أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!














المزيد.....

نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 18:33
المحور: الطب , والعلوم
    


نيوتن في "استنتاجه الخاطئ"!
جواد البشيتي
الحركة في المكان، أو الفضاء، شَغَلَ أمْرها تفكير نيوتن، فتوصَّل، أخيراً، إلى أمْريْن في منتهى الأهمية، أوَّلهما هو وجود "الطبيعي" من "الحركة"، أو "الحركة الطبيعية (للجسم)"، وثانيهما هو "تعريف" الحركة "الطبيعية"؛ ولقد قال، في تعريفها، إنَّها "سَيْر الجسم بسرعةٍ ثابتةٍ، لا تزيد ولا تنقص، وفي خطٍّ (أو مسارٍ) مستقيم".
وإلى "القوى (الخارجية)" نَسَبَ نيوتن "إفساد (وتشويه)" الحركة "الطبيعية"، أو "طبيعية" الحركة؛ فالجسم يظل في "حركة طبيعية" ما ظلَّ "حُرَّاً من ضغوط القوى (الخارجية) وبمنأى عنها"؛ و"الضغوط" إنَّما هي "ضغوط الدَّفْع أو السَّحْب (الجر)" التي يتعرَّض لها جسم في حالة حركة طبيعية.
نيوتن أصاب إذ فَهِمَ "القوَّة (الخارجية)" على أنَّها سبَب "فساد (وتشويه)" الحركة الطبيعية للجسم؛ فالجسم (الذي في "حركة طبيعية") ما أنْ يتعرَّض لضغوط "قوَّة (خارجية)" حتى تزداد (أو تتضاءل) سرعته، أو يَخْرُج عن الاستقامة في خطِّ سيره، مُبْدياً "مقاوَمة" عند تعرُّضه لضغوط تلك "القوَّة".
وهذا ما يَخْلُص إليه المرء إذا ما أجرى تجربة في هذا الشأن في فضاء مخصوص، هو الفضاء المستوي المنبسط، البعيد عن مصادِر وحقول الجاذبية، أي البعيد عن النجوم والكواكب..
في هذا الفضاء، يكفي أنْ تَدْفَع كرةً بيدكَ (دفعة واحدة فحسب) حتى تظل تسير بسرعة ثابتة، وفي خطٍّ مستقيم.
هذه الكرة (التي دَفَعْتها دفعةً واحدة) هي الآن في حالة حركة طبيعية؛ فكيف يمكن تشويه وإفساد هذه الحركة الطبيعية (أيْ تغيير سرعة الكرة، أو إخراجها عن الاستقامة في خطِّ سيرها) على أنْ تظل الكرة موجودة، وتسير، ضِمْن هذا الفضاء؟
الجواب، والذي أيَّدته وأثبتته التجربة، هو "من طريق تعريض هذه الكرة لضغوط قوَّة (خارجية)".
الخطأ، أي خطأ نيوتن، وَقَع إذ اسْتَنْتَج من هذا الأمر الذي لا ريب في صحَّته أنَّ كل تغيير في سرعة الجسم، أو حَرْفِه عن الاستقامة في خطِّ سيره، يجب أنْ يكون متأتِّياً من "قوَّة (خارجية)" تعرَّض لضغوطها.
لا ريب في أنْ تعريض الجسم لضغوط "قوَّة (خارجية)" يجعله "يتسارَع"، بهذا المعنى أو ذاك من معاني "التسارُع"؛ لكن ليس كل "تسارُع (للجسم)" يجب أنْ يتأتَّى من تعرُّضه لضغوط "قوَّة (خارجية)"؛ فالجسم "يتسارَع" في فضاءٍ منحنٍ (أيْ ضِمْن حقلٍ ما من حقول الجاذبية) مع أنَّ "انحناء الفضاء" ليس بـ "القوَّة (الخارجية)".
نيوتن رأى ظاهرة "السقوط الحر" للجسم، والتي فيها تزداد سرعة الجسم (الساقِط) في استمرار، ورأى ظاهرة دوران الجسم في مدارٍ حول جسم آخر أعظم منه كتلةً، فاستنتج من هذا "التسارُع"، وذاك، أنَّ "الجاذبية" يجب أنْ تكون "قوَّة (خارجية)".
إنَّ "تسارُع" الجسم لتعرُّضه لضغوط "قوى (خارجية)" لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ "كل" تسارُع يجب أنْ يأتي من "الطريق نفسها"، أيْ من طريق تعرُّض الجسم لضغط "قوَّة (خارجية)".
وبفضل "النسبية العامة" لآينشتاين أصبح ممكناً الآن أنْ نقول إنَّ "التسارُع" بعضه يأتي من طريق تعرُّض الجسم لضغوط "قوَّة (خارجية)"، وبعضه يأتي بسبب وجود وسَيْر الجسم في "فضاء منحنٍ"؛ وهذا "الانحناء" في الفضاء ليس بـ "قوَّة (خارجية)"، وإنَّما "خاصية هندسية"، إليها تُعْزى الظواهر التي نسمِّها "الجاذبية".
كوكب الأرض بدورانه حول الشمس لم يَخْرُج، أو يُخْرَج، عن الاستقامة في خطِّ سيره؛ فالشمس (مع كتلتها) ليست بـ "القوَّة (الخارجية)"، التي "أرغمت (وأكرهت)" كوكب الأرض على الخروج عن الاستقامة في خطِّ سيره، وعلى جعله، من ثمَّ، يدور حولها.
لقد انحنى الفضاء على مقربة من كتلة الشمس (كانحناء سطح الطاولة) فانحنى، من ثمَّ، المسار الذي يَتْبَعه كوكب الأرض، فرأيْناه يدور في مدار حولها.
في الفضاء المجاوِر للشمس، ليس ممكناً أنْ نرى كوكب الأرض (الحر من ضغوط قوى خارجية) يسير في خطٍّ مستقيم كاستقامة مستقيم مرسوم على ورقة؛ ثمَّ تأتي "قوَّة خارجية"، هي ما يسمِّيها نيوتن "قوَّة الجاذبية الشمسية"، فـ "تشده"، في استمرار، نحو الداخل، وبما يجعله يدور حول الشمس.
ليس ممكناً هذا؛ لأنَّ "المسافة الأقصر بين نقطتين"، هنا، تكون، أيْ يجب أنْ تكون، منحنية بانحناء هذا الفضاء نفسه.
من تجربة مخصوصة (وليس ممكناً من ثمَّ تعميم نتائجها) اسْتُنْتِج أنَّ "تسارُع" الجسم، وبكل معاني "التسارُع"، يجب أنْ يتأتَّى من "قوى (خارجية)" يتعرَّض لضغوطها هذا الجسم، الذي، بسبب خاصية "القصور الذاتي" التي يمتلك، لا يستطيع أبداً أنْ يَخْرُج، من تلقاء نفسه، عن حالة حركته الطبيعية.
وهذا الاستنتاج "السليم" تَحوَّل إلى "خاطئ" إذ "عُمِّم"؛ فإنَّ بعضاً من "التسارُع" لا يَنْتُج من تعرُّض الجسم لضغوط "قوى (خارجية)"؛ وإنَّما يَنْتُج من وجوده وسيره في "فضاء منحنٍ".
إنَّ "الجاذبية (الشمسية مثلاً)" ليست بـ "قوَّة" خفية، تشبه "اليد الطويلة" التي تُخْرِج جسماً ما عن "حركته الطبيعية"، فتدفعه، أو تسحبه، فتزيد سرعته، في استمرار، أو تُخْرِجه عن "الاستقامة" في خطِّ سيره، جاعلةً إيَّاه يدور حول مركز تلك "اليد".
والفَرْق بين "التسارُع المتأتِّي" من "قوَّة (خارجية)" و"التسارُع المتأتِّي من انحناء الفضاء" يَقِف عليه، ويُدْرِكه، المراقب الموجود في داخل الجسم المتسارِع؛ فلو كان هذا الجسم، الذي يسير، في فضاءٍ منبسط، بسرعة ثابتة وفي خطٍّ مستقيم، حُجْرَة صغيرة، وكنتَ في داخلها؛ ثمَّ تعرَّضت هذه الحُجْرة لضغوط "قوَّة (خارجية)"، لرَأيْتَ ظواهر الجاذبية كافَّة تتولَّد في داخل حُجْرَتك؛ أمَّا لو تسارَعَت حُجْرتك، في فضاءٍ منحنٍ، أكان تسارعها هذا في حالة "السقوط الحر" أم في حالة "الدوران في مدار"، فلن ترى في داخلها من الظواهر إلاَّ ما يؤكِّد لكَ "انعدام الجاذبية"؛ وكأنَّ حُجْرتك هذه في حالة "حركة طبيعية" ضِمْن فضاءٍ مستوٍ منبسطٍ، بعيدٍ عن مصادِر وحقول الجاذبية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الخلل المنطقي في مفهوم -النقطة الكونية-!
- هذا -الثقب- في مجرَّتنا!
- من وحي -دستور بشَّار-!
- رسالة -تونس-!
- سؤالٌ تثيره نظرية -الثقب الأسود-!
- شيءٌ من الجدل!
- لماذا غابت -فلسطين- عن إعلام -الربيع العربي-؟
- -الفاسِد- فولف!
- -النسبي- و-المُطْلَق- في -النسبية-
- -التمويل الأجنبي- مَصْدَر إفساد ل -الربيع العربي-!
- خصوصية الصراع في سورية!
- منعطف مصر التاريخي!
- -المادية- في التفكير!
- -الأكوان الأخرى- و-إشعاع هوكينج-!
- في إشكالية -الأبعد- و-الأقدم- في الكون!
- -الصراع الدولي- الكامن في -الربيع العربي-!
- الإيجابية الكامنة في -الفيتو المزدوج-!
- في -التَّزامُن- Simultaneity
- في -الاقتصاد السياسي- ل -الربيع العربي-
- أهي -ديمقراطية- أم -دينقراطية-؟!


المزيد.....




- تردد قنوات mbc على الأقمار الصناعية 2024.. اضبطها الان
- بعد ضربة أصفهان.. ماذا كشفت صور الأقمار الاصطناعية؟
- وفاة رائد الفضاء السوري المنشق محمد فارس
- دعوى قضائية: أطباء يابانيون يطالبون غوغل بتعويضات بسبب نشر - ...
- وفاة محمد فارس.. ثاني عربي يصعد إلى الفضاء
- غزة تعاني من العطش وكارثة بيئية.. توقف جميع آبار المياه منذ ...
- مهندسة متفوقة في الطب في كاليفورنيا داعمة للفلسطينيين تحظى ب ...
- الصحة العالمية تصدر تحذيرا بعد اكتشافها -إنفلونزا الطيور- في ...
- صفحة على -فيسبوك- في مصر تبيع شهادات علمية معتمدة وموثقة‏‏‏‏ ...
- أنفلونزا الطيور لدى البشر.. خطر جائحة مُميتة يُقلق منظمة الص ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!