أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - ليندا كبرييل - كل هالدبكة والدعكة .. على هالكعكة !















المزيد.....

كل هالدبكة والدعكة .. على هالكعكة !


ليندا كبرييل

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 19:21
المحور: عالم الرياضة
    


كشجرة جفّتْ عروقها ، وقفتُ أتأمل حوض المسبح الأوليمبي كأني لا أريد أن أستردّ بصري عنه ، حيث شهد خسارتي المدوية التي أضحكتْ حتى السهيان والنعسان .
بدأت أتراجع بخطوات بطيئة وأهبط الدرج دون أن ألتفت ورائي ، فيغيب المسبح عن ناظري شيئاً فشيئاً حتى رأيته أصبح خيطاً أزرق . خشيتُ لو استدرتُ أن يساورني الندم أن تخلّيت عن نظرة ما زالت تلحّ عليّ أن تلفّ المكان الذي شهد ضحكاتي وأملي قبل قليل .
وما أن غاب المسبح تماماً حتى التفت قلبي إلى وجعي ، ولم أنتبه إلى الدرجة الأخيرة ، فتعثّرت بها ووقعت على ظهري ، فوقع على نظري هرقل عملاق عابس الوجه ، يلعّب عضلات جسمه بإعجاب .
أطارت هبة ريح قبعته الرياضية فبانت قمة جبله الأقرع .. فضحكتُ ، رماني بنظرة هزء وقد تدندلت حافتا شاربيه مع تقويس زاويتَي فمه للأسفل وقال ساخراً :
_ لما كنتِ تعرفين أنكِ خايبة ولستِ على قدّ الحمل ، فلماذا تتنكبين كل هذه المشاق في سبيل الحصول على لقب رياضي ؟
وقفتُ أنفض ما علق بثيابي وأنا أخطف النظر إليه وهو يبسط ذراعه ويقبضها ، وبيده كرة حديد ، ومع كل قبضة تقفز كرة عضلية من ذراعه .
_ من أي نادٍ أنتِ ؟
أجبتُ بحيرة : لا أعرف .
فقهقه بصوت عال : لا تعرف ، هاهاها ، أين تتمرنين إذاً ؟
قلت : يعني ~ أبي يأخذنا إلى المسبح كل أحد ساعتين زمان .
_ وبعدين ؟
خلاص ..
فقال ساخراً : هه ! سباحات آخر زمان !
نظرتُ إليه بألم وأنا أقول له :
" أنت تضحك عليّ أستاذ ، هذا أقصى ما عندي من إمكانيات " .
وحملتُ حقيبتي ومضيت .
طبعاً أعزائي لا تروحوا وتصدقوا أني كنت أتكلم مع أستاذ ، إنه مشرف على تنظيف الصالة الرياضية فحسب !
أستاذ كلمة منقالة يعني .. وإذا ما لزقنا كلمة سيدي ، وأستاذ قبل كل اسم في بلدنا لما نكَشونا من أرضنا .
فتأملْ حال هذا البلد الذي إذا ترشح ابنه أو ابنته لدخول كلية الطب مثلاً فأخذوا ينادونه ( دكتور ) وهو لم يزل يتقدم بأوراقه للقبول في الجامعة . وقد دارت الأيام لأسمع مترددين على سفارة عربية ينادون موظفاً فيها ( دكتور ) وهو لا يحمل إلا الإعدادية !
ركبتُ باص العودة وكلمة هرقل مرقّص صدره تتردد في أذني ، وتمنيت لو رددتُ سخريته من خيبتي بجواب : وهل وفّرتم لنا ملعباً في المدرسة لتصبح الخيبة هيبة ؟؟
وإن كان الماضي يتداخل مع الحاضر الآن أقول : منْ كان يرسل أولاده إلى النادي إلا أبناء الذوات ؟ أصلاً النوادي وجِدت من أجلهم .. وهل الناس كانوا يفهمون كلمة ( نادي ) إلا على أنها مكان مش ولا بد ؟؟
أياً كانت إجابتي على سؤال ( الأستاذ ) عن خيبتي فإنها لن تبتعدْ عن رغبتي في إثبات ذاتي بين مجموعة من الجمبازيات ، كل واحدة منهنّ قطباً بحاله : فاديا ، سهير ، حسيبة ، نجاة .... تمنيتُ بداخلي لو ملكت بعض ما عندهن من قوة وتمكّن رياضي .
كم شاغلني تحدّيهن !
لالا .. لن أقول : والتفوّق عليهن . فأنا ما عميتُ يوماً عن الفوارق في المستوى الرياضي ، وأعلم يقيناً أني لن أحظى بما نِلنَه من صدارة وبما لن أصله عن جدارة .
كمبدأ ، أؤمن أن الإنسان إذا أراد أن يتجاوز منجزاً حياتياً فعليه ألا يكتفي بإطعام القمر تمنياته .. بل عليه ترجمة حلمه إلى لغة الشمس .
فالقمر مراهق ، يعتاش على خيال الآخرين وينتعش بأوهام اليقظة !
على الإنسان أن ينقد حاضره بحيادية وتقديم البديل الموائم أو الحل الملائم . وهكذا .. اجتمعتُ أنا وحالي وتناقشتُ معها عن أفضل السبل لتحدّي الزميلات الرياضيات ، فولّتْ ( حالي ) بوجهها عني . سألتُ الله فلم يفتح عليّ إلا بحلّ عجيب ، لكنه لاقى ترحاباً مني لأنه سيتيح لي أن أصول وأجول في سبيل رياضيّ آخر لا يطرقْنَه .
هل تعرقْنَ أيتها الجمبازيات بطلَيْ المصارعة الحرة اللبنانيين ( جان وأندريه سعادة ) ؟ لأ طبعاً . فلْأريكنّ ما تعجزْن عنه !
كم ~ صرفتُ وقتاً من عمري وأنا أقلّد ( جان ) في حركته البديعة التي خلبتْ قلبي الطفل ، عندما كانت ساقا الخصم تطبقان بوحشية على رقبة جان ، فينعكس الألم الشديد على وجهه وينتفض كالدجاجة المذبوحة وهو يلتفّ بجسده يميناً ويساراً لتخليص نفسه .
ولما يجد أن الذكاء لا البكاء لا بد منه في تلك اللحظة فإنه يبدي لخصمه العجز وكأنه خروف مستسلم لمصير الذبح .
هنا يبدأ صوت المذيع الملعلع ، يشحّر ويشحّط وهو ينعي لنا تقريباً خسارة جان .
ولكن .. على جان يا فرعون ؟ هه !
ومنْ توهّم أن نهاية جان اقتربت ما عليه إلا أن يبيع ما عنده ويشتري عقلاً !
لو أن ( بلاك تايغر ) كان يعلم البهدلة التي ستلحق به ~
لو أنه يعرف المصير المحزن الذي سيلقاه على يديّ جان ~
الآن خمر وبعد لحظة أمر !
وإذا ما وقعت الفأس بالرأس ، فقلْ : ربي أسألك الرحمة !!
" أية فأس هذه تتكلمين عنها وأي رأس " ؟
آ ~~ هي لحظة أقلّ من رمشة العين ، إذ يغيب عقل الخصم أو ينتابه خدْر يتسلل إلى ساقَيْه العاقلتين رقبة ( جان ) فتفقدان ذاكرتهما ، في هذه اللحظة الخاطفة القاتلة التي انتاب الفتورُ العقلَ ، ينقلب ميزان القوة إلى طرف جان وكأن سحراً جرى ، وهو ليس بسحر .
هكذا هي المواقف الضعيفة في الحياة ، لا تستسلم .. بل تنتهز هذه الخطفات بين انتباهة عين العقل وغيابها فتنسحب القوة من هنا لتنسكب في نسغ آخر يمتصه جسد ( جان ) كسائل سحريّ ..
فينسلّ كالشعرة من العجين ويروح ناتشاً الخصم علقة ساخنة ثم ينتفض في حركة مسرحية مكشراً عن أنيابه فلا تظنّنه يبتسم ! فسيرفع الآن قدمَيه في الهواء وهو يزأر ، ويقلب فوق غريمه صانعاً بظهره الجسر المميت الذي يكسح ولا يشيل وهو ممسك بقدمَي الخصم مثبتاً أكتافه على الأرض .. وأطير سعادة مع انتصار ( سعادة ) .
يا لذكرياتي ..
جرّبت أولاً حركة جان لوحدي ، وبعد تمرينات كثيرة أصبحت أتقن الانحناء للخلف على شكل جسر ، أو أطوي جذعي على رجلي للأمام أو للخلف بمرونة فائقة كما أطوي ثيابي !
. ولم يبق إلا قدما الخصم لأطبّق الحركة !
وكانت أختي الصغرى .. التي أقنعتها بحصتي من المصروف مقابل أن تسمح لي بالتجربة عليها . فجرّبتْها مرة وما عادت تكررها ، ثم راحت اللئيمة وشكتني لأمي التي لم ترع مواهبي وفركت أذني فركة ما زلت أتحسسها إلى اليوم ..
" هه ! ناس لا يقدّرون المواهب بصحيح !
طيب .. والعمل ؟ هدى بنت الجيران ؟ معقولة ~
لالالا ~ غير ممكن ، ألم تسمعك بالأمس أمها لميس تشبهينها بالبوليس لأنها لم تسمح لكم باللعب أمام بيتها ؟ ولما أطلّت تزمجر تهامستم بما يردده الناس عليها ( طلعتْ الدبابة ) فسمعتكم ولحقتكم بالمقشة لتضربكم ؟
لااالا ~ عليك بما لا لسان له . تحسستُ فرشتي ، إيه والله ~ ولم لا ؟ أستطيع أن أخبط بها وأرميها من شاهق ما أشاء ولا مين حكى ولا مين شكى .
هيا إلى حلبة الفرشة "
كنت أمسكها من طرفها السفلي ثم أستند على قوة ذراعَي رافعة ساقَي بالهواء وأبدأ بحركات بهلوانية عجزت فاديا نفسها عن القيام بها ، ثم أقلب بالفرشة جسراً مثبتة طرفها العلوي فأطير نشوة أني حققت معجزة ( قريبة ) لما يفعله - سعادة - الجان ..
أما أندريه ..
فعينكم ما تشوف إلا النور لما يدخل الحلبة وتأخذه الجلالة والحماس ليردّ الأذى عن أخيه الذي تنهنه من الضرب ، فيرتقي على حبال الحلبة ويقفز شارعاً ساقَيْه لاهفاً غريمه - بلو كات - ( روسيّة ) فيدحكله أرضاً .. ثم يناول زميله بلاك تايغر إحسانية عبارة عن مقص يخلليه يندم على اللحظة التي فكر فيها بالتسلل لنجدة صاحبه !
جذبتني حركته الرائعة ، وأقنعتُ صديقتي إلهام بها فأخذنا نتمرّن عليها ، هي بمخدتها في بيتها وأنا بمخدتي في بيتي ، وفي المدرسة كنا نتمرن على مخدة مدرّسة العلوم التي تسند ظهرها إليها خلال الحصة .
وأصبح لمخدتي قيمة بنظري ، فبفضلها تمكنتُ من تحقيق إنجازات مبهرة عمّقت الثقة في نفسي .
كنت أرميها في الهواء الطلق ! ثم أنطلق من الصوفا طائرة لأناولها روسيّة فتطير بعيداً ثم تترنّح كالسكرانة وهي تسقط على الأرض ..
لو كان لها لسان ~ لو ..
ولما أتقنتها ، اخترْت المخدة الأثقل والأكثر هبراً ، وادعيت لأمي أن مخدتي رقيقة وأحتاج إلى مخدتين .
" كذب أبيض .. سيسامحني الله عليه ما دام معي ، والدليل أنه يوفقني في تمريناتي وأتقدم تدريجياً دون عقوبة منه . الله محبة .. ولا يعاقب ، لم أسمع أنه عاقب الحرامية في الدنيا ، فهل أمي أحسن من الله حتى تعاقبني ؟ "
ولم يخلُ الأمر من إصابات ، أبلغها كان عندما أخطأت هدفي ورحت خابطة وجهي بركبتي بدل المخدة .. وفوق ما تدفق الدم من أنفي وشفتي انفركت أذني منها ..
من أمي التي لا ترعى مواهبي !
لكن ( معين ) ابن الجيران ساءه أن تنافسه بنت في موهبته ، والحمد والشكر أني عقلتُ في لحظة مصيرية كادت تودي بي في داهية ، عندما أراني قدراته وهو يطير بالهواء مثل ( بروس لي ) ليلطش بطرف قدمه لوح خشب لا مخدة ، طالباً مني أن أفعل مثله . لكن بعيدة النظر التي انفركت أذناها مرتين سابقتين خافت من الثالثة الثباتة التي يمكن أن تخبئ لها قدراً محزناً وراء الشرر المتطاير من عيني أمها ، ونبهني إحساس داخلي أنه ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ، فسلّمتُ لمعين بالتفوق .
منْ يدري ؟ لعلي لو استسلمتُ لإغرائه لكنتُ ( رجلة ) اليوم !
وتابعت تمريناتي على المخدة الجديدة .. حتى بدأ الريش يفرفر مع كل طاخ من قدمي . فخشيت غضب أمي وعمدت إلى إخفائها بين مخدات الضيوف ، لكنها سرعان ما اكتشفت أمرها وأنكرتُ طبعاً جريمتي ، وخفف من تأنيب ضميري اقتناعي أني لم أؤذِ أحداً بكذبي هذا .
إلا أن عمْلة إلهام السوداء بأن طيّرتْ مخدة مدرّسة العلوم إلى البيت الملاصق لحائط المدرسة من ضربة شديدة بقدمها ، وإنكار الطالبات معرفتهن بمصير المخدة عندما سألت عنها المعلمة ، جعلنا أنا وهي نشعر بوطأة تقريع ضميرنا فاتفقنا أن نعترف في الكنيسة عند الأبونا .
وذهبنا .
جلست أنتظر إلهام حتى تنتهي من اعترافها الخطير .
حان دوري . ركعت عند كرسي الاعتراف وقلتُ : أبونا نزعتُ أحسن مخدة في بيتنا وادعيتُ كذباً لأمي أني لست الفاعلة .
_ نزعتِها ؟ ماذا يعني ؟
قلت : تمزّقت وفرفرت حشوتها عندما كنت أضربها بقدمي كل يوم روسيّة ومقص ..
فما كان من أبونا إلا أن سحب وجهه من وراء شبك كرسي الاعتراف ، وجلّس النظارة على عينيه وقال : ما عندنا وقت يا بنتي للمزح أنتِ ورفيقتك .
فقلت : والله أبونا لا نكذب ، كنا نقلّد أبطال المصارعة .
أبونا صارم الوجه ، ما رأيته قط يضحك ، لكني حينذاك وجدته يزمزم فمه وأكتافه تهتزّ تحت تأثير ضحكة مضغوطة في صدره فتخرج صامتة بأنفاس متتابعة من أنفه أو بصوت مكتوم متقطّع في حلقه وارتعش صوته وهو يقول لي :
_ روحي يا بنتي صلّي عشرة أبانا وعشرة السلام ولا تعيديها .
وقام من وراء الكرسي وهو ما زال يداري ابتسامته . لكني لحقته : فين رايح أبونا ؟ كيف ما عيدها ؟ كيف سنتمرّن بعد الآن ؟
فأجابني نافضاً يده في الهواء : اسألوا أمهاتكم !
" حتى أنت يا بروتس ؟ "
عدتُ لبيتي . ولم أنمْ ليلتها .
قررت أن أحكي لأمي الحقيقة . فقمتُ من صباح اليوم التالي مبكرة أساعدها في تنظيف البيت وأجتهد في تلميع الطاولات طمعاً في عفو منها عند المصارحة . وكلما كانت رنة صوتها تعبر عن رضى كلما تفانيت بالعمل .
حتى مسكتني أمي وسألتني : ما بك اليوم ؟
نظرتُ في أعماق عينيها وقلت لها مهددة : إذا زعلتِ فسيزعل الله منكِ ، لأني اعترفت للأبونا .
أنا يا أمي ........................!
ويا لدهشتي .. أن وجدتها تبتسم لي بحب صادق وتمسح على شعري وتربت على وجهي وتقول :
_ الحق مع أبونا ، ماذا تريدينه أن يقول لكما ؟ هل لو اعترفت سيعطيكِ هو أم الله مخدة للتمرين ؟ اسمعي .. صرتِ كبيرة وتستطيعين مصارحتي فأساعدك دون اللجوء للآخرين ، أنا فخورة بك أنك مجتهدة رياضياً وموسيقياً بجهودك الذاتية ، ولا بأس أن تستعملي تلك المخدة لتمريناتك فقد رقّعتها أمس . اعتبريها ملككِ .
" ياااااه .. أمي .. كم أحبك .. أمي أنت .. أنت رائعة .. أنت مدهشة .. حلوة .. أنت ~ أنت .. أحبك أكثر من أبونا .. أنت ~ أنا .. أنا أحبك كما أحب الله ، تسامحيني دون عقاب .. أنت يا أمي ....
أنا ماذا ؟
أنت .. أنت الله !!
وفي تلك الليلة وضعت يدي خلف رأسي أنظر للسماء وأسأل : لماذا لم يكن الله امرأة ؟ لو كان امرأة أرشح له شكلاً يشبه أمي .
وأغمضتُ عينيّ على صورة أمي .
سرعان ما مللتُ من هذه الهواية التي امتدت مرحلة قصيرة جداً ، واتجهتُ إلى هوايات أخرى مفيدة للمجتمع .
إعجابي بأبطال المصارعة كان بالتأكيد للبحث عن مجال آخر لا تعرفه الزميلات الرياضيات المتفوقات عليّ ، وليس لشغف بهذه الرياضة العنيفة .
فأنا أخاف من خيال شرطي . ذكرى مؤلمة لا تفارقني منذ رؤيتي وأنا طفلة لعسكري يهري مدنياً ضرباً وحشياً .
ولكن ~
كيف يعتبرون الملاكمة والمصارعة رياضة ؟
أتستخدَم هذه اليد لتحطيم الرؤوس والأضلع ونقول : رياضة ؟؟
يا للهمجية !!
اليد .. تلك الأداة ، يوم كانت المعرفة في أدنى مستوياتها ، كانت هذه اليد في أعلى درجات الاستجابة لإتقان العمل وتوسيع نشاطات الحياة وأفق الإنسان ومداركه ، ونقلتْه من المرحلة البدائية إلى مرحلة ظهور إنسان الذاكرة والحضارة .
ويوم أصبحت المعرفة في أرقى مستوياتها أمستْ .. هي هي .. يداً جاهلة .. مصدراً للشرّ وقاتلة للحياة .
لسنا بحاجة للملاكمة والمصارعة باعتبارها رياضة ، فهي مؤذية للإنسان .
الشعب يريد " ثورة الأيادي "
تحتاج إلى شيء من ملاكمة الفكر العكر ، وجهاد على كل الجهات شرس طويل النفَس ، وبعض من محاكمة عبث النفْس ، وقسط من مصارعة إشاعة البشاعة ، وشطر من مقارعة الوضاعة ، ومراهنة على مداهمة احتراف الانحراف والسبات والبيات .
ألعل هذه الرياضات تكون تدريباً نفسياً على الهول الأكبر المماثل في سجون وطن الاستبداد .. حيث رعب فائق الفظاعة يقابله قمة الشجاعة !
أرياضات العنف تُكسب الإنسان دعامة ضد خوف يقصف الركبتَين كما تفعل الفيتامينات المنشّطة لعناصر مقاومة الأمراض ؟
حصانة تجعل الثائر كالحصان .. جموحه يستنطق النور من مكامنه .
يا للعجب !!
يتبع

المقال الرياضي القادم بعنوان :
وإن ذُكِرتْ الرياضة قلْ : ربّي يخلليها ويزيدنا فرفشة .



#ليندا_كبرييل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنتُ بطلة أوليمبية ذات يوم !!
- صلواتهم ليست لوجه الله ، إنهم يلعبون
- المسيحية ليست ( باراشوت ) نهبط بها فوق كنيسة
- رسالة من الجحيم : إنْ لمْ تهُبّوا فهِبُوا
- هل أتضرّع لطبيعة غبيّة لتنصرني على إلهٍ جبار ؟؟
- رسالة إلى الجحيم : كل فمتو ثانية والبشرية بخير
- رسالة إلى الدكتور جابر عصفور المحترم
- رسالة إلى السيد جمال مبارك المحترم
- عند عتبة الباب
- حول مقال : في نقد علمانية الدكتورة وفاء سلطان
- رثاء - وافي - قبل الرحيل
- رأي في مقال السيدة مكارم ابراهيم
- من أندونيسيا عليكم سلام أحمد
- الأستاذ سيمون خوري : كنْ قوياً , لا تهادنْ !
- وداعاً قارئة الحوار المتمدن
- في بيتنا قرد


المزيد.....




- مفاجأة.. تشافي يتراجع عن قراره!
- نهضة بركان واتحاد العاصمة.. -الكاف- يحسم -أزمة القمصان-
- -متنكد- بسبب مباراة الهلال.. أمير سعودي يرد على صورة رصدته ب ...
- -كاف- يحسم أزمة مباراة اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان ال ...
- المرشح الأول لخلافة كلوب في ليفربول.. دوري واحد في 6 مواسم
- برشلونة يغير موقفه بشأن تشافي
- شاهد.. الرئيس الفرنسي ماكرون يسقط لاعبا بسبب مراوغته و-كوبري ...
- حفل ببجي موبايل العربية يُشعل الأجواء ويحتفي بإنجازات أبطال ...
- هدف -غريب- لإيفرتون في مرمى ليفربول.. هكذا دخلت الكرة الشباك ...
- شاهد: فوز صبي في بطولة انتحال شخصية النورس الأوروبية


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - ليندا كبرييل - كل هالدبكة والدعكة .. على هالكعكة !