أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الهلال الخصيب














المزيد.....

الهلال الخصيب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3657 - 2012 / 3 / 4 - 20:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قرأت ذات مرة في تفسير ابن كثير للقرآن الكريم,بأن الجنة المذكورة في القرآن والتي كان آدم وأمنا حواء يعيشون بها كأول أناس سكنوها قبل أن يسكنها أحدٌ من ذريتهم من أصحاب الأعمال النبيلة وأخلاق الفرسان النبلاء ,نعم,قرأت من ضمن التفسيرات عن بعض الفرق الاسلامية بأن موقعها الأصلي قد كان على الأرض ولم يكن في السماء كما يتوهم الغالبية من الناس والجملة التي وردت في القرآن(اهبطوا منها) لا يعني أنهما كانوا في مكان مرتفع,كقول العامة اليوم(نزلتُ إلى السوق) وقد يكون السوق على تلة مرتفعة والذي نزل إليه قد يكون هو أيضا في قاع الوادي فلا يقول (بدي أطلع السوق) فهذه الجملة من النادر أن يستخدمها المتحدث وعلى الأغلب تستعمل الناس كلمة النزول..إلخ,هذا ما تعلمته من فقه اللغة.

ولكن كيف خُلقت هذه الجنة؟ وكيف أصبحت شبه أطلال يبكي عليها الأنبياء وتسعى أكبر ثلاث ديانات في العالم للوصول إليها أو للعودة إليها حيث يعيشون بلا تعب وبلا هم أو مرضٍ أو نكد أو خوف,وتلد فيها المرأة دون أن تشعر بآلام الولادة! ويعمل من أجل الوصول إلى الفردوس كثيرٌ من الناس أعمالا خيرة ويتألم بسببها كثيرٌ من الرجال ومن الناس للوصول إليها ويقسوا بعض الزُهاد والنُساك على أنفسهم للوصول إليها,ويفعل من أجلها الملايين من الناس أعمالا يعتقدون جازمون بأن هذه الأعمال ستعيدهم إلى الجنة أو ستدخلهم الجنة إنشاء الله والله أعلم,إنها قصة العودة إلى الفردوس المفقود أو الفردوس الضائع والذي كان قبل ذلك دائما لآلاف السنين قبل أن يفقده آدم عليه السلام وذريته من بعده,إنها قصة الحلم الموعود الذي يريد الكثير من الناس جعله حقيقة حتمية لا مناص منها,هذا ما سنجيب عنه بعد هذا الفاصل,أو عندما نعرف بأن خريطة الهلال الخصيب أو الجنة التي عاش فيها آدم وحواء هي المنطقة التي جرت فيها قصة خلق الإنسان وقصة صراعه مع الشيطان,وهذا الهلال أو هذه الجنة تمتدُ من البحر الأحمر بما في ذلك مصر السفلى ومصر العليا مرورا بالأردن وبحوض البحر الأبيض المتوسط بما فيه فلسطين الأردن سوريا لبنان وحتى العراق وتركيا وإيران والسعودية ونهاية هذا الهلال في دولة الكويت على شاطئ الخليج العربي أي أن رأس الهلال الأول في النيل ورأسه الثاني في الكويت,وأول من أطلق على هذه المنطقة مصطلح الهلال الخصيب هو عالم الآثار في جامعة شيكاغو الأمريكية: (جيمس هنري برستد) وذلك سنة 1900م,ويقال بأن منطقة الهلال الخصيب تتطابق 100% مع المخطط الإسرائيلي الذي يتحدث عن حدود إسرائيل من الفرات إلى النيل,ويعتبر بعض المفسرين لمصطلح الهلال الخصيب بأنه مخطط يهودي إسرائيلي وهو شعار اليهود(حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) وعلى أنقاض الهلال الخصيب تأسس أول حزب سياسي عربي وهو حزب أنطون سعاده(الحزب القومي السوري الاجتماعي) وهذا الحزب ينادي بالعودة إلى وحدة الهلال الخصيب وينادي بضرورة التمسك بجغرافية الهلال الخصيب كدولة قومية واحدة لا تتجزأ ....إلخ ,

وسُميت بالهلال الخصيب لأنها فعلا تُشبه الشكل الهلالي,وأطلق عليها لقب(الخصيب) أو نُعتت بالخصيب نظرا لأنها كانت كلها عبارة عن غابات كثيفة من الأشجار تتكاثر فيها الحياة البرية بشكل مدهش ,وتشير معظم الدراسات الأنثروبولوجية أن منطقة الهلال الخصيب كانت كلها عبارة غابات مطيرة وكانت تعيش فيها الحيوانات بمختلف أشكالها هي والإنسان وكان الشعير البري ينبت باستمرارهو والقمح,والذي كان محافظا على خصوبة منطقة الهلال الخصيب هو أن شمال أوروبا الحالي كانت تغطيه طبقات سميكة من الجليد,وكانت قيم الضغط العالية في طبقات الجو العليا والوسطى تُجبر الرياح والأعاصير القادمة من الأطلسي أن تتجه نحو حوض البحر الأبيض المتوسط,وكان كل هذا قبل 12 ألف سنة على أفضل تقدير,وكان الربع الخالي في صحراء شبه الجزيرة العربية خصبا جدا يشقه نهر عظيم ما زالت آثاره موجودة إلى اليوم وتدل عليها الرسوبيات التي كانت تترسبُ في قاعه,وكانت مدينة(الطائف)بالسعودية مشهورة بكثرة الغابات والأشجار وكانت مكة تعتمد على الطائف من ناحية الأخشاب وأشجار النخيل وما زالت آثار تلك الجنة باقية إلى اليوم, ونهر (الحمث) الذي كان يتجه غربا ويصب في البحر الأحمر بمدينة(جده) و كان يغطي كل احتياجات المدينة المنورة(يثرب) من المياه العذبة,وكانت الكثافة السكانية في العالم كله فقط لا غير في الهلال الخصيب,وكانت منطقة الهلال الخصيب موقعا خصبا يهاجر إليه الإنسان العاقل من شتى بقاع الأرض وخصوصا من أفريقيا السوداء والأراضي كلها كانت خضراء على مدار السنة,وهذا ما كان سببا بتسميتها الهلال الخصيب أو الفردوس الدائم,وبعد التغير الذي طرأ على مناخ المنطقة جراء ارتفاع درجة الحرارة(الاحتباس الحراري) في أوروبا الشمالية,وجراء ظهور الصيف الطويل تعرض الهلال الخصيب للجفاف منذ بداية العصر الحجري القديم 9500ق.م فأصبح شكله الحالي هو الشكل الرسمي له وبالتالي قد يكون هذا هو التفسير المنطقي لقصة ضياع الفردوس الدائم,والمفاجأة الكبرى أن البشرية كلها تعلمت من سكان منطقة الهلال الخصيب الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي وذلك بعد سنين الجفاف,والأمر المدهش في ذلك هو أن إنسان الهلال الخصيب لم يعمل في الزراعة إطلاقا عندما كانت المنطقة خصبة لسبب وجيه وهو أنه لم يكن يتعرض لنقص المردود في الثمار وفي الحيوانات اللاحمة,ولكن تعلم الإنسان الزراعة عندما أصبحت المنطقة جافة,فنشأت القرى الزراعية أول مرة في (أريحا) سنة 8000سنة قبل الميلاد ويقال بأن البيضاء في الأردن وبالذات في مدينة الطفيلة أقدم بألف سنة من (أريحا).




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدايه من الله
- الموعودون به
- صاحب الرغيف الثالث
- عاش فقيرا ومات فقيرا
- الشكر بالعمل وليس بالقول
- قلبي ذبحته بيدي
- بصراحة
- الحمير بصحة جيدة
- من هو جهاد العلاونه؟
- قمة الإيمان
- البئر المسحور
- الله نور ومحبة
- الصحة مرض
- كرم الله الإنسان بالعقل
- التوبة واجبة على الجميع
- ابن رشد وجهاده الفكري
- صلاة الفجر حماعة
- التوبة إلى ألله
- خاتم أمي وقلم أبي
- يحبون ألله ويكرهون إخوانهم


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الهلال الخصيب