أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى خليل - الفاشية الدينية تصادر حق النقد














المزيد.....

الفاشية الدينية تصادر حق النقد


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 20:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما حدث مع رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس ومع الفنان المبدع عادل امام مسألة فى غاية الخطورة تتعدى ما قيل عن عودة قضايا الحسبة مرة أخرى،لأنها تطرح عدة قضايا كبرى تتعلق باسلوب الفاشية الدينية فى مطاردة حرية الفكر والإبداع والنقد.
اول هذه القضايا تتمثل فى الفاشية الثقافية التى تلازم الحركات الدينية المتطرفة، والفاشية الثقافية لا تتم حتما عبر القوانين ولكن عبر ممارسة الإرهاب الفكرى على كل فكر مخالف،لأن الفكر الفاشى لا يملك مقومات الصمود أمام التنوع والمجتمع المفتوح. أنظر مثلا قبل عام 1970 من الصعب الحصول على امرأة مسلمة محجبة فى القاهرة،والآن أكثر من 85% من المسلمات المصريات محجبات، وقد تم ذلك بدون قانون يفرض الحجاب ولكن بممارسة الإرهاب الفكرى والمعنوى وأحيانا الجسدى ضد غير المحجبات ونعتهم بالكثير من الصفات السلبية وتعطيل فرصهم فى الزواج. حدث هذا التطور السريع فى المظاهر الدينية مع تراجع أيضا سريع فى الأخلاق والفضائل العامة. لقاء نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور مع المرشد محمد بديع يصب فى نفس الأتجاه حيث قال المرشد نحن لن نفرض عليكم شيئا ولكن نترككم لضمائركم، وهذا يعنى أنه لا يعجبه الفن الحالى ويطالب الفنان أن يراقب ذاته وفقا لمعايير مطاطية أسمها الضمير الفنى الإسلامى، مع جرجرة كبير الفنانين أمام المحاكم تكون الرسالة وصلت والفاشية الثقافية قامت بدورها على طريقة اضرب المربوط يخاف السايب.
أما القضية الثانية فتتعلق بحدود نقد التراث الإسلامى، ففى حين أن نقد النص الدينى بل والهجوم عليه شئ طبيعى فى المجتمعات المتقدمة، تمارس الحركة الإسلامية المتطرفة توسعا لا معنى له فى تعريف المقدس حتى بأت يشمل التراث والفقه والتاريخ والخلافة والحكومات الإسلامية، بل وصل الأمر أن كل شخص يطلق لحيته ويرتدى الزى الباكستانى اصبح له حصانة المقداسات الممنوع الأقتراب منها بالنقد،أى أن كل ما يتعلق بتاريخ وتراث الدولة الإسلامية القديم والمعاصر برمته اصبح بقرة مقدسة.
القضية الثالثة تتعلق بمصطلح "إزدراء الإسلام" وهو أيضا جزء من مصطلحات الفاشية الدينية لتعميم الفاشية الثقافية والإرهاب الفكرى عالميا، والنزول بمعايير الحريات العامة والخاصة الدولية إلى مستوى أدنى، خاصة بعد تبنى مجموعة الدول الإسلامية هذا المصطلح عبر الأمم المتحدة ومؤسساتها، فى الوقت الذى لا تقدم هذه الدول تعريفا منضبطا لمعنى كلمة إزدراء الإسلام، بل هى محاولة لنقل المصطلحات المطاطة التى تفرضها النظم المستبدة على شعوبها إلى المستوى الدولى ،أى أن الدول الإسلامية تسعى جاهدة إلى تدويل الإستبداد والإرهاب الفكرى عبر مصطلحات مثل "إزدراء الإسلام"،" الإسلاموفوبيا"، " العداء للإسلام"،" التأمر على المسلمين"،"إستهداف المقدسات الإسلامية"...
القضية الرابعة تتعلق بتقييد أقلية دينية منفتحة نسبيا بمعايير الإستبداد الدينى عند متطرفى الأغلبية، وهذا يشكل مظهر من مظاهر طغيان الأغلبية لمحاولة قولبة الأقلية وتذويبها فى ثقافة لا تريدها وتتنافى مع معتقداتها وتراثها.
القضية الخامسة تتعلق بمفهوم النقد عموما،فالفاشية الثقافية تعتبر النقد أداة هدم والدولة العصرية المتقدمة تعتبر النقد أداة بناء، بل هو أهم أداة بناء عرفها التاريخ كما يقول كانط، الذى تناول مفهوم النقد فى ثلاثة مؤلفات هامة هى، نقد العقل الخالص، ونقد العقل العملى، ونقد ملكة الحكم.بل يمكن القول أن النقد هو المحرك الفعلى لنهضة الحضارة الغربية برمتها، بل ولا يمكن تحسن وتطور المجتمعات الإنسانية بدون ممارسة النقد على نطاق واسع.
ولكن الفاشية الدينية تعادى وتجرم النقد لأنه يحطم الأصنام المقدسة التى تصنعها وتجبر المجتمعات على عدم المساس بها.
القضية السادسة والخطيرة تتعلق بمستقبل بلد تحاصره الفاشية الثقافية، فلا يمكن لهذا البلد أن يأخذ بالمناهج العلمية المتطورة، ولا بأساليب البحث العلمى الحديث،ولا بأدوات التقدم، ولا بمنتجات الحداثة، ولا بمظاهر العولمة،ولا بمتطلبات الديموقراطية الحقيقية، ولا بمستلزمات السياحة العصرية، ولا بمناخ الأستثمار الجذاب،ولا بالأستقرار السياسى القائم على الحكم الرشيد، ولا بالإعلام المتوازن الموضوعى المهنى.... بأختصار أن البلد الذى تحاصره الفاشية الثقافية يخرج من التاريخ.
فهل هذا هو ما نريده لبلادنا؟. سؤال يوجه إلى الضمير الجمعى فى مصر.
ختام القول: عصب الإسلام السياسى السلطة والمال وليس الدين



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فك الألتباس حول مفهوم العلمانية
- المرأة والثورات العربية
- بيان إلى الشعب المصرى العظيم
- جلسات العار
- عشرة أسباب وراء هجوم العسكر على المجتمع المدنى
- الأزهر ووثائقه بعد ثورة 25 يناير
- لا أمام سوى العقل
- حكم خطير وهام للمحكمة الدستورية العليا
- تحية للبرادعى
- هجرة الأقباط بعد ثورة 25 يناير
- عام الغضب الشعبي
- شخصيات الثورة المصرية لعام 2011: رؤية شخصية
- ماذا يعنى سقوط الدولة؟
- كيف اختطف الإسلاميون الثورات العربية - كتاب جديد لجون برادلى ...
- هافيل والشحات وأشياء أخرى
- الخطأ الأمريكى الأستراتيجى الثانى فى التقارب الجديد مع الإسل ...
- هل يصطدم الأخوان بالعسكر؟
- ثورة ولا مش ثورة؟
- الصفقة السياسية المفضوحة
- ماذا يعنى أختيار الجنزورى؟


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى خليل - الفاشية الدينية تصادر حق النقد