أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أكراد العراق : ربيع الاستقلال .. أربيل تحتفل بذكرى مهاباد -الشهيدة- وعينها على تقرير المصير















المزيد.....

أكراد العراق : ربيع الاستقلال .. أربيل تحتفل بذكرى مهاباد -الشهيدة- وعينها على تقرير المصير


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفلت سلطات إقليم كردستان العراق قبل بضعة أيام بالذكرى السادسة والستين لإعلان قيام "جمهورية كردستان الديموقراطية وعاصمتها مهاباد"، والتي تسمى اختصارا "جمهورية مهاباد"، في التاسع عشر من شباط 1946. في الاحتفال المركزي بعاصمة الإقليم، أربيل، ألقى الرئيس مسعود البارزاني خطابا مطولا في المناسبة. مراقبون مستقلون اعتبروا الخطاب دقيقا ومتوازنا وجديدا في بعض مفاصله، فهو لم يغفل المبادئ الأساسية التي قاتلت من أجلها حركة التحرر الكردية طوال عقود من القرن الماضي من جهة ولم يستفز الطرف المقابل، العربي العراقي، بطرح شعارات متشنجة ومباشرة كالدعوة لإعلان الاستقلال التام والانفصال الفوري.
على الأرض، يتمتع الإقليم الكردي العراقي حاليا، ومنذ عام 1991 ، بكل ما تتمتع به الدولة المستقلة، وقد ضمنت الزعامة الكردية لنفسها حصة من الميزانية الاتحادية تفوق النسبة السكانية بكثير وتقدر بـ17% على قاعدة أن إحصاء دقيقا للسكان لم يُجْرَ حتى الآن. مثلما يخلو الإقليم من أي حضور أمني أو عسكري اتحادي، وقد وقعت عدة تشنجات واحتكاكات عسكرية بين قوات الإقليم المؤلفة من مليشيات "البيشمركة" وبين الجيش العراقي في المناطق المخْتَلَف على تبعيتها الإدارية، أما المناطق الواقعة تحت حكم الإقليم فهي خالية تماما من الوجود العسكري والأمني العراقي الاتحادي.
في خطابه المؤثر في المناسبة، أثار البارزاني عدة أمور مهمة، منها ما أثير للمرة الأولى. من ذلك مثلا، تأكيده على "أن الوقت أصبح مناسباً لممارسة عملية تقرير المصير بالنسبة للأكراد، وأكد أن المنطقة تشهد تحولات سريعة ويجب الاستعداد لها" مشددا على أن "حقوق الأكراد لا تمنح من أحد، وإنما من خلال الاعتراف بها". و قد توقف محللون عند إشارة البارزاني إلى أن حقَّ تقرير المصير حق إلهي المصدر حين قال حرفيا إنّ "ذلك الحق منحنا الله إياه، وعلينا أنْ نعرف كيف نمارس هذا الحق ونتصرف بحكمة"، لافتا إلى أن "لكل جزء من كردستان خصوصية تستدعي التعامل وفقا لها". بعض المحللين حاول الربط بين "تقديس" حق تقرير المصير واعتباره "منحة إلهية" وبين ما دأب عليه الخطاب الصهيوني من تكرار مُملٍّ للوعود التوراتية التي يزعمون بأن الله منحهم بموجبها أرض فلسطين. محللون آخرون رفضوا هذا الربط و نظروا إليه على أساس أنه غير واقعي وقسري ويحكم على النوايا وليس على الحقائق، مشددين على عفوية وبساطة كلمات العبارة التي أدلى بها البارزاني والتي ليس من الصائب تحميلها أكثر مما تحتمل.
فكرة أخرى اعتبرها المحللون مهمة وردت في الخطاب واعتبر البارزاني فيها أن القضية الكردية "قومية كانت ولا تزال، وليست مشكلة دينية، لم تكن قبل الآن ولا الآن"، مشيرا إلى أن "رجال الدين الكرد كانوا هم المنادين بالحقوق القومية وكانوا قادة الثورات فيما مضى". ورغم أن البارزاني في الجزء الأول من هذه فكرة يَفْصُل بين ما هو قومي وما هو ديني ولكنه يعود ليربط بينهما ربطا عمليا في جزئها الثاني. وقد رجح بعض المحللين أن يكون دافع البارزاني للتطرق لموضوع العلاقة بين القومي والديني هو ما تشهده الساحة الكردية من بروز وتعاظم دور الأحزاب والحركات الإسلامية والتي يعتقد البعض بأنها أضحت تهدد انتخابيا السلطة في الإقليم والمؤلفة من تحالف حزبي البارزاني والطالباني وهو التحالف الذي بدأت الشقوق تظهر عليه وخصوصا بعد أن قرر حزب البارزاني خوض الانتخابات المحلية القادمة منفردا.
وكانت "جمهورية كردستان الديموقراطية"، وعاصمتها مهاباد، شمالي غرب إيران، قد أعلنت استقلالها وانفصالها في 22 كانون الأول 1946، بقيادة رجل الدين الكردي القاضي محمد وبدعم سوفيتي مباشر وكبير ومشاركة فعالة من قبل الأكراد العراقيين الذين قاد المئات منهم الزعيم الكردي التاريخي ملا مصطفى البارزاني. وبعد أن أوقف السوفيت عن دعمهم للجمهورية الكردية الفتية اكتسحتها قوات الشاه الإيراني وحطمتها بقوة السلاح وأعدمت قادتها في 31آذار 1947 أي بعد أحد عشر شهرا على قيامها.
من القضايا الجديدة التي أثارها البارزاني في خطابه أيضا قضية الخلافات التي قيل عنها الكثير بين قطبي الحركة القومية الكردية التحررية البارزاني الأب ورئيس جمهورية كردستان الديموقراطية القاضي محمد والتي تطرق لها البارزاني الابن للمرة الأولى ووصفها بالدسيسة التي يقوم بها " خونة ومرتزقة" يحاولون تشويه التاريخ وقال "كثيرا ما كنت اسمع القائد الخالد مصطفى البارزاني ورفاقه أيضا والذين أصبح غالبيتهم اليوم في ذمة الله والتاريخ، أن الشيخ الراحل أحمد البارزاني يوم قرر مع مصطفى البارزاني ورفاقه التوجه إلى كردستان الشرقية في إيران، في عام 1945.. فقد لقوا استقبالا أخويا، وعموم فالمستمسكات التاريخية محفوظة، من لدن أبناء شعبنا على ذلك الطريق، وفي كل المدن والبلدان والقرى، وأكثر من ذلك فإنّ هؤلاء الإخوة قد تقاسموا سكنهم ورزقهم، سيَّما في مدينة مهاباد، مع إخوتهم البارزانيين وهناك آثار وتراث تبقت من تلك الأيام ويوجه فيها الزعيم الراحل القاضي محمد أبناء شعبه باستقبالهم استقبال إخوة أشقاء أعزاء ثم اصطحب البارزاني مصطفى قلة من قادة العشائر الذين عارضوا هذا التوجيه، اصطحبهم معه للقاء القاضي وقال للجميع: هذه فرصة تاريخية تهيأت للكورد والزعيم هو قائدنا جميعا وأنا الجندي الأول لهذه الجمهورية (جمهورية كوردستان الديمقراطية في مهاباد). حفل هذا العام، في ذكرى جمهورية مهاباد، اعْتُبِرَ الأكبر حتى الآن، وقد حضرته وفود من أكراد إيران و سوريا، وعدد من النواب الأكراد في تركيا إضافة إلى المسؤولين المحليين في الإقليم يتقدمهم رئيسه مسعود البارزاني ورئيس الوزراء لتصريف الأعمال برهم صالح، ولم يسجل حضور رئيس الجمهورية جلال الطالباني أو أي مسؤول اتحادي مهم.
وسائل الإعلام العراقية المحلية اكتفت بنشر الخبر من دون مزيد من التعليقات على قاعدة أن الكلام عن حق تقرير المصير الكردي يثير تحفظات قوية لدى القوميين والوطنيين العراقيين المتشددين. أما أصدقاء الأكراد والقضية الكردية في العراق العربي فقد انحسر دورهم كثيرا لعدة أسباب منها: ضمور دور التيارات العلمانية والحداثية اليسارية في عموم العراق، وأيضا بسبب الأصدقاء الجدد الذين مدَّت بعض القيادات الكردية يدها إليها ومنهم أصدقاء إسرائيل من لبنان وغيره، والذين تقاطروا على كردستان خلال الفترة الماضية، مضاف إلى ذلك ما يقال عن علاقات تعاون وتنسيق بين زعامات كردية والكيان الصهيوني الأمر الذي يرفضه أصدقاء الأكراد من العراقيين العرب ويشعرون بالحرج من أن يكونوا في ذات الخندق الذي يقف فيه أصدقاء إسرائيل "رغم عدالة وإنسانية هدف حق تقرير المصير للأمة الكردية" ، يضيف بعضهم.
محللون كثر اعتبروا هذه التطورات، قبل وبعد الاحتفال بذكرى جمهورية مهاباد، مؤشرات قوية على عودة القضية الكردية لتأخذ مكانها في خريطة الشرق أوسطية السياسية كقضية تحرير وطني واستقلال قومي من الدرجة الأولى.
الاحتفال تزامن أيضا مع حدث سياسي كردي اعتبره بعض المحللين مثيرا للاهتمام ألا وهو قيام أرسلان باييز رئيس برلمان إقليم كردستان العراق برفع صورة الملا مصطفى البارزاني من مكتبه في برلمان الإقليم ووضع صورتي مسعود البارزاني وجلال الطالباني بدلا منها. هذه الخطوة أثارت حفيظة المحازبين للحزب الديموقراطي الكردستاني"البارتي "بزعامة البارزاني" ولكن باييز قال إن "تبديل مكان صورة بارزاني في غرفة الرئيس جاءت لأسباب بروتوكولية وليس لها أهداف أخرى" غير أن هذا التوضيح لم يمنع بعض الكتاب من مهاجمة القرار فقد كتب قيس قره داغي مقالا حادا في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "يا رئيس البرلمان الكردستاني الجديد..أما ملَّت أكتافكم من حمل أثقال الغدر؟" انتقد فيه بعنف هذا الإجراء ومن يقف وراءه. وفي السياق، نقلت إحدى وكالات الإعلام الكردية خبرا يفيد بأن عددا من أفراد أسرة البارزاني استنكروا فعلة رئيس برلمان الإقليم ولاموه عليها بشدة. البعض الآخر من متدخلين ومعلقين حبَّذَ الإجراء الذي أقدم عليه رئيس برلمان الإقليم فدوَّن أحدهم " ما فعله‌ رئيس البرلمان هو الصحيح، والمعروف في العالم کلِّه أن صورة رئيس الدولة هي التي ترفع فقط لا غير. أن الملا مصطفي يعيش في قلوب محبيه‌، وهذا لا ينکر. لکن لا يوجد أي مسوغ قانوني لفرض صورته‌ على الجميع."
حدث آخر جاء بعد أيام على الاحتفال بذكرى جمهورية مهاباد، ولكنه صبَّ في صالح تقدم القضية الكردية، إنما في كردستان الشمالية، أي في تركيا هذه المرة، فقد اجتمعت بلديات مدن غرب الأناضول ذات الغالبية الكردية وقررت أن تقترح على الدولة التركية دستورا جديدا يتضمن تقسيم تركيا إلى ستة أو سبعة أقاليم اتحادية يسمى أحدها إقليم "كردستان". عثمان بايدمير، رئيس اتحاد بلديات غرب الأناضول، وهو في الوقت نفسه رئيس بلدية مدينة ديار بكر، عاصمة أكراد تركيا، أكد أن "مسودة الدستور الجديد تضمنت مطالبنا بالأقاليم، والإبقاء اللغة التركية لغة البلاد الرسمية"، مستدركا أن "برلمان الإقليم الكردستاني سيعتمد فضلا عن اللغة التركية اللغات الكردية والعربية والسريانية التي يتداولها سكان المنطقة، كلغات رسمية فيه".



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواجهات بين أتباع السيستاني والصرخي : هل بدأت حرب المراجع؟
- تسليح الجيش العراقي : مخاوف سياسية وفضائح فساد مدوية !
- العنف الجماعي.. لغةً وسياقاً تاريخيا/ إطار نظري عام
- -ربيع القاعدة- في العراق يغرق بغداد وخمس محافظات أخرى بالدما ...
- «المجلس الأعلى» للمياه هل ينقذ الرافدين من الزوال؟
- إغلاق هرمز : حكومة المحاصصة تطمئن العراقيين والأرقام تثير ال ...
- قانونا الأحزاب الجزائري والعراقي والطائفية السياسية.
- العنف الفردي والجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي
- طائفية الأمر الواقع في الدولة العراقية من 1921 وحتى الآن
- أسرار قادة -العراقية- على الهواء مباشرة !
- زوبعة سليماني: العراق لن يكون بيدقاً
- النزاع بين التيار الصدري والعصائب .. الخلفيات والتفاصيل
- بول بريمر يتقمص شبح جوزيف غوبلز!
- جعجع في كردستان العراق: استثمارات نفطية بنكهة أميركية!
- مأثرة الملازم نزهان تهزُّ الوجدان العراقي وتطلق حملة رفضا لل ...
- العراق: مقام الرئيس الفخري يهزم حصانة النائب المنتخب
- زعماء «العراقيّة» في «نيويورك تايمز»: دعوة لاحتلال جديد؟
- قراءة عراقية في نظرية إرنست رينان حول الأمة والقومية
- قضية الهاشمي: ضرب عرب العراق ببعضهم !
- الأمة العراقية: جذور المصطلح وانبعاثه اللاعلمي


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أكراد العراق : ربيع الاستقلال .. أربيل تحتفل بذكرى مهاباد -الشهيدة- وعينها على تقرير المصير