أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - عاش فقيرا ومات فقيرا














المزيد.....

عاش فقيرا ومات فقيرا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 16:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كنتُ في حداثتي أتردد بين الفينة والفينة الأخرى على حلقات الذكر والعلم في بعض المساجد المنتشرة في قريتنا على اعتبار أنه لا توجد حلقات ذكر وعلم وثقافة إلا في المساجد,وكانت تعلقُ بذهني بعض القصص الدينية وخصوصا الإسرائيليات المتحقق من صحتها بالسند الصحيح والمتواتر والقصص الواردة في تفسيرات ابن كثير الطويلة والمتعددة,وذات مرة روى رجلٌ من أهل الدعوة إلى الله, والناسُ حوله مجتمعون بشكل دائري وكأنهم يلتئمون على مائدة طعام كبيرة,والشيخ يروي وهو متوسط في وسط الدائرة ببطء شديد قصة جميلة عن سيدنا موسى والرجل الفقير الذي غضب من موسى بعد أن قال له موسى بأن الله لن يغير حاله ولن يغنه من فضله إلا بشيء كان قد كتبه له,وبأن رزق الإنسان مكتوب ومعلوم ولو كان لك في ذاك المكان شربة ماء فإنك لن تموت ولن تقبض روحك إلا بعد أن تشربها وترتوي منها وإن كان لك في هذه الدنيا ذرة من هواء أو نفحة من الأكسجين فإنك لن تموت حتى تأخذ حقك الذي كتبه الله لك وعليه,وكما جاء في الحديث بما معناه:لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك فلن يضروك إلا بشيء كان قد كتبه الله لك ولو اجتمع كل أهل الأرض والإنس والجن على أن ينفعوك فلن ينفعوك إلا بشيء كان قد كتبه الله لك,رفعت الأقلام وجفت الصحف, والحكاية بدأت عندما شكا الرجل لموسى عليه السلام بؤس حاله وفقره فأوصل سيدنا موسى عليه السلام إلى الرجل رسالة من السماء مفادها بأنه أخذ نصيبه من الدنيا وبأن رزقه مكتوب وأجله مكتوب في كتابٍ لا يظل فيه رب موسى ولا ينسى ,والقصة متعلقة بالرزق, والمهم في الموضوع أن الرجل قرر أن يهاجر من الأرض التي يقيم فيها سيدنا موسى عليه السلام وأن يفر أيضاً من الله ومن الصالحين قائلا:لن أبرح مكانا به موسى بن عمران وبمعنى آخر قال:لن أجلس في أرض يمشي فيها موسى بن عمران عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, ولكن أين المفرُ من ألله ؟وقد أعد الرجل متاعه وحمله على دابته وسار بمعية زوجته وأولاده وكانت زوجته في الأسابيع الأخيرة من الحمل والولادة أو قل أنها كانت في الأيام الأخيرة,وكان الرجل يسير بخطوات مملة وبطيئة ومخذولا ومنتكسا وحزينا, وأثناء المسير جاء المخاض إلى زوجته فأوى هو وإياها في أحد المُغر أي الكهوف المتصدعة والمتشققة عن الجبال وجلس يرقب زوجته وهي تقاسي من آلام الولادة بينما هو بقي جالسا يلعن بنفسه وبحظه ويلعن باليوم الذي جاء فيه إلى هذه الدنيا على عادة بعض الناس في هذا الزمان,وكانت زوجته تتوجع من مخاض الولادة وكان أبناءه يتوجعون من آلام الجوع,وكانت الزوجة تنظر إلى زوجها وهو جالس لا يتحرك ولا ينبس ببنت شفا,ترقبه مرة بعينيها ومرة بأذنيها لتسمع منه كلمة واحدة ولكن هيهات أن ينطق الرجل بأي كلمة,لقد استسلم لليأس واليأس استسلم لزوجته,فصاحت بوجهه قائلة قم يا رجل وأشعل لنا النار بدل أن تبقى أمامي بهذه الهيئة المزرية مرة تتكأ على هذا الجنب ومرة على ذاك الجنب حتى ملت الأرضُ من مكوثك وجلوسك عليها,إن أولادك قد ملوا منك ومن صمتك فافعل لنا شيئا مفيدا, فقام الرجل وخرج من المغارة ليبحث فيها عن الحطب(الأخشاب) فاقتلع بعض النباتات التي لها سيقان عريضة وذهب ليشعل النار,ومن ثم عاد ليقتلع بعض النباتات وأثناء شده لنبتة كبيرة يريد اجتثاثها من الأرض لمح بريقا متلألئً وحين وضع يديه عليه وجد أنه (ذهب صافي) فعاد إلى زوجته فوجدها قد وضعت غلاما فقال لها:انظري ماذا وجدت!! وجدت صندوقا من الذهب,يا لقدرة ألله أتاني اليوم ولدا وصندوقا من الذهب,إن ألله أغناني من فضله وسأعود حالا إلى موسى بن عمران وأثبت له بأنه ليس نبيا إذ كيف يقول بأن الله لن يرزقني مدعيا أن كلامه هذا من عند الله.

وعاد الرجل إلى المدينة يسعى بين ظهرانيها مفتشا عن موسى عليه السلام حتى وجده تحت شجرة يتعبد لله,فاقترب منه الرجل وقال:يا موسى أنت قلت بأن الله لن يرزقني وبأنني سأعيشُ فقيرا وأموتُ فقيرا,ولكن ما رأيك بأنني وجدت صندوقا من الذهب الخالص, فتبسم موسى ابتسامة خفيفة ورفع رأسه إلى السماء وذهب ليكلم الله ويسأله عن هذا الرجل,فقال الله لموسى عليه السلام:نعم,عاش هذا الرجل فقيرا وسيموت فقيرا,والصندوق الذي وجده ليس له بل هي رزقُ المولود الذي أنجبته زوجته في تلك الليلة,وذهل الرجل وركع ساجدا لله,وحين عاد إلى زوجته قضى معها يوما أو يومين وقُبضت روحه,فعاش كما أخبر الله عنه فقيرا ومات فقيرا ولم يستمتع بما ظن أنه رزقٌ له,(رزقكم في السماء وما توعدون) وكما قالت لي جدتي:حوش حوش غير رزقك ما بتحوش,وكما قال الشاعر:

لا تكن للعيش مجروح الفؤاد
إنما الرزق على رب العبادِ



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشكر بالعمل وليس بالقول
- قلبي ذبحته بيدي
- بصراحة
- الحمير بصحة جيدة
- من هو جهاد العلاونه؟
- قمة الإيمان
- البئر المسحور
- الله نور ومحبة
- الصحة مرض
- كرم الله الإنسان بالعقل
- التوبة واجبة على الجميع
- ابن رشد وجهاده الفكري
- صلاة الفجر حماعة
- التوبة إلى ألله
- خاتم أمي وقلم أبي
- يحبون ألله ويكرهون إخوانهم
- هل التبني حرام؟
- مهنتي الجديدة
- أخطاء إسلامية
- كلمات معكوسة


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - عاش فقيرا ومات فقيرا