . وحد الزنا فأمر اقامته يحمل موانع تنفيذه فقد شرط الله لاقامته أن تثبت الخطيئه باقرار مقترفها أو بالبينه ( 4 شهود ) وأن يروها رؤيه سافره ويكون ذلك من المستحيل حدوثه لاعتبارات كثيره منها أن لو ثلاث شهود رأوا الخطيئه فلن يقام لشهادتهم وزنا بل سيأمر بلجد كل من الشهود ثمانين جلده ويعتبروا قاذفين لا شهود

ومن أجل هذه العراقيل التى وضعها الدين نفسه فى طريق هذا الحد رحمه بالناس وبرا , لا نجد فى تاريخ الرسول وخلفاؤه سوى وقائع معدوده أقيم فيها هذا الحد وكان أبطالها معترفين دفعهم الى الاعتراف نزعه مثاليه حببت اليهم تطهير النفس وتحميلها مسئوليه وزرها وهى نزعه نادره بل ومنقرضه الان .. وحد الخمر مثل حد الزنا تماما فى استحاله تنفيذه فهو لا يقام الا بالاقرار والبينه ( شاهدان ) ولا تنحصر شهادتهما فى رؤيه الشارب فقط وهو يشرب بل بأن يشهدا بأنه شرب وهو عالم مختار ( عالم بأن الشراب خمر مسكر ومختار غير مكره على شرابه) وهذا العلم مكنون فى ضمير الشارب ولن يستطيع الشاهدان التعرف عليه

وتلخيصا لامر الحدود يقول ابن قدامه يستحب للحاكم ان يلتمس شبهه ليدرأ بها الحد وبهذه المناقشه لدعوى اقامه الحدود تنتفى الضروره الداعيه لاقامه حكومه دينيه ودستور دينى من أجلها خاصه فنحن لا يبهرنا أبدا منظر تلك الايدى المعلقه أمام قصور بعض الحكومه الدينيه التى قطعت لانها امتدت الى ثمن رغيف خبز .. بينما الحكام الذين يزعمون انهم يحكمون بما أنزل الله يخوضون فى الذهب واللذات خوضا بل هم أحق بأن تجرى عليهم تلك الحدود



#احمد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا جرى لمصر
- المواطن


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ابراهيم - حكومه اسلاميه ودستور اسلامى !!