أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خديجة صفوت - النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع الطبقى















المزيد.....



النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع الطبقى


خديجة صفوت

الحوار المتمدن-العدد: 3654 - 2012 / 3 / 1 - 21:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع الطبقى[1]
Feminocracy & Feminicide: pre-empting Class struggle by the war between the sexes
يقرأ كقاموس لتستر النسووقراط على الاستحواذ ما بعد الرأسمالى و عولمة افقار المنتجين الحقيقيين.

 
تمهيد:محاولة أعادة شرط توازن الاطر الفكرية-البراديجمات-و المفاهيم التى تخصها:
بصدر البحث عن معطيات جادة وفريدة برأى-حتى كتابة هذه السطور-فى محاولة اعادة التوازن البراديجمى Paradigm للنظر فى و تحليل بعض الظواهر التى انتشرت ما بين الحربين و بخاصة بعد الحرب العالمية الثانية وصولا الى سقوط المنظومة الاشتراكية فصعود تنويعات اليمين الاصولى المتطرف فى كل مكان و بخاصة فى الولايات المتحدة على نحو غير مسبوق. و تصدر البراديجمات البديلة التى احاول مفصلتها عن ايقاف براديجمات الرأسمالية ما بعد الصناعية فوق قدميها. و أتسائل عما يدفع الى انتاج الرأسمالية ما بعد الصناعية لبراديجمات خصما على النظريات الكبرى التى كانت كل من البرجوازية الصناعية و الاشتراكية قد افرزتها. وازعم ان الرأسمالية ما بعد الصناعية تتعين منواليا على انتاج براديجمات تتمأسس عليها الى حين مفصلة نظائر اخرى حتى و لو لم تنضج اى من اتلك الاطر بالقدر الكافي للمساعدة على تحليل الواقع وصولا الى فهمه.
و اجادل الاطر الفطيرة قمينة بان تعبر عن الظواهر الرخوة التى يخلق شرط مثولها رأس مال فطير بدوره يدعى الوقوف على قمة التطور والنشوء الاقتصادي الاجتماعي. و لعل ذلك يبرر تبسيطيا حلول الصواب السياسي ماثلا لا تعمذ له عين بين الحقائق الملفقة اوالظواهر الرخوة و رأس المال الفطير ذاك و بين محاولة ادراك كنه اى من الاخيرة مسلطا على رقاب الجميع و خصما على كل محاولة لبديل.
فحيث لا تمفصل راديجما بصورة كافية الا بقدر ما تخطف الالباب بالكلمات الالقة التى غاليا ما لا تقول شيا و فياسا لا يقيض شرط نذوج ظاهرة فاكتمالها. و لعل ذلك النشاط الفكرى او الفائق للفكر و العقل يستبق النظر فى تلك الظواهر و صولا الى احباط النظر فى تلك الظواهر التى تخلقها الرأسمالية ما بعد الصناعية نفسها. ذلك ان تلك الفكرة غالبا ما لا تطور الى ابعد من براديجما اما رغبة عن تطويرها اوعجزا عن تطويرها لانها غير قابلة بطبعها للتطوير.
هذا و يصدر عدم نشوء تلك البراديجمات سواء عجزا او تقصدا الى نظريات مكتملة غالبا عن افتضاح بعضها سراعا او-و عن قصورها عن النشوء الى نظريات. و قد الت تلك البراديجمات على ادانة النظريات المكتملة و اسقطت عليها صفات تذرى بها و تشكك فى طبيعتها فوصفتها بالنظريات البطاطينى و النظريات الكبرى. و ترد الاخيرة الى ما يشارف او بوصفها احلام خيالية او فانتازيا عقل مريض او رومانسية مرضية الخ. و تنسب هذ المناقشة الى مناخ تلك الحالة الذهنية التى تنتج البراديجمات القاصرة عجز نظرى و الاحرى تذبذب نظرة او تكاذب ادعاء الرأسمالية ما بعد الصناعية فاعلانها موت تأريخ موت الايديولوجية. و ربما العكس صحيح ايضا. فان ماتت الايديولوجية و التاريخ فان اى نظرية متكاملة عن الواقع ما تنفك ترتد على اعقابها طالما ان شيئا-لا الظواهر و لا النظر فيها ولا مفهوماتها و اللغة التى تخصها-قابل للمثول بصورة عميقة او للاستمرار فى الزمكان. ذلك ان ما يؤلف كلا متكاملا ناضجا فصيغة للنظر و التحليل يغدو غير قابل للتعبير عن نفسه علناو لا يجرؤ بالمقابل احد على النطق باسمه او باسم اليديل.
و بالمقابل فقد كانت تلك البراديجمات حرية لان تقيض فضاءات او امكانية النكوص عنها فيما ما يسمى بالتحول البراديجمى Paradigm Shift. و لا يصدر التحول البراديجمى عن تغيير اساسي فى او عزوف عن الفكرة او النظرية المتضمنة فى البراديجما فالعدول عنها و انما عن تحور البراديجما 18 درجة بلا احساس بذنب او تبكيت. فقد باتت تلك البراديجمات بمثابة السلع الاستهلاكية تستخدم ثم يتم التخلص منها و القاءها جانبا دون معاتبة او نقد صاحبها الا خفيفا ان حدث. و اجادل أن التحول البراديجمى كان قد بات من طبيعة الفكر الغربى و بخاصة الانجلو امريكى و حليفه الانجلوساكسونى جراء عجز تلك البراديجمات عن الجرؤ على النطق باسم ما تدافع عنه حقيقة. ذلك انه كلما شارفت تلك البراديجمات الافتضاح تم التخلى عنها الى بدائل لا تقل مخاتلة عن سابقتها و هكذا فيما  تتعين المخاتلة على انصاف الحقائق و الاكاذيب و على اجتزاء الحقيقة فى جملة اعتراضية احيانا.
و حيث قد يطلق الكلام على عواهنة يضمن سقط القول جملة اعتراضية فما تنفك الجملة الاعتراضية ان تحمل حمولة معلوماتية تغدو اوقع و اعمق مما  تحمل الجملة الاصلية. ذلك ان كل شئ رهين بالتحقيق فى كل واقعة ما بالمغالطات اللا متناهية و بتحوير الكلام حتى لا يبقى منه او به ذرة من معنى. ذلك ان المعنى حرى بهذا الوصف ان يضيع فى ابيستومولوجيا التكاذب او الخديعة Epystomology of deception . وأقول ضياع المعنى بين دخان التكاذب و الخديعة لا يضاهيه سوى التعين على اعلاه المعنى بالمثابرة على ترديده حتى يصدقه قائليه كمثل ما يعلو سقط القول  باجنحة من الترديد. وليس اكثر تعبيرا على ذلك من اختلاق فرية اسلحة الدمار الشامل بل ليس ابقى من ربط الحرب على العراق بالارهاب و صدام بالقاعدة وصولا الى وصم المقاومة العراقية.  
استعادة التوازن المفهوماتى:
يحاول البحث من ثم استدعاء لوازم التوازن المفهوماتى لكل من تحرير المرأة و المساواة بين الجنسين وصولا الى القدرة الجمعية على فكر وتنظيم مجتمعيين لا يتصل فيهما انتصار جنس المرأة او الرجل بهزيمة احدهما للاخر او-و بالعصف بالاطفال بدنيا وجنسيا و نفسيا ثمنا لتمكين المرأة و نصرتها على الرجل قانونيا و اجتماعيا و اقتصاديا احيانا.
ذلك ان فكر وتنظيم بهذا الوصف حريان بالا يصدران عن سوى اعادة توزيع الادوار بحيث يحل ظلم و عدم انصاف نوع لحساب نوع اخر, فليس جميع الرجال ظلمة و ليست كافة النساء منصفات. ويبادر هذا البحث كواحد من اوائل ان لم يكن الاول مما كتب فى ظاهرة النسوية الغربية المغالية من وجهة نظر دافعات و دافعى نمن تمكين الاولى بمحاولة اكتشاف فوصف و تحليل الاساس المادى و النظرى الايديولوجي ان اردت(ى) لما يشارف المؤأمرة على المرأة والرجل و الطفل. و كانت الدراسة فىصيغتها الكاملة قد تعينت على معاصرة و تأمل فاستبصار الحركة النسوية بعامة. فقد كان على البحث ان ينتظر قلاثة عقود ليجرؤ على النطق بابعاد التكاذب على فمخادعة النساء جميعا بما فيهن اقليات الزعامات النسوية المغالية نفسها[2] جراء مشروع النسووقراط المتخاتل ذاك.  و قد اكتشفت اقليات النسوويات المغاليات تباعا-كمثل كافة المرتزقة بوعيهن و بلاه او بسذاجة تشارف الخيانة انهم كن اضاحى كغيرهن من اغلبيات النساء الحقيقيات اللواتى قادتهن تلك الاقليات المرتزقة اضاحى بشرية بالجملة على مذابح و محاريب السوق الرأسمالى ما بعد الصناعى. و اجادل ان حاصل جمع مفرادات و براديجما المشروع النسوي الغربي-الانجلو امريكي الانجلوساكسوني-المغالي ليس سوى حلقة من حلقات خناق العولمة-الكوننة-الامركة لما عداها[3]. و  اتعين على تعريف و اعادة تعريف المفردات المحورية اجرائيا و من اسفل. و انتحت  مفردات بديلة لتلك التى تبقى غير قابلة لاعادة التعريف من اسفل From Below اى من وجهة نظر المخضعات و المخضعين لمناهج وب راديجات الاستحواذ بوصفهم موضوع لغة تلك المنهاهج و البراديجمات فى محاولة :
1-  مراكمة ما قد يؤلف بداية قاموس او موسوعة الاستحواذ.
2-  التعيين على مفصلة براديجما بديلة لواحدة من الفئات التحليلية الرئيسية لفهم الهجمة الرأسمالية ما بعد الصناعية الامركة العولمة الكوننة الخ و قد عبرت عن نفسها فى خطاب و اولويات النسووقراط.
3-    فهم الواقع الموضوعى للمجتمعات “المهزومة” بنموذج التنمية الامريكية The American Model of Development اى  بالرأسمالية ما بعد الصناعية الخ بوصف ان المجتمعات الاولى تدفع ثمن "تطور" او-و نكوص الثانية الى تسوهات على نفسه بجريرة تخاتلها المنهجي وتكاذبها  اللا اقتصادي او الاقتصادي الافتراضى خصما على من عداها فى كل مكان. 
4-  تفكيك مفصلة براديجمات الاصولية المفهوماتية الغربية فى تصنيف المجتمعات “المهزومة”   .
5-  الخروج مما يشارف ازمة الفكر و التنظيم البديل و قد حوصر فيما بين الشيطان و اليم او البحر العميق او المطرقة و السنديان. 
واجادل ان هذه محاولة فى التعين على ما قد يغدو بداية لقاموس-وقد فارقتا ثقافة المعاجم طويلا-بكل ما فى ذلك من صعوبة و تركيبية. و تعود الصعوبة الى توحد الباحث(ة) يشرع-تشرع  في التعين على ـتأمله يغاية استبصار كنهه. و تصدر التركيبية المذكورة  عن تعدد المذاهب تعينت على مقاربة الواقع الموضوعى تكامليا Wholistic appraoch. ولعله كان ايسر لي كثيرا لو انني اتبعت المقاربات المعهودة فطرقت سبل مناهج The over trodden roads  البحث "المسهوكة" فى التعيين على السردية النسووقراطية تاريخيا. الا انني اختارت فك مفصلة لغة اولويات النسووقراط فمقاربة خطابهن مواجهة بالاقتصاد السياسى و المنهج التاريخى المقارن و علم الاجتماع الخ.
و حيث تعينت الدراسة على فك مفصلة و تحليل مفردات تلك البراديجما المشبوهة ادركت حدود براديجما بديلة و نحت مفردات تخص تلك البراديجما البديلة و تدل عليها و-أو أعادت تعريف مفردات بقيت جاهزة ناجزة ترفض التعريف طويلا. و من المفردات التى تعينت على نحتها مفردة النسووقراط و كان ذلك ابان التحضير لمؤتمر بيجين و قد طيرت وكاله رويتر المفردة فى يناير 1993 خبرا مفاده ان باحثة سودانية قد نحتت مفردة جديدة تصدر عن نقد مباشر للنسويات الغربيات المغاليات. فقد ركز الخبر على تضمين تلك المفردة بحد ذاتها نقدا لبعض طروحات النسوية الانجلو امريكية على الخصوص.
و اجادل ان النسوية الغربية المغالية طرحت خطاب و اجندة تمكين فمساواة المرأة بالرجل بوصف ان الخطاب النسوى المذكور تعبير عن اوليات مشروع له ابعاد قانونية. الا ان النسوية الغربية المغالية استدعت انتشار الاحساس بعدم الامان جراء غموض المسارات الاقتصادية العالمية-العولمة.  ذلك ان تنويعات الرأسمالية ما بعد الصناعية-أو نمط اللا انتاج الشمال امريكى-الكوننة-العولمةGlobalisation-الامركة Americanisation or Americanism-المكدنة Macdonalisation-الكوكلة Cocalisation كانت معنية بتكريس سياسات السوق و الاقتصاد المفتوح الخ و قد انخفضت معدلات التوزيع و تفاقم العصف بنظم العدالة الاجتماعية.
و رغم ذلك فقد استهوت النسووقراطية افئدة مجاميع النساء فى كل مكان فيما راح غموض العولمة او التعميش على غاياتها الحقيقية يصادر قدرة تلك المجاميع على التفكير فى مستقبلها و التنظيم من اجل تغيير حاضر غير قابل للاحتمال. فقد تسترت النسوية الغربية المغالية مثلها مثل مشاريع و برامج الرأسمالية ما بعد الصناعية تلك على مغبة ابعاد المشروع المعولم الاقتصادية الموضوعية و الاجتماعية على اغلبيات النساء و الرجال و الاطفال. واجادل ان الابعاد الاقتصادية للمشروع الفيمينى الغربى المغالى شديدة الاهمية للمشروع العولمى-الامركة-فخطورته على ما عداه.
 و احاول تتبع سفر تكوين انقطاع الفيمينية الغربية المغالية فى و ربما انقلابها على حركة تحرير المرأة. و تضمر الدراسة دون ان تصرح دائما ان ثمة تنويعات من الانقطاع من و الانقلاب على مفاهيم عديدة قد تبدو فى طلاق مع الفيمينية و بينها و بعضها. من ذلك الانقطاع فالانقلاب المفهوماتى ما بعد الليبرالي على و انقلاب ما بعد الليبرالية على  الليبرالية البرلمانية و انقطاع ما بعد الحداثة عن و انقلابها على الحداثة و كذا الطريق الثالث و المحافظين الجدد انقطاع فى و انقلاب على اليسار التقليدى القديم الخ.
 و ازعم ان كافة المابعدويات و المجددات Neoisms انقطاع فى و انقلاب على ما سبقها. و اقول مرة اخرى فى نفس واحد انن افرق من البدء بين حركة تحرير المرأة و النسوية المغالية- النسووقراط- النسوية الانجلو امريكية Anglo-American  [4] . ذلك ان الاخيرة مكوننة كغيرها من الفئات التحليلية الاجتماعية لمحض كونها تنتظم اقليات متشابه على نحو غير مسبوق-رغم الخصوصيات الثقافية و التاريخية و الاجتماعية الخ-و يشابه و يجمع دون انتقاء المرأة فى كل مكان من بريطانيا الى الصين.[5]. هذا و تفرق الدراسة بين  اليسار و اليمين التقليديين اللذان كان الناس قد الفاهما و ارتاحوا عليهما و ربما ابدعاهما أو على الاقل ساهم الناس فى ابداعهما و التفاهم معهما تاريخيا و بين اليسار المجدد او ما بعد اليسار و اليمين الجديد وغيره من تنويعات المحافظين الجدد و تنابلة السلطان الجدد اى الليبراليين الجدد و ما بعد الحداثين او تنويعاتهم ما بعد التقليدية و الصواب السياس. فالاخير سوط معلق فوق ظهور كل من يخالف المابعدويين و المجددين بالوصف اعلاه او يتجاسر على مجادلة اجندة الاصوليات المذكورة  كالنسووقراط و الليبراليين الجدد و الصهيونية العالمية و الدولة العبرية.
وافرق فى نقطة انطلاق هامة ما من شأنه التعرف على تظاهرات او تمثلات ما بات يشار اليه بالمابعدويات Postisms. ذلك ان التمثلات المابعدوية لم تزد عن أشباه مشوهة لما كانت عليه تلك الظواهر و التنظيمات الخ المعافات التى كان النضال المطلبي و الكفاح  الشعبي قد افرزاها تاريخيا و عبر سنين طوال. الا ان عمليات الامركة Americanization  اخذت تحل نماذج من البدائل السابقة على الرأسمالية مكان ظواهر و تنظيمات ما بعد رأسمالية او ما قبل رأسمالية صناعية سمها ما شئت(ى) من تنظيم الحكومة و حدود الدولة و الاحزاب السياسية الى الحركات الفئوية و النوعية فى كل مكان مكان.
و ازعم ان النسووقراطية تمثلت-رغم انها لم تتعين على اعلان ذلك- بوصفها ما بعد حركة تحرير المراة بمعنى خلق تحور عليها و تشويهها. هذا و تعينت النسووقراطية-رغم احراق رافعات الصدر-الى  ذلك على ركوب موجة الانفتاح الموقت و الموقوت ابان ستينات القرن العشرين فاحتوت حركات الاخوة النسوية العالمية Global sisterhood التى كانت قد انتظمت مجاميع من النساء حتى سبعينات القرن العشرين. و لم تنفك الفيمينة المغالية-النسووقراط-ان ابتدعت التفرقة بين و التمييز ضد و استعداء فئات نوعية Gender Categories-و فئات السن و طبقات على اخرى. 
واجادل ان حركة تحرير المرأة و كانت تعالقت و مشروع اليسار التقليدى بل كان اليمين التقليدي يستجيب بدوره بمشاريع نظيرة للاولى بوصف ان تحرير المرأة خطاب و اجندة الانصاف و العدل الاجتماعيين فان تمكين المرأة بهذا الوصف حريا لان يصادر على مطلوب تحرير المرأة و يستبق اى بديل. فعندما استدعى مشروع النسوية الغربية المغالية قيم و مفاهيم مساواة  المرأة و الرجل تكاذبا لم يجرؤ سوى قلة-ان حدث-على معارضة ذلك المشروع. فقد باتت النسوية الغربية المغالية بهذا الوصف حربا على الرجال و النساء والاطفال من اجل جراحات تكبير الاثداء و بيع النطف على شبكة المعلومات و تجميد البويضات انتظارا لاوامر النسووقراطيات ببدئ الحمل او رفضه حسب الطلب و-أو باسم حق المرأة فى الذهاب الى مصفف الشعر و طلاء اظافرها بالمانيكور. ذلك ان النسووقراطية Feminocracy راحت تحل اقليات النساء فى مراكز فوقية متسلطة اوتوقراطية على قمم هرم السلطة القائمة بقرارات الامم المتحدة مرة. و راح المجتمع الدولى مرة ثانية يشعل حروب قيامية محرقية—من المحرقة-على  التراكمات العددية ممن لا وجوه لهم بوصفها زائدة عن الحاجة  باسم حق المرأة فى الذهاب الى مصفف الشعر و طلاء اظافرها بالمانيكور. و راح المجتمع الدولى مرة ثانية يشعل حروب قيامية محرقية—من المحرقة-على  التراكمات العددية ممن لا وجوه لهم بوصفها زائدة عن الحاجة  باسم حق المرأة فى الذهاب الى مصفف الشعر و طلاء اظافرها بالمانيكور.
 
 
 
احلال جماعات نغلة رخوة مكان جماعات تاريخية شارفت النضوج:
بمعنى اخر ان الرأسمالية ما بعد الصناعية احلت ظواهر ناكصة على نظائر كانت يقينا اكثر تقدما من حيث تعينها على التعبير عن مجاميع و اغلبيات المنتجين نساء و رجالا و اطفال مما تبدو معه هذه المجادلة و كانها دفاع عن البرجوازية الصناعية. على ان ما قد يبدو دفاعا عن البرجوازية الصناعية قد يتبين-بامعان النظر- انه محاججة لادعاء ان الرأسمالية ما بعد الصناعية تقدما على البرجوازية الصناعية. و تتعين تلك المحاججة على اثبات خطل فرضية الرأسمالية ما بعد الصناعية أو ادعاءها بانها نشوءا على البرجوازية الصناعية. و يجأر المشروع الرأسمالى ما بعد الصناعى  بان كل ما هو ما بعدوى اومجدد نشوءا على ما سبقه بالتالى. و عليه فان الفيمينية الغربية تطورا ناشئا على حركات تحرير المرأة و ان الطريق الثالث Third Way تطوير لليسار التقليدي الذى كانت الوان الطيف السياسى للاحزاب البرجوازية الصناعية-و قد تفاعلت مع او استجابة لوجود المنظومة الاشتراكية-قد افرزته. و يندرج تحت تلك المابعدويات Postisms و المجددات    Neoismsمفاهيم مدلسة ممعنة فى التعميش على حقيقة ظواهر اجتماعية "غير اقتصادية". ذلك ان الاخيرة  تخصم على نظائر اجتماعية اقتصادية  قياسا على و بالنظر الى مصالح المجبرين على التعاطى مع المفاهيم المدلسة. ففيما خلا الاقليات المنتفعة بتلك المابعدويات و المجددات و تمثلاتها الزائفة فان تلك المابعدويات Postisms و المجدداتNeoisms  المزيفة تخصم على فكر و تنظيم مجاميع الاغلبيات المنتجة للفائض و الحياة جميعا. ذلك انه حيث تركز الرأسمالية ما بعد الصناعية بطبعها الثروة و القوة فى ايد اقل فاقل فان اعداد المفقرين اقتصاديا و المغربين سياسيا تتزايد على نحو غير مسبوق لحساب تلك الاقليات.
وازعم أن النسووقراط قمن-ما بين ما يسمى بالثورة الجنسية فى ستينات القرن العشرين على الاقل ان لم يكن منذ ما بين الحربين  الى منتصف تسعينات القرن العشرين-بتيسير وراثة الرأسمالية ما بعد الصناعية للبرجوازية الصناعية خصما على التراتبات و المفاهيم و المعايير و المشاريع التى كانت الاخيرة قد تعينت على انتاجها. فقد قامت النسووقراط و الجماعات التى تحالفت معهن من اليمين الجديد و التنموييين و ما بعد الحداثيين الخ بالسمسرة باسم الرأسمالية ما بعد الصناعية. و كان مناخ نشوء الاخيرة-صاعدة الى الهيمنة على الاقتصاد العالمى- قيض بدوره شرط ازدهار النسووقراط و حلفائهن حتى انتهت مهمة بعض الاخيرين او-و تحور Mutated بعضها. و قد اوشك بعضها على الافتضاح او  افتضح بالفعل عشية الالفية الواحدة والعشرين فلم ينفك ان اجبر على التحور الى تنويعات مجددة مثل تحور تنويعات المحافظين الجدد اصدارا عن اليمين الجديد او الاورثوذوكسية الاقتصادية الجديد الخ.
و فيما يلى أحاجج ان تنويعات النسووقراط و نظائرهن بين الفئات و شبه الطبقات المشبوهة كان قد تمثل باكرا فى محظيات ملكيات و عبيد معتقين و عبيد معتقين و بدو انتهازين او-و امازونيات يقطعن اثدائهن حتى لا تعوق حركة السهام الموجهة للرجال مما نناقش تنويعاته ادناه و تباعا:
1-زمان العبيد المعتفين و المحظيات الملكيات
يدرك من يعيش فى الغرب طويلا ان الرفاهة التى يتمتع بها الناس حد الجدى و التلف ليست سوى بثمن الافقار العنيف الذى يحيق بمن وفر الثروة مبدئيا. و ما يبرح المفقرون  يوفرون الفائض باشكاله من التبادل اللامتكافئ الى خدمة الديون وصولا الى تصدير العمالة الرخيصة فيما يشارف العبودية باسمال بالية او بالالوان الطبيعية Technic colour. و ما ينفك الافقار يبدع فى استقطاب المفقرين فيصدر فرص العمالة الى امتدادات الرأسمالية و قد بات اجر العمل الحى الماهر بالشهادات الجامعية يشارف اجر الكفاف.
و يستدعى الغرب توليفة من المجتمع الاثيني و الاسبارطي مطبقة على العالم فى المقياس المدرج. ذلك ان الغرب يمثل فى المقياس المدرج الحكام الفلاسفة و صفوف المقاتلين سواء بالكلمة و تصويغ الاستحواذ او بالقتال بالرموت كونترول. و بالمقابل يعيد العمل العبودى فى المقياس المدرج بدوره انتاج المجتمع الاثينى الاسبارطى. فالحكام سادة اثينا و اسبارطا و المبارزين بالكلمة صباح مساء على صفحات الجرائد و المدونات و الشبكة العنكبوتية و على شاشات التلفاز من  المفكرين و الاكاديميين و الصحافيين الخ و المقاتلين بالروموت كترول كبار جنرالات يقودون صفوف مجندين جيوش من الفئات الدنيا و السود. و يلحق بالاخيرين ابناء المجتمعات المهزومة. اما الاقنان و العبيد فهم سكان المجتمعات المهزومة فى المقياس المدرج فيما يقف حكام المجتمعات المهزومة فى عداد العبيد المعتقين يسوقون العبيد و الاماء.  فمن اقدر على سواقة العبيد من عبد معتق؟
 هذا وكان بعض حكام المجتمعات المهزومة وقف و ما ينفك مثل نارييجا حاكم باناما السابق و بينوشيه حاكم تشيلى و معظم ملوك الشعوب المهزومة اللذين ابقى عليهم او خلقهم الاستعمار الخ يقف بمثابة الرهناء البلاطيين. و يقف بعض متعلمي الشعوب المهزومة بمثابة الكهنة و السحرة اللذين استوعبوا الاحابيل الغربية فى سواقة العبيد. فلم يعرف معظم مثقفى و متعلمى و مفكرى المجتمعات المهزومة فى كل مكان باكثر من التعين على سواقة العبيد و بالسمسرة باسم الاخيرين و بادعاء ثوراتهم من ثورات الطلاب الى العمال و الفلاحين. و تقف بعض المحظيات الملكيات احيانا من مارجريت ثاتر-بريطانيا و مدام سيسان-فرنسا و مدام كامبل-كندا وكارلوتا شامورا-نيكاراجوا و ميلينا ماركوس- زوجة ماركوس رئيس وزرا الفليبين السابق و كرواسان اكينو-الفلبين و رئيسة وزراء بولندا و رئيسة وزراء تركيا و كافة النساء اللواتى حكمن او يحكن و اللواتى فى مناصب عليا فى جنوب شرقى اسيا و فى شبه الجزيرة الهندية من البيجام خليدة فى بنجلاديش و السيدة باندرنايكا و ابنتها-شاندريكا من بعدها و بونازير بوتا فى الباكستان و السيدة انديرا غاندى ابنة نهرو و زوجة ابن غاندى معولات من الباطن فىتيسر الوراثات الاباترياركية الرأسمالية والاوليجاركية الغنية أو-و الاقطاعية العسرة .
و يرد اعتاق العبيد فى اثنينا الى تطور المجتمع الاثينيى فنشوء تراتبات من عبيد معتقين و محظيات ملكيات و عبيد مقاتليلن داخل شرائحه السلطوية. و قد خلق المجتمع الاثنيى "الحديث" اى الرأسمالى الاوربى الغربى  محاورا منذ القرن الخامس و السادس عشر أو مراكز اشد اهمية من غيرها. و قد باتت مراكز تلك الكيانات تمثلا لاثينا و اسبارطا كل على حدى و فى تنافس فيما بينها. و كانت كل من تلك الكيانات تستقطب مناطق و اقاليم فى مشروع المجتمع اثينى اسبارطى. و لم يلبث التنافس ان حسم لصالح قوة باتت تسع الارض و ما عليها تباعا. و ما ان تمثلت تلك القوة حتى غدت الامبراطوريات السابقة كواكب سيارة تدور فى فلك ذلك الكيان العظيم و قد تحول اكثر فاكثر الى اسبارطا و لم يبقى فيه من ملامح اثنيا سوى تقاليد العمل العبودى و تقسيم العمل من حيث النوع.
و قد بات شرف الحرائر و شرف الاماء و شرف المحظيات الملكيات فى المجتمع الاثينى الاسبارطى الحديث متراتبا فى المقياس المدرج مثلما كان فى نظيره الاثيني الاسبارطى الكلاسيكى. فقد كان شرف الرجل السيد فى المجتمع الاثينى الاسبارطى فى امرأته بصورة عامة. و من ثم يغدو شرف المرأة الحرة فى المجتمع الاثيني او-و الاسبارطى هو شرف جميع الرجال قبل حرائر نساء اثينا و اسبارطا. وبالمقابل ينشر نموذج  المحظيات الملكيات من المجتمع الاثيني الاسبارطى الام فى اطراف المجتمع نساءا اباحيات اماء. و قياسا تقف المحظيات الملكيات بمثابة الهولة او الامازونيات و تعبرن عن انفسهن فى تنويعات استقرت فى المخيلة الغربية و قد تمأسس على اساطير الاولين.   
2-الامازونيات الاسطوريات و الهولات الممثلجات:
نعقد فيما يلى قياسا بين الامازونيات الاسطوريات و الهولات الممثلجات فى المجتمعات الاسراتية المائية من ناحية و النسووقراط الانجلوساكسون و الانجلوامريكا. ذلك ان النسووقراط يبدون و كأنهن تنويعة على المحاربات الامازونيات اللواتى تصورهن الميثولوجيا اليونانية نصف أمرأة و نصف وحش  مرة و مرة حورية و مرة كواسر تفتك بضحيتها. و تقطع الامازونيات اثدائهن حتى لا تعوق حركة القوس فوق صدورهن و كن رمات نبال بارعات يتصيدن الرجال ليستخدموا الرجال  ثم يتخلصن من الرجال بالموت. و كانت الامازونيات فى الاسطورة اليونانية توظفن اماء لاعادة انتاج المجتمع الامازونى و كن اكثر النساء فى التاريخ المؤسطر احتفارا للمرأة غير المقاتلة كارهات للرجال و الاطفال تذرين بالانوثة و الامومة. و قياسا فقد ثابرت النسوية الانجلوساكسونية و نظيريتها الانجلو امريكية المغالية منذ سبيعنات القرن العشرين على خلق شرط زعزعة الاسرة و اشعال التنافس الطاحن بين الجنسين في مناورات تفاقم خصومة الاثنين وصولا الى حروب المراكز و الادوار و المواقع. فكيف سوغت النسووقراط العصف بمن عداهن؟
3-اثمة علاقة بين المحظيات الملكيات و الامازونيات و عجز الموازنة النظرية؟
اجادل ادناه و تباعا ان النسوية المذكورة خلقت مناخ عجز توازن براديجمات تحرير المرأة والمساواة بين الجنسين ومفاهيم ذلك التحرير و المساوة. و ان عجز تلك الموازنة كان حريا بان يفرز ما يشارف المصادرة على مطلوب مجمتع انسانى لا تخصم فيه مكاسب فئة لحساب اخرى كما لا تكرس فيه حقوق الفرد خصما على حقوق الجماعة. ذلك ان تلك المساواة لم تتعين فى المحصلة النهائية الا على الحقوق السياسية والاجتماعية-والقانونية احيانا-لاقليات النساء و الرجال فى غياب و تغييب الحقوق الاقتصادية للاغلبيات المنتجة رجالا ونساءا فى كل مكان. و حيث ان مشروع الفيمينية المغالية لم يزد سوى ان راح يخلع مزيدا من المدلسات على قاموس الاستحواذ المادى و اللا مادى بوصف الاخير كان حريا بان يكرس تنويعة شرسة فاجرة على نحو غير مسبوق من الرأسمالية فقد راحت الفيمينة المغالية او ما يعرفه البحث بالنسووقراطية تصدر عن مفاهيم محورية لمراكمة رأسمالية غير مسبوقة بدورها.
تعالق اقتصاد العبودية و الرأسمالية الامريكية و عمل المرأة:
يحاجج البحث المفاهيم المذكور من اقتصاد العبودية الاثينية الى التنويعة الامريكية الرأسمالية ما بعد الصناعية بشأن علاقات العمل العبودى. ذلك ان النسوية الانجلو امريكية المغالبة مشروع سياسي اقتصادى يصدر عما اسميه نمط اللا انتاج الشمال الامريكى و قد تمأسس الاخير على الاقتصاد العبودى بتجارة الرقيق و استرخاص العمل الصناعى الامريكى الابيض فى الشمال فالجنوب تباعا. و حيث لم يمر نمط اللا انتاج المذكور بمرحلة الاقطاع الشمال غرب اوربى فلم يمر بتجربة علاقات الانتاج الاقطاعية.
و كان الاخير قد امتد لاكثر من الف عام فى معظم مجتمعات اوربا الغربية و الشرقية منذ الغاء قسطنطين الاول للعبودية على اواخر الامبراطورية الرومانية الى الثورة الفرنسية نهاية القرن الثامن عشر فى فرنسا و الثورتين الصناعيتين فى بريطانيا بداية الى منتصف القرن التاسع من عشر على التوالى. و لم يمر نمط اللا انتاج الشمال امريكى الى ذلك بمرحلة البرجوازية الصناعية. وقياسا لم  يفرز نمط اللا انتاج الامريكى لا تنويعات العلاقة بين السيد الاقطاعى و القن و لا العلاقة بين البرجوازية الصناعى و البروليتارى الصناعية, و ترتيبا لم يتعاطى رأس المال الامريكى بهذا الوصف فى مرحلة من مراحل تطوره نشوءا فلم يتسم بقسمات تتصل بمراحل تطور او نشوء نظيره الاوربى الغربى من:
- الزبانة الابوية Patropnage اوادعاء الابوة
-الرعاية الاميرية و البلاطية و حتى الكنسية. و قد خلقت الرعاية الموالاة بين الملك او الامير من المحسنين  الى رجل الدين كالبابا مثلا و بين صغار رجال الدين والمبدعين الخ
- وقد تحدرت الابوية الى البرجوازية الصناعية و لو ادعاءا حيث كان بعض كبار الصناعيين من المحسنين الخيريين يتعينون على بناء مدن عمالية معتبرة بغض النظر عن نفعية تلك الحسنة.
وبالمقابل بقى اكثر ما يتعين عليه اغنياء الامريكان ازاء المفقرين و المحتاجين يشارف الصدقة ويرجع المفهوم الامريك للصدقة الى ما يراه اليهود بشأن الصدقة حيث لا تحوز الصدقة الا للذى صادف املق-اى الذى كان ثريا فافتقر وهو نفس المعنى فى الاسلام. ذلك ان الاسلام يدفع عن الموثر الذى اعسر مغبة ان يلحق ببناته ضيم بالاسر او بالسبي و بالاغتصاب فالعار و المساس بالشرف. و قياسا اجادل ان الاثرياء هم اكثر من وأد البنات  من غيرهم من العامة أو العبيد. فالشرف الرفيع شرف علية القوم و ليس لامة او مفقرة شرف بل العكس ربما زاد سيدها ما قد تستولده عبيدا.  و يعنى ذلك ايضا ان الثرء وحده  معنى الكرامة و يقدرها لانه كان كريما فيسعي لرفع قدره و شأنه مجددا.
و بالمقابل فان الفقير من نشأته عاجز عن ادراك معنى الكرامة و لا يكترث لوضعه فلا يحاول ان يرفع من شأن حاله. و قياسا فان الصدقة عند  الامريكان الجنوبيين مثلا عبارة عن فضلات طعام بعض المناسبات خارج البيوت للعبيد, الا ان الصدقة تحولت-في سياق المفهوم اليهودى لها-الى تبرعات يتعين بها الاثرياء على تبنى مؤسسات او-و افراد فيمولونها شريطة اعادة انتاج الرأسمالية الامريكية بالضرورة والنتيجة و مكافحة ما عداها ليس و حسب مكافحة الاشتراكية بتنويعاتها بل تكريس الاسترابة فى البرجوازية الصناعية بمفاهيمها المتحدرة عن كل من:
-الاقطاع الاوربى بالوصف اعلاه
-ارث الكفاح العمالى و الشعبى كنضال الاقليات وغيرها عموما.
و حيث رفعت اقليات النسوية المذكورة بالوصف اعلاه و تباعا و كأنها طبقة من اجل ذاتها الا ان تلك الاقلية لم تزد على ان الحقت نفسها مثلما كان بعض اعضاء اقليات ما يسمى بالطبقة المتوسطة و هى ليست طبقة و لم تكن وسيطة الى حواف الدائرة الضيقة لشرائح السلطة او المؤسسة الرسمية. فقد كانت الاخيرة مجعولة للارتماء فى احضان الطبقات العليا و الحكام خصما على المحكومين لمحض كونها خرجت كنظائرها من رحم او عباءة المؤسسة الرسمية و دولتها ما بعد القومية. ذلك ان اقليات النسوية الغربية المغالية و الانجلوامريكية الانجلوساكسونية على الخصوص راحت و قد بقيت حتى عشية الالفية الثالثة تصدر عن:
1-محاولة الحاق نفسها وتلحق بالشرائح العليا للمتنفذين فى الهيمنة على و ادارة المجتمع و قد حصلت على 15% من مواقع صناعة قرار الطبقات العليا و الحكام ليس الا
2-تدعى  تمثيل كافة النساء ليس طبقيا و انما تشريحيا فالحديث باسمهن
3-تحاول و احيانا تحقيق مساواة قانونية و اجتماعية مفرغة من الاساس المادى للمساواة الاقتصادية
4-لا تقرب الوضع الراهن و لا تمس النظام-الرأسمالية-اينما كان ذلك لانظام فيما تكرس اعادة انتاج الوضع الراهن فى كل مكان. فما دون ذلك كفر و بئس المصير. و قد عصفت النسوية المغالية بخصومها نيابة عن النظام بنشاط و حماس منقطعي النظير رغم الاخوة النسوية العالمية المتكاذبة بل بسبب تكاذبهن. 
5-تتعين على تكريس الوضع الراهن  بلا تغيير أو تبديل
6-تشويه علاقات النساء و الرجال والاطفال التى كانت تصدر عن الود والرحمة بين الجنسين و بين الاخيرين و الاطفال و عن الكرامة و الانصاف الانسانى فى حده الادنى و قد تواجه الجنسين فى حرب ضروس لا تبقى و لا تذر. و تتخلى النسووقراط عن الضمير الانثوي الذى كان دائما يخلق كمياء شرط التوازن بين قساوة فؤاد الرأسمالية ما بعد الصناعية على الخصوص و تنويعاتها المشوهة فى كل مكان و قد تمثلت الاخيرة فى القوة العارية التى لم تعد تطلب الا لذاتها و بين العدل و الرحمة.
و قياسا على ما تقدم يقارب البحث فى ظاهرة النسووية الغربية الانجلو  امريكية و الانجلو امريكية على الخصوص مقارنة من وقت لاخر بحركات و مفهوم تحرير المرأة فى بعض المجتمعات غير الغربية مثل المجتعات العربية و الاسلامية خاصة والامريكية الجنوبية و الاسيوية احيانا.
و فيما يقارب البحث الظاهرة المذكورة من وجهة نظر المرأة العربية و المسلمة و غير الغربية يتعين على ايقاف مفهومات النسوية الغربية الانجلو امريكية و الانجلو امريكية على الخصوص فوق اقدامها مرة واحدة و الى الابد فاعادة حركة تحرير المرأة الى احضان أو فضاء انتماءها الموضوعى الحقيقى وهو جبهة الدفاع  عن المستلبين و المغربين نساءا و رجالا و اطفال و قد عصف بتراثهم و بمكاسبهم الجمعية لحساب مكاسب فريدة مفردة. فتحرير المرأة تحرير للبشرية و ليس لنوع خصما على نوع او فئة عمرية خصا على اخرى و اقلية خصما على الاغلبيات التى تعيد انتاج المجتمع و تصنع الحياة.
تراث السواسية :وحدانية البشرية و المبدأ الانسانوى وحركة التنوير:
تزعم هذه الدراسة ان التنوير لم يكن سوى سفر تكوين الحركات الفاشية العرقية على الخصوص. ذلك ان الفكر التنويرى الغرب اوربى و نظيره الانجلوامريكى كان حريا بان يتمأسس فوق ثنائيات لامتناهية لتصنيف البشرية بين متقدم متخلف- زراعى صناعى عقلانى لا عقلانى-راشد طفل- رجل امرأة الخ. و رغم ان التنويريين المخاتلين بقوا يدعون ان فكرة السواسية بين البشر اصدرت عن مناخ حركة التنوير فى القرن الثامن عشر الا ان  فكرة السواسية كانت قد دخلت الفكر الغربى عبر المبدأ المسيحي القائل بوحدانية البشر فى ابن الرب المخلص الذى فيه الخلاص. فالمسيح هو الرب ايضا اذ يقف امامه البشر جميعا بلا لون او طبقة فى الدنيا و يوم القيامة عند الخلاص. الا ان واقع المسيحية الغربية اتصل بمبدأ العقاب الذى صنفه القديس بولص  بانه لا يقبل التمييز بين البشر.
و كان بولص قد قال بان هبة الرب المخلص للبشر من الذنوب تشمل البشر جميعا اذ يقفون امام الرب بلا تمييز. ومن ثم غدى ممكنا تصور كافة الخلق واقفون فى سواسية على ارض واحدة "ممتدة" امتداد كوكبنا. و لعله من هنا اتت فكرة العالم الواحد بالفتوحات الجغرافيه الكبرى مما وسع مجالات الارتياد اللامحدود لحركة الافراد فى المناطق المفتوحة فاوحى بلا محدودية الطموح الفردى و اتساع فضاء التطلعات الفردية و الجمعية و كرس لبعضهم شرط تحققها دون من عداهم. الا ان البشر فى انجيل بولص كان قد استقطب البشرية بين المسيحيين المتبتلين اللذين لا يقربون النساء او العبيد و غير المسيحيين و النساء و العبيد.
و مع ذلك فقد ادعت اوربا الغربية ان التنوير "علمن" بمعنى اكسب التراث الغربى المسيحى عولمية اكثر مما اعلمنهبتكريس  فكرة ان التاريخ والتراث الاوربى الغربى هو تاريخ البشرية. و حيث لم تعرف حركة التنوير  البشرية بدورها فقد بات  تاريخ البشرية و تراثها هو تاريخ وتراث غربى مثلما يستدعي الغرب-امريكا ارث الديمقراطية بوصفه عولمي ينبغى نشره بالقوة. و كانت البشرية قد اجتزأت و تم التعين على تعريفها انتقائيا- نشوئيا[6]. وقياسا  اصبح كل ما و من لا يمكن الحاقه بالغرب كما مهملا مغربا مستلبا و متستر على تاريخه و تراثه بل وجوده او مشوها غير قابل للتعرف عليه.  اما ما لا يمكن تجاهله من تراث البشرية السابق على الرأسمالية فيلحق بالغرب والرأسمالية تاريخه وتراثه و ثقافته. و يلاحظ كيف يقضي نفس الشئ بتذكير المرأة الغربية من الطبقات المتوسطة و المرأة فى الامتدادات من الطبقات الوسيطة او ما يشارفها فتلحق بالمؤسسة الذكورية و قد اوهمت او اوهمت من عداها انها تصدر عن منظومة مغايرة-وان لم تكون معادية- للمؤسسة الذكورية. و فى نفس الوقت انث الرجل غير الغربي و بات خنسا وتعينت العولمية الانسانوية تلك على اغتصاب نساءه ولو بتحريضهن على هتك اسرار ثفاقة مجتمعاتهن و خبايا مخادعهن ورء شهرة تقايض بالتشهير باحوالهم. فقد باتت الشهرة بالتشهير مقابلا للالحاق بالانسانية الانتقائية تلك وثقافتها المنكاذبة.
ذلك انه ما ان تحورت السواسية فى " الطبيعة الانسانية" الى عقيدة انسانوية Humanism ففد تعين اعادة تعريف او الاحرى تزويق مفهوم عالمية universality  الابن الذى هو من الروح القدس و من ثم هو الرب  لتغدو هذه العالمية مرادفة لتقوى و  كرامة الانسانية البضاء-الرجال البيض اكثر من غيرهم.
و قياسا غدت الانسانوية وكأنها القاسم المشترك الذى يوحد بين جميع الشعوب بوصفهم يؤلفون الجنس البشرى او البشرية mankind فى نفس الوقت لاذى بات فيه المفهوم معلق فى سماوات سواسية لا تتعرف على و لا تعترف بالخصوصيات الثقافية و النوعية و لا بمراحل التطور و لا بمراحل العمر و كأن البشر خيار او جزر معدل جينيا. فبقدر ما يتشابه اؤلئك البشر فيما بيتهم مرغمين او راغبين فان الامر لا يهم. المهم ان ذلك التشابه يثابر على اعادة انتاج صورة الرجل الابيض السيد الثري الحاكم و المرأة التى تؤانسه و تلك التى تلد له الذرية مع بعض تجاوزات قد تلحق جرائها بعض الفئات كالمحظيات الملكيات و العبيد المعتقين و الائماء.  
فقد راحت انسانوية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين تتعين تكاذبا على تجاوز دلاله الفوارق بين الناس فى لون الجلد والنوع و المعتقدات و التقاليد الاجتماعية كافة.[7] كقوة [8]. و ينبغى الا يفهم بذلك الاطلاق الانسانوى للتنويريين ان سواسية البشر تجعلهم يؤلفون البشريه بوصف جميع البشر متساويين فى مراحل التطور او فى الزمان والمكان. فان تساوى فرد ابيض و فرد اسود او رجل و امرأة فان ذلك بشروط الابيض وعبر مواضعات لها طابع التوقيت المتواتر بتباعد قاعدة المساواة فى الزمان و المكان. ولا يتساوى فرد ابيض و فرد اسود الا فيما خلى ان يتساوى الرجل الاسود والمرأة البيضاء باختيارها هى. و يكون ذلك فى زمان الرخاء. اما فى ازمنة الشدة فان المرأة يرتفع سعرها الاجتماعى فتغدو رمزا لذكورة جميع الرجال ازاء ذكورة العدو او لا ذكورته بغض النظر عن العرق احيانا. فقد توظف الاليات التى توظف ضد الايرلنديين ضد السود[9].
و مع ذلك و يستفذ حظ غريم الغرب من الذكورة- و قد اتصل احتفار الغريم و ابلسته فى زمان السلم-الرجل الابيض. و يغدو اغتصاب امرأة الغريم العدو غاية استلاب الغريم   العدو فاهانته و ازلاله فى اغلى ملكية. و يدرك غير الغربى كما يدرك الغربى ان سبى اى امرأة يمس شرف كافة الرجال. و قياسا يتغنى الصرب باغتصاب البوسنيات "الليبلة ابيت بك ايتها العذراءء التركية" او يعلن زعيم الصرب رادوفان كراديتش شعرا "الليلة افض بكارتك ايتها التركية المسلمة ردا للشرف الصربى"[10].
فان "حصل" الغريم فى الحرب على على امرأه الرجل الابيض تغدو تلك المرأة السبية رمزا لكافة النساء تغدو امرأة جميع الرجال. و يصيب سبي تلك المرأة ناهيك عن اغتصابها كرامة الرجل الابيض فيما يهان الغريم بهزيمة سلاح الابيض الرهيب. فالسبى مجازيا يعادل خروج أمرأة على تقاليد مجتمعها فى ازمنة الشدة. فالمجتمع  المحاصر باى شئ من الازمات الاقتصادية و التحاريق والكوارث الطبيعية مهدد لوجودية الرجال قبل النساء. وقياسا يمثلج و "يقديس" نسيج جسد المرأة فى اشكال و تنويعات الحجر عليها مكانيا و اجتماعيا.
فان خرجت امرأة عن تقاليد زمان الشدة كالحرب فشوهدت فى حصبة الغريم تعاقب بما يشارف العزل باشكاله و علنا توصم بحلاقة شعورها-او بالاعدام اذا ما عاشرت العدو. ذلك ان كل ادعاء امام خطر يتهدد الامة يسقط على شرف نسائها. فتصبح النساء مثلا  مسئولات عن شرف جميع الرجال. و لك ان تتأمل الانزعاج الذى احاط بالرهائن من نساء الحلفاء ابان حرب الخليج الثانية. فعندما اشرت واحدة من قوات احتلال العراق راح رجال لم يعرفوا يوما فى حياتهم مفهوم الشرف فى المرأة حتى اذا كانت الزوجة او الابنة راح الرجال يجأرون "و امرأتاه". فكأن تلك المرأة قد ورفعت الى مرتبة العذراء ينبغى ارسال الملائكة لانقاذها من بربرية الخصوم فكل الخصوم برابرة.
على ان السواسية فى الانسانية تتمثل فى الخارطة الذهنية التنويرية الغربية في "افراد" من االرجال البيض و اقليات النسائ الممتازات  يؤلف الاخيرون الجنس البشرى او البشرية  فرغم التفاوت فى مراحل تطور المجتمعات التى يدعى الفكر التنويرى انها  البشرية الا ان التفرقة مع ذلك متضمنة فى فكرة ان البشرية كانت فى سبيلها الى النضوج باليات الحضارة الغربية و الاستيعاب و التثقيف و التحديث. و قياسا فقد كانت تلك البشرية حرية بان تكون انتقائية. فالمساواة اما لاقليات اوليجاركية ممتازة من الرجال و النساء و أطفال الانابيب و النطف المعدلة جينيا او من اغلبيات فى سواسية العشب المحلوق للمفقرين من الرجال و النساء و الاطفال الحقيقين.   
كيف قيض احتواء اقليات خصما على اخري رئة صناعية للرأسمالية فى كل مرة:
فيما تفتح الرأسمالية بتنويعاتها نوافذ الفرص و الامتيازات لافراد او جماعات و فئات نوعية  ما تنفك الرأسمالية ان تغلقها فى وجه تلك الجماعات لتفتحها امام نظائر اخرى فى منوالية دورية عبر التاريخ. و تتمثل فرص و امتيازات تلك الجماعات فى امكانات واسعة تكاد تثقل كاهل الفرد و قد واجتهه الخيارات اللا متناهية حتى العياء فيما يبقى معظم تلك الخيارات غير قابل للتحقق. ومن المفيد تذكر ان العد التنازلى لايصاد نافذة فرص و امتيازات النسووقراط فى وجههن كان قد بدأ منتصف العشرية الاولى لالفية الثالثة. ذلك ان التغييرات التى حلت على وضع المرأة و مكانتها و دورها منذ ان سن قانون الاسرة فى 1996 على الاقل خصما على الرجال و الآباء على الخصوص لم تكن تعبيرا عن تحديات امام وضع ومكانة و دور الرجل وحسب. و انما احدثت تلك التحديات تغييرات نوعية و كمية فى تنظيم العلاقة بين الجنسين و بين الاخيرين و الاطفال و فى المجتمع بكامله. و ترتيبا لم يعد امام الرجال سبيل الى اعادة تشكيل مستقبل الرجل سوى  استدعاء  استبصار حقيقية وواقع ان المرأة النسووقراطية على الخصوص باتت منذ منتصف القرن العشرين محور تطورات اجتماعية هائلة و ان على الرجال التوافق مع تلك التطورات او-و مواجهتها بالمثل.
و قياسا لم ينفك الرجال بالمقابل ان راحوا يلجأؤون بدورهم الى طلب النجدة من الدولة و الى الحركات الرجالية فى مواجهة النسووقراط. و قد نشأت حركات الرجال و الاباء في مواجهة النسووقراط مثلما كانت حركات النسووقراط قد نشأت فى مواجهة الرجال. و كانت حركات المرأة تصدر قياسا عما كان يدفع العمال باكرا لتنظيم انفسهم امام المخدمين و الدولة. الا ان العمال باتوا مثلهم مثل الآباء المظاليم ينظمون انفسهم لدفع الدولة لسن تشريعات و قوانين تتعين على مساواتهم بالمرأة. فان حولت المرأة المغالية التعاون الى منافسة احتزئ المجتمع بين جماعات نوعية متواجه فيما ترك النظام القائم وشأنه و لعل ذلك واحد من غايات النسووقراطية او هو المطلوب كما يقول السطر الاخير لحل مسألة رياضية مع  الوصول الى الحل. فالحل كان قد بات اقصاء اغلبيات المنتجين عن عملية الانتاج الا بقدر ما يزعنون لعمليات استلاب الرأسمالية ما بعد الصناعية لفائض عملهم لحساب المراكمة و الربح و  اقسى الربح خصما على المنتجين و الدولة معا.
ذلك ان الدولة باتت مجبرة على صمان حقوق اقليات نوعية و ايديولوجية و عقيدية و اقتصادية و لا اقتصادية مالية اوليجاركية دون من عداها. و فيما عين فى بريطانيا مثلا محافظا لشئون المساواة Equal Opportunity Commissioner تابعا للدولة يتعين على التأكد من تنفيذ تشريعات المساواة  يقول ريتشارد ريفز Richard Reeves احد المدافعين عن حقوق الرجال و الآباء "ان جنس الرجل اقل حظا فى الدراسة والبحث و قد كاد الفتيان و الرجال بغدون اقل تسييسا من جنس المرأة". فهناك رئيسات وزراء و وزيرات زيادة على ووزراء ووزيرات للمرأة و الطفل واقسام اكاديمية لدراسة جنس المرأة فى الجامعات و اركان و برامج اذاعية يومية خاصة بالمرأة  ومجلات للمرأة بلا عدد ناهيك عن الموسوعات. و بالمقابل فليس ثمة شئ سوى الصمت فيما يخص الرجل[11]. وتجأر النسووقراط بان كافة دراسات السياسة و التاريخ و الفلسفة والفن هى محصلة النشاط الذكورى و تدور حول الرجال. و يقول ريتشار ريفز ان دراسة التاريخ السياسى قد يحفل بالرجال الا ذلك شئ و دراسة الرجل شئ اخر. 
 
هل النسووقراط تنويعة مؤنثة Feminized  للمحافظين الجدد؟ 
اليس غريبا ان تغدو اليزابيث تشينى شيخة المثليات المتوجة مسئولة عن تمكين نساء الشرق الاوسط الكبير؟ و تبعث المثليات و النسووقراط و المحافظون الجدد رسائل متناقضة للمرأة فى المجتمعات المسماة نامية و التى بات بعضها عصر حجري تباعا. فالنسووفراط يركبن كالمحافظين الجدد جوادين فى وقت واحد. ففيما يجأ المسيحيون الصهاينة بتحريم الاجهاض و زواج المثليين لا يمانع ديك تشينى زواج المثليين. وبالمقابل تقول النسويات المعاليات بتهاية جنس الرجل فيما تبقى الافانجلية الانجلو امريكية ذكورية حتى النخاع. و تقول فاليرى سولاناس Valerie Solanas عرابة النسوية المنحرفة و رفيقة درب جماعة اندى وورهول  Andy Warholاليهودى المثلى الامريكى ما بعد الحداثىو عمدة حارة الفن الاستهلاكي "ان الرجل امرأة ناقصة فالرجال عبارة عن خديجيين يسيرون على اقدام-اى اجنة مجهضة تمشى على الارض-Walking aborted fetes .
و تقول النسووقراط ان الرجال يحسدون النساء على فروجهن و يستعيضون عن ذلك الحسد-الذى اوقفن فيه عقدة المرأة بشأن حجم بظرها -حسب نظرية فرويد على رأسها[12]-باستدراج المرأة الى عشق الرجل فاستغلالها و استلابها بكل اشكال الاستغلال و الاستلاب على مر التاريخ. فالثقافة الذكورية تستدرج المرأة الى عشق الرجل و تجرها لاستهلاك ما لا يحصى من الاجزاء الثقافية والنفسية و العاطفية و الفكرية و التقليدية و الكيماوية لتروق للرجل و تقتل نفسها حتى تسترضى اهواءه و عقده و قصوره الجنسي الازلي.
حيث تقول النسووقراط ان الرجل بات اكثر استهدافا للعجر الجنسي-بمعنى مخصى او عنين-و للفتور و فقدان كل عاطفة الا ما خلا مقته هو لنفسه هو الا ان النسووقراطية الكارهة  للرجال تلك المتنكرة للانوثة و الامومة و الحمل و الولادة تنخرط اكثر من اى وقت مضى فى جراحات تكبير الاثداء و تجميد البويضات انتظارا لامر النسووقراطية ببدء الحمل حسب الطلب او-و لبيع بيوضاتها على الانترنيت.  و تخضع المرأة فى كل مكان للصناعات الكيماوية وراء حبوب منع الحمل و عقار ما بعد القطوع والمقويات و المهدئات و الفيتامينات و عقارات تطويل الشباب و العمر و الاسباغ المساحيق من مستحضرات  التجميل والتخسيس. و تتمأسس تلك الصناعات فوق جيوش خصائيين رجال ممن يتربح من وراء غرور المرأة و يثرى على نحو غير مسبوق من تجارة الجمال المتكاذب و الرشاقة المهلكة. وحيث قد تكون تلك الناشط مميتة احيانا لمستهلكيها فان متوسط  دخل جراح التجميل فى امريكا يبلغ 300 الف دور فى الشهر و يرتفع ذلك الدخل فى كاليفورينا جراء ارتفاع نسبة النجوم و المشاهير فى هوليوود و ما حوالها الى 400 الف دولار. و يدر ما تنفقه المرأة –و الرجل ايضا- على صناعة التجميل فى بريطانيا مليارات الاسترلينى سنويا.
 وبالمقابل لا تعدم فاليرى أن تجأر بعلى النساء امتلاك جأشهن للعمل على تدمير جنس الرجل[13]. و تتماثل غاية كافة الفيمينيات عند فاليرى فى غضب اجرامى موجه نحو الرجال فى ان النساء سوف تتوقفن عن انجاب الذكور فتفنى البشرية. ذلك انه ان استعاضت المرأة عن معاشرة الرجل بتكنولوجيا الانتخاب النوعى فسوف تستغنى المرا’ بالتلقيح الصناعى و بالانجاب انتقائيا لحساب الاناث وخصما على الذكور فسوف تتعين المرأة  على ابادة جنس الرجل.[14] و قالت دوللى بارتون  Dolly Barton مغنية الويسترن الامريكية الشهيرة "كنت اول من احرق سوتيانى" و تقول نسووقراطية مغالية "لا تحتاج المرأة للرجل الا بقدر ما تحتاج سمكة للدراجة". و بالمقابل يشارف  جنس الرجل الفناء بمعدلات غير مسبوقة.
فالنسووقراط ينادين بالاستعاضة عن الرجل ببدائل و عن معاشرة الرجل بالتكنولوجيا. سوى انه ان استعاضت المرأة عن معاشرة الرجل بالتلقيح الصناعى وتعينت تكنولوجيا الانتخاب النوعى على ابادة جنس الرجل فسوف ينقرض جنس المرأة ايضا.[15] و يقول بريان ساكس عالم الجينات ان معدلات تدمير الجينة واى Y  الدالة على الذكورة تتناهى على نحو ينبغى ان يثير فزع الرجال و الجنس البشرى قاطبة. و يضيف ساكس فى كتابه بعنوان "لعنة ادم"s Curse’Adam  ان نهاية جنس الذكر لا تحتاج لاكثر من  1000 جيل وحسب حتى ينقرض الرجال. فالحيوان المنوى يتناقصعدده و تضعف لحوانات المنوية بين الرجال فى بريطانيا وغيرها من معظم الدول الغربية فى كل لحظة من لحظات حياة كل رجل.
و قياسا تقول نسووقراطية فى معرض استغناء المرأة عن الرجل "لقد تحولت المرأة الى الرجل الذى تتمنى الزواج منه". و قد ادت التغييرات فى وضع و مكانة و دور المرأة الغربية النسوية المغالية الى ضرورة احداث تغييرات مماثلة فى وضع و مكانة و دور الرجل. ذلك ان الرجل بات مواجها بكل من تحدى الفرص التى يخلقها وضع و مكانة و دور المرأة المذكورة للمرأة خصما على الرجل.
فما كان امتيازا طبقيا لفئة معنية بات حقا للنسووقراط بلا انتقاء فلم تنفك النسووقراط ان رحن يزددن اشتطاطا فى الذراية بالرجال و يمارسن العنف الاجتماعى و القانونى ضددهم مما كان حريا ان يخلق بدوره شرط انتشار عنف الرجال البدني و العاطفي على النساء و الاطفال. وقياسا فحيث باتت النساء اشد عنفا ضد الرجال الا انهن مع ذلك يستعدين القوانين و الشرطة منذ ان فتحت مارجريت ثاتشر المحافظة –التى ما كانت بهذا الوصف لتمارس هى ما تدعو له-ابواب الحجيم على الرجال بمنح المرأة حق طرد الرجل من بيت الزوجية لاتفه سبب و مطالبته بدم قلبه مقابل تطليقها مع الاحتفاظ ببيتهما و بالاطفال و العمل على حرمانه من رؤية ابنائه و اتهامه بكل ما فى انجيل النسووقراط من طغائن ضد جنس الرجال. و لم تنفك النسووقراط ان رحن يستدعين الشرطة لحمايتهن من الرجال بالقانون. فالنسووقراط يرغبن فى الاحتفاظ بالكعكة و اكلها معا كما يقولن T have their cake and eat too.


[1] هذه المناقشة جزء من دراسة تعد للنشر قريبا باذن الله
 
[2] ارسلت هذا البحث منذ اكثر من 10 سنوات بالانجليزية الى روبرت مولتينو Robert Moltino صاحب و مدير زيدZED  فاعاده و معه مذكرة من سطرين من المسئولة عن قسم دراسات الجندرة تقول فيه له انها " انا لا يمكن ان أسمح بنشر مثل هذه الاطروحة". و ما يبرح خطاب مولتنو و مذكرة تلك النسووقراطية فى ملف عندي.
 
[4]- تنتظم المنظمات و الجمعيات المحلية الريفية و الرعوية قدرات منتجات الاقتصاد الاهلى التنظيمية فى الغالب. و لا تتجاوز عضوية منتجات الكفاف تلك المنظمات الا ما ندر الى تنظيمات مسموعة الصوت مفعلة و مفعلة ضمن التنظيمات الحضرية للمنتجين من العمال والمهنيين المنظمين فى تنظيمات مطلبية حديثة بهذا الوصف.
   4- يتكىء مفهوم التنظيمات المطلبية الحديثة على تعريف الانتاج الحديث اى القطاع الاقتصادى الحديث. و يفرق التعريف المذكور بين القطاع او الاقتصاد الحديث و الاقتصار التقليدى او الاهلى. و مفاد الاول الانتاج من اجل السوق و من اجل التصدير ويقتصر القطاع الاهلى التقليدى على الانتاج من اجل السوق و التصدير. على انه من المفيد تذكر ان لاقتصاد الحديث اخلى مكانه مثذ سبيعنات القرن العشرين لكل من القطاع الخدمى و قطاع تجارة الدوت كوم Dot Com. فقد صدرت عمالة القطاع الصناعى السلعى الى امتدادات المجتمعات الغنية من شبه القار الهندية الى اوربا الشرقية و شمال افريقيا. كما استوردت العمالة الرخيص للانتاج السلع الصناعية وحتى الخدمات الاليكتروينة.  
 
5 -Prospect:1989: Girls Power In China: Lesley Downer: PP: 10-July: 1989:
لا يعنى ذلك ان كافة النساء الغربيات النسويات-من فرنسا فايطاليا الى اسبانيا مثلا- ينتمين الى هذه الفئة.
[6]   مما سنناقشه تحت عنوانى الرقابة الشعبية ونهب الثروات و شيخوخة الارض ادناه.
[7]  انظر(ى) و ولفكانج ساكس : عالم واحد : فى ساكس- محرر-" قاموس التنمية: دليل للمعرفة
[8]  :شرحه:1992:صفحات 103-115.
[9]  :  انظر(ى) :   لمزيد من التفاصيل حول بربرة التاريخ الايرلندى و جنس الايرلنديين I. Jones, Rosalind and Peter Stallybrass ;Dis arming Irena:  the sexualizing of Ireland from Early to Modern England in Paker, and M. Rosental (Ed) Nationalism and Sexualities. Routledge: London 1992.
[10]  انظر (ى) بعد ما يخلع على المرأة العربية المسلمة فى بعض المجتمعات الواقعة تحت اشكال الحصار والاحتلال كمثل ما كان الحال اثناء الاحتلال الفرنسى للجزائر.
[11]  Richard Reeves: Men remain stcuk in cages of their owm creations:in the New Statesman:16.8.2004:pp:19-21.
[12] يزعم فرويد ان المرأة خلقت ببظر بحجم عضو الذكر الا انها منيت بلعنة جراء تبولها على النار المقدسة فصغر بظرها و باتت تتبول جالسة القرفصاء و كانت تفعل ذلك واقفة كالرجل. و قد اخذ تلك النظرية من اسطورة افريقية.
[13]   و قد انتهت فاليرى بقتل اندى وورهول فى 1968 و اودعت مصحة للامراض العقلية.
[14]  . انظر(ى)Valerie Solanas:1967:Scum Manifesto:Verso
[15]  . انظر(ى) شرحه



#خديجة_صفوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاطفال الشهداء بضغينة شمسون على دليلة وعشيرتها [1]: في ذكرى ...
- اوباما المسيح الكذاب؟
- داروينية الاشمئزاز و فاشية اليوتوبيا
- نحو علم اجتماع عربى: الاقتصاد السياسى لايقاف علم الاجتماع عل ...
- هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم ...
- معلقة قصيرة فى غبائن العولمة اللامتناهية
- هل الازمة المالية تنويع على المحارق المنوالية؟
- رأسمالية الكازينو: عقلنة خصخصة الربح وتأميم الخسارة - القسم ...
- هل يتعالق انفجار الفقاعة المالية و القنبلة الديمغرافية
- تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و الم ...
- كيف احتمى المحافظون الجدد بدافور من هوان هزيمة العراق![
- رحيل عبد الرحمن النعيمي
- من التقليدية الى العولمة المتخاتلة
- كيف تفتضح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباع ...
- ابيي وعنصرية العرب والمحارق القادمة
- تعالق الديون و القنانة: لماذا تتطير الرأسمالية من السخط الشع ...
- في تداعيات تسييس الاسلام السوداني على جغرافية السودان وتاريخ ...
- في تشريح الثورة وأدعيائها وغرمائها
- كيف فبركت رأسمالية العصابات الثورات المخملية


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خديجة صفوت - النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع الطبقى