أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد جاسم الساعدي - تشكيل الصورة في قصص -خريف البلدة-*















المزيد.....

تشكيل الصورة في قصص -خريف البلدة-*


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 14:08
المحور: الادب والفن
    


تقترب النصوص الفنية من قارئها، وتضيق المسافات بينها إلى درجة الانغمار بها والدخول في تفاصيلها، حينما ينشأ هاجس من التواصل والحوار الداخلي، يتشكل وينمو في مفاصل العلاقة على تنوعها، ويتوافر عنصر الإحساس بعامل الصدق في النص، فتحقق القراءة غرضها ويصبح القارئ صوتا من أصواته.
خرجت "خريف البلدة" المجموعة القصصية للكاتب احمد خلف، (صدرت في بغداد عام 1995) تحمل في نفسها دوافع الكتابة وكأنها تبحث عن قراءة لها تخرجها عن الركام المتتالي لإصدارات قصصية ظهرت لقصاصين من جيل الكاتب "الستيني" كما سرت تسميتهم.
شعرت بالفرح لوجود عروض صحافية ونقدية أخرى، أضاءت أجواء النص وقدمته إلى القارئ في خارج العراق، وسيلتنا المعرفية في التواصل الثقافي والاجتماعي.
تحاول قراءتنا متابعة الصورة الفنية في "خريف البلدة" وربط أجزائها وتكويناتها والفضاءات النفسية والفنية التي تشكلها، مما يقدم أسئلة نقدية عن التجربة القصصية بطابعها الإبداعي والذاتي والتراكم المعرفي.
ولعل الشعور بوجود نص قصصي أو روائي واحد، موزع على عناوين فرعية وليست مجموعة قصصية ذات مناخات مختلفة، يجعل القراءة تميل إلى الطابع الكلي في القبض على عناصر الكتابة وأجوائها وحركة الشخوص فيها.
فالقصص العشر ،كتبت بين عامي (1990- 1993)، وان القصة الأولى "فنتازيا اليد" ذات مقدمة غرائبية في بنية السرد، يخرج البطل/ الرأوي، من جيب سترته، الذي يعتبر احد مدارج الذاكرة المثيرة، المملوءة بالعلامات الاجتماعية والسياسية على المستوى الفردي والجماعي، منديلا وقصاصات ورق تحوي عناوين لأصدقاء رحلوا منذ زمن طويل وأسماء خصوم... وبطاقات دعوات وصورا لشرطة تفرق تظاهرة سياسية بالهراوات والعصي...
يعترض شرطي على نشر حاجياته في الشارع، ويتهمه بالسرقة والسحر للاحتيال على الناس.
والغرائبية في القص أسلوب ساخر، يحمل في طياته معاني التمرد والخروج من ثقل الواقعية، باستخدام إشارات رمزية دالة.
فوظائف يده كثيرة ومتشعبة في حياته اليومية، حتى صارت عبئا عليه تضايقه بـ "فتح صناديق خشبية مغلقة، صنابير ، وماسورات ماء إرسال تهديدات لذوي الألسن الطويلة...".
وسنجد إن دلالات "الصوت والركض" واشتقاقاتها الكثيرة في التعبير عن الخوف والاستغاثة والحزن والصراع من مقومات "الصورة" وبنائها الفني في مجمل النص القصصي الذي تظهر علاماته منذ القصة الأولى.
فالعلاقة بين تشكيل اللوحة والكتابة، ذهنية متخيلة، ذات صلة بإشكالية الواقع وتكويناته، لتنأى به من الوقوع تحت كوابيسه وضغوطه الثقيلة.
تلك إحدى سمات الإبداع الجميلة في "خريف البلدة" التي تنفذ من بين الركامات المتتابعة في الواقع والذاكرة والصورة المخزونة لآثار حربين تهددان المجتمع بالتفكك والخراب.
ومثلما تلاحق الحرب مع إيران ذاكرة القص العراقي في الخارج، بصورة شاملة وذات أنساق وشهادات حقيقية في الغالب ومتخيلة، يميل القص في الداخل إلى استخدام "الرمز" والأسطورة والحكاية الشعبية، غير إن مشاهد الموت "والتابوت" والمقبرة والغائب علامات مشتركة، كما في قصص "غازي العبادي" خطوات المرأة الثالثة" التي صدرت في بغداد عام 1992.
وتكون الحرب من بواعث الكتابة الفنية عند محمد خضير في كتابه "بصرياثا"، يقول: "إن هذا الكتاب هو حصيلة السفر بين مواضع مترابطة، نائية، أو متلاحقة أو متداخلة... احد التجسدات البصرياثية حدث خلال حرب 1980-1988..."
الليل مزروع بآلاف المدافع ... الليل يرتجف بآلاف القذائف، والأرض ثابتة يتمطى عليها لسان الموت لاحسا جسد المدينة..."
وتتفاعل العلاقة بحيوية وطاقة قصصية كبيرة لدى الرأوي/ المؤلف، ما يشكل عنصرا مهما في درس العلاقة الفنية بين النص والمؤلف.
ويتنوع وجود الراوي / البطل في القص بين ضمير المتكلم "أنا" وضمير الجماعة لكنه في كل الأحوال يستمد حضوره من معرفته الأكيدة بفضاءات المكان أو أجوائه والدخول في تفاصيله. انه على قدر معلوم من الإحاطة بالحركة الفردية والجماعية للأشخاص.
"فان من يرى هو الذي يعاني حالة من وجد وهيام رغم الخوف والتوجس".
"أصبحت مضطرا لرسم الطريق في ذهني وكيف ستجري الأمور من حولي، فانا اعرف الدروب والساحات والطرقات والأزقة والمنعطفات كلها، اعرف الناس وأصواتهم (أصحابي وخصومي) أفراحهم وأحزانهم، مؤامراتهم ودسائسهم...".
انه في صلب الأزمة واحد الشخوص الذين غالبا ما يبدأ بهم القص، يواجه رمزا ومجموعات بشرية مدربة على الهجوم والانقضاض على النوازع الإنسانية.
يتحرك النص القصصي في "خريف البلدة" في فضاءات جغرافية مفتوحة على احتمالات الموت والغزو ، وتخيم أجواء العتمة والحرب والحصار والقبور وطغيان الشعور بالانحسار والتداعي.
فتداعت في ذاكرة الراوي/ المؤلف، الذي يمثل الشخصية الرئيسة في النص بقص الأحداث والوقائع التاريخية والقصص الشعبية والدينية ، كأن تكون واقعة "كربلاء" الشهيرة، ومشاهد من الحرب العراقية الإيرانية، وأخبار الغزو والسلب والغارات وأيام العرب.
وبدت حرب الخليج الثانية ماثلة في الذاكرة الجماعية والمخيلة القصصية تحرك النصوص الأخرى المتراكمة، بخلاف الروايات الإعلامية والسياسية المباشرة، وهو ما يمثل التقاطع بين الروايتين والرؤيتين من الحرب والإنسان والإبداع.
فجاء النص القصصي محمولا بهواجس إنسانية، تتلمس سبل البقاء والوجود، لمواجهة أخطار محتملة، تجمع بين الكوارث الطبيعية، كالزلزال والعواصف والريح العاتية وانجراف التربة وانشقاق الأرض، وما ينتج عنها من تشرد وضياع واضطراب وعطش وجوع. واقتحام الغرباء والبدو الملثمين المدربين على السلاح "البلدة" للعبث بها وانتهاك حرماتها، وإدخال الرعب والإذلال في أهليها.
تتكون بنية السرد في النص من تلك المعطيات المكتظة في ذاكرة المؤلف وتفاعلاته الحيوية، باعتبارها مركز الاستقطاب والتجاذب المؤثر في عملية الإبداع، فتتحول إلى ركائز سردية متخيلة في قصص المجموعة، وكأنها عمل قصصي واحد، كما في قصة "سمك ميت... سمك طري"، الثانية بعد قصة "فنتازيا اليد".
تتهيأ للقارئ مقدمات القص وأجوائه بالاعتماد على "الجد" الذي يتشكل من خلاله عنصر "الحكي" تبدأ القصة:
"حسمت الأمر وذهبت إلى دفن جدي "، فتتداعى رائحة الحرب والموت والقبور والقتل في قصته" خريف البلدة" يتكرر حضوره، ويبقى في دائرة الحزن والموت "لكني رأيت جدي يطلع من شق في جدار ذاكرتي المتداعية وهو يحدثني عن حقيقة موت أبي المفاجئ، كان موتا غريبا لم تشهد البلدة له مثيلا..."
ويأخذ الرمز دلالاته في البنية الفنية للقص، تتوالى متخيلة متجددة في قصة "رؤيا إبراهيم"، ذات إحساس بطغيان الأزمة وهيمنة أجوائها الثقيلة في الشعور بالهزيمة والانكسار الجماعي، وبعدها الاجتماعي والنفسي.
وتستمد من سورة "يوسف" في القران الكريم أجواء الضياع والوحدة والتشرد ومحاولات الالتئام لمواجهة محن تهدد بالفناء..
"تآزرنا كلنا لتخليص أخينا إسماعيل من محنته...."

وان أباه إبراهيم النموذج الآخر في الأبوة والتجذر والانتماء إلى جانب "الجد" يتنحى جانبا "خائر القوى يحدق بالمارة من حوله ويرى ما يجري أمام عينيه".
ويظهر إبراهيم في سياق النص بين الحين والآخر في صورة تعبر عن مدى الدهشة والمحنة التي أصابت البلدة.
"إبراهيم حامل فانوس تآزرنا الذي تبعناه في الليلة الماضية متعثرين في خطانا من حقل ناشف إلى زريبة مهجورة يلوح لنا فيها ضوء فانوسه قلقا مع حركة الريح وفي مشهد آخر يختطف الغرباء الفانوس من يده...".
فتنهض البنية القصصية في الجهة الأخرى، على وجود أجسام غريبة أو موكب غريب أو "أولاد غرباء" أو "بدو ملثمين" يتحركون في فضاء مكاني مفتوح، تكون الصحراء مدارا له.
تنسحب القربة إلى نفسها، تلملم وجودها تحتمي بحواجز أو تحفر الآبار والدهاليز والخنادق ، تهبط إلى الأسفل ، تستقر في قاع الآبار...
ينضم "الراوي" إلى صوت الجماعة للدفاع عن البلدة أو بالأحرى وجودها الإنساني.
تهتز الصورة في مخيلته تتساقط الجدران والسقوف، يتحطم زجاج النوافذ كأن زلزالا، فاجعة، عاصفة تسري، لا يقوى احد على مقاومتها، تكتسح البناءات القديمة والحديثة، يتعالى الدخان ، تنحسر الأشياء الجميلة وتنسحب إلى "مغارة"، نفق، بئر.
يحضر البطل/ الراوي في القص في صورة "الولد الذي يشبهني"، لتنويع الحكاية وتجديد انساقها في قصة "خريف البلدة" التي تنقسم إلى جزأين، علوي وسفلي.
يبدأ القص به في الثاني " عادة يختفي الولد الذي يشبهني من الجمع ويتلاشى مثل دخان ابيض...".
يتكرر حضوره في نصوص أخرى، يماثل الإحساس بالخوف والفزع وتتشكل من خلاله لوحات فنتازية.
يتناوب في القص ويتماهى معه، الراوي، تمنيت لو كان الولد الذي يشبهني معي الان لتغيرت أمور كثيرة.
ويكون للجدار معان نفسية وفنية في القص، كي يبقى الوجود الإنساني ماثلا في الحياة، يمنع الانهيارات ويصد الرياح والعواصف ويمنح القص التجدد والصراع في داخله، فالخوف والذعر لا يعني سقوط الوجود، مادامت الحياة في حركتها الجماعية والفردية قائمة في انواع مختلفة من الدفاع والبحث عن سبل الخلاص...
فالجدار احد الموانع الماثلة في النص، يلتقط "الراوي" أنفاسه خلفه، يفكر في حال القلق والاضطراب.
"مستترا بجدار يحيط البلدة ويطوقها من الجانب المطل على خرائب وسهوب وهضاب كأنه يحميها من هجمات مباغتة أو يقيها شرا مستطيرا قادما يحث الخطى..."
تختزل القصص الرؤية في لوحات متنوعة، تتشكل من الحركة والأصوات والألوان القاتمة، تنسج التصور الكلي للحركة الجماعية في فضاءات مختلفة.
تأخذ حركة "الركض" واشتقاقاتها حيزا كبيرا في التعبير عن المشهد المضطرب على المستوى الفردي والجماعي.
فالكل يركض باتجاه الخلاص من العاصفة والبحث عن منافذ الحياة فيشمل الركض "الحيوانات" المذعورة على اختلافها، لتكون الصورة مركبة من ظلالات اللون والحركة والخوف بمعناه الشامل.
فتشكلت لوحة الحيوانات بهذا التلوين ودخلت القص العراقي أول مرة في فضاءات الحرب العراقية – الإيرانية وبخاصة في بعض أعمال الكاتب القصصي "جنان جاسم حلاوي".
تخرج الحيوانات على اختلافها مذعورة بفعل الرصاص ودويّ المدافع واشتعال النيران.
إلا ان الصورة الجديدة في "خريف البلدة" ذات بعد آخر، يتصل بالإحساس الشعري والنفسي لتكوينها، وهي تأملات شعورية، تأتي أحيانا بعد حركة ذعر جماعية، يمنحها البطل/ الراوي لنفسه لإيجاد مسافة فنية بينه وبين المذعورين... تصور مدى تأثير الخوف على الناس والحيوانات والطبيعة.
"غيوم لها شكل حيوانات نافرة وأخرى مستفزة، تركض نحو الشتات لتغدو مظلة فوق الجميع..."
" بعض الحيوانات الأليفة النافقة تحوم حولها أسراب الهوام من حشرات وديدان وذباب تلتقط منها الجلد وتنهش اللحم وتمتص بقية من دم متجمد....".
ويستخدم الكاتب الحيوانات الوحشية المفترسة للإشارة إلى مصادر الخوف والرعب الذي يهدد البلدة...
"إن الفوضى سادت ردحا من الزمن، ولجم الناس خوف من وقوع المحذور، وقد أسهمت الهضاب والبراري المحيطة بالبلدة، بدافع التوجس درجة أخرى. لما أوت السهوب والوديان من ذئاب وخنازير وكلاب صيد حول البلدة...".
وتتشكل الصورة فردية أو جماعية من حركة الذعر التي أخلت بتوازن الإنسان والأشياء بالتفاعل مع المكان بفضائيه الواسع المنفتح والضيق المنغلق، فيتحول "الوطن" في بعده الرمزي إلى فضاءات صغيرة تضيق بالهاربين إليها من احتمالات الموت والخوف والهجوم كأن تكون نفقا أو دهليزا أو بيتا مهجورا أو مقبرة.
فالبطل /الراوي يركض أيضا، مذعورا يلتقط المشهد من خضم الحركة نفسها ومن داخل الإحساس بها.
- ركضت. ركض الولد خلفي يتطاول مع ظلي.
- والمرأة تجري ... نحو الأزقة الضيقة والدروب الملتوية....
- جريت عبر ارض تفضي إلى مغارة...
- فوجئنا بأمراة مترهلة ... ولت هاربة وتوارت مذعورة بين البيوت من شدة الدهشة...
- مر بنا صبي حافي القدمين، يركض منشدهاً... صرخ...
- اركضوا الأولاد الغرباء قادمون...
تعتمد قصة "أولاد غرباء" على حركة الركض باتجاهات مختلفة، تبين الانكسار الجماعي، الذي أتى على القرية، الوطن،ليهشم العلاقات الاجتماعية وكأن زلزالا، ريحا عاتية تكتسح المكان وتهدم جداراته وحصونه، تتشقق الأرض بفعله؟
فيصبح الركض المصحوب بأصوات الاستغاثة والخوف حركة في بنية القص كله.
- "رأينا رجلا يقفز من على دابة إلى الأرض ويركض عارياً إلا من خرقة شدها على وسطه".
"تراجعت مذهولا لما رأيت وجه الرجل وقد أخذته الصاعقة، زحفت إلى الوراء لئلا أصاب بعدوى الجنون والجوع أو موت من الإملاق".
- "ظلت الريح تضرب بين ساقيّ، وباندفاعة مجنون، شاهدت امرأة نصف عارية تركض في برد آخر الليل على غير هدى..."
"ركض رهط من رجال ونساء مخذولين يتبعهم سيل من أطفال وحمامات هاربة وعصافير.."
ويمثل الصوت والرائحة في النص بكامله احد تكوينات التعبير عن الإحساس الداخلي بالذعر، فتأتى مفردات اللغة مبتورة، متقطعة أحيانا، لهول الفاجعة.
ويمكن ملاحظة أصداء الصوت في القصص الأولى من الكتاب، خصوصا قصة "فانتازيا اليد" قفز الصوت من يدي معلنا رنينه المثير ونغمته المزعجة... انبثق الصوت المجنون من يدي وقطع ضحكتنا المشتركة.."
وتكون للصوت دلالات مصاحبة للخوف والذعر، تلتقطها حساسية الراوي/ المؤلف، المنغمرة في فعل الحركة فان من يرى هو الذي يعاني حالة من وجدٍ وهيام رغم الخوف والتوجس كما يقول...
كان صراخ المرأة وهي تستغيث يخترق مقبرة بحجم العالم....
"عويت لما رأيت البدوي ينقضّ على يوسف ويعيد طعنه في الرقبة"
ويضع الكاتب قصة "لعبة الشطرنج" في نهاية مجموعته القصصية، كدلالة رمزية وخاتمة لمطاف القص، ليعبر عن فاجعة الموت وقراءات الحرب التي تماثل لعبة "شطرنج" في قصر الباشا المنيف، وسطوته على حاشيته.
"وكم كان جميلا لو دخل الملوك والسلاطين فيما بينهم معارك من هذا النوع لحسم المنازعات وفض الخصومات..."
فالسرد القصصي فيها فضفاض طويل لا يغادر فضاء القصر وطغيان السلطان وتورط ضيفه القادم إليه المؤرخ الذي عاش في ثنايا القصر "أيام كان أبوه رئيسا لخدم السلطان" يحذره ويدخل الرعب في نفسه قبل بدء اللعب معه...
فالمدينة المتخيلة في بطشها واستبدادها، تزرع الخوف والموت، كما تظهر علامات الإدانة غير المباشرة للحرب في توظيف الرمز والاقتباس وإحالة الحكاية إلى الغير.
"اللعنة على من روى لنا الحكاية، وكبلنا بالهم والضغينة! من اين يأتون بهذه القصص التي زيد القلب وجعاً؟"
ويمكن تلمس إشارات مختلفة عن الحرب والهزيمة العسكرية في مواضع شتى، تأتي في سياقات النص...
"شاهدنا رجلا كهلا يعلق على كتفيه عصاً غليظة تدلت منها قطعة قماش بيضاء، وينتعل خفا من الطين..."
يوظف عناصر فنية لإيقاف التداعي في القص، الحكاية، المسجد، الرمز، الحوارات الداخلية.
____________________________________________________________________________________________________
* قدمت الورقة النقدية في مهرجان القصة العراقية في لندن في تموز 1996، شارك فيها عدد من النقاد والباحثين والمبدعين منهم: فاضل العزاوي وياسين النصير وسالمة صالح والناقد السوري صبحي حديدي والكاتبة هيفاء زنكنة وآخرون أدار الجزء الأول منها الشاعر والإعلامي اللبناني محمد فرحات واستمر المهرجان لمدة أربعة أيام في قاعة الكوفة. يذكر إن الندوة صارت تقليدا سنويا وبدعم الأدباء العراقيين حتى العام 2002 و نظمتها جمعية الثقافة العربية التي انبثقت عنها جمعية الثقافة للجميع في العراق.



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كواغد عراقية
- الطريق إلى الباوية!
- الانتماء للشوارع والبيوت الواطئة !
- حرائق
- ملتقى الخميس يحتفي بالمبدع الدكتور عبد جاسم الساعدي
- ملتقى الخميس الابداعي يحتفي بالمبدع الدكتور عبد جاسم الساعدي
- التعليم في العراق : التحديات والآفاق*
- قاعة فؤاد التكرلي الثقافية في عامها الخامس
- منظمات المجتمع المدني : الواقع والآفاق
- البلدان العربية بحاجة الى آليات عمل جديدة خارج اطر الجمود وا ...
- اضراب عمال الزيوت النباتية في ذكراه الثالثة والاربعين
- رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء نوري المالكي
- -جمعية الثقافة للجميع- النشأة والتطور
- طاولة مستديرة في حق النساء والفتيات في التعليم
- مناقشة مشروع قانون محو الامية
- -دعم مطالب المتظاهرين ضرورة ثقافية وتنظيمية-
- مهرجان المربد الشعري الثامن في البصرة
- قراءة في مشروع قانون التربية
- لا للفساد وانتهاكات حقوق الانسان
- منظمات المجتمع المدني وثقافة حقوق الانسان


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد جاسم الساعدي - تشكيل الصورة في قصص -خريف البلدة-*