أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان هاشم حسين - من التراث العربي















المزيد.....

من التراث العربي


سلمان هاشم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 12:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من التراث العربي
مازالت إشكالية العلم قائمة


أن علاقة الإسلام بالعلم تعتبر اقل تشجيعا عندما يعرف العلم بأنه العملية التي يجري بها اكتساب المعرفة بطريقة منهجية ومن خلال التجربة واختبار الفرضيات والتحقق القائم على الملاحظة والشك
يناهض بعض المسلمين محض افتراض الفصل بين الإسلام والعلم وإحدى ردود الفعل الشائعة الإشارة إلى ما يقوله العلم المعاصر عن انجازات أجدادهم . حقا أن الناس ليتذكرون علماء مسلمين عمالقة كـ عمر الخيام وجابر ابن حيان وابن رشد بسبب انجازاتهم المعرفية المتقدمة لكن ذلك لا يحل الإشكالية القائمة حيث أن العلم المعاصر وعلم الأولين هما علمين منفصلين فصلا أساسيا من حيث الأهداف ومن حيث الرؤيا للعالم . كان العلم في الأزمنة الغابرة مسألة استكشاف ظواهر جديدة مثيرة للفضول الذي ربما يثير خيال الملوك والخلفاء . فبات العالم غنيا ومشهورا فيما كانت علاقة العلم بالتكنولوجيا علاقة واهنة فقلما أدى استكشاف علمي إلى استحداث آلات وأدوات جديدة أو أساليب جديدة في العمارة وغيرها من مناحي الحياة
كانت المحرمات الدينية في العهود المبكرة تحيط بالتكنولوجيا ففي ظل السلطنة العثمانية في القرن السادس عشر كانت الساعات العامة محظورة أما في شبه القارة الهندية فقد منعت مكبرات الصوت حتى في الأذان على أساس ديني باعتبارها من اختراع الكفار فهي ألآت شيطانية وما زالت بعض المحظورات قائمة لحد ألان إلا أن الوهن يدب فيها نتيجة التطور وضغط الحاجة ويجري بصفة عامة غض الطرف عن محظورات مثل نقل الدم وزرع الأعضاء في البلدان الإسلامية كافة .
في ظل طالبان المتشددة إسلامياً قيد استخدام التلفاز بشدة ربما لأنه آلة شيطانية ولأنه من اختراع الكفار أيضا ولكن هولاء الكفار اخترعوا للمسلمين هواتف خلوية ذات مؤشرات تبين اتجاه القبلة وسجادات صلاة ذات متحسسات تسجل عدد مرات الركوع والسجود لكثيري النسيان وتسجيلات صوتية الكترونية تساعد على استذكار أسماء الله الحسنى
أن استجابة القيادات الإسلامية لموضوع اقتران العلم بالإسلام لحسن الحظ هي اللامبالاة ويمضي البعض أن انه من الأفضل عدم الانشغال بما استغلق من الأمور لكن بعضهم يأبى ترك الشرور تنام بسلام فتزايد في الأعوام الأخيرة عدد الإسلاميين الذين وجهوا سيل نقدهم الجارح إلى تطبيقات ومنهجية العلم الحديث ونظرياته حيث يرفض كثير من المسلمين المتشددين المنهج العلمي أسوة برفضهم العلم بصفته معرفة وجرى التصريح بان المعرفة من اجل المعرفة غير مشروعة أما المعرفة المشروعة الوحيدة فهي التي تؤدي إلى فهم أدق للاراده الإلهية فهم يرددون في كل الوسائل القول بان التأويل القويم للقران الكريم والفهم الصحيح للغة العربية يمكن أن يقودا إلى اكتشاف علمي من جنين الإنسان وفيسلوجيا الدماغ إلى الثقوب السود وتمدد الكون رغم أن احد العلماء المسلمين قد نصح السعودية بالكف عن بناء متحف للعلوم لأنه قد يكون قنبلة موقوتة يدمر الإيمان بالإسلام .
ان الذين امتهنوا العلم وحباهم الله بشرف القيام بالكشف ونوّر عقولهم وانار دروبهم ليظهروا عظمته وقدرته هو أوليائه الصالحون المقربون وليس الذين يتبجحون بحبه . ويتقربون إليه زلفا وإذا آمنا بان هناك إرادة غامضة لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن الا بما تريد فانّا لعاقل أن يقبل أن هذه العلوم لا تخضع لهذه لأراده وإذا سألنا من اكتشف واظهر هذه العلوم الجواب يكون هم العلماء الذين فكروا وجربوا وبرهنوا لو ملأنا الدنيا دعاءً وحفرت دموعنا على خدودنا انهارا من كثرة التضرع والخشوع فهل يؤدي ذلك إلى اختراع محرك وإذا كان لا جدل بان المحرك وجد بإرادة الله لماذا لا نساهم في اختراعه إذا كنا نجل ونحترم هذه الإرادة لكننا لا ندرك ذلك لأننا حبسنا عقولنا عن التفكير العلمي ولماذا لا نترك الذين لهم القدرة على التفكير والاكتشاف ينفذون هذه الإرادة بحرية علما أن هذه لأرداه ستنفذ رغما عنا والحقيقة أن العلم أتى من إدراك الإنسان إي من عقله العلم ظاهرة جوداها الطبيعة وفارسها الإنسان العالم وليس الجاهل الإنسان الذي يؤمن بان المعرفة تأتي عن طريق التجربة والبرهان وليس عن طريق الشعوذة والجان هل يعقل لعقل بشري أن يقبل لوسيلة النقل التي كانت منذ الف عام والتي كانت الفرس والجمل ويترك استخدام السيارة والطيارة هل نقبل أن ندفن رؤوسنا بالرمال ونقول أن وسيلة الاتصال مازالت انارة نار في مرتفع ونغمض عيوننا ونصم أذاننا عن إرسال الآف الأصوات في لحظة واحدة واستقبالها في اللحظة نفسها والى ابعد نقطة في العالم وان نبث ملايين الصور ونشاهدها أينما كنا هل يعقل بأننا مازلنا مقتنعين بان أعظم الاكتشافات العلمية الطبية التي توصلت إلى معالجة إمراض مستعصية هب هراء . وان هذه الإمراض يمكن شفائها ببسملة أو تعويذة أو قراءة نص معين . لماذا نحن مرغمون بما يقص علينا المنجمون عن الأفلاك والأبراج ونحجم عن دفع أولادنا لدراسة علم الفلك للتعرف الحقيقي على هذه الكواكب والنجوم
هل المسافات والإبعاد والحركات التي تمليها على إسماعنا الأسطورة عن القمر اصدق من المعلومات التي يمليها علينا رائد الفضاء الذي نزل على سطح القمر
لقد استغرق العربي كل وقته على ظهر فرس في الغزو والسبي هو يفتخر بالسيف والحصان اشد الافتخار ولم يعلم أن غيره صنع الحاسوب وعرف علم الترددات وتقنية نقل المعلومات وهو بهذا يستطيع أن يقطع رقاب كل العرب ويكسر كل سيوفهم البتارة
لقد ازدهر العلم في العصر الذهبي بسبب من قوة التفكير العقلاني والتقاليد المتحررة التي جاء بها مجموعة من المفكرين الاسلاميين المعروفين في المعتزلة . لكن المتشددين الاسلاميين بعثوا من جديد يتقدهم الامام الغزالي داعية إلى الثورة على العقل والى انتصار الجبرية على حرية الارادة ولعن الغزالي الرياضيات وعدها عدوا للاسلام ومسكرا للعقل يضعف الايمان ففي قبضة الاسلاميين المتشددين اختنق العلم وتم تسوية الانجازات الثقافية والعلمية الاسلامية في الارض فقد اضطهد المتعصبون المثقفين لاسباب عقائدية ضيقة فجلد احد السلاطين الكندي تحت انظار العامة واعماه وافلت الرازي وابن سينا من العديد من تهم الزندقة والكفر في حين نفي ابن رشد واحرقت كتبه
بدلا من العلم الحق ثمة سيل هادر من النظريات العجيبة الغريبة تحت شعار العلم الانساني وقد يتقدم بهذه النظريات اشخاص على درجة من المعرفة التقنية فسلطان بشير الدين محمود المدير الاول لمشروع تغصيب اليورانيوم الباكستاني والذي راس لعدة سنوات مؤسسة بحوث القران الكريم وضع نظريات زعم وجودها بالفكر الإسلامي فقا مثلا أن الإمساك بالجان
( الذي قال أن الله برئهم من النار ) قد يهيئ وقودا مثاليا يحل مشاكل الطاقة في باكستان وقد نشر كتابه ( مكانيك يوم القيامة والحياة بعد الممات ) الذي ناقش فيه فيزياء الارواح وخصائصها الكهرومغناطيسية واصبح محمود فيما بعد شخصية معروفة اثر اكتشاف صلاته مع طالبان واسأمه بن لادن
ليس العلم هو الوحيد الذي يعيش وضعا مزريا بال ان غياب الحريات السياسية وانعدام المعرفة يشلان المجتمعات العربية الاسلامية حيث لا اثر لتربية رفيعة المستوى متفتحة العقل ونصف المجتمعات في حالة من الاميه الأبجدية والالكترونية
أن الحقائق تؤشر واقعا مكفهرا فالعرب لم يترجموا خلال الالف عام الاخيرة الا ما يعادل ما تترجمه اسبانيا في عام واحد . يبدوا أن التركيز منصب على القدم والانكفاء على الماضي ويبدوا أن ساعة التاريخ قد تعطلت في مكان في القرن الرابع عشر وان خطط اصلاحها في احسن الفروض يلفها الضباب .












-------------------------------------------------------------------------
- كتاب ثق بي اني عليم , من الموسوعة الثقافية / ترجمة حازم ماك محسن

2- الإنسان كمال الحقيقة المنشوده , صالح سالم نصر



#سلمان_هاشم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان هاشم حسين - من التراث العربي