أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - مسرح فاضل خليل :بين النص الواقعي والرؤية السحرية














المزيد.....

مسرح فاضل خليل :بين النص الواقعي والرؤية السحرية


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 10:45
المحور: الادب والفن
    



تنوعت تجربته الإخراجية من خلال اشتغاله على العديد من النصوص المسرحية سواء على المستوى المحلي أو العربي والعالمي،إلا أنها كانت تدخل في منظومة العرض الذي اشتركت سماته مع تيار الرواية الجديدة في أميركا اللاتينية المعروف (بالواقعية السحرية) وعلى الرغم من الاختلاف بين الرواية بوصفها جنساً أدبياً سردياً، وبين العرض المسرحي بوصفه منظومة من العلامات السمعية والبصرية، إلا أن المخرج (فاضل خليل) استطاع المزاوجة بينهما، من خلال الإفادة من تقنيات كتابة الرواية في توظيف مفردات واقعية لها القدرة على التحول داخل فضاء العرض المسرحي فضلا عن امتلاكها للعمق الأسطوري من اجل إنتاج العديد من العلامات التي تخلق لدى المتلقي ذلك المنظور (السحري)، الأمر الذي يجعلها "متحررة من فضاء النص المقترح من قبل الكاتب، حيث تتحاور رؤية المخرج بجدل خيالي مع فضاء العرض السحري، فتحمل علامات هذا الحيز التشكيلي المكاني رموزاً أسطورية ،علامات قادرة على استفزاز اللاوعي الجمعي باشتغالها الدلالي في فضاء العرض، علامات مصدرها الواقع ومساحات تجسيدها عوالم السحر والفنتازيا"( ) وفيها يتشكل العرض المسرحي من المألوف واللامالوف في الواقع الذي يدفع بالمتلقي إلى إيجاد فرضيات في تأويل الحدث الواقعي ، الذي يمكن تفسيره بأسلوب مغاير للتقليدي، لكونه قد تشكل من "عالم خرافي ينهض منه البطل وهو عائد ليجسد حالات الزمن المتداخلة بين الماضي والمستقبل، فالكرسي يتحرك في هذا الفضاء الحر كمفردة تحمل دلالات توليدية وتحويلية عديدة ، فهو أريكة للنوم، وساتر حربي، وأثاث منزل"( ) .
أن توظيف (فاضل خليل) لمفردات من الواقع تمتلك قدرة على التحول، يقلل من أهمية اللغة النصية داخل العرض ،على الرغم من انه لا يتخلى عن النص المسرحي، إلا أن الرؤية الإخراجية تمنحه إمكانية اختزال النص، مؤكدا ذلك بقوله "لا أبقي من الحوار إلا على النزر اليسير الذي يؤدي الغرض"( ) بمعنى أنه يغادر النص لصالح جماليات العرض بما يمتلك من دلالات سمعية وبصرية، فضلا عن ذلك فإنه غالباً مايعمد إلى إجراء تعديلات على النصوص بما يتناسب والرؤية الإخراجية على الرغم من عدم "تقاطعه مع المؤلف بحكم الانتقاء الدقيق المشروط، وهو لا يمارس أي سلطة على خطاب الأدب- النص إلا في استثناءات – كالإخلال في تنامي الفعل وتشظيه"( ) الأمر الذي يدفعه إلى تحديد خياراته مع المؤلفين الذين يعمل معهم، من اجل تطوير النص المسرحي لصالح العرض، ذلك أن الأمر لا يقتصر على الحذف أو الإضافة في اشتغاله على النص ، بل قد يحصل أن يقوم المخرج بحذف أحدى الشخصيات كما حصل في مسرحية " (سيدرا) حيث عمد المخرج إلى حذف شخصية (الكاهن) المحرض تارة والمحايد تارة أخرى، ولكن من دون إرباك أو إخلال بالنسق المنطقي للدلالة الدرامية المتواجدة في النص"( ) ويعود ذلك إلى أن المخرج وجد ان الإفادة من مضمون هذه الشخصية أفضل من تجسيدها لذلك عمل على تحويل ذلك المضمون إلى شخصية المرأة (ليليث) والتي لعبت دور المحرض، الأمر الذي دفع بالبنية الدرامية إلى تبني العديد من التحولات التي أسهمت في تطوير العرض المسرحي.
ومن جهة أخرى فإن الممثل في عروض (فاضل خليل) يعد عنصراً فاعلا على مستويات عدة، منها قدرته على إيصال أفكار المؤلف من خلاله تفاعله مع لغة النص الدرامي الممزوج على نحو فاعل مع الرؤية الإخراجية التي يعمل المخرج من خلالها على " تحويل أجساد ممثليه إلى أسلحة فكرية استطاع من خلالها أن يؤسس نوعاً من المراسلة مابين لغات العرض المسرحي"( ) حيث لعبت تلك اللغة المتولدة في العرض دورا في تطوير منظومة (الواقعية السحرية) والتي تعد " محاولة تجريبية في قراءة الواقع الموضوعي قراءه إبداعية , ناتجة عن تفاعل ذات المخرج مع الواقع اليومي وخلق واقع فني إبداعي جديد يتميز بالسحرية , يفجر المادة النصية الأسطورية ليبدع منها حلما تشكيليا يعبر عن حقيقة الواقع الدفينة بكل مرجعياتها وبلغة فنية مبدعة منطلقاً من فرضية المعالجة في التجربة"( )، وبذلك يكون اشتغال (فاضل خليل) على النصوص المسرحية الواقعية بأسلوب غير واقعي اعتمادا على الأسطورة والحلم من اجل إنتاج صورة بصرية سحرية.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلم العراقي (كرنتينة) صناعة الواقع من ذاكرة لا تموت !!
- مسرحية ( البَرَدة ) : جماليات المكان وحدود الاشتغال التأويلي
- (ندى المطر) عرض مسرحي يتجه نحو المجهول !
- (فيس بوك) :عرض مسرحي بعيد عن تكنولوجيا التغيير
- الإيقاع المسرحي في عرض خارج الزمن
- مسرحية (camp ) : محنة الرفض والقبول في الثقافة العراقية
- -غربة - سامي عبد الحميد على خشبة المسرح
- المؤسسة الرسمية تفتح الأبواب للمزورين
- مونودراما الممثل الواحد في مخفر الشرطة القديم
- رؤى ومعالجات إخراجية للأزمة الاقتصادية في مهرجان القاهرة الد ...
- جلسة مسرحية في الجحيم !
- -نصوص خشنة- : تقرأ الماضي بعيون المستقبل
- المعنى المفقود في الأسطورة*
- ذاكرة المكان الخالي(*)
- فلم (أبن بابل) العراقي : قراءة في وحشة الموت
- حامد خضر .. صورة للروح الحية
- سيمياء براغ المسرحية ... ونظرية العرض المسرحي(*)
- رحلة الانثربولوجيا في مسرح ايوجينيو باربا(*)
- المحنة العراقية في نص مسرحي من أميركا اللاتينية ..اين العذرا ...
- الدراماتورج .. وتعدد المفاهيم !!(*)


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - مسرح فاضل خليل :بين النص الواقعي والرؤية السحرية