أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - العراقيون..صنّاع أرمات














المزيد.....

العراقيون..صنّاع أرمات


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 11:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تنفرد حياة العراقيين عن باقي الشعوب بأنها كانت في الثلاثين سنة الأخيرة أشبه بأرجوحة تتأرجح (رايحه جايه) بين:أزمة..انفراج،أزمة ..انفراج...نجم عنها تقلّب في المزاج وعدم استقرار نفسي.والأزمة،بحسب قاموس وبستر،فترة حرجة وحالة غير مستقرة تخلق التوتر في نفوس الناس،وتمثل تهديدا لصانع القرار وارهاقا وجهدا نفسيا لتأثيرها السلبي على القدرات والمهارات الذهنية.والمشكلة ليست في حدوث الأزمة بل في كيفية ادارتها.ويبدو ان الأزمات الحادة التي انفرد بها العراق صاغت العقل السياسي العراقي بطريقة برمجت عملياته المعرفية على تصلّب وجمود فكري يفتقر الى المرونة والقدرة على ايجاد البدائل،فضلا عن أن الأزمة تعمل سيكولوجيا على زيادة ارتباط القائد السياسي بجماعته وزيادة ميله لأستعمال القوة ضد الآخر.
ان السياسة والصراع في متلازمة أزلية لأنها متعلقة بتنافس على سلطة وثروة واعتبار اجتماعي وغالب ومغلوب.والمشكلة ليست في الصراع بل في أساليب التعامل معه. فمن مفاهيمنا الخاطئة التي صنعتها الأزمات اننا ما أن نسمع كلمة (الصراع) فان ذهننا يبادر لأستحضار صور العراك والعنف والخصومة الدائمة..مع أنه يؤدي احيانا الى حالة ايجابية. غير ان تاريخنا السياسي والاجتماعي، صاغ تفكيرنا بطريقة صرنا نفهم فيه الصراع على أنه حالة بين ان تكون او لا تكون..بين أن تبقى أو تفنى!.
وسواء كان الصراع سياسيا" أو اقتصاديا" أو اجتماعيا" فأن حلّه يتوقف على طبيعة ادراكنا له ،الناجمة عن نوعية منظورنا الفكري ونضجنا السياسي. فالطرف الذي يتحكم به منظور ان الصراع يعني وجوب التغلب على الآخر والانتصار عليه باية طريقة كانت، يجبره على أن يتعامل مع الطرف الآخر بأسلوب حذر وتأويلي..بمعنى أنه يفسّر أقوال وافعال الطرف الآخر بأن فيها (انّ) حتى لو كانت بنوايا طيبة،فينجم عنه اثارة مشاعر سلبية يفضي تراكمها الى كره متبادل بين اطراف الصراع..فيما المنظور الصحيح هو ان الصراع يمكن ان يكون عاملا مساعدا ومصدر طاقة يمنحنا الفرصة لتعميق علاقاتنا ويجعل اطرافه اصدقاء لا اعداء ويمنح الجميع المتعة والبهجة.
والشائع عندنا،لاسيما في حياتنا السياسية،أننا نساوي بين الصراع والأحباط،الذي يمثل حالة نفسية تنطوي على تعبيرات انفعالية سلبية وسلوكية عدوانية ، تنشأ عند مواجهة هواجس تعيق تحديد الاهداف المنشودة،الأمرالذي نجم عنه (عندنا) أن كلّ طرف صار ينظر الى الطرف الآخر بوصفه عقبة تحول دون تحقيق مصالحه..دون أن يدرك أن هذا يفضي نفسيا الى أن تتكاثف مظاهر السلوك العدواني مصحوبة بزيادة حدّة الاحساس بالاحباط، توصله لنتيجة كارثية هي (يقينه )أن الصراع يستلزم نجاح احد الطرفين والحاق الاذى بالطرف الآخر..وهذا أحد أهم أسباب أزماتنا التي ستبقى مستعصية على حلّ عقلاني ما لم نغير أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع.
ومع تعدد مساعي سياسيين مخلصين ووجوه اجتماعية لاحتواء الأزمة فان الخلاص من المحنة الحالية يستوجب عمليتين سيكلوجيتين:
الأولى:ان يتخلص الفرقاء من البرنويا السياسية التي تنتعش في أوقات الأزمات بتغذية راجعة بين قائد سياسي يذكيها وجماهير تتحكم بها عقدة الثأر الجاهلي،
والثانية: ان يغادر (أنا) القادة السياسيين مفهوم (البطل) بالصيغة المشفّرة في العقل الجمعي العراقي: (الزعيم الأوحد)،(القائد الضرورة)،(القائد الرمز...) التي تفعّل حاجة الجماهير المأزومة الى (بطل) تصنع منه دكتاتورا!.
ومن عجائب الأمور أن أزمة حدثت في العراق عام 1929 نظم فيها الجواهري قائلا:
ستبقى طويلا هذه الأزمات اذا لم تقصّر عمرها الصدمات
اذا لم ينلها مصلحون بواسل جــريئون فيما يدّعون كفاة
ألم تر أنّ الشعب جلّ حقوقه هي اليوم للأفراد ممتلكات؟
ومن عجب أنّ الذين تكفّلوا بانقاذ أهليه هم العثرات!!

ياسلام..ما أشبه الليلة بما قبل ثمانين سنة!..ترى هل هي علّة فينا نحن العراقيين؟!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(57): الوسواس المرضي
- دوافع السلوك المنحرف للشخصية غير النزيهة
- ألف ليلة وليلة..في منهاج دراسي!
- الزيارات المليونية..تساؤلات مشروعة عن التهديد والوعيد
- ثقافة نفسية(56): حذار من الحبوب المنوّمة!
- العراقيون والاكتئاب الوطني!
- المخدرات..تداركوها قبل حلول الكارثة
- الزيارات المليونية..في قراءة نفسية - سياسية
- السياسيون..وسيكولوجيا الضحية والجلاّد
- ثقافة نفسية(50): الضمائر غير الصحية نفسيا
- ثقافة نفسية(49): هكذا تفعل خبرات الطفولة
- ثورة الحسين..المشترك بين العلمانيين والاسلام السياسي!
- تأجير محبس!
- التناقض بين الفكر والسلوك في الاسلام السياسي
- ثورات العرب..وربيع الاسلام السياسي
- العرب ..وسيكولوجيا الانتقام
- أفعى الفساد
- ثورات العرب..والاسلام السياسي
- نفاق المثقفين
- الكليات الأهلية..وضمان الجودة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - العراقيون..صنّاع أرمات