أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء العراقي - قراءة موضوعية في طرق معرفة المرجعية















المزيد.....

قراءة موضوعية في طرق معرفة المرجعية


صفاء العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في فضاء مفتوح وتقنيات متطورة، باتت محاولات التضليل كمن يحاول منع أشعة الحقيقة بالغربال ولكن رغم ذلك فإن الكثير من الفضائيات الخاضعة لجهات دينية او سياسية تمارس اساليب التضليل فيما يعد افتضاحا لثقافة الرؤية الاستبدادية التي تتمتع بها بعض القنوات الفضائية والتي تعتمد منهج تزييف الحدث والصورة والمعلومة خصوصا تجاه من لا يمتلك فضائيات تبين الحقيقة للمجتمع في الاحداث التي تجري ومنها مسألة المرجعية الدينية عند الشيعة الامامية فهناك العديد من الشبهات قد اثارتها بعض الفضائيات المضللة للحقيقة من خلال طرح قضية المرجعية ولمن تكون القيادة خلال الفترة القليلة الماضية فأثارت حالة من الضبابية وخلطت الاوراق وضيعت الحقيقة طلبا للمال والجاه ورغبة في إرضاء اسيادهم وتنفيذا للأجندات التي تملى عليهم ولم تراع في برامجها الحياد وثقافة الاعتدال في ايضاح المسائل محط النقاش والجدل، ففي الايام الماضية اثيرت مسألة طرق معرفة المرجع الديني بحسب ادبيات وفقه الشيعة الامامية.
وهنا سأحاول قراءة الموضوع من عدة جوانب استنادا للقواعد الشيعية الامامية في كيفية معرفة المرجع الديني المؤهل علميا في دراسة موضوعية مختصرة لبيان بعض الحقائق التي حاول البعض تغييبها لسبب او لآخر.
حاولت بعض الفضائيات اظهار ان المرجع الديني يشترط فيه كبر السن وكهولته وبخلافه لا يمكنه ان يكون مرجعا!! وكان محور النقاش حول المرجع العراقي الصرخي الحسني.
الحقيقة ان كبر السن وصغره ليس له مدخلية في كون المرجع مرجعا وإنما المهم هو البرهان والحجة التي يمتلكها والتي يمكنه الاستدلال من خلالها على صحة مدعاه، حتى أنه وجد الكثير من العلماء ممن حمل اعباء الافتاء وقيادة الامة في عمر الشباب وكانت كفة الدليل راجحة لصالحه واضحة في التدليل على نبوغه وليس في الامر شيء مبتدع والبعض منهم ثنيت له الوسادة للإدارة شؤون الامة والاخر غيب وحيل بينه وبين العمل في خدمة الامة وممارسة دوره، ومن العلماء الشيعة مثلا:
"العلامة ابن المطهر الحلي ابن اخت المحقق الحلي، الفاضل الهندي، صدر الدين الموسوي العاملي، السيد اسماعيل الصدر، السيد محمد باقر الصدر" وغيرهم، هذا من جانب اما الجانب الاخر فإن العلماء حين تراجع رسائلهم العملية وتقرأ شروط مرجع التقليد عندهم تجد من بين ما اشترطوا في المرجع، البلوغ، ولم يقولوا الشيخوخة او الهرم، والبلوغ يبدأ بعد تجاوز الخمسة عشر سنة قمرية ولو كان الفقهاء يرون ضيرا في ذلك لما ذكروا شرط العمر وحددوه بهذا الوصف واشتراطهم البلوغ نابع من اقرارهم بإمكانية تحقق الاجتهاد قبل الشيخوخة وهذا يتبع قابلية وامكانيات الشخص نفسه وقدراته الذهنية على طي مسافة تحصيل العلم وبراعة فهم النكات الاصولية والفقهية وشتى الابواب الاخرى فالبعض يختصر ذلك بسنين معدودة والاخر يفني عمره ولم ينه مرحلة المقدمات او السطوح او البحث الخارج فالبعض دخل قبل 30 سنة والى الان هو في البحث وهو لا يميز بين القاعدة الاصولية والقاعدة الفقهية، فالعمر ليس له مدخلية من هذا الجانب وحتى لو سلمنا جدلا بقيمة العمر في معادلة الاجتهاد فإن السيد الصرخي الحسني قد بلغ الان الخمسينات من العمر وهو معدل الحالات الاعتيادية لأعمار المراجع على مر التاريخ، فما الغرابة والعجب في مرجعيته؟!
ومن الشبهات التي اثيرت حول مرجعيته ايضا مسألة شهادة أهل الخبرة.
إن شهادات اهل الخبرة امر معتبر في معرفة المرجع الاعلم وهذا ما ذكره اعاظم المراجع في رسائلهم العملية والبعض منهم اطلق عليه اسم البينة وهذا لا ينكر ولكن توجيه الامر وحصره بشهادات اهل الخبرة أمر غير صحيح لأنك حينما تراجع الرسائل العملية تجد وجود عدة طرق وسبل لمعرفة المرجع الاعلم فإذا ثبت اجتهاد المجتهد عن طريق باب من هذه الأبواب كأهل الخبرة أو الشياع أو العلم المفيد للاطمئنان إلى غير ذلك من الأبواب كفى، فشهادات اهل الخبرة او البينة هي سبيل من تلك السبل وطريق من تلك الطرق فالحصر بها فقط وفقط امر مجانب للصواب وبعيد كل البعد عن الامانة العلمية هذا من جانب ومن جانب اخر لابد لنا من معرفة الشروط التي يتمتع بها الخبير حتى نميز الخبير عن غيره لأننا بعد معرفة الشروط التي يجب توفرها في الشخص او طالب العلم حتى يكون خبيرا بعد ذلك يمكن أن نعمل بشهادته واهم تلك الشروط هو العدالة وحسن الظاهر والاستقامة وعدم الانجرار وراء الامور المادية وحضور الدرس او الاطلاع على البحوث الاصولية والفقهية التي صدرت ومن ثم المقارنة واعطاء النتيجة اما الحكم من طرف واحد فهذا غير صحيح لأن الخبير في هذه الحالة لا يمكنه الحكم والتمييز والتقييم والتفضيل مع عدم الاستماع أو الاطلاع على بحوث الطرف الاخر.
والنتيجة إن شهادات اهل الخبرة امر مطروح ولكنه مشروط بعدم معارضة بشهادات اخرى فإن حصل وتحقق التعارض بطلت حجية تلك الشهادات وسقطت بتعارضها، وهذا حسب القاعدة طبعا مالم تتدخل العوامل الاخرى وكانت الشهادات ناتجة عن بعد علمي، اما اذا نتجت من علل مشتركة كأن تنفق الاموال وتوزع قطع الاراضي وغيرها فلا يمكن الأخذ بها.
إن باب اهل الخبرة من اشد الأبواب غموضا وتشويشا على الفرد الشيعي البسيط لأنه أصبحت في هذا الزمان بعض المرجعيات الدينية وكأنها دكاكين تعتمد على سماسرة ومروجين وخصوصا عصر الأموال فنلاحظ من يملك من الاموال اكثر ويعطي اكثر تجد له سماسرة ومروجين اكثر حتى مع الضحالة العلمية التي يتميز بها ذلك المتصدي، بينما نلاحظ ان اعلم العلماء اذا كان فقيرا وليس لديه اموال او مؤسسات لا يوجد من يشهد له ألا القليل!!
ولو رجعنا قليلا الى الوراء وراجعنا التاريخ وتساءلنا مثلا عن العالم الشيعي المعروف السيد محمد باقر الصدر والذي يعد فيلسوفا ونابغة، من الذي شهد له علميا؟؟!! بينما الكثير أشار الى غيره من العلماء في عصره فاين اهل الخبرة الذين أشاروا الى اجتهاد السيد محمد الصدر في حياته وما هي نسبتهم الى من شهد لغيره؟!، بل على العكس فإن منهم من اتهمه بالعمالة ومنهم من عد مرجعيته مسرحية كوّنها أو روج لها البعث.
اما في زماننا هذا ولكثرة المتصدين اشتبك الحابل بالنابل على الفرد الشيعي واصبح لا يميز بين العالم وغيره، فالبعض توقف عن الدرس والبحث منذ التسعينات الى الآن وليس له أي كتب استدلالية اصولية أو فقهية ومع ذلك نجد الكثير يشير لاجتهاده وأعلميته بدون استناد إلى أي شيء، والقلة من يشير الى غيره رغم وجود الدرس والمؤلفات الاستدلالية.
نفس الكلام الذي ذكرناه في اهل الخبرة يجري على الشياع لان الشياع من شروطه ان يشاع على اساس علمي وفي الاوساط العلمية ومصدر الشياع هو اهل الخبرة الذين هم مجتهدون او من راهق الاجتهاد وبما انهم مختلفون ومتعارضون فيسد هذا لانقطاع أصله وسببه عن الحجية.
اذن ما هو الحل؟؟
هناك قواعد وقوانين تساعد في معرفة المرجع وأعلميته ومنها:
العلم الحاصل بالاختبار أو بغيره، ويراد بالعلم ما يعم الاطمئنان، بل والوثوق أيضا والاطمئنان العقلي طبعا الناشئ من مناشئ عقلائية لا مادية ولا مصلحية ولا نفعية.
ووفقا لذلك يمكن للجميع من خلال المؤلفات والبحوث الاصولية والفقهية التي يعرب فيها المرجع عن قدراته العلمية والإمكانات الذهنية معرفة وتمييز اجتهاد المجتهد وهو أمر ميسّر وسهل للجميع ويمكن التوصل والتعرف من خلاله على المجتهد وبكل ثقة وإيمان، هذه القاعدة اطلق عليها الفقهاء العلم المفيد للاطمئنان بدون تدخل العواطف والمشاعر، فالمرجع تارة يتصدى للمرجعية بدليل ثانوي وهي الدروس وأخرى يتصدى بدليل رئيس وهو المؤلفات والكتب الاستدلالية ولا بد من ان تكون هذه الكتب تامة الاستدلال اما اذا انكشف ضعفها وضحالتها من خلال مناقشتها من متصد آخر وبان وهن استدلاله وضعف قدرته على الاستدلال فهذا يعني ان ذلك الشخص بعيد عن دائرة الاجتهاد والتصدي والأعلمية.
وممن اشار الى هذا المعنى الفاضل القائيني في كتابه الدر الثمين حيث يقول " يثبت اجتهاده وأعلميته بملاحظة مؤلّفاته العلميّة الكاشفة عن الاجتهاد والأعلمية وذلك من جهة غلبة الفساد على الصلاح في هذا الزمان واستيلاء المطامع والأغراض ورواج الدعايات الكاذبة والرعاع المستأجرين وبساطة العوام وسلامة نفوس الكثير منهم "
وكذلك ذكر السيد الصدر في كتابه مسائل وردود مسألة 44 في سؤال وجه له "هل المجتهد او مرجع التقليد يحتاج الى اجازة من الفقهاء الآخرين يشهدون بإجتهاده؟"
وكان جوابه " الإجازة إنما هي لتعريف الناس بالاجتهاد والا فهي لا دخل لها بوجود الاجتهاد حقيقة، فإذا كان الاجتهاد ثابتا بطرق أخرى كالفقه الاستدلالي كفى "
وبالتالي فإن السيد الصرخي الحسني تصدى بدليل رئيسي واُعتبر تاما وهو الاستدلال الفقهي والأصولي وطرحه على شكل بحوث لتكون شاهدا ودليلا نهائيا على مستواه العلمي وقد دعا العلماء إلى مناقشة تلك الكتب وقال لهم ما معناه "هذه كتبي واعتقد بيني وبين الله إني مجتهد واعلم فان كنت مخطئا فاخبروني وبينوا لي خطأي وان كنت مصيبا فعليكم أن تبينوا للناس .." والى الآن وبعد مرور سنوات عديدة والموقف سكوت وبلا رد علمي فكري،

http://im15.gulfup.com/2012-03-05/1330974010381.jpg

كما أنه معروف بفطنته وذكائه واسلوبه الحديث المتجدد الذي يتميز عن اقرانه،

http://www.youtube.com/watch?v=BKt-Qa8ZZFM&context=C327d502ADOEgsToPDskJjNOKKZf7U3LTM3kYifGih

فلا يوجد هناك داع للرد عليه بغير الاسلوب المتحضر الاخلاقي المهني لأنه بالنتيجة يكشف فراغ وفشل المقابل.

صفاء العراقي



#صفاء_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة نبي الاسلام بين الفهم الاصلاحي والتوظيف السياسي
- الإنسان العراقي ضحية ثنائية الجلاد والمنقذ الوهمي


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء العراقي - قراءة موضوعية في طرق معرفة المرجعية