أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شامل عبد العزيز - ما هي الثقافة , من هو المثقف ؟















المزيد.....

ما هي الثقافة , من هو المثقف ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 20:21
المحور: المجتمع المدني
    


الثقافة تبقى حين تنسى ما تعلمته ( هيغل ) ..
بعد أن قام الدكتور عبد الخالق حسين بنشر مقاله ( لماذا يغيّر المثقفون قناعتهم ) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid= 296080
ثم أعقبه الأستاذ فؤاد ألنمري وبنفس العنوان :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=296142
حصل جدال في الموضوع وخصوصاً أن الدكتور عبد الخالق حسين لا يفتح باب التعليقات لذلك جاءت مقالة الأستاذ فؤاد ألنمري مناسبة للإدلاء ببعض الآراء .
كنتُ قد كتبتُ بعض التعليقات على مقال الأستاذ ألنمري وخلاصتها ليس هناك قاعدة مُلزمة أو ثابتة على تغيير الأفكار والقناعات فكل شيء ممكن خصوصاً أنّ الإنسان يمر بتغييرات عديدة ومن الممكن أن يتراجع عن قناعاته السابقة وليس بالضرورة أن تكون القناعات الأولى أفضل من الثانية والعكس صحيح ..
قبل أن ننقل رأي الأستاذ نادر قريط حول الموضوع والذي أرسله برسالة لمجموعة من الأصدقاء سوف نتناول التعريف اللغوي والاصطلاحي لمعنى الثقافة ومن مصادرها في معاجم اللغة لسبب بسيط وهو أنّ لكل مفردة من المفردات معنى لغوي واصطلاحي في أغلب الأحيان ثمّ لكي نرى على من تنطبق ( الثقافة ) وما هو الفرق بينها وبين ( اللغو ) ...
كذلك لنرى المعنى في الاصطلاح الغربي ومن ثم العربي وما هو الفرق .
تعريف الثقافة لغة :
لقد ورد في معجم مختار الصحاح : ثقف الرجل من باب ظرف صار حاذقاً خفيفاً فهو ثقف مثل ضخم فهو ضخم ( ثقف) ومنه المثاقفة وثقف كعضد والثقاف ما تسوى به الرماح وتثقيفها تسويتها وتثقفه من باب فهم صادفه وخل ثقيف بالكسر والتشديد أي حامض جداً مثل بصل حريف- فالثقافة في اللغة العربية هي من ثقف بمعنى حذق وفطن. وهذه كلها معان امتداح واعتزاز. ونقول الثقاف هو الخصام والجلاد وما تسوى به الرماح. وثقفه تثقيفاً : سواه . وثاقفه : غالبه فغلبه في الحذق. أما الثقاف فإنه حديدة تكون مع القوس والرماح يقوم بها الشيء المعوج والثقافة عندئذ ما تسوى به الرماح وهذه الدلالات وأضرابها تعنى بالجانب المعياري أكثر ما تعنى. ولعل ذلك بعض ما يربط هذا المعنى بالدلالة الذائعة في عامة الناس لكلمة ثقافة من حيث إنها الاطلاع الواسع في شتى المعارف . وأما Cultureفي اللغات الأوروبية فهي من كلتور Caltura اللاتينية بمعنى الفلاحة والتهذيب، ويستخدمها البعض بمعنى الحضارة ، وإن كانت الحضارة هي الثقافة في مرحلتها المتقدمة ، حيث الحضارة من الحضر والتحضر، تفيد التمدين وقد استمرت كلمة Culture تفيد معنى الإنماء والحرث، حتى نهاية القرن الثامن عشر، ثم بدأ هذا المفهوم يكتسب معنى جديداً يشير إلى المكاسب العقلية والأدبية والذوقية، وهو يقابل في اللغة العربية مصطلح الثقافة.

ثانياً: معنى الثقافة اصطلاحاً:
تعرف الثقافة اصطلاحاً بأنها المعرفة التي تؤخذ عن طريق الإخبار والتلقي والاستنباط ، كالتاريخ واللغة والأدب والفلسفة والفنون من وجهة نظر خاصة عن الحياة، فالثقافة بمعناها العام هي مجرد المعرفة النظرية، فالثقافة هي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات ...
كان هناك بعض التشابه في تعريف الثقافة في رسالة الأستاذ نادر قريط وبين ما ورد في الاصطلاحين أعلاه ولكن ليس بصورة تفصيلية بل مختصرة ( خير الكلام ما قل ودل ) ..
ولكن بالرغم من ذلك هل الثقافة واضحة المعالم بصورة دقيقة ؟
الثقافة والمثقف كلمتان غائمتا (غائما ) المفهوم ، غامضتا الدلالة ، واسعتا النطاق ، يصعب أن يحويهما تعريف أو يحدهما مصطلح ، وذلك لتعذر الموقف على معناهما الدقيق، ولقد أثارتا كثيراً من التساؤلات ، وتعددت الإجابات وتباينت حول مفهوميهما (مفهومهما). (حتى انه يمكن إحصاء مئات التعريفات (التعاريف) لمصطلح الثقافة ( عباس ألنوري ) ..
رأيي في رسالة الأستاذ نادر قريط كانت رسالة تحمل الكثير من المعاني الراقية لذلك أحببت أن أشارك ( محبي القراءة ) رسالته ..
نص الرسالة دون تعليق أو إضافة :
يُحكى أن لينين لمح وسط مهرجان شعبي يافطة كُتب عليها "يعيش مجلس السوفييت الأعلى إلى الأبد" فابتسم وقال ساخرا: إلى الأبد ! أهكذا يفهمون الديالكتيك ؟ هذه الحكاية قد تتضمن إجابة على السؤال المطروح عن تغيّر المثقف ، إلا أننا إزاء قضية معرفية لتحديد من يكون ذلك المثقف وما هي صفاته ؟ فالثقافة Kulture مشتقة من عزق الأرض وإعدادها للزرع ، وتعني مجازا أية إضافة بشرية للطبيعة الصماء، سواء في العلم أو المعرفة أو الفنون والأدب.
لكن يبدو أن كلمة "مثقف" العربية قادمة من ثقيف وتثقيف السيف أي صقله ، وتقصد كلّ من يشتغل بحرفة الكتابة. عليه فإن عديد "المثقفين" العرب الذين شهروا قلمهم الثقيف يكاد لا يُحصى؟ فقد توزعوا بين طبقات الكلام وقوافي الشعر وخلف متاريس الأحزاب وتراشقوا بسهام الكلمات وأحذيتها، أما أولئك الذين أضافوا شيئا للمعرفة ونحتوا في الطبيعة البكر؟ فهم قلّة من الصُنّاع المهرة. ولو قيض لي أن أعدد بعضهم لتلعثمت قبل أن أتذكر حفنة منهم، وبكل حال لن أنسى نزار قباني والرحابنة وبعضا ممن كتبوا بلغات أجنبية كأمين معلوف وإدوارد سعيد..
فالقباني على سبيل المثال كان خلاّقا عظيما ، أحيا العربية وهي رميم ، وظفر من عظامها قلائد نفيسة ، وكما قيل في وداع فولتير "اليوم تُدفن الفرنسية" أجزم بأن رحيله أصاب العربية بالجفاف. فمعه غردت الحروف ولغيابه تيبس الياسمين وإخشوشن الحرير...
تتميّز الثقافة عن اللغو، بما تزخر من طاقة إبداع وفضول، ومقدرة على الربط بين جدليات فكرية ومرئيات حسّية، لا يراها عموم الناس. فهي ليست نقلا وترجمة، أو شريط حفظ وتكرار لنشرات الأخبار، أو إعادة لقصة مقتل الحسين ...
( بالمناسبة هي تأجيج سنوي لثارات قديمة وتأكيد على كراهية الآخر وشيطنته، عبر تذكير دائم بالحيف والمظلومية، وعادة ما تساهم طقوسها بقذف محمول رمزي على أجيال اليوم.. كصورة لاستمرار الحرب الباردة في العقل الجمعي، ومع أن للقصة جانبا رمزيا ثوريا ودفعا لنصرة المظلومين، لكن ضررها أكبر؟! لذا فهناك ضرورة حيوية لتجاوزها عبر مبادرة إصلاحية كبرى، من أجل ردم حفرة الكراهية بين المسلمين) ...
الثقافة ليست بناءا فقط، فهي في أيامنا هدم لأبنية قديمة، وتفكيك لمسلمات تتحكم بوعينا كالقدر المحتوم. هي مواكبة لانعطافة كوبرنيكوس التي أثبتت زيف حواسنا. وهي دأب دؤوب لترويض العشواء والاعتباط داخل قوانين تعرّفها وتضبطها، لهذا لم تخطئ اللغات حينما دعت تربية النحل وجني ثماره "ثقافة" وتخمير العنب وتعتيقه "ثقافة" ...
من هنا يصعب على المثقف تغيير جلده كرعاع الكلمة ؟ فهو ليس حبيس جلده كالأفعى ولا تأسره الدوغما بطقوسها ومطلقها، وإن حضر بلاط السلطان تراه متمردا كالمتنبي، لا ينقاد بسهولة لقطيع وملّة ومذهب، فهو مثقف، يعزف لحنه، يبني ويجرّب ويُخطئ ويتحمل سياط النقد ولذعة الجوع، لكن أثره يظل فريدا لا يتكرر ولا يُمحى بسهولة، فالقباني يساري ويميني وقومي وليبرالي وثوري بآن معا، لكنه يبقى أحد صنّاع الدهشة والجمال، وفوق التصنيفات القشرية المبتذلة، وماركس شاعر الديالكتيك ومنضد رأس المال، ليس ماركسيا تماما بل رافد فكري للعدالة والثورة الاجتماعية، فثقافة هؤلاء تختلف عمّا تجتره ثقيف من مطوّلات شعرية، وتفاصيل عقيمة عن كل عطسة عطسها ستالين. صحيح أن المثقف يغوص في ذرات التفاصيل الصغيرة، لكنه لا يضيع فيها ولا يفقد رؤيته لبانوراما العالم ...
ختاما .. هل يُغيّر المثقف قناعته؟ أجل يفعل ذلك، حفاظا على ما فيه من إنسان، لأن الأحوال متبدلة. فربّ مظلوم غدا ظالما، وربّ حقٍ لم يعد حقا (عذرا لهذا الشعر المرتجل) يبدلها لأن الحقيقة لا تُدرك، وما لدينا هو كذبة صنعتها عقول حادة.. أجل يبدلها من أجل غد أكثر عدلا وكرامة وإنسانية ...
قبل أيام اعترضني أحد الشباب، وأعرب عن أسفه وصدمته بسبب ردتي، وكتب نعيا يعلن فيه وفاتي (تقدميا) وارتزاقي (بترودولاريا) فحمدت الآلهة لكوني لست وكيلا حصرياً للتقدمية (فالشيوعي الأخير لازال حيا يؤشعر) كان من العبث أن أجيب، فعندما تصبح التقدمية قوافل للمنفيين والجائعين، ومرادفا لبطح الناس على وجوههم في الساحات، والدوس على ظهورهم بالبسطار، فيا لبؤسها ( انتهى ) .
أتمنى أن أكون قد ساهمت بجزء بسيط في تقديم معنى الثقافة ( لغة واصطلاحاً ) والفرق بين المعنيين عربياً وغربياً وكيف يكون المثقف وكيف تكون مهمته ..
كل الناس مثقفون , وهكذا باستطاعة المرء أن يقول ولكن ليس لكل إنسان وظيفة المثقف في المجتمع ( أنطونيو غرامشي ) ..
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية تاريخيّة مختلفة ؟
- إسرائيل والربيع العربي ؟
- بدايات الإسلام بين الروايات التقليدية والمعطيات الأثرية ج2
- الربيع العربي من منظور * توماس فريدمان * ؟
- بدايات الإسلام مرّة ثانية !!
- روايات تراثية !!
- هل تستطيع الفيلة أن تطير ؟
- من رسائل الأصدقاء - الأخيرة - !!
- من رسائل الأصدقاء !!
- الثورة السورية والحرب الأهليّة !!
- سؤال قديم , جديد , لماذا تخلّفنا ؟
- منهجان مختلفان ,, العلم والدين ؟
- داليا وصفي ..
- من الاستقلال إلى الربيع العربي !!
- ما بعد الربيع العربي ,, هل هي الطائفية ؟
- كيف يكون النقد وهل هناك سبب واحد للتخلف ؟
- هل إله القرآن فقط ( تاه في الجبال ) ؟
- زنار مريم العذراء والتنمية ؟
- مانيفستو الحضارة الديمقراطية !! قراءة في كتاب عبد الله أوجال ...
- الغرب , الربيع العربي والموارد الطبيعية ؟


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شامل عبد العزيز - ما هي الثقافة , من هو المثقف ؟