|
هديل الحمام - قصة للأطفال
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 09:02
المحور:
الادب والفن
انتشر الحمام وملأ السماء . كان الحمام كثيرًا جدًا جدًا . وكان يقف على أشجار فروعها صفراء وبلا ثمار . وكان الحمام يتكاثر كل يوم . وكان طين الأرض جافًا لا حياة فيه . واختفت ألون الفواكه والخضروات الجميلة . ولم تر عيون الناس إلاّ الشقوق الترابية . وأصبح الحمام هو الغذاء الوحيد لسكان الجزيرة . وكان الأغنياء وحدهم يشترون الخبز من خارج الجزيرة . وأصبح الحمام طعام الفقراء . منذ عدة شهور لا يأكلون إلاّ الحمام . وكان الأطفال فى البداية يفرحون بالصيد . مع مرور الأيام اختفت فرحة الصيد . ويشتهون أكل الخبز بدلا من الحمام . ******* اليوم خرج الأولاد للصيد . لم يفرحوا بصيدهم . قال أكبرهم سنًا ((هل أنتم جائعون؟)) قالوا ((نعم . ولكننا لا نريد أن نأكل الحمام . نريد أن نأكل الخبز)) قال الولد الكبير ((لا يوجد إلاّ الحمام)) قال الأولاد ((إذن نلعب أولا)) قال الولد الكبير ((مارأيكم لو نلعب بالحمام؟)) . أمسك الأطفال حمامة وأخذوا يقذفونها فيما بينهم . رآهم رجل حكيم وطلب منهم أن يتركوا الحمامة . ضحكوا منه ولم يستمعوا الى كلامه . قال الرجل الحكيم إنّ الحمام مثلنا يحس ويتألم . استمر الأولاد فى اللعب بالحمامة . والرجل الحكيم يشعر بالألم من أجلها . ***** جاءت فتاة أكبر منهم . سمعت الحمامة تبكى . أمرت الأولاد أن يعطوها الحمامة . رفض الأولاد وقالوا ((هذه حمامتنا)) قالت الفتاة ((ولكنها تتألم)) قال الولد الكبير ((إنها ملك لنا . وهى من حقنا)) قالت الفتاة ((إذن كلوها)) قال الأولاد ((لانريد أن نأكل الحمام . نريد أن نأكل الخبز)) . أعطتهم الفتاة كل ما معها من نقود . فرح الأولاد . جروا يشترون الخبز من خارج الجزيرة . وحملت الفتاة الحمامة . وذهبت الى كوخها . وضعت الفتاة بعض الحبوب أمام الحمامة . ووضعت لها الماء لتشرب . نظرت الفتاة فى عينىْ الحمامة . رأت فى عينيها وداعة وحنانًا . هدلت الحمامة بصوت ضعيف . احتضنتها الفتاة وقبّلتها . همست لها وهى تساعدها على الطيران ((عندما ترتفعين فى السماء أذكرينى )) . ****** فى اليوم التالى وجدت الفتاة أمام كوخها عددًا كبيرًا من الأولاد . كل طفل يمسك حمامة . وقالوا للفتاة (( خذى الحمام . ونحن نأخذ الفلوس لنشترى الخبز )) . قالت الفتاة ((لقد دفعت كل ما كان معى بالأمس . وأنا فقيرة مثلكم )) قال الأولاد ((إذن سوف نلعب بالحمام)) قالت الفتاة (( كلوه . ولا تلعبوا به . لأنه يتألم مثلنا )) انصرف الأولاد وهم يلعبون بالحمام . ***** جاء الرجل الحكيم . وجد الفتاة تبكى . مسح دموعها وأخذها فى حضنه . دخلت الفتاة فى حضن الحكيم أكثر . وتمنت لو أنّ لها أجنحة ترفعها الى السماء . ****** استمر الأولاد فى لعبهم بالحمام . وبدأ عدد الحمام يتناقص . وكان الكبار مشغولين بالبحث عن الطعام . وذات صباح خرج الكبار والصغار من أكواخهم . نظروا الى السماء والى الشجر . لم يجدوا الحمام . بحثوا عن حمامة واحدة فلم يجدوا . وقفت الفتاة والرجل الحكيم يتفرجون على أهل الجزيرة . كان الكبار والصغار يبكون . لأنّ الأشجار ما زالت صفراء . ولأن طين الأرض ما زال متشققًا . ولأنّ سنابل القمح الذهبية لم تنبت . ولأن الجزيرة أصبحت بلا حمام يرفرف فى سمائها . وقال الأولاد ((لو عاد الحمام . لن نلعب به )) وقال الكبار وقال الصغار (( نحن نشتاق الى سماع صوت هديل الحمام )) . *******
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نزوات الموج - قصة قصيرة
-
ميتافيزيقا الاستشراق
-
الإعلام العروبى والإسلامى : إيران نموذجًا
-
توأم الروح - قصة قصيرة
-
المرأة المصرية والعربية بعد الثورات
-
قارئة ودع - قصة قصيرة
-
موسيقى من السماء - قصة للأطفال
-
عادل لا يقول الحقيقة - قصة للأطفال
-
الأحادية المصدرالرئيسى للتعصب
-
الغموض الفنى فى مذاق الدهشة
-
سمير عبدالباقى وحكاياته مع معتقلات عبدالناصر
-
أمونه تخاوى الجان وتوظيف التراث
-
عبد العزيز جمال الدين واللغة المصرية
-
لقاء البهجة والتوتر - قصة قصيرة
-
عادل مطلوب للشهادة - قصة للأطفال
-
ثنائية الكمان والبيانو: قصة قصيرة
-
الحرية أو الموت : شعار الأحرار
-
روح الفراشة - قصة قصيرة
-
محمد على بين التأريخ العلمى والأيديولوجيا السياسية
-
تلك المرأة - قصة قصيرة
المزيد.....
-
أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم
...
-
تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
-
هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف
...
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|