أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - حرام يا أخضر حرام














المزيد.....

حرام يا أخضر حرام


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3657 - 2012 / 3 / 4 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خرجنا من كأس العالم

من قال إن كرة القدم مسألة لا وطنية، لا قومية؟ من الذى ضيق أفقه الوطنى كى يعتبر أن مشاركات بلاده العالمية مجرد دائرة جلدية تتدحرج بالملاعب؟

عدا السياسة والبترول وقصص بن لادن الكوكبية، فنحن لا نشارك فى مسابقات الجمال، ولا يد لنا بالاختراعات، ومطبخنا السعودى لم يشتهر، لكن العالم عرفنا تاريخياً بالشعر، ثم انضمت الموسيقى للشعر، وكادت كرة القدم أن تكمل المثلث لولا ما حدث فجأة.

يستحيل تخيل منظومة الشعر هنا، يستحيل قبول كل ذاك الخيال من شاعر صحراوى يعيش تراكيب معقدة لنزاعات ثقافية تتراوح بين تحرير الأفكار تماشياً مع العادات والأصول القديمة، أو حبسها، تماشياً مع المحافظة الجديدة، وصولاً إلى قتلها تماشياً مع الإرهاب.

لم يتأثر الشعر بوحشية المتنازعين. بقى طليقاً. يكتب الحكمة دون حدود. يتخيل عشيقته دون قيود. يقولون إن المكان تقوقع وتقيد. وأقول: عدا الشعر، الأبيات لا تكترث لمن يعتبرها زندقة أو رحمة. الأبيات ترسم عشيقة. تتحدى القانون وترسم علاقات حرمتها المدنية المحافظة. بقى الشاعر حراً. لم يخن الصحراء..لم يستسلم.

فمن يقول إن التطرف يقتل الإبداع؟

أكثر من الشعر. معجزة هى الموسيقى هنا. تعوضنى عن أى اختراع وأى انتصار حرب. أتحمل برفقتها أى وحدة. تصدح الصحراء. الموسيقى هى الصحراء. يختفى خلفها ضجيج الاتهامات بين التيارات. يختفى مع الألحان كل صوت محارب، تختفى الأوجاع والعنصريات. تهتز الرمال رقصاً وتوقاً لبدء التحرك والتغيير. والرمال ليست كالطين أو التراب. الرمال لا تخاف الرقص ولا تتردد كثيراً قبل قرار التنقل. الرمال لا تؤمن بالجمود ولا بأغلال المكان. هذا ما يميزنا نحن سكان الرمال. الغارقين بالرمال. الموسيقى السعودية بعيدة عن أى انكسار وهزيمة عربية. مازالت طاقة الموسيقار مخيفة تجعل للقصيدة أسلحة ناعمة مرعبة مثل الأنثى.

إيقاعات المكان تستوعب كل الجنون الذى أكتبه بجنون يضاهيه ويفوقه، بل تفاجئنى بطلب المزيد من الجنون والجنون. لم تمت الموسيقى رغم تحريمها، لم تخن الصحراء. لم تستسلم.

أما الكرة فكانت شقية وقوية. وقت كنا غارقين بظلمة. لم نكن نحكى كثيراً. لم يكن مسموحاً أن نحكى. أما كرتنا فكانت تصرخ بوحشية. تمزق كل نقاط العبور. تدخل الأخضر المونديالات العالمية. ليبدع ويتجاوز الممنوع والمسموح. لولا ما حدث فجأة.

انشغل العالم بالإرهاب واشتعلت الدنيا حروباً دينية وطائفية. وبدت الحاجة قوية لإشعال حركة تنوير سعودية تطهر المكان من بدع التسعينيات والثمانينيات. وكلما زادت حدة الدعوة للتنوير تقوقعت الكرة واضمحلت. ماذا يحدث؟ أين زمن النشوة والانتصار؟ ألا تتابعين الأخبار؟ ألم يبلغك موت عهد الانكسار؟

فما يبقيك وحيدة خلفنا؟ لا تقولى إنه حداد على مجد قاتم مضى؟ لا تقولى إن قوتك كانت بديلا مؤقتاً عن ضعفنا.

أين هياجك؟ متى تنهضين؟

أربعة أهداف لأستراليا مقابل هدفين لنا. وخرجنا من كأس العالم. ثلاثة أهداف أسترالية فى آخر ثلاث دقائق، ثلاثة أهداف خالية من التعقيد والترقب والماسوشية. ثلاثة أهداف باهتة مملة خالية من كل عوامل النشوة.

من أين لك كل هذا الشر؟ كيف تخونين؟

من يعوض دموع الملايين؟ من يعوض الصدمة الوطنية؟ ومئات ملايين الريالات لأجل عيونك القبيحة الوقحة؟ حتى عيونك لم تعد تشبه عيون الصحراء. ليس لها لغة، ليس بها فتنة ولا إغراء، تبدو مستوردة من مدن مسفلتة ليس بها رمال.

بكل سرور نرحب بأن تدخلى معنا ضجيج النزاعات. بكل سرور نوقع البيانات ونرفع ضدك القضايا. ونعلن موتك بكل سرور.

من أين لك كل هذا الشر؟ كيف تخونين؟



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرقوا حسابات الإسرائيليين
- نهاية الأوطان
- احلم.. احلم.. احلم
- منافق.. خائف.. خائن.. محايد
- من مصر ٢
- رسائل أول السنة
- فى إيطاليا: معبد لمئذنة وصليب
- لماذا؟
- لا تنام أو أنام
- ويل للمنافقين
- سلف مصر.. نسخة تايوانية
- فى السعودية.. هذه انشغالاتنا
- السعودية: نجم الليبرالية الجديد
- شباب التحرير صناع التحرير
- عيب عليك يا شعب
- كنائس الخليج
- لا للحريات الاجتماعية
- امنحنى السلطة أمنحك الفتوى
- ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً
- حياتى كعازبة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - حرام يا أخضر حرام