أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - قراءة لقصيدة ( موت وجنازه وكبر )















المزيد.....

قراءة لقصيدة ( موت وجنازه وكبر )


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 19:05
المحور: الادب والفن
    


كثير من الشعراء رثى نفسه وهو حي ، ولو استذكرنا شعرائنا لخرجنا بنتائج وقصائد لا حد لها ، ونذكر الشاعر ( أبو فراس الحمداني ) وهو يفخر بنفسه وراثيا لها بنفس الوقت حينما أسره الروم ، والأسر كما الغربة تعطيل للعواطف البشرية وهي تكاد تشبه الموت ، لذا قال ( سيذكرني قومي إذا جد جدهم / وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ) ، ونتاجنا الشعبي لا يخلو من هكذا قصائد ، ويذكر أن الشيخ ( حاتم الحسن الحسناوي ) وهو مسجى بفراش موته خاطب الشاعر والمهوال ( فنجان الحسناوي ) قائلا ( فنجان هواي هوستلي بحياتي ، من أموت شتهوس ) ، أجابه الشاعر ( عمرنه فوك عمرك محفوظ ) ، قال الشيخ لا ( فنجان هاي نومة موت ما أصحه منها أبروح أبوك شو هوسلي بموتي ) ، نهض المهوال ومسك عباءته بيده وقال ( وراك العمر ما ريده ولاهوّس بعد بحزام / وعليك أنسد مضايفنه يملفه الزلم من تنظام / ينيص الأسد من يكبل على عله ظهره من يريد ينام / خايف منه يخاف أيجيت عليه ) والحيوان ( النيص ) بحجم الأرنب له مخالب وأنياب يغرسها برقبة الفريسة ويقتلها ويخافه الأسد فيلقي الأسد نفسه وقفاه للأرض ومتهيأ لقنص ( النيص ) ، ولنا في محافظة بابل أيضا نموذج لرثاء شاعر لنفسه ، فقد كتب الشاعر الراحل الكبير ( عبد الصاحب عبيد الحلي ) مطلعا لقصيدة تمنى على أخوته الشعراء مجاراتها بعد موته وقد فعلوا ذلك اعتزازا بشاعرهم الراحل ، ومطلع القصيدة يقول ( من صدر السفينه أنكسرت الدفه / يوم البيه كالوا صاحب توفه ) ، كل هذا القول بسبب قصيدة وقعت بيدي للشاعر المبدع ( ماجد كزار ) بعنوان ( موت وجنازه وكبر ) ، والقصيدة تبغي تثوير وتذمر من واقع مر يعيشه الشاعر لا لوحده ولكن مع من يحيطه من أصدقاء وأقارب وأهل مدينة ، بمعنى أن الشاعر هنا لا يرثي نفسه وحسب بل تعدى الرثاء لمجمل قيم عاش عليها الناس ، فقد أصبح الزور والبهتان والنميمة والكذب والتدليس والغش والعمالة ومخالفة الوعود شيمة ونهجا للمجتمع العراقي الجديد ، ولأن الشاعر لم يثق حتى عائلته ومحبيه فلم يستثنهم مما ذهب أليه ، فلو أراد الإيغال بالأذى لنفسه أكثر لقال أنه وجد زوجه متزوجة بعده ، وهذا ما يحدث كثيرا ، ولوجد مقتنياته الشخصية للآخرين ، ولوجد قصائده التي أحب لدى الباعة المتجولون لا لبيعها ولكن لرزم ما يبيعونه من حلوى وغيره بتلك القصائد ، حقيقة أنها معاناة مؤلمة للواقع العراقي الذي خلع ملابسه الجميلة التي أعتادها وارتدى ملابس لا تشبه ملابسه الأولى ، وربما هذه الملابس تصبح زيا جديدا لمجتمع جديد يتقبلها ، ولا أقول أن الشاعر مخطأ بذلك لأني أيضا عشت كما عاش هو وكذا الآخرون ، ولا توحي القصيدة أنها حنين لماض ما لأن الشاعر كان حقبة النظام السابق خارج العراق ليجد لعائلته رزقهم الحلال بعدما ضاقت به سبل وطنه ، والقصيدة بسيطة ببنائها عميقة بمغزاها ، والقصيدة بنيت على أكثر من عُقد مجتمعية ، وتشير القصيدة لممارسة يعرفها من جاور القبور حيث هناك من يعيش على نبش القبور وبيع أكفان الموتى ، ويشير الشاعر أن حياتنا التي نعيش لا تختلف كثيرا عن حياة الموتى ، بمعنى أننا نحن الأحياء نأكل بعضنا البعض لأغراض شتى ، وها هو القاتل يشيع من قتله ، والقصيدة لا تحمل من الرمزية الكثير فالشاعر الصديق ماجد كزار يكتب القصائد التي تحمل الرمزية الشفافة غير المُقنعة بطلاسم ورموز لا تفهم ، ولكنه في هذه القصيدة كتبها بأقل رمزية من سابقاتها لغاية أجدها ضرورية ، فبعد أن وصل هؤلاء سراق أكفان الناس من شهادات مزورة وغيرها ، ولأنهم أشباه الأميون لذا توجب عليه مخاطبتهم بما يفقهوه ، ولو خاطبهم برمزية عالية فربما أن القصيدة لا تجد لعقولهم المغلقة سبيلا ، القصيدة تعد من قصائد المدارس الحديثة وبنيت على وزن ( التجليبه ) وتسمى لدى العروضيون بحر الهزج .
القصيدة
( موت وجنازه وكبر )
الشاعر الحلي ماجد كزار
--------
متت غصباً عليه وخطوا القطعه
( أن وعد الله حق )
تقام الفاتحه بجامع الكطانه 1
مشوا جنازه كومه وياي
أهلي وناسي والجيران ...
والباقين ديانه
أكو وادم مشت كوه
أهيسها ثكيله وجوه .. شو مو جنها حزنانه
وأسمع وأني ميت ناس يتحاجون
أركض ( للوكيل ) وكله جز أسمه
كلت زين الكتلنه أيشيع ويانه
وأذكر صعدوني ( أبكوستر ) زركه
سايقها عرف ما راد كل ( عانه )2
المهم خلصت مراسيم الدفن وأهل الفضل ردوا
هذاك اليوم ظلت عيني سهرانه
وحشه وخوف
أجه واحد من الميتين ...
هيجي شلون المسودن
كال أشعدك هنانه
كتله الخاطر العباس
روح أجفيني شرك أمشي منانه
جزت يمكن ربع ساعه
أسمع صوت يم باب الكبر مالي ...
يمكن صوت دفانه
خلي أنطلع الميت ناخذ عيونه
واحد كال لا أيده
واحد كال ... مدري أشكال ما أذكر
شجاها الناس يمعود ( يبو صيبع )3 جنها الدنيه خربانه
نب واحد شريف أشكال
كال أنطلع الجثه ... ناخذ كل جفنها وتبقه عريانه
أي خوش أقتراح وكاموا يحفرون
الكبر ضيك .. أريد أختل بروحي والكبر ضيك
على كل حال طلعوني
وصدك أخذوا الخام وعافوا الجثه ..
أمدد عالارض لوحيدي خلوني
كمت ونفضت روحي ، بس أريد هدوم ، لأن عريان عافوني
كول أترهمت بالخرك كمت أمشي
كلت خل أرجع الأهلي
صح هدومي غير هدوم
لكن ذاك ظل شكلي ، معقوله أبنهم ما يعرفوني
لو ما راجع أحسلي
لكيت الناس ماجن رايح ألها أنسان
كلمن ملتهي بروحه
يا فلتان ياعلان
ولكيت البيت مابيه ريحة الحزنان
ولكيت الفاتحه أشبه بالمخلصه
لابيها جكاير لاقره القرآن
نعلة الله على الشيطان
صدك ذبيت روحي أبين ذيج وهاي
مدري الكبري أرجع ، مدري أظل هنا
بقيت مدوهن وحيران
أبو السحبه شكله شلون ميصدك
شهادات الوفاة ... أربع نسخ صارت
بين المكبره ومستشفى ( أبن مرجان ) 4
أخسرت روحي ومتت بس اني مو ندمان
وصفيت الوحّدي الخسران
شجاني أشجابني وألمن بعد حنيت
الوادم مو هذيجه ولا هذاك البيت
ما تسوه كلت خل أرجع الكبري وصدك رديت
أدفنت روحي بديه ودم دمع ذبيت
أدفنت روحي بديه وكلش أرتاحيت
أدفنت روحي بديه وكلش أتأذيت
وأرتاحيت
-------------
1 : مسجد الكطانه منتصف سوق الحلة الكبير
2 : عملة فضية قديمة
3 : آل أبو صيبع يتولون دفن الموتى في النجف الأشرف
4 : : أبن مرجان مستشفى كبيرة جدا بناها المحسن عبد الرزاق مرجان عام 1956 أفتتحها ملك العراق فيصل الثاني




#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءة / أيها الحكام العرب أحذروا قمة بغداد !!!
- ( هموم وكبر )
- التواصل المجتمعي التجاري الحلي
- التواصل المجتمعي التجاري
- إضاءة / النائب حسن العلوي وفلسفته الأخلاقية !!!
- إضاءة / الأخيار ورثة التاتار
- أمي
- الشهيد عبد الكريم قاسم والصراع الطبقي والسياسي
- شهيد العز مهداة للزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم
- إضاءة / ( تيتي تيتي )
- سالوفة فخر
- إضاءة / مشهد الشمس والأربعاء الأخير من صفر !!!
- إضاءة / من الرابح الساسة ، المواطن ، الوطن ؟
- القائمة العراقية وقطرية السلوك والنهج
- إضاءة / سلاماً دولة ( اللغف ) الديمقراطي الأوحد !!!
- إضاءة / التيار الديمقراطي في بابل يحصد يوم العراق !!!
- إضاءة / وداعا صديقي ( طه الربيعي )
- إضاءة / ( جلال الطالباني ) رئيس لمن !!!
- إضاءة / سارق للمرة الثانية
- إضاءة / أيها الساسة تريدون ولا نريدكم


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - قراءة لقصيدة ( موت وجنازه وكبر )