أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان عبدالله - عالم الكيلاني.. قراءةٌ في مقاطع من الطوفان














المزيد.....

عالم الكيلاني.. قراءةٌ في مقاطع من الطوفان


غسان عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1078 - 2005 / 1 / 14 - 10:07
المحور: الادب والفن
    


بدايةً أُسجِّلُ (وما قيمةُ ما أسجِّل أمام وهج ما خطَّهُ قلبُ الشاعر).. أسجِّلُ شديد إعجابي للإبداع الذي يشوب كلَّ تنهيدةِ حرفٍ في طوفانٍ اجتاحَ دواخلي فجعلني أضربُ خبط عشواءٍ بحثاً عن كلماتٍ تصفُ قراءتي لهذا الطوفان.. كنت كمن يحملُ آلةَ تصويرٍ لحظة الطوفان.. فاجتاحني وأنا بعدُ لم أُكملْ مشهدَ الانطلاق..
هكذا إذن يا شاعرنا.. اجتحتني بالطوفان وفي اللحظة التي كنت أعيدُ قراءةَ هذه المقطوعة الرائعة.. خيَّمَ ظلٌّ آخرُ لطوفان مختلف.. في قصيدة الظل.. إلا أنني لم أتفيأَه قيد لحظةٍ لانهماكي في قراءةِ الطوفان وإعادة ترتيب المشاهد.. لذا لم أختر أن أعقب على القصيدة بردٍ عليها.. أردت أن يكون الردُّ منفرداً تحت عنوانٍ جديد.. (عالم الكيلاني.. قراءةٌ في مقاطع من الطوفان)..
(والتقينا .. فوق رمل الروح.. ذبنا.. في الهوى العذري تهنا.. وانتشينا)..
(وكطفلين.. لعبنا لعبة العشاق.. تخاصمنا.. تصالحنا.. ضحكنا.. وبكينا
لم نعد نعلم من نحن.. وكيف.. لماذا.. والى أين انتهينا
أهو طوفانك يا روحي أحال القلب أ طلالاً.. أم الأيام أدمت مقلتينا)..
ما أجملَ أن يعودَ الشاعرُ ليستنجدِ بطفولتِهِ البريئةِ كي يرتِّبَ بيتَ عِشقهِ بعيداً عن المحاذيرِ التي يقعُ فيها العشاق خوفاً من انقلاب الصورة للحب.. الحب الذي يعني نقاءً في العلاقة بين طرفيه بعيداً عن اللذة الجسدية.. وفي هذه الأثناء يكون الشاعر قد سبقني بالقول (في الهوى العذري تهنا)ليعودَ بعد هذا التيه في الهوى العذري ليجرِّبَ لعبة الأطفال التي تسكنُ عمق وجدانه.. اللعبة المحببة.. لعبة العشاق.. أو كما يسمونها بالعامية في لبنان(بيت بيوت).. هذه اللعبة فيها خصامٌ بدون ضغينة أو خلفياتٍ تُستعادُ عند كل لعبةٍ.. فيها صلحٌ يشي بأن الخصامَ لا بدَّ عائدٌ ليصحبَ بعده الصلحَ في عمليةِ تداولٍ للذة العشق الطفولي لتفاصيلَ لا تكون متاحةً بتاتاً في عالم الكبار.. والضحكُ والبكاءُ هنا.. هو ضحكٌ متواصل.. يعني أنه حين يضحكُ.. يضحكُ ملءَ قلبهِ ولا مجالَ لأن يداخلَ هذا الضحكَ البكاءُ.. ولكنه حينَ يَبْكي أو يُبكي.. يضحكُ في دواخِلِهِ من انعكاسِ رؤىً وصورٍ لا يراها إلا الطفلُ الذي عاش طفولَتَهُ وعالمَهُ بمَعْزلٍ عن منغِّصاتِ العيشِ التي قد تكون ملازمةً لأهله (الكبار).. هذه الصورة الجمالية.. بل هذا الانتقال الروحي من عالم العشقِ الكبير هروباً من التيه المحبب في الهوى العذري.. نعم المحبب لأنَّ النشوةَ التي صاحبت الشاعر والذوبانَ فوق (رمل الروح الذي يحتاجُ تأملاً مني فيما بعد).. أفضت إلى التحلُّق نحو أرقى ما في العشق.. اقتضت الانتقال الروحي من عالمِ الأنسِ العذري الجميل إلى عالم النقاءِ الطفوليِّ الأرقى والأجمل.. لكن.. وفجأةً وككلِ حركةِ انثيالٍ للروحِ على مدارجِ الألمِ المخبَّأ طي ألف سؤالٍ وسؤال.. يأتي التصويرُ الأرقى للمعاناة.. لليدِ الأخرى التي تلازمُ حياة المرء.. يد القدر التي تريدُ أن تبتليهَ لتعلمَ مدى صبره.. القدر الإلهي الذي أراد للروحِ نقاءً أرقى.. أرقى من الطفولة حتى.. هذا النقاء هو الذي جلاه طوفانٌ ما.. طوفانٌ مؤرِّقٌ وغيرُ مرئيِّ. .مبهمٌ بحجم السؤال.. ومفضٍ إلى المتاهة بحيث تجيءُ الأسئلةُ تباعاً.. وهنا أسجِّلُّ للشاعر الكبير (الكيلاني)إعجاباً من نوعٍ آخر.. إعجاباً تعجبياً!! (من أين تأتيه الصُّور؟؟؟).. لأنه هو المسؤول عن إشعال قريحتي وسيلان قلمي (عفواً أقصدُ تَسَابُقَ الأصابِعِ على "الكي بورد")..
(لم نعد نعلم من نحن.. وكيف.. لماذا.. والى أين انتهينا أهو طوفانك يا روحي أحال القلب أ طلالاً.. أم الأيام أدمت مقلتينا).. ماذا تقرأون؟؟.. أنا أقرأ بين السطورِ سطوراً.. لم نعد نعلم من نحن؟؟ الله.. الله.. انسجامٌ تامٌ مع سياق الحدث العشقي.. قد تسألون كيف؟.. انظروا معي..
... لقاءٌ على رمل الروحِ يعني على شاطئِ ما.. شاطئٍ فيه أمانٌ واطمئنان يذوب في الحبيبُ بالمحبوب.. ويتوهان في الحبِّ العذريِّ.. ينتشيان.. ومن ثم يتناثر الوردُ فوق الخدود ليمحو معالم القلق على الوجوه.. قلق الأيام.. ثم.. لماذا على رمل الروح.. لأن الروح التي هي من أمر الله نقية.. وحين يلتقي عاشقان عذريان يلتقيان على رمل الروح.. أي على شاطئٍ ما.. شاطئ الحياةِ التي خلت منها البغضاء بعيداً عن المنغصات.. اللقاء إذن هو المرحلة الأولى.. ثم عودة إلى الطفولة.. لماذا؟؟ لأن الروحَ حين تنتشي.. تبحثُ عن النقاء الكامن فيها.. فلا تجده سوى في طفولةٍ يحنُّ إليها كلُّ مخلوق..
إلى هنا رائع.. لكن ماذا يعني بقوله (لم نعد نعلم من نحن.. إلخ..)؟؟.. ربما هو يريد الإشارة إلى الحادث الذي لم يفهم ما كنهه.. لماذا وكيف.. وهل هي الأيام أم أنه الطوفان العشقي.. (يا روحي.. إشارة إلى النقاء..).. أعود لأسأل.. ماذا يعني بــ(لم نعد نعلم من نحن.. )؟؟.. فلنسترجع هنا الآية القرءانية الكريمة:((وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (النحل:70).. هل تلاحظون كيف يأتي الإبداعُ الإنسانيُّ؟؟ كيف يولد؟؟ من وحي هذا القرآن الذي أنزله الله بالهدى..
شاعرَنا الكبير عبد الكريم الكيلاني.. أشكرك جداً.. وأختصر استنتاجي بالتالي..لقاءٌ في عمر الورود على شاطئ الحياة عند رمل الروح.. واسترجاعٌ للبدايةِ حيثُ الطفولة والبراءة.. ومن ثم عودةٌ إلى الحاضر الذي يشي بأن الذي حدث في طوفان شاعرنا هو سياقٌ يجرُّنا إلى التأكيدِ على أن الإبداع الكامنَ جوف الشاعر.. لا ينطلق إلا بأمرٍ من الروح التي تسكنه.. وحين يُردُّ إلى أرذل العمرِ كي لا يعلمَ بعد علمٍ شيئاً.. يقول: (وكيف.. لماذا.. والى أين انتهينا).. لا يعلم.. ولم يُخبرنا إلى أين انتهى.. بل أدركه طوفانُ الغزو.. وحدث ما حدث..أعتذر.. لم أفِ القصيدةَ حقها.. لأنني تائهٌ في لجج معانيها.. لذا أختم بالقول.. "الشاعر عبد الكريم الكيلاني.. شاعر كبيرٌ متواضعٌ يضعُ إبداعاته قيدَ تصرفِّ أمثالي على شبكةٍ الانترنيت



#غسان_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان عبدالله - عالم الكيلاني.. قراءةٌ في مقاطع من الطوفان