أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عاطف أبو سيف - عن الجبهة الديمقراطية واليسار














المزيد.....

عن الجبهة الديمقراطية واليسار


عاطف أبو سيف

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 14:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان الآلاف في ميدان الجندي المجهول قبل أيام يحتفلون بذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكانت رايات الجبهة وصور شهدائها ترتفع في نواحي المكان المختلفة. كان حدثاً مميزاً لم يفت أي غزي ـ مر من قلب المدينة التي ما زالت تنتظر المصالحة التي لم تتم ـ أن يشاهده. وبجانب البحث المحموم عن المصالحة والوحدة وتحقيق التطلعات الوطنية التي هيمنت على خطابات المهرجان، فإن ثمة تذكيراً مهماً بالدور الكبير الذي قامت به الجبهة في مسيرة النضال الوطني وتشديداً على أهمية استمرار هذا الدور. وهو دور جعل من الجبهة أحد أعمدة العمل الوطني الفلسطيني وفاعلاً مؤثراً في مجريات السياسة الفلسطينية.
لقد شكلت الجبهة الديمقراطية جزءاً أساساً من مكونات العمل الوطني والكفاحي الفلسطيني وساهمت بشكل فاعل وحيوي في بلورة الهوية الوطنية الفلسطينية والنضال التحرري وشاركت في تطوير مؤسسات العمل الوطني. لم تكن الجبهة مجرد اختلاف تنظيري فكري داخل مربع اليسار الوطني بل كانت بحثاً عن أفضل السبل لتحقيق الجدل الدائم بين النضال الاجتماعي والتحرري. وفي أوج المد الثوري كانت الجبهة تقدم مطارحات وإجابات فكرية ووطنية عن أسئلة مستقبلية تحاول إضاءة عتمة اللحظات التي تمر بها القضية. لذا فإن التاريخ الطويل والحافل للجبهة شهد هذا التزاوج بين التنظير والممارسة. لقد ولدت الجبهة من رحم اللحظة الفلسطينية ولم تأت استجابة للحظة خارجية ولا امتداداً لها، لذا فإنها عملت وفق المسارات المختلفة وتأثرت بجميع مراحل العمل الوطني وكانت لها لمسة خاصة في كل منها.
وهي قدمت جملة من المواقف الرائدة في العمل الوطني والأفكار الكبرى التي صارت من مسلمات المشروع الوطني خاصة النقاط العشر والتوجه لإقامة السلطة الوطنية على أي جزء يتم تحريره، وهي فكرة ستصبح ديدن العمل السياسي الفلسطيني منذ النصف الأول من السبعينيات حتى الآن. كان ثمة تفاعل فلسطيني وحوار داخلي ونقاش هادئ ومحموم بحثاً عن المصلحة العليا رغم اشتداد نار التنافس في مرات. كان هذا التنوع الفلسطيني دائماً سر الاستمرارية الفلسطينية ولم يكن التعصب الأعمى سمة في الساحة الفلسطينية بل كان استثناءً، ويسهل اليوم الاستدلال على همينة هذا التعصب بعد الانقسام وسيطرته على العلاقات الداخلية.
ولا يمكن الحديث عن الجبهة دون الحديث عن اليسار الفلسطيني ودور الجبهة الكبير فيه كونها المكون والركيزة الثانية له مع رفيقتها الجبهة الشعبية. لقد تميزت الساحة الفلسطينية بكونها مرآة السياسة العربية حيث تتجلي في داخلها كل انعكاسات السياسة العربية وصراعاتها، ورغم ما قد يؤخذ على بعض أقطاب اليسار الفلسطيني من اصطفاف في بعض الأزمات خارج السياق الفلسطيني فإن مرد ذلك كان يقرأ بوصفه انتصاراً لأفكار اليسار الشمولية والقومية وإذا شاء البعض الأممية. وقد يبدو من السهل وربما الاستسهال محاكمة الأمس بلغة اليوم، إلا أن الثابت هو أن البوصلة الأكبر التي كانت تقود الكل الفلسطيني في تلك الأيام الجميلة في بواكير الثورة كانت الهم الوطني والمصلحة الوطنية. ويحسب لليسار بمكوناته أنه كان وفياً لهذه المصلحة وقدم نموذجاً في التوفيق بين أفكاره خارج المحلية وبين التزاماته الوطنية المحلية. ثمة دور كبير قام به اليسار الفلسطيني خلال نصف القرن الماضي في صوغ وتطور الحركة الوطنية الفلسطينية لا يتناسب مع حضوره في الشارع الآن، وهو دور مستمد من مساهمة اليسار في الجوانب المختلفة كما في المراحل المتعاقبة التي مرت بها القضية الوطنية الفلسطينية. لم يقتصر هذا الدور ولا تلك المساهمة على التأطير النظري والمداخلات الفكرية التي كانت في أوقات تضاهي في أهميتها العمل الميداني بل إنها شملت اشتباكاً مباشراً مع العدو ومع الخصوم من أجل الدفاع عن القضايا الوطنية وعلى رأسها القضية التحررية. وفي مقابل مثلاً تقاعس الإسلام السياسي الفلسطيني لقرابة أربعين عاماً وعدم مشاركته في النضال اليومي بحجة الانشغال بالإعداد الفكري والتحضير للمرحلة القادمة عقائدياً، (باستثناء مساهمات فردية) فإن اليسار الفلسطيني بكافة تجلياته انهمك واشتبك مع الهم اليومي ونجح في المزاوجة بين نقاشاته الفكرية ونضاله الاجتماعي وبين الحاجة لمواجهة العدو وسياساته. ربما يتم استحضار هذه المقاربة بين الإسلام السياسي الفلسطيني الذي بات يحتل موقعاً متقدماً في التمثيل الشعبي والفعالية السياسية اليومية وبين اليسار لجملة من الأسباب سيكون أولها تبادراً للأذهان هو تبوؤ الإسلام السياسي موقع المعارضة الأول (وفي أحيان القوة الحاكمة) وهو الموقع الذي احتله اليسار. وليس المرء بحاجة لكثير من التفكير ليرى الفرق الكبير بين أداء الطرفين والخلاف في اللجوء إلى وسائل المعارضة. هنا قد تبدو المقارنة مجحفة بحق اليسار الفلسطيني الذي لم يستخدم الدم ولا السلاح في تعامله مع السياسة المحلية ولا في صراعه على النفوذ في المؤسسة الرسمية، وهو ما لجأ إليه الإسلام السياسي بمكونه المركزي حركة حماس في أول صراع على السلطة والنفوذ.
وهذه الملاحظة الأخيرة تصلح للانتقال للفكرة الأخيرة في هذه المقال والمتعلقة بدور الجبهة ومستقبل اليسار في ظل الصراع الذي يقوده الإسلام السياسي في المنطقة العربية للهيمنة على السياسة العربية. تقع على اليسار مهمة كبيرة في تثوير اللحظة الفلسطينية وفي تصعيد النضال الاجتماعي ضد سياسات الهيمنة الفكرية والاجتماعية ومصادرة الحريات وخطف للمصلحة الوطنية، وهي مهام في صلب اهتمام الجبهة وجزء من وعيها وفكرها الذي أطلقته في نهاية الستينيات. إن هذا النضال كان للجبهة فضل في إبرازه في الساحة الداخلية وتطوير أدواته وهي مطالبة بالاستمرار في تفعيل مكوناته. وفيما تفكر الجبهة بهذا التاريخ الحافل والإنجازات الكبرى فإن البحث عن المستقبل الأفضل الذي سعت إليه الجبهة يتطلب العمل أكثر وأكثر على جميع الجبهات من أجل تحقيق هذا النضال لأهدافه والبحث عن صيغ جديدة سواء على الصعيد الائتلافي والجبهوي أو على صعيد البرامج والخطط.



#عاطف_أبو_سيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عاطف أبو سيف - عن الجبهة الديمقراطية واليسار