أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المثنى الشيخ عطية - خطاب المعارضة السورية الملتبسة.. في أوج صعوده وسافلة انحداره















المزيد.....

خطاب المعارضة السورية الملتبسة.. في أوج صعوده وسافلة انحداره


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خطابان ملتبسان، رافقا خط سير الثورة السورية، تقاربا في الاتجاه بالنسبة للقول عن نفسيهما أنهما معارضة وأنهما في ذات الوقت يدعوان للحوار مع النظام، واختلفا دون اختلاف بالنسبة لاتجاههما الإيديولوجي، الديني من جهة، والقومي اليساري االنخبوي من جهة أخرى. الأول بزعامة محمد حبش أزيح كمعارضة لأنه جزء واضح من خطاب النظام.. والثاني أزيح منه الجزء الممثل بقدري جميل لاكتشاف أنه مسرحية أمنية ولّفها النظام تحت اضطراره لإعادة إنتاجه بمعارضة. وتمثل ما تبقى من هذا الخطاب بهيئة التنسيق الوطنية التي برزت على الساحة العربية والدولية رغم صغر حجمها وتأثيرها في الداخل ضمن محاولات قوى هذه الساحة إيجاد مخارج للنظام العاجز عن إخماد ثورة السوريين التي تتسع وتترسخ رغم استخدامه أعتى أجهزة القتل.. وقد بلغ هذا الخطاب أوج صعوده ومعاناة انحداره في ذات الوقت مع الفيتوين الروسي والصيني وارتكاب النظام في محاولة إنهائه المستحيلة للثورة مجازر ضد الإنسانية، ووصول النظام إلى يأسه من الحسم وانتقاله إلى الخطة النهائية السافرة التي يجسّدها بمحو حي باباعمرو، كاملاً بأبنيته وناسه وصحفييه الأجانب، ويمددها بـ: إدخال سورية في أتون الحرب الأهلية، ليكون طرفاً في تسوياتها مع الدول العظمى.. وفي أوج هذا الصعود أعاد ممثل هذا الخطاب الكاتب ميشيل كيلو تدوير اسطوانة الحوار مع النظام في مقاله بجريدة السفير تحت عنوان: "لحظة تحوّل في سورية: الله يستر"، بترجمته إلى: "قبول تسوية تاريخية.. يتم تجسيدها في مرحلة انتقالية رسمها الحل اليمني، تقوم على قبول تسوية تاريخية بين جميع أطراف العمل العام السوري، بما فيها البعث والنظام، تأخذنا على مسار حرية لن يكون تحقيقه سهلاً إلى الديموقراطية" كما يقول. وفي معاناة انحدار هذا الخطاب، برفض الثورة السورية لهذه التسوية وانتقالها إلى الردّ أولاً بالإصرار على استمرار سلمية الثورة من خلال امتدادها إلى قلب دمشق في حي المزة، وفي حلب وبقية المدن السورية، وثانياً بالدعوة إلى تسليح الجيش السوري الحرّ ودعم انشقاقاته لحماية المدنيين وتحرير البلاد من عصابات بشار الأسد التي انتهى إليها النظام السوري.. نشط ممثلو هذا الخطاب لدعم هذه التسوية أولاً بالتأثير على مؤتمر أصدقاء سورية، وعلى بعض القوى اليسارية العالمية من خلال التخويف بالتدخل الخارجي والحرب الطائفية، وثانياً بالهجوم على المعارضة التي تعاني من طعناتها لبعضها ومن طعنات الدول العربية والأجنبية لها، للإجهاز عليها، وفي هذا السياق، شكل المقال السيبَويهي الثاني لأبرز ممثلي هذا الخطاب الكاتب ميشيل كيلو في جريدة السفير: "مجنون من يصدّق وجود تناقض بين الحوار والتفاوض" نموذجاً عن معاناة هذا الانحدار، حيث تتكشف القوة الظاهرية النابعة فيه من الهجوم على مخالفيه "المجانين" من أهل الثورة والسخرية من منطقهم وشتمهم بعبارات وجمل من نوع: (غبي، حمار، مجانين، لا يفهمون، أصحاب ترهات تسيطر على عقل متخلف غير سياسي وغير ثوري، ثوار آخر زمن، متعامون عن واقع الثورة، ولا يتعلمون من أعظم عبقري في الاستراتيجية والتكتيك عرفه التاريخ اسمه فلاديمير إيليتش لينين).. عن ارتباك يكشفه منطق الدفاع عن النفس في المقال وتبرير انعزال منطق معارضته للثورة في المسألتين الأساسيتين في الصراع: دعوة الحوار مع النظام، وتجنب طرح شعار إسقاط النظام، بزيادة الالتباس في منطق هذا التبرير، وبحيز يحتل ثلاثة أرباع المقال، بينما يحتل الباقي منطق الشتائم ومنطق تبرير الذات التي يكشف هشاشة منطقها إصرارها على تأكيد خبرتها الماركسية للآخرين وتأكيد معلميتها في تدريس التكتيك والاستراتيجية لدى لينين...

ويبدو أن زيادة الالتباس بهذا المقال في تبرير دعوته للحوار مع النظام بـأنها مشروطة، في ظل رفض النظام لأي حوار غير حوار دباباته مع أجساد المتظاهرين السلميين، وزيادة الالتباس في تبرير تجنبه لطرح إسقاط النظام لأنه "هدف أخير لا يجوز وضعه كشعار تكتيكي يرفعه الثوار ويرددونه على طريقة الدراويش في التعزيم" كما يسخر من المتظاهرين، مع إغفاله أن شعار إسقاط النظام لدى الثورة هو هدف أول لتحقيق هدف بناء الدولة المدنية الديمقراطية، وزيادة الالتباس في وضعه، كما يفعل عادة بإلباس واقعٍ ثياب واقع آخر، رسماً بيانياً يمنياً لإسقاط النظام أشبه برالي سباق الديمقراطية الذي "يمرّ بخطوات عملية متتابعة".. وردية الأوهام بمباركة سيد الوطن بشار الأسد ترافقه سيدة الوطن الأولى وعم أسياد الوطن القادمين ماهر الأسد وحاشية زومبيي السلام وأولياء الفقيه الصالحين!.. لم تفعل أكثر من زيادة انحداره إلى صف (دان وليبر وانتهازيي المناشفة/ البكادشة، أصحاب التخلّي السافر عن شعار "كل السلطة للسوفيتات"، والتخلي السافر عن انتفاضة أكتوبر وذهابه مع الحل الوسط الذي قال عنه لينين حاسماً: "ليس ثمة من وسط") في اللحظة الثورية السورية الناصعة بإسقاط النظام...

ويزيد هذا الخطاب بؤساً معرفة أن مخالفي هذا الخطاب الذين شتمهم دون تسميات ليسوا "الإسلاميين المزعومين الذين يتحولون اليوم كما يقول بالتباس: "إلى ظاهرة منفلتة من أي عقال، غامضة وخطيرة، تهدد بالإسهام من جانبها في تحويل معركة مجتمعية من أجل الحرية إلى معركة طوائف ومذاهب متنافية"، ويلتقي مع خطاب النظام في اتهام قوى الثورة بأنها من يقود البلد إلى الحرب الطائفية، في ظل تغاضيه عن إدانة النظام الصريحة كطرف وحيد ومستفيد من محاولة إشعال الحرب الأهلية.. بل إن هؤلاء المخالفين هم: أحد رموز الثورة السورية المعارض اليساري البارز رياض الترك، الذي ثبّت في مقالاته ولقاءاته وعمله داخل قوى الثورة مبدأ عدم الحوار مع النظام، وشعار إسقاط النظام بكل أركانه. والناقد الباحث اليساري العلماني صبحي حديدي، الذي حلل خطاب ميشيل كيلو وكمال أبو ديب كاتجاه فقير بائس وضار دون أن يذكر اسميهما تجنباً لتأثير خلافات المعارضة سلباً على الثورة. والسياسي الخارج من معتقلات النظام كعضو في الأمانة العامة لحزب الشعب الديمقراطي السوري/ اليساري العلماني جورج صبرة، الذي حلل وحارب الخطاب البائس الذي يخيف الأقليات من المذهبية الموهومة لدى قوى الثورة، وأنا اليساري العلماني الذي حلل تضليل هذا الخطاب في تصويره لطبيعة قوى الثورة ومراحل تطور الثورة، وبؤس منطق السياسة الانتهازية المبتذلة في هذا الخطاب، إضافة إلى اليساريين الديمقراطيين االناقد والروائي اللبناني الياس خوري، الذي ثبت في مقال "لغة السياسة ولغة الثورة" وباعتزاز، الشعبَ السوري الثائر كطرف أساسي أول وفارض في معادلة الصراع على سورية، مخالفاً إلغاء هذا الشعب في الخطاب الملتبس لميشيل كيلو والذي مايزال يعتبر الثورة مراهقة وعليها أن تأخذ بآرائه الخبيرة وإلا كانت "غبية وحمارة". والكاتب السياسي اللبناني زياد ماجد، الذي ثبّت باعتزاز ما خلقته الثورة السورية من قيم تعلّم الثورات. هذا إن لم نذكر شهيد لبنان وسورية الكاتب اليساري سمير قصير، الذي دفع حياته ثمناً لربطه صراع الشعبين السوري واللبناني من أجل الديمقراطية ضد نظام بشار الأسد، إضافة إلى شخصيات معروفة لا تعدّ ولا تحصى من اليسار السوري والعربي والعالمي، الذين لم يفهموا وفقاً للمختص بشروحات فلاديمير إيليتش أوليانوف لينين، هذه الشروحات...

بين صعوده وانحداره، في كفتي ميزان قوى النظام والثورة، يضع خطاب المعارضة الملتبس جميع بيضاته في كفة النظام، ويحاول إقناعنا أن هذه هي كفة الثورة، ليصل بمعارضته الملتبسة إلى أوج صعودها وسافلة انحدارها، مختتماً دراما محنتها بالرهان على كسب العالم من خلال خسارة شرف الانتماء إلى الثورة السورية، لكن ماذا ينفع أي معارضة، وأي عالم تكسب بزراعتها للأوهام غير حصد الريح!.



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الشاعر العابر شوارع حمص.. بنعال من رصاص
- في لا جدوى عقاب سيزيف السوري
- في اللحظة السياسية السورية.. يسار محتار أمام دروب الحرية
- في اللحظة الرمزية السورية.. علمان وعالمان يفترقان
- أيتها الأرض.. أيها الموت
- أحصنة طروادية على بوابة الثورة السورية
- بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟
- الدومري علي فرزات.. بأصابع مكسّرة ساخرة
- مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية
- مريم السورية في اليوم السابع
- في ضوء اللحظة الشعرية السورية.. أدونيس وفتىً اسمه حمزة الخطي ...
- لنحتفل بغير جثثنا يا أصدقاء
- جدتي من بلدة المرقب لن تستطيع أن تحاور الرئيس
- مثقفو الخواء في اللحظة الدرامية السورية
- قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار
- كم ستقتل منّا في هذا الصباح


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المثنى الشيخ عطية - خطاب المعارضة السورية الملتبسة.. في أوج صعوده وسافلة انحداره