أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد السلام أديب - المرفق العمومي بين الخوصصة والترشيد














المزيد.....

المرفق العمومي بين الخوصصة والترشيد


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 1078 - 2005 / 1 / 14 - 10:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن تفاقم المديونية الخارجية للدولة واضطرارها الى اللجوء الى مساعدة المؤسسات المالية الدولية أدى بدلا من انتقال السلطة الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا إلى مصدرها الحقيقي وهو الشعب المغربي الى مصدر أجنبي يتمثل في خبراء تلك المؤسسات التي تسعى الى تحويل العالم الى سلع وبضائع تخدم بالدرجة الأولى مصالح المتحكمين في المنظومة الرأسمالية العالمية. وقد أحدث انتقال هذه السلطة آثارا وخيمة على المرافق العمومية حيث تركز السياسات الليبرالية الجديدة على مهاجمة مجانية الخدمات العمومية وسياسات التضامن الاجتماعي واعادة توزيع الدخل بين الفقراء والأغنياء والحلول دون تقديم الاعانات الاجتماعية وبالتالي تحويل خدمات المرافق العمومية الى سلع تنتج أرباحا خيالية للمستثمرين الأجانب.
وقد استطاعت إيديولوجية الخوصصة في المغرب خلال عقد التسعينات انتزاع احتكار الدولة للعديد من خدمات المرافق العمومية، وتحويل هذا الاحتكار الى شركات متعددة الإستيطان وتحويل المديونية الخارجية الى استثمارات أجنبية خاصة. وتستهدف الخوصصة في بلادنا حاليا، مختلف المرافق العمومية الشبكية كقطاعات الاتصال والبريد وتوزيع الماء والكهرباء وشبكات التطهير والسكك الحديدية . كما تضل مرافق أخرى أكثر حيوية مرشحة أيضا للتفويت مثل الصحة والنقل والتعليم بكافة أنواعه.
وإذا كانت هذه العملية تقلص جزئيا من التحملات المالية للدولة فانها في المقابل تزيد من حجم العجز الاقتصادي والاجتماعي الذي كرسته سياسات التقويم الهيكلي الانكماشية والتي عمقت من مظاهر التفكك الاجتماعي واعادة النظر في مكتسبات المواطنين والخدمات العمومية واخضاع المعايير الاجتماعية الى معايير السوق. حيث كانت النتيجة هي تصنيف المغرب في مراتب قصوى تصل إلى 126 في اطار سلم التنمية البشرية، نظرا للمظاهر الصارخة للبطالة والأمية والفقر.
وتستند ايديولوجية الخوصصة الى عدة مغالطات لبلوغ أهدافها. فقد كان الخطاب المدافع عن الخوصصة يوحي في البداية الى أن الأمر يقتصر على تصفية بعض المرافق العمومية التي تعاني من العجز وتكلف ميزانية الدولة مبالغ مالية هائلة. لكن سرعان ما ثبت العكس مع انطلاق العمليات الأولى للخوصصة، حيث ظهر أن المقاولات العمومية الناجحة والتي تحقق فوائض مالية مهمة هي التي تباع للخواص الأجانب على الخصوص: منها على سبيل المثال خوصصة اتصالات المغرب رغم كونها حققت فوائض مالية هامة. وفي المقابل يقع تأميم المقاولات الخاصة التي تعاني من العجز لمساندتها بواسطة الضرائب التي يدفعها المواطنون: ويعتبر تأميم القناة الثانية ومساندتها بواسطة رسوم مندمجة في فاتورة الكهرباء خير مثال على ذلك.
فمن الصعب القبول بمبرر عدم فعالية نمط التسيير العمومي للمرافق العمومية (مع الإشارة الى أننا نرفض التسيير غير الديموقراطي الذي سارت عليه بلادنا في تدبير هذه المرافق الى حد الآن)، ثم القول بضرورة بيع هذه المرافق الى القطاع الخاص الأجنبي، وبالتالي تحويل خدمات هذه المرافق الى سلع تحقق أرباح طائلة لأصحابها وتفرق بين المواطنين حسب قدرتهم على الدفع. فاصلاح المرافق العمومية يجب أن يتم في اطار ديموقراطي وعبر استفتاء رأي المواطن وليس خبراء المؤسسات المالية الدولية المعروفون بخدمتهم لمصالح الشركات متعددة الاستيطان. فمن حق المواطن الحصول على خدمات الصحة والتعليم والنقل والاتصال بأقل تكلفة ممكنة وبأعلى نسبة من الجودة وفي اطار من التضامن الاجتماعي.
إن جمعية أطاك المغرب تدعوا المواطنين والهيئات النقابية والسياسية الى تكوين جبهة موحدة مضادة للخوصصة وتطالب باسترجاع المواطنين لقرار تحديد مصير المرافق العمومية من يد أقلية من السياسيين وخبراء المؤسسات المالية الدولية، من خلال النهوض بمكانة المواطن في تدبير شؤونه العامة. فدور المواطن أصبح ضروريا لاستعادة تملك المستقبل ليس فقط على مستوى المرافق العمومية فحسب وإنما بالنسبة الى كل ما يمس بحياته الحالية والمستقبلية. فمن حق المواطن أن يتطلع الى غد أفضل، غد متحرر من البطالة وتسريح العمال، والعمل التافه ومرونة الشغل.
كما أن المواطن المغربي الذي لا زال يعاني من الفقر والأمية والبطالة والنقص في العلاج، في حاجة الى رعاية اجتماعية حقيقية تتم عبر مرافق عمومية تضمن حاجياته الاساسية بأقل تكلفة من صحة وتعليم وسكن وماء شروب وطاقة ونقل وعلاج ... الخ. كما أنه في حاجة الى ضمان حد أدنى ملائم من الأجر والى سلطة عمومية ديموقراطية تعهد الى المواطنين بحق تدبير شؤونهم بأنفسهم واختيار المستقبل الذي يناسبهم.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبررات إهدار المال العام
- ميزانية الانكماش والتفقير والتهميش
- المرأة المغربية بين مدونة الأسرة والمواثيق الدولية لحقوق الإ ...
- راهن المخزن على صناعة باطرونا مغربية تضمن له البقاء والاستمر ...
- اتفاقية التبادل الحر كمدخل لاستعمار جديد
- تتوخى اتفاقية التبادل الحر المغربية الأمريكية تحويل المغرب إ ...
- عربدة المخزن الاقتصادي حول البلاد إلى إقطاعية رأسمالية خاصة
- الحوار المتمدن مكان فسيح لتبادل مختلف الآراء بل وربط علاقات ...
- دروس من آسيا الشرقية
- قراءة نقدية في مشروع ميزانية سنة 2004
- التحولات الاقتصادية والسياسية للطبقات الاجتماعية في المغرب ( ...
- عولمة الأزمة وآفاق الثورة
- حتى لا ننسى إفريقيا
- بناء سبل تحقيق عالم بديل لنعمل معا على عولمة المقاومة
- سوء التنمية ومحاربة الفقر
- أوهام التأهيل والمنافسة الحرة
- النساء والعولمة الليبرالية
- المعجزات التنموية ودور الدولة
- الهجرة الى الفردوس الاقتصادي
- التقسيم الدولي الجديد للعمل


المزيد.....




- البنك الدولي يتجه لمنح مصر تمويلا على مدى 3 سنوات
- الفراخ الامهات بقت ب 88 جنيها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم ا ...
- الحكومة المصرية توجه رسالة إلى التجار: الوضع الحالي لا يمكن ...
- مجلس النواب الليبي يطالب البنك المركزي بتقارير عن الاحتياطي ...
- بادر بالاستخراج eccp.poste.dz.. طريقة استخراج البطاقة الذهبي ...
- ” إيقاف بطاقات الائتمان “.. قرارات عاجلة من البنوك بإيقاف هذ ...
- المغرب يرد على اتهامات جزائرية له بالسطو على عقارات بالرباط ...
- الاقتصاد الألماني.. ركود مستمر وعجز إزاء خطر إفلاس الشركات
- معارضون تونسيون يحذرون من منافسة غير نزيهة بانتخابات الرئاسة ...
- المغرب يرد على اتهامات الجزائر بـ-السطو على عقارات-


المزيد.....

- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
- كتاب - محاسبة التكاليف دراسات / صباح قدوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد السلام أديب - المرفق العمومي بين الخوصصة والترشيد