أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد أحمد الفرشيشي - ثلاث و ثلاثون مرّت...














المزيد.....

ثلاث و ثلاثون مرّت...


وليد أحمد الفرشيشي

الحوار المتمدن-العدد: 3654 - 2012 / 3 / 1 - 14:31
المحور: الادب والفن
    



-1-

ثلاث و ثلاثون مرّت...

و لم افطن يا حبيبة...

لهذا العمر و هو يقرع جرس القلب...

كأيّ راهب حزين...

مثنيّ الركبة و الرقبة...

يحلم بنهد عذراء يباركها الرب في الاعالي...

و يسترخي بعد ان يسكب اشتهاءاته...

على مذبح جريح...

ثلاث و ثلاثون مرّت...

و لم افطن يا حبيبة...

إلى كلّ هذا الوجيب داخلي...

إلى كلّ هذا النواح داخلي..

إلى كلّ هذ الرعب الذي يتساقط على اصابعي

...كالثلج...

و ينتشر على ملامحي كالبثور..

إلى كلّ هذا الظمأ الأسود كالطاعون..

في روحي...

و هي تولول كالرياح المتغضّنة...

تزرع في سنواتي الوجع...

مثلما تزرع الثورة في الوطن الجيف...

ثلاث و ثلاثون مرّت...

و لم افطن يا حبيبة...

إلى طعنة الخنجر...و هي تفتح الجرح...

الذي اعتقدت أنه التأم...بالسعال..

و حبال السفن..

-2-

ثلاث و ثلاثون مرّت...

و أنا أكتب عن الارصفة...

و الغبار..

و الجوع...

و العطش..

واليتم...

و الحرمان..

و السهد..

و الدموع التي ترتجف من القهر..

ثلاث و ثلاثون مرّت...

و انا انتقل كحبّة الرمل...خائفا و شريدا..

بين حداء القوافل التي تسافر بكلّ تاريخي الشخصي...

إلى بلاد خلاسية...بلا مشانق...

و بين الصدور الناتئة بالدم...التي تروي ملاحمي...

لكل الغيوم المقهورة...

ثلاث و ثلاثون مرّت...

و انا أفرغ مثانتي كل ليلة على طاولة قذرة..

في حانة جريحة...

تحني رؤوس قواريرها الشهية لي...

لأعاقر الخمر..

و الحبر..

و الوحدة...

و اهداب ساقيتي الطويلة المنكّسة...

تعبّأ فراغات الليل...

بحكايات تنام باكية ...على صدر البلد...

ثلاث و ثلاثون مرّت...

و انا أرشم...على اناملي الدامية...

شتائمهم...

و شهواتهم...

و مكائدهم...

و مشانقهم...

و خياناتهم...المنسابة كالملاريا...على جسدي...

أمام الوجوه الصدئة...

و العيون المتعطشة للنميمة...

امام الله...و ملائكته...

و جنته و جحيمه...

وشريعته الموقوتة كحقل ألغام...

-3-

ثلاث و ثلاثون مرّت...

يا حبيبية...

و لم أسقط...

مع اني اترنّح كالسكارى..

بين النهود المالحة...

و الشفاه المالحة...

و الايادي المالحة...

و الشعارات المالحة...

و الشوارع المالحة...

و الصحف المالحة...

و العناوين المالحة...

و لم اسقط...

في وطن الملح هذا...

و هو يرضع الهوان...و العار...

لم اسقط...

يا حبيبة...

و انا اطلّ كالزنبقة المذعورة...

على تجاعيد البلد...

و ألفياته التي تقف ذليلة تحت الشمس...

أحبّها...و أمقتها...

اشتهيها...و اعافها...

و ابكي حاسر الكلمات...

على صدرها...

لاعنا السهول و المقابر...

نعم...لم اسقط يا حبيبة...

لاني...كنت أكدح...

طيلة ثلاث وثلاثين...شمعة..

حتى لا تنطفأ الأفران...

على الخبز الذي يغمس في السأم...

حتى...لا يبتئس الاطفال...

و أحلامهم يباع شهدها...تحت جنح الظلام...

حتى أجد من ألهث بين نهديها...

لأحدثها عن رعبي...و جوعي...و يتمي...

قبل ان أخلد للإنتظار...

حتى استعيد طفولتي...الصافية ...

كصفحة جدول يصل البراءة بالبراءة...

قبل ان اصعد وحيدا إلى السماء...

-4-

ايّها العمر...الاسود...كشامة على خدّ عاهرة...

اترك لي...

رغبتي...في ان اتمدّد كالضباب...

لأغرق الحانات...

و النساء...

و الاطفال...

و الشوارع...

و اعمدة الكهرباء...

في حزني...الآسن...

لا اريد ان أفقد تعاستي هذه الليلة...

و الرياح الثلجية الباردة...

تزأر في شقوق معطفي...

و ملامحي السمراء المحشوة بالتبغ و أحمر الشفاه...

اريد أن أطفأ...سنواتي الثلاث و الثلاثين...

و قد أخذت كفايتي...من العذاب...

و الشعر...

و الفوضى...

و النساء...

و براز الذئاب



#وليد_أحمد_الفرشيشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه الموجة خالصة لي
- فصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي: لهذه الأسباب تخشى النهضة ع ...
- قلب بين ضفّتين
- سأصعد وحيدا إلى السماء
- رحيق العمر
- ببساطة جارحة سأقولها…
- تقدمة قابيل الأخيرة...ما أغفله الكتاب...
- تقدمة قابيل الأخيرة
- بورتريه: الشيخ راشد الغنوشي...من يزرع القلق يحصد الإختلاف


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد أحمد الفرشيشي - ثلاث و ثلاثون مرّت...