أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - حسين شفيق المصري – الخواجه بدم مصري















المزيد.....

حسين شفيق المصري – الخواجه بدم مصري


حسين عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


- ما أن حرجت من دنيا الكتب باحثا عن (جحا) ( نصر الدين جوجه) لأن شيئا (ما) جعلني أبحث وأنقب عن تلك الشخصية العالمية.. حتى صدمت بخبر رحيل الضاحك الباكي (جلال عامر).. فدمعت عيني وأنا في ذهول غير مصدق أن يرحل من يفرح الناس ويتناقلوا مقالاته ويبقى جاسما على صدونا من لو رحل لا ارتاحت مصر والناس مما هم فيه.
رقم 10
ابراهيم القادر المازني الذي أطلق على نفسه وعلى العقاد رقم 10 لأنه أي المازني صغير الحجم مثل (النقطة) والعقاد طويل فرع مثل رقم واحد.
وأجد رأسي تلف وتدور لأجد أمامي كاتب ساخر للغاية ومشهور لأبعد حد لكنه مثل معظم أفراد كتيبه المضحكون. منسي وتقريباً يوجد نفر قليل من يتذكر أفراد تلك الكتيبه. من عبد النديم إلى حافظ إبراهيم إلى عبد العزيز البشري إلى السيد العبد (من يعرفه يرفع صبعه) إلى عبد الحميد الديب إلى المازني إلى بيرم التونسي إلى محمد البابلي إلى السعدني إلى كامل الشناوي إلى نجيب محفوظ (مفاجأة نجيب ابن نكته) فقد وجدت تشابه كبير في سيرة شفيق المصري (طلب مني استاذنا المؤرخ صلاح عيسى أن أكتب عن حسين شفيق المصري .. عندما كنت في مكتبه منذ فترة طويلة)؛
فحسين شفيق المصري هاجم سعد باشا ومن يدركم سعد باشا ابان ثورة 19 كما هاجم جلال عامر حسني مبارك وفساد حكوماته بكل أنواعها
وكان هجوم جلال عامر على الخرافة المنتشرة في عصر مبارك ومازالت منتشرة وتضرب افسادها المقصود والمرغوب في كل أنحاء مصر وفي كل القطاعات.

الوالي محمد علي وحسين شفيق المصري
شيء محير للغاية أن نجد في شخصية الباشا محمد علي. فهو الأجنبي عن مصر واهلها لكنه عندما تولى شؤنها اصبح أكثر مصرية من أهل مصر فنجده يعمل على صنع دوله قوية اقتصاديا وثقافيا وعسكريا وفنيا وتعليمياً وكان جادا في صنع تلك البلد (بعكس أناس من أهل مصر – عملوا أعلى افقار مصر وشعبها.
- ونجد حسين شفيق المصري .. ليس مصرياً . فأبوه محمد نور – تركي . كان يملك عزبه في مدينة قليوب . وقبل أن يموت كان قد باع كل شيء تقريباً. الأرض القصر والخيل ثم أتجه إلى القبر.
- أما أمه – اقبال هانم فكانت – جاريه أخذت ضمت السبايا في حرب المورة وبيعت وانتهى بها المطاف في قصر أمينه هانم أم الخديوي عباس ، وهذا الخليط اليوناني التركي هو الذي انتج لنا حسين شفيق المصري الذي يوصف بأنه اعظم ابن بلد مصري ظهر في القرن العشرين.
- ونحن لو أعدنا قراءة ابداع حسين شفيق المصري فلن نجد فرقا بينه وبين جلال عامر فحسين كان يهاجم الاستبداد والاستغلال والجهل والخرافة بكل أنواعها واشكالها. وهى نفسها الأشياء التي كان يهاجمها الرحال جلال عامر.
- وكان حسين المصري في أواخر أيامه قد تحول إلى ماكينة صنع النكت بعد أن فقد بصره فكان يرتاد المقاهي. وهذا يعني أنه تعطل وشاخ ولم يعد له مصدر رزق.
- فكانت النكت هي مورده الوحيد فيما تبقى له من الدنيا.
- فهو كان محررا في مجلة (الشجاعة) ومجلة (الخلاعة) و(المسامير والسيف) ومحرر بجريدة الحوائب - التي كان يصدرها – خليل مطران.
- وهو مع هذا مؤلف مسرحي فنجده يكتب لمسرح نجيب الريحاني وقد اشتهر بأنه شاعر ماجن ويكتب الشعر (الحلمنتيشي).
- وهذا يعني أنه يكسب أموال لابأس بها . وتلك حقيقة مؤكده. لكنه يموت ولا يوجد في جيبه مليم أحمر أو أسود نفس مشكلة الشاعر أحمد فتحي وكان يقضي ليله في بار يوزع نكته على الحاضرين اللذين يذهبوا إلى البار من أجل الشرب وسمع نكات حسين.
- وفى آخر الليل يقوم بعمل كلفه به أمير الشعراء أحمد شوقي يجمع أوزان الشعر المهجورة.
- حقاً غريبه حياة حسين شفيق المصري ، فهو ابن أسرة غنية لكنه فقير والجوع يصارع أمعائه. فأبيه تركي وأمه يونانيه ومع هذا هو ابن بلد مصفى أو بلغة أهل البلد تربية شوارع وأرصفة رغم أنه كان يعمل محرراً في أماكن كثيرة ، وهذا يعني أنه كان يكسب أموال لا بأس بها وتلك الحقيقة.
- من الجمالية إلى الأزهر إلى الحلمية إلى الدرب الأمر إلى مقاهي وأسواق وأزقة القاهرة والشوارع الضيقة والمتعرجة. تلك الأماكن كانت مصدر وحي حسين شفيق المصري. فهو كان يجالس القهوجي والعربجي والمكوجي والعسكري وبائع السمك وبائع الخضار وببائع الفاكهة – لكي يتزود من ثقافتهم الشعبية وقد تجلت تلك اللفة في شعره (الحلمنتيشي).
- والذي أدخل حسين شفيق المصري تاريخ الأدب الشعبي وقد عرف شعره بـ (المشعلقات) السبع على وزن المعلقات السبع. ونقرأ جزء من معلقته التي كان فيها يعارض معلقه (طرفه بن العبد):
(لزينب دكان بحارة منجد‏
تلوح بها أقفاص عيش مقدد‏
وقوفاً بها صحبي عليّ هزارها‏
يقولون: لاتقطع هزارك واقعد‏
أنا الرجل الساهي الذي تعرفونه‏
حويطٌ كجنّ العطفة المتلبد‏)
ونقرأ أيضاً:-
(ويسعى إلينا «بالمداس المهربد»‏
فلاخير في «خبص» ترى الضرب بعده‏
ولاهاجمٌ يأتيك بعد الترصد
ستبدي لك العصيان ماكنت جاهلاً‏
ويأتيك بالمركوب من لم تهدد..)
ولأن حياة حسين شفيق المصري لم يكن لها خط سير تتحرك من خلاله .. لذا نجده يغير المهن التي امتحنها كما يغير ملابسه. فمن كاتب مسرحي إلى محرر في الكثير من الجرائد والمجلات كما أشرنا في بداية المقال إلى كاتب محامي إلى مصحح في الجرائد إلى متسكع في مقاهي القاهرة إلى زبون شبه دائم على أرصفة القاهرة والتي من خلالها كان يراقب الناس من حراكاتهم وتصرفاتهم وعاداتهم الرديئة.
ومن خلال ملاحظاته تلك قدم لنا شخصية (ابن البلد) الجاهل العارف ما الضيف القوي – الذكي الغبي.
والست زوجته ، الرغاية أم لسان طويل يوازي الفلقلة (أم اسماعيل) ويعد كتابه (الحاج درويش والست أم اسماعيل) من أهم كتبه وأكثرها صدقا في تعاملها مع الروح المصرية.
وهذا يعني أن حسين شفيق المصري كان عالما باللهجات المصرية (صعدية ، منوفية .. منصورية .. سكندرية).
- إننا قد أشرنا منذ أسطر قليلة إلى أ، حسين شفيق المصري لم يعطي هدفا لحياته يحاول أن يحققه أو بمعنى آخر .. أن يوجد غاية من وجوده وهذا الهدف أو تلك الغاية قد اشار إليها أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته التي يرثي فيها الزعيم الوطني مصطفى كامل (أجعل لنفسك بعد موتها ذكرى فإن الذكرى للإنسان عمرا ثان).
- ونرى في هذا البيت أنه يشمل المعاني كل المعاني النبيلة والسامية التي تدعو إليها الأعراف الأرضية والسماوية .. فيجب على الإنسان أن يعمل بها ومن أجلها لكي يجعل من حياته قيمه ومعنى يستحق من أجلها أن يذكر بعد رحيله.
- لكننا نجد أن حسين شفيق المصري عاش حياة اقرب ما تكون إلى الصعلكه ، فهو لم يتزوج ولم يتوقف عن شرب الخمر ورغم أنه كان يكسب كثير. لكنه كان ينفق أكثر حيث كان ينفق صحته مع نقوده ونفهم من هذا أنه لم يكن يحب نفسه أو يريد لها خيراً.
- لأنه لو ألقى بنفسه في أتون ثورة 19 لقلب شكل الحياة في مصر مع بيرم الونسي كما كان يحلم الثوار بذلك.
مداخله (قامت ثورة 25 يناير من حرية وعيش وحياه اجتماعية عادله – لكن ما ينتجه الفن السابع . لا يخدم على أهداف وأحلام الثورة بل أنه يضرب الثورة في مقتل .. لأن المطلوب من الفن هو أن يخدم على الثورة واحلامها.
كما يجب أن يفعل الأدب والشعر والصحافة والتعليم والرياضة وكل مناحي الحياة – يجب على الكل كلا في مجاله وفي مكانه أن يخدم على ما قام به أبطال 25 يناير – أن كنا نريد حياة صحية سليمة وان كنا نريد حياة جديدة خاليه من عناصر صناعه الدكتاتورية والبلطجة).
أننا هنا يجب ألا ننسى أن حسين شفيق المصري. اصطدم بالزعيم الوطني سعد زغلول وكان صداما عنيفا .. ومن خلاله اثبت حسين شفيق المصري أن سلاح الفن يوازي سلاح الزعامه بل هو أقوى منه في بعض المراحل.
فنجد أن الجماهير التي كانت تحتشد في فناء بيت زعيم الأمة لتستمع إلى خطبة الزعيم الذي تحبه. بل تعشقه كان كل فرد منهم يخفي في مكان ما من ملابسه نسخه من (الكشكول) ليقرأ بعد الانتهاء من سماع خطبه سعد باشا زغلول نكت حسين شفيق المصري التي ينكت فيها عن زعيمهم المحبوب – انه الفن الصادق.
(شعلان)
وكان الشاويش شعلان يد حسين المصري القوية في الانتقام مما يراه من تناقضات بشعه تضرب المجتمع فكان يكتب محاضر من سؤال وجواب يكشف من خلاله ما يدور في المجتمع من فساد ونفاق وتحايل في علاقات الناس فيما يدور بينهم.
وهنا تبرز قيمة حسين شفيق الأدبية وأصالته الفنية.. وعبقرية لا مثيل لها في تحليل إلى مشاكل مصر التي تدور فيها .. كما كان يفعل حفيده جلال عامر الذي توجه الى حسين المصري ليقيم معه في هدوء بعيدا عن هذا الذي نحن لا نفهمه الفتحة لهما.



#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية (في قلب امرأه)
- النقد هو السر؟!
- في ظل كارثة بور سعيد
- القطة وفلسفة الحكم
- الشعر بديلاً للانتحار عند أمل دنقل
- المستقبل فى ظل الدين والفلسفة والعلم .. أوجه الحياة الثلاث
- كل أكتوبر وانتم طبيبين فى ظل المسمار؟!
- حكاية الجثة وسياسة الكلب وحكاية أخرى؟!
- من معاوية إلى نابليون إلى الأخوان الإسلام هو الحل شعار نقشه ...
- نحن زي الكورة – حديث العالم
- فى رمضان المسجد ... محاولة للفهم؟!!
- آه يا فيس بوك يا حبيبي يا بن الإيه
- ثورة 25 يناير مثل شجرة التوت؟!
- ملاحظات على دفتر 25 يناير
- أمل
- قرأت فى كتاب من تراث القبطى الشعبى
- الفاجومي والبحث عن الحلاوة ؟!!
- حكايتان من التراث الفرعوني
- فن إبداعى مجهول لنجيب محفوظ
- مشكلة المجتمع المصرى أنه مجتمع بلا هوية ثقافية خاصة به؟!!


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - حسين شفيق المصري – الخواجه بدم مصري