أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - قضايا شائكة ( المحلل )














المزيد.....

قضايا شائكة ( المحلل )


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 14:29
المحور: الادب والفن
    


حقا إنها أسرة ثرية ثراء فاحش , فلديها من الخدم داخل القصر ما يزيد عن العشرة , ولديهم أكثر من سيارة فاخرة على أحدث الطراظ , وثروات طائلة فى البنوك لا تعد ولا تحصى , هذا المال لم يأتيهم بغتة , ولكن والد الآسرة كان يعمل منذ صغر سنه فى مصنع نسيج كعامل , وشرب المهنة الى أن أشتد عوده , وأستطاع أن ينفصل عن العمل بإرادته , أخذ مستحقاته من أصحاب المصنع , وأنفرد بنفسه , وقال كيف أكون كهؤلاء الناس أصحاب المصنع الذى كنت أعمل لديهم , هذا الرجل كان عنده طموح أعلى من الجبال , أستطاع أن يشترى قطعة أرض وعلى أساسها ذهب للبنك , وأستطاع أن يحصل على قرض , بنى وكون المصنع خلال شهور , ووقف على رجليه بثبات , وبدأ يسدد دينن البنك .

تزوج هذا الرجل وأنجب أولادا وبنتا وحيدة , البنت بحكم نشأتها كانت مدللة من والديها لآنها وحيدة , كانت تشع جمالا , حين كانت تذهب الى الجامعة كانت تلفت الآنظار إليها وكان شباب الحى يتهافتون عليها , لفتت أنظار اجميع , كبرت وتخرجت من الجامعة هى وأخوتها , أستطاعت أن تحافظ على أنوثتها فلم يخدشها أحد , هى معتزة بنفسها , وتشعر بجمالها , فكانت ترفض أى عريس يتقدم لها لآنه دون المستوى العائلى , ظلت على هذا الحال بعد التخرج ثلاث سنوات , الى أن تقدم لها شاب ثرى ومن أسرة عريقة جدا , الشاب وسيم وعلى درجة عالية من الآخلاق , لكنه كان عصبى المذاج , دائما يحتد فى كلامه من منطلق المصلحة العامة , لكن البنت أرتضت به ووافقت عليه وتم الزواج .

بعد الزواج دائما ما تظهر عيوب الطرفين , فعصبية الزوج لاحت فى الآفق , وكل شئ تفعله خطأ فى خطأ , رغم أن زوجته ميسر لها كل سبل الحياة الكريمة من خدم وسائق وطباخ , عاملها معاملة لا تليق بالمستوى الآجتماعى الذى عاشت فيه هذه المرأة , لآنه كان يشعر من داخله بأنه السى سيد , وهذا السلوك كثير من الآزواج يشعرون به نتيجة للتربية والنشأة والآحساس بالنقص ونتيجة للمخزون النفسى داخل الشخص نفسه , فيحاول تعويض ما بداخله على إمرأته , كل حياته كانت أوامر لزوجته وعليها التنفيذ والطاعة , لدرجة أنها بدأت تتمرد على بعض قراراتة المجحفة . هى تفطر فى سرير نومها كما تعودت ويأتيها الصحف اليومية وقهوة الصباح أيضا وهى على فراشها , فكانت لاتجهد نفسها فى أى شئ , وبدأ زوجها أن يعترض على هذا الأسلوب فى حياتها اليومية وتشاجر معها مرات عديدة .

بدأت تتمرد على زوجها العصبى وبدأت الرؤى تختلف وبدأ الحديث بصوت عال يظهر بينهما وبدأت المشاكل تلوح فى الآفق , لآن المرأة لم تنفذ كثير من أوامر زوجها , فهو لا يريدها أن تفطر فى غرفة النوم وعلى سرير النوم , وبدأت تعترض , وخلافات أخرى ظهرت للزوجين , هو عصبى المزاج وهى هادئة السلوك , هو لا يستطيع أن يقابل قراراته أى أعتراض كما أن الدلال الزائد عن حده , طلقهت مرتان , وفى كل مرة تعود الى بيتها وكأن شيئا لم يحدث , ما أسهل كلمة الطلاق فى فم هذا الرجل , إنه متقلب المزاج , ففى الخلاف الآخير والذى حدث لآتفه الآسباب كان هو الفراق الذى لا رجعة فيه وكانت الطلق الثالثة .ذ

فى كل مرة كان يعلن أسفه وأعتزاره لوالديها أما هذه المرة فكانت قاسية , لآنها كانت طلقة بائنة لا رجعة فيها , عاش والداهها وأخوتها الرجال فى حيرة وأسى , فهم خائفون من كلام الناس , لآنهم يهمهم المظهر العام والبريستيج العائلى , ففى كل طلقة من التقليقات الماضية كان لا يعلم بها أحد من أقرب الآقربين , ففى هذه المرة كل فرد من الآسرة بدأ يقترح أقتراح , فمنهم من أقترح أنها تذهب للعزبة ومعها فريق من الخدم يخدموها هناك , ومنهم من أقترح بأن نأتى بمحلل , وهذا المحلل كما أعرف هو طريقة فى الدين للضحك على الذقون وعلى الله , وهو نصب على الله , حتى نجيز للبنت بأن ترد الى زوجها من جديد , وفعلا راقت ولاقت هذه الفكرة على أستحسان الجميع , لكن من أين نأتى بالمحلل ؟ !! رد الآبن الآكبر وقال أنه رجب الطباخ فهو شاب وموش ممكن يعصى لنا أمرا .

ولازم من الخروج من هذا المأذق بأسرع ما يمكن حتى لا نتكشف أمر الآسرة أمام الآقرباء , أتوا برجب الطباخ وعقدوا معه صفقة العمر , فهو إنسان فقير وفى حاجة ماسة لآى فلوس , فاتحه الواد الكبير شرح له الموضوع وكان رجب الطباح متفهما للمشكلة وقال له أنا من أيدك اليمين لأيدك الشمال يا بيه , واللى تشوفه أعمله , والآتفاق هو أن يأخذ رجب الطباخ عشرة الاف جنيه نظير عقد قرانه على بنت البيك صاحب العز والفخفخة , ووافق , وحضر المأذون للقصر وتم عقد الزواج دون أن يمس رجب الطباخ سيدته لآن هذا شرط من شروط الآتفاقية , بل يأتى فى اليوم التالى المأذون للطلاق , ولكن صاحبنا الطباخ أختفى من على الساحة وبدأت الآسرة تبحث عن رجب الطباخ !!

بعد عناء وجهد جهيد ومشقة , وجدت الآسرة المدعو رجب الطباخ , وأحضر الخدم به الى قصر البيك , وجلس الجميع للنقاش فى أحضار المأذون للطلاق لكن رجب رفض وقال إما أن أخذ زوجتى معى بقوة القانون وأعمل لكم مصيبة وأفضجكم بين الناس أو تعطونى نصف مليون جنيه الآن حتى أوافق على طلاق أبنتكم المصون , وضع الآسرة أمام أختبار صعب جدا , الوالد تشاور مع أبائه كلهم وخرجوا بقرار الموافقة على دفع المبلغ مع أحضار المأذون للطلاق الآن .

أستلم رجب الطباخ المبلغ وبعد دقائق حضر المأذون للطلاق , وعلم المأذون بهذا الزواج وأبدى أعتراضه على طريقة الزواج وعلى طريقة دفع الفلوس , فتم أرضاء المأذون بملغ كبير حتى يوافق على أتمام هذا الطلاق وخرج المأذون منشرح الصدر , ولكن فى قلب المرأة التى رجعت الى عصمة زوجها غصة كبيرة من جراء هذا التصرف اللاأخلافى معها وكأنها سلعة تباع وتشترى وفى نفس الوقت هى كانت شبه مغيبة مع إنسان ليس لديه مشاعر إنسانية للطرف الآخر الذى يعيش معه . لآنه كان يعامل زوجته بطريقة غير إنسانية , حتى يشعر بأنه سى السيد .








#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزو البشارى للشعب السورى
- بشار يغتال براءة الآطفال
- قلوبنا مع المناضلة هناء شلبى
- غدر ما كنت أعهده
- حكاوى الليل
- قضايا شائكة ( الزوجة الشكاكة )
- وداع الآحبة
- هدم الدولة عن طريق الفوضى
- خالتى فاطمة قالت لى
- خالتى فاطمة والجنيه الذهب !!
- الحياة فى ظل الفساد
- بحبك يا وطنى
- الآنتقام من البهائيين
- هل أصبحت مصر البقرة الحلوب ؟ !
- نموذج من مساندة المرأة العربية لوطنها
- من ترتضى بخريف عمرى ؟ !
- أنا لست بورسعيديا
- لا تكذبى
- كل يوم أنتظرك يا حبيبى ( رسالة شفوية لشهيد الثوار )
- دنيا الحب


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - قضايا شائكة ( المحلل )