أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد حمه خورشيد - جيوبولتيكية الخيارينلايران:ايقاف التخصيب او الضربة القاضية















المزيد.....

جيوبولتيكية الخيارينلايران:ايقاف التخصيب او الضربة القاضية


فؤاد حمه خورشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد تخصيب اليورانيوم (تنقيته وتكثيفه)من الأمور الفيزيائية فقط , بل أصبح من موضوعات السياسة والإعلام لارتباط استخداماته المختلفة بحاجات البشر المتنوعة , السلمية والحربية , على حد سواء.ويبدو ان السياسة انشغلت كثيرا بهذا التخصيب الذي تمارسه ايران منذ سنوات والذي لا يعرف مداه او نهايته, أهو حقا فقط للأغراض السلمية , كما تدعي ايران , أم انه يتجاوز الحدود السلمية ليصل الى مرحلة صنع القنبلة الذرية الفتاكة, كما يتخوف الكثيرون من دول الجوار الجغرافي لإيران , او كما تدعي الدول البعيدة عنها مثل إسرائيل والولايات المتحدة وحتى تركيا والعديد من الدول الأوربية.
فإذا كانت نيات ايران صحيحة وسليمة ينبغي عليها ان تكون شفافة وعلنية في عرض نشاطاتها دون خوف او وجل من هذه القوة او تلك , وان لا تمارس مع وكالة الطاقة الذرية لعبة القط والفأر , او ما نسميه نحن في العراق ب (لعبة الختيلة) مع علمائها وخبرائها, وان لا تجعلهم بهذه الأساليب من المراوغة والتسويف في التفاوض من ان يجلبوا الشكوك ويكرسوها لتخويف المجتمع الدولي. فمن حق دولة ايران, وفق شروط وكالة الطاقة الذرية وإشرافها , ان تنتج ايران اليورانيوم المخصب او ان تشتريه لأغراضها السلمية لإنتاج الكهرباء او تحلية مياه البحر وغيرها من الأغراض السلمية الضرورية.

أما وان الموضوع قد طال , ولم تتوصل من خلاله تلك الوكالة الى قناعات جازمة ونهائية بشان الاهداف الحقيقية لذلك البرنامج النووي الإيراني , فان ذلك أثار مخاوف العديد من القوى, باعتباره يشكل خرقا للحد من انتشار الأسلحة النووية وفق الاتفاقات الدولية بهذا الشأن , ويجلب الشك بان ايران ترمي من كل تلك المماطلات والتسويفات في مباحثاتها مع الوكالة الدولية الى كسب الوقت اللازم, لتخضيب المزيد من اليورانيوم والذي بلغ حسبما أعلنته ايران نفسها حد 20% (تخصيب عالي)وهي نسبة كافية لاستخدامها في الإغراض العسكرية لنوع من السلاح الذي يطلق عليه( السلاح الفج غير المتقن) باعتبار ان القنبلة الذرية النموذجية تحتاج الى تخصيب تزيد نسبته عن 85% .

إذا كان العالم , وبخاصة أولئك المنشغلين بالشأن النووي, منهمكون لمعالجة الموضوع مع ايران بالمفاوضات تارة وبفرض العقوبات تارة أخرى ولا زالوا , فان صدور التهديدات الإيرانية المرافقة للمناورات العسكرية وتجارب الصواريخ بعيدة المدى والموجهة بشكل مباشر وصريح ضد إسرائيل وكيانها أمر أثار مخاوف إسرائيل وجعلها تنظر للملف النووي الإيراني نظرة جدية معتبرة إياه التهديد الأكثر خطورة على وجودها وكيانها منذ ان تأسس عام 1948.

ان التدريبات العسكرية السرية الإسرائيلية لوأد المشروع النووي الإيراني مستمرة على قدم وساق , كما ان دبلوماسيتها النشطة لا تعرف الكلل او الملل فهي لا تقل ديناميكية عن تحضيراتها العسكرية والاستخباراتية , وما توالي التصريحات الإسرائيلية والأمريكية بشان النشاط النووي الإيراني الا دليل على نوايا الطرفين المبيتة ضد ايران النووية.

فإسرائيل تخشى بجدية من التهديدات الإيرانية ومن تنامي قدراتها الصاروخية و مساعيها النووية , فالقنبلة الإيرانية , ان صنعت, ستختلف عن القنبلة الإسلامية التي امتلكتها باكستان عام 1982, فإذا كانت القنبلة النووية الباكستانية( سنية الصنع) ومسيطر عليها , فان قنبلة ايران (الشيعية) سيكون لديها دوي غير الدوى الذي صاحب تفجير القنبلة النووية الباكستانية, أو الهندية التي سبقتها عام 1975. من هنا جاءت المخاوف الإقليمية والدولية على حد سواء من هذا المولود الإيراني المرتقب . ومن هنا أيضا يأتي ويتولد الرعب عند إسرائيل وحلفائها. لذا فهي حذرة جدا فلا نستغرب او نفاجئ ان شنت إسرائيل ضربتها الاستباقية( والتي عرفت بها في حروبها السابقة) على ايران متى ما شعرت بدنو ايران من ( لحظة المصير), وسواء أكان ذلك القرار الإسرائيلي قرار أحادي الجانب أم بموافقة الولايات المتحدة , ففي كلتا الحالتين فان الولايات المتحدة سوف لن تقف مكتوفة الأيدي, وسوف لن تترك إسرائيل لوحدها في ساحة المعركة, كما هو واضح من تصريحات كبار مسئولي البلدين .

فقد أعلن وزير خارجية إسرائيل(ان الدولة العبرية ستتخذ قراراتها بشأن الملف النووي الإيراني بهدوء وبحسب تقويمها الخاص للوضع) , وقال , (ان الولايات المتحدة هي أضخم قوة عالمية وأضخم واهم دولة صديقة لإسرائيل , لكننا دولة مستقلة في النهاية المطاف وستتخذ دولة إسرائيل القرار الأنسب) .
ولعل أفضل تفاعل وتجاوب للولايات المتحدة مع إسرائيل بشأن المخاوف الإسرائيلية من ايران هو ما قاله الرئيس الأمريكي اوباما في مؤتمر الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية(ايباك) والذي جاء فيه:(ان جميع عناصر القوة الأمريكية لا تزال خيارا مطروحا لمنع ايران من ان تصبح قوة نووية بما في ذلك جهد عسكري مستعد لأية طوارئ) والخطاب بمجمله تجديد لالتزامات الولايات المتحدة الذي لا شائبة فيه بأمن إسرائيل , وان حذر من مغبة الضربة الاستباقية الإسرائيلية باعتبار انه لا يزال يغلب المفاوضات والحل السلمي على ذلك.

أما نتنياهو , رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد حذر , على النقيض من اوباما,من استئناف المفاوضات مع ايران قائلا:(يمكن لإيران ان تفعل ما قامت به في السابق من المماطلة والخداع حتى يمكنها ذلك من تطوير برنامجها النووي والوصول الى خط النهاية النووي بسرعة) ...لكنه مع ذلك التزم ( بحرية دولة إسرائيل في التحرك لمواجهة التهديدات بمحوها من الخارطة) وهذه إشارة واضحة لنفاذ صبر إسرائيل وتعجيلها للضربة القاضية.

هكذا يتصاعد الموقف ويتعقد جيوبولتيكيا بين طرفي المعادلة النووية. فإيران ألان أمام خيارين لا ثالث لهما: فأما خيار الكشف عن نواياها النووية السلمية والتعايش مع المجتمع الدولي والتوقف عن تخضيب اليورانيوم للحد المسموح به , او خيار مواجهة الضربة الاستباقية المحتملة الفجائية التي قد لا تحمد عقباها , عليها وعلى جيرانها.





#فؤاد_حمه_خورشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيوبولتيكية الواقع في سوريا
- جيوبولتيكية نقمة المكان في جغرافية كوردستان
- تخصيب اليورانيوم: جيوبولتيكية العناد الايراني والغطرسة الاسر ...
- جيوبواتيكية الحدث ومفاجأت الربيع العربي
- الفوضى الخلاقة في مصر
- ميناء مبارك والعراق
- جغرافية كوردستان وسايكولوجية الانسان الكوردي
- جيوبولتيكية الخوف بين ايران والعراق
- التحذير التركي للعراق.. جيوبولتيكية (الديك الرومي)
- القيمة الجيوستراتيجية والجيوبولتيكية لكوردستان
- جيوبولتيكية الربيع العربي
- الجيوبولتيكس والدعاية وتضليل الرأي العام
- التحليل الجيوبواتيكي للحدث السياسي


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد حمه خورشيد - جيوبولتيكية الخيارينلايران:ايقاف التخصيب او الضربة القاضية