أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - أنفاس الديوان الأول















المزيد.....



أنفاس الديوان الأول


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 13:58
المحور: الادب والفن
    


الأعمال الكاملة
الأعمال الشعرية (1)


د. أفنان القاسم


أنفاس

SOUFFLES



الإبحار على متن قارب هندي أحمر

الديوان الأول


قصائد أولى


شعر أخضر وأسود وأحمر



إلى أيمن القاسم
محامي الهنود الحمر



فاتحة

وتذكرتُ..

*

أحزان
جراح
حكايا الموت

*

أحزان
جوى
قَصْلُ جوزِ الهند

*

قمرُ الدم
قدرُ الليل
اختلاجُ الجسد

*

لَمْ أهدأْ ولَمْ..
حينما أبحرتْ بي
ذكرى ألمْ
ودمْ
حينما فتحتْ قلبي
يدُ الندمْ
نافذةً
ونَصْلْ
حينما ترك الوقتُ بين أصابعي
أثرًا
وحجرًا أصمْ

*














الطبيعة

الجوعُ
هو جوعُ البحار
العويلُ
هو عويلُ الشموع
النداءُ
هو نداءُ المراسي
الألمُ
هو ألمُ الثلوج
الفرحُ
هو فرحُ الرمال
الرَّعَشُ
هو رَعَشُ الجروح

العطرُ
هو عطرُ عِقْدِكِ
العمرُ
هو عمرُ قُرْطِكِ
العبثُ
هو عبثُ مُشْطِكِ
الهمسُ
هو همسُ شَعْرِكِ
اللمسُ
هو لمسُ خَصْرِكِ
الابتسامُ
هو ابتسامُ سُرَّتِكِ

الحنانُ
هو حنانُ الطيور
الحنينُ
هو حنينُ الشوارع
الأنينُ
هو أنينُ الورق
الشوقُ
هو شوقُ المراكب
الشقاءُ
هو شقاء الأسكى دنيا
الولهُ
هو ولهُ الحدائق

الصياحُ
هو صياحُ عُنُقِكِ
العُواءُ
هو عواءُ صَنْدَلكِ
الغضبُ
هو غضبُ غُرَّتِكِ
السخطُ
هو سخطُ نَهْدِكِ
الضجيجُ
هو ضجيجُ نَوْمِكِ
السكونُ
هو سكونُ الذئاب
قرب حلمتِكِ
وقبلاتُ الليلِ لِخَدِّكِ

*




































نذير الحب

يا قلبي الحزين
شفاه الندى للحزن كالجمر للنار

يا قلبي الباكي
أصابع الورد للدمع كالنهر النائم في أعماق البحار

يا قلبي المتوتر
أوتار الكمان للقلق كالشبق في سيمفونيات الانتصار
لفاغنر

*

يا مراكبي التائهة
نوارس الأسى للأشرعة كبدايات النهار

يا مراكبي المحطمة
جزر الشوق للأمواج كنهايات الأسفار

يا مراكبي الراسية
رمل الذكرى للقادمِ من الأيامِ كحاضرِ أضاليا الانكسار
الأصفر

*

يا قدري اللئيم
حيايا الزمنِ للفعلِ كالصبابا في أحضانِ الدمار

يا قدري المزيف
الفتح والكسر للفتح على يائك كالمفاتيح التي أخذناها معنا بعد أن دفنا الظلال مع الظلال
في مقابر أوشفتز

يا قدري الخائن
قبلةٌ على الثدي للثغرِ كخنجرٍ يعشق الانتظار
على الثدي الآخر

*

يا طرقي اللامتناهية
دخان الكون لجهنم كالأثواب في سينما الإلهة عِشتار

يا طرقي المستحيل عدها
الأعداد لفيثاغورس كأعظم مشكلة لم تقدر على حلها معَهُ الجهابذةُ من سوقيي بورصات لندن وباريس وفرانكفورت وأطيار
روما

يا طرقي المحفرة
الأحجار للذئاب كتواريخ لا تاريخ لها إلا ما ينهار
منها على سفح القمر

*

يا فجري الأسود
الألوان للشمس كالليل لليل كلُّها أسودُ من كلِّها في المرايا وأحلام
مومس

يا فجري الأبيض
الألوان للغجر كجسدك كلها بيضاء حتى الأسود منها عندما يخرجُ جسدُكِ من جسدي كما تخرج الأضواء والأشعار
من جسد بروكلين

يا فجري البنيّ
القهوة للبن كأوروبا للانتخاب عندما تغدو رومانيا غيرَ رومانيا وتُدار
اللعبةُ بين أشقرَ وأسمر

*





























زمن العشق

حوافر وجوائح وعواصف
تجتاح أيام العاشقين
وعيونَ
الماءِ المرمريّ
وماسَ
النعاسِ الجمريّ
والهذيانَ الأحمق
الجنونيَّ
وقلقَ المداخنِ عليّ من برد الشتاء

*

شهوات وأثداء ومُتَع
تفتك بعقولِ العاشقين
وسُرّةِ
السمكِ الأهوجِ
وبركانِ
الفكرِ الممارسِ للعشقِ على الدرجِ
والساعاتِ الواقفةِ
في اللُجَّةِ
وغيرةِ العواصمِ عليّ من تمويهِ مارس

*

نزوات وموات ولامبالاة
تُرضِخُ العاشقينَ للجنون
وإصبعَ
بطني المنكسر
وأبطالَ
المغامرةِ التي بدأها الإنسانُ الأولُ قبل إنسانِنَا المؤتمِر
في أروقةِ الأمم
والجدائلَ الذهبيةَ
على ظهرِ التاريخِ المرتجِف
من الخوف
ونيويوركَ الخائفة عليّ من إذلالِ العناق

*












ثلاث حالات للعشق

وأقوم.. وأحلّق..
أغدو جناح الوقت
أروح في الحلم الدائم
كي أحتمل الحنين إليك
يا صلاة الآثم
ويا لظى نهدك
الأبديّ
في ماء الشوق

*

أي معنى لنهدك في الليل دون شفتيّ؟
السهارى من حوله يخنقون القبلات
والذئاب من حولي يرقصون
على إيقاع بيانو الوقت
وينظرون إليّ
والظلال على العتبات
فضية اللون

*

الجرح لن يلتئم
والهمسة ستظل
دافئة مع الأنسام
الجرح لن يزهر
إلا زَنْبَقَ الوقت
وقَرَنْفُلَ المساء
جرحي أنشودة قلبي
وهمستك لشفاه العذارى
كبرياء القيح

*
















مستقبل العاشق

سأرحلُ
من ذكراكِ
سأركبُ
موج الجرحِ
سأحبُّ
إيزيس في الحلمِ
سأكونُ
غزالاً للصيدِ
سأكونُ
خِدْرًا للحريرِ
سأكونُ
شهوة الطفلِ
سأكونُ
عزلة الضوءِ
سأكونُ
مهاتما الهندِ
سأكونُ
صين الأممِ
سأكونُ
انتصار الظلمِ
واجتياح العدلِ
واحتلال الجرحِ
واغتصاب الجريحِ
سأكونُ
غناءً للطيرِ
الذبيحِ

*

سأنتقمُ
من كل امرأةٍ من بعدكِ
سأجعلُ
للحب اسمًا آخر غير الحبِ
سأقطعُ
في القلب جناحَ الخفقِ
سأكونُ
قبح العشقِ
سأكونُ
حَمض الكلامِ
سأكونُ
حديد الحنانِ
سأكونُ
جمال الذئابِ
سأكونُ
خداع الكلابِ
سأكونُ
اخضرار الغرابِ
سأكونُ
ناب القبلاتِ
والبحر الميت للدمعاتِ
والبحر الأحمر للعناقِ
والبحر الأسود للأعراسِ
وأنهار الورد الدمويِّ
سأكونُ
خنق الجسدِ
الطريحِ

*

سأصلي
في ماخور الوقت بعد هدمي لمحرابكِ
سأدعو
إلى مضاجعة النجومِ
سأحنو
على كل ثديٍ ضائعٍ في القمرِ
سأكونُ
الطائر الدنس قبل الولوجِ
سأكونُ
السمك الميتِ بعد قطع الزعانفِ
سأكونُ
الحافر الشرس عند النهوضِ
سأكونُ
نزهة الأكعاب على الجسدِ
سأكونُ
ركض الحلمات إلى شفتي
سأكونُ
حفلة السيقان في سرير الملكِ
سأكونُ
لعنة الوَرِكِ
وجنة الانحدارِ
وجهنم التعرجِ
ورخام اللهثاتِ
سأكونُ
تاج الجنسِ
الجريحِ

*














ثلاث حالات للعشيق

أنت أقرب مني
كلما همست شفهْ
شفهْ
همست
كلما

أنت أعمق فيّ
كلما بان ِجيدْ
ِجيدْ
بان
كلما

أنت ألصق بي
كلما استحى نهدْ
نهدْ
استحى
كلما

*

أنت أرحم مني
كلما ضحك بطنْ
بطنْ
ضحك
كلما

أنت أقسى مني
كلما احترق عشبْ
عشبْ
احترق
كلما

أنت أطغى مني
كلما هتف منقارْ
منقارْ
هتف
كلما

*

أنت أبدع مني
كلما ألهم خصرْ
خصرْ
ألهم
كلما

أنت أجن مني
كلما أفنى ساقْ
ساقْ
أفنى
كلما

أنت أربب مني
كلما اندثرت أُمّهْ
أُمّهْ
اندثرت
كلما

*





































الجوهر

اجتاحت النار مراكب العاشقين الراسية في الميناء
وغدا الوصول إلى جزر القمر مستحيلا

رحلت من فمي القبلات
وتَرَكَتْنِي مع جسدي وحيدا

خلعت على الرمل فساتينها الأسماك
ومارست صلواتِ الشفاه وطقوسَ الحَضْنِ في أحضانِ الطبيعة

أنا سراجٌ دون زيت
وفراشةٌ دون ضوء
ودمقسُ الليل
ومساءٌ في كلكوتا
فأنت للنارِ جوهرُ النارِ قصةً كانت أم قصيدة

أنا حصاد الوعود
التي حَنِثْتُ فيها
فأنت للكذبِ جوهرُ الكذبِ صورًا كان أم تهديدا

أنا قمح محمود
فأنتِ للذهبِ جوهرُ الذهبِ أشقرَ كان أم أسودَ في أفريقيا

أنا نيرفانا طوباويٍّ بلا حدود
فأنتِ للفناءِ جوهرُ الفناءِ لابن عربي كان أم لليهود
كما أوصى به موسى

أنا هشاشةُ كائنٍ رخو العود
فأنت للأماني جوهرُ كلِّ الأماني منتعلةً كنتِ أم حافية

أنا سريالية آراغون
قبل آراغون
فأنت للقصيدة إلزا القصيدةِ قبلَ القصيدةِ كنتِ أم بعدَ
القصيدة


أنا كيركغاردُ الخلود
فأنتِ للفيلسوفِ عدمُ الفيلسوفِ بنظريةٍ كانَ أم بلا نظرية

أنا نبيذُ الوجود
فأنتِ للسامرِ كأسٌ دونَ نبيذ
والبحثُ الدائمُ عن الحقيقة

*






المرأة

أنتِ عينُ الضمير
وعطرُ المحكوم عليه بالموتِ
وتكشيرةُ الموناليزا
شهوةُ التفاحِ أنتِ
وهمسةُ مريمَ لله
كلما رغبتِ
قبل أن يعرفَكِ أوديب
والبدايةُ الآثمةُ لقلمِ الحمرة الذي عشقهُ مورافيا

أنتِ رغبةٌ في كياني لا تختنق
وطيفُ العراء
وعراءُ الأُمّة
في حضنٍ بربريّ
ونبعٌ للقوافلِ في نيفادا

أنتِ كذبةٌ على لساني
يعلمني إياها عصفورُ موسوليني
كلَّ مساء
قبل أن أنام
وقوةُ الضعفاء
في قفازٍ من المخملِ مصنوعٍ في جنوا


أنت تَرْكُ القويِّ لكِ
قبلَ عدةِ ثوانٍ من حرقك لنفسك
ودمعٌ في عيني لا يسيل
وماءٌ لنهرِ الضوء
المنطفئِ في مرايا حلاق إشبيليا

أنتِ قتالُ الورودِ في معركةِ العطر
وسيقانُ امرأةٍ بيضاءَ في الليل
سوداءَ في النهار
سمراءَ في حنطةِ إيطاليا

*














عوالم المرأة

يا شفتها السفلى
أثمر الوقت فيها
وألحد الكرز

*

يا شفتها العليا
أسكر النبيذُ النبيذَ فيها
وأملح السكرُ السكر

*

يا خدها الورديّ
تعلّم العطر عليه الدرس الأول في الإغواء
وعلمني

*

يا أنفها الفنيقيّ
قالت الإشارة عنه كل ما قيل في كتب الحب
عنها وعني

*

يا جبينها الأملس
من وهم
ماتت الحضارة منه حسدًا
وحزنًا عليّ

*

يا بحر عينيها الأسود
تاهت السفن فيه ولم تعرف
أين شاطئ هواي

*

يا شعرها الليليّ
اختبأ القمر فيه وخبأ كل النجوم
خوفًا مني

*

يا نهدها المُضِلّ
تحرّف النص على حرفه
وتشوّش نظام الأشياء على حلمته قرب فمي

*

يا خصرها المُشِلّ
سقط الشلال في العدم
وأحيا لي روحي

*

يا ساقها المبدعة
للوجود
نحت رودان كل تماثيله بفضلها
ونسي أن يكمل نصفي الثاني

*

يا قدمها الموزعة
للبحار والقارات
عبرت كل المراحل الجيولوجية من تحتها
وتركتني ألهث على باب أرخبيلي

*

يا ظلها الباحث
في الأحافير
تحجرت النباتات لتكون له آركيولوجيا
وآركيولوجيا لها كلماتي

*

يا وهمها المجتاح
للحقيقة
سقطت حضارة الصور بعد أن غدت صورها
حضارةَ الحرية وحريةً لأشعاري

*














سُلطة

هربت شفةٌ من ثغرِ وهمٍ
ماتْ
دبت في الحجر
الحياةْ
والماءُ الذي كان ضائعًا
في وهاد القمر
وجد الطريق إلى قدمٍ
تكاد
الدنيا تكون لها نعلاً
وعتادْ
والطيرُ الذي كان غائبًا
عادْ
والشجر الذي كان شاردًا
مادْ
والفارسُ الذي كان تائهًا
اهتدى
والحضنُ الذي كان باردًا
اصطلى
والصدرُ الذي كان زاحفًا
ركضْ
والجسدُ الذي كان هاجعًا
نهضْ
والظلُّ الذي كان ساكنًا
تحركْ
والشعرُ الذي كان حالكًا
صار ليلكْ
والكفُّ الذي كان جامدًا
سخا
والثديُ الذي كان خائفًا
للثغر انبرى
والزهرُ الذي كان ذابلاً
تفتّحْ
والنجمُ الذي كان ساكنًا
ترنحْ
والغيمُ الذي كان حائرًا
عزمْ
والفجرُ الذي كان آبقًا
التزمْ
مهابة تلك الشفهْ
وتعلّم أبوللو كيف يحلمْ
وكيف يشق طريقًا في أحلامنا لها

*






نفي الإثبات

شفهْ
لعذراء حييهْ
خالقةٌ للعناق
لا تعرف طعم القبل
سيدةٌ للبقاء
لا تفهم مغزى الثكل
رمزٌ للإغراء
لا تدرك عراء القمر
قوةٌ للاستمناء
لا تخاف تهديد القدر
غريزةٌ للحياةْ
لا تبالي بلدغ النحل
سلطةٌ للأموات
لا تهتم بمخابرات الورد
في حدائق الظلال

شفهْ
لعذراء شقية
تمثالٌ للبغاء
لا تلهث على باب الشهوة
كلبٌ للقصرِ ونباحٌ للآن
لا تلعق حلمة الوقت
جهلٌ للنسيانِ ومعرفةٌ للنفاق
لا تصفق في برلمان النمل
إغراقٌ للوقتِ وإحراقٌ للفضاء
لا تتحول إلى تنينٍ أحمق
جيشٌ ذاهبٌ من قتالٍ إلى قتال
لا تغدو هاجسًا لنابليونَ
في أوسترلتزَ وفي الفراش
ولا شرطًا
شكسبيرُ يغدو لها شرطًا
وثوبًا للبغايا وللملكات

*















نظرية التوازي

جرحًا
على فم نَيْسان كنتُ
جرحًا
على فم الأكوان كانت

حُمَمًا
على فم تموز كنتُ
حُمَمًا
على فم البراكين كانت

ريحًا
على فم تشرين كنتُ
ريحًا
على فم الأعاصير كانت

مطرًا
على فم كانون كنتُ
مطرًا
على فمِ بانغلاديشَ كانت

وكانت نرجس العقل لما يفكر العلماء
وكانت كيمياء القلب لما يحب الفلاسفة

يا عقلي
ويا قلبي
يا قُبَلَ النجوم
في هوليود
ويا عمري
يحبك الورد في الربيع
والبحر في الصيف
والورق في الخريف
وقصر الملكةِ في لندن
وأنا في كلِّ الفصول
أحبك

*













البقاء

كلُّ الشفاهِ عَشَقْنا
حتى شفاه القمر
وأكثر ما عَشَقْنا
شفةً
ليس مثلُها نحتًا لثغر
آيةٌ من السَّحَر
وعلامةٌ على الطريق
لا يمحوها المطر

كلُّ النهودِ طلبنا
حتى نهود الغجر
وأكثر ما طلبنا
نهدًا
ليس مثلُهُ إجّاصةً لصدر
تحفةٌ من السراب
وكُثَيْبٌ من الرمل
تضيعُ فيه القُبَل

كل البطون جرحنا
حتى بطون الصور
وأكثر ما جرحنا
بطنًا
ليس مثلُهُ إلا بطن إليزابيت تايلور
بطنًا ماسا
مزيجًا من وهمٍ وجِماحٍ وسكّر
وزوال الحيازة
في لا زوال العدم

*



















المطلق

أحبكِ
عذراءَ أو شجرة
وإن منعتِ عني القُبَل

أحبكِ
شقراءَ أو قطرة دم
وإن كان غيري من فعل

أحبكِ
سمراءَ أو كأس بيرة
وإن سقيتِ عمري دِنانَ الندم

أحبكِ
سافرةً أو محجّبة
وإن عانقتِ ظلالي في الحمّامِ دون أن تأخذي إذنًا من أحد

أحبكِ
محللةً أو محتلة
وإن أبكيتِ الأمهاتِ عليّ

أحبكِ
حرةً أو معتقلة
وإن حلمتِ بغيري في مانهاتن

أحبكِ
حدادًا أو فرحا
وإن كان موتي الثمن

أحبكِ
مالاً أو ماءا
وإن كان رَيِّي الغضب

أحبكِ
نهايةً أو بداية
وإن كان قاطع طريقي عدوي الألد

أحبكِ
حلمًا أو حجرا
وإن كان بيتي السفر

أحبكِ
سلطةً أو سجنا
وإن كان عِتْقي القلم

أحبكِ
ذهبًا أو حطبا
وإن كانت ثروتي الورق

*
الوجود

أنا مغازلةُ العاشقين
والإغراءُ بالهرب

أنا الندى على شفتيك
في عتمةِ الوجع

أنا النداءُ المختنق
مع رِعشةِ الجسد

أنا الضوءُ الخافت
ما وراءَ العدم

أنا الظلالُ في فيرساي
والتماثيلُ الغارقةُ في القِدَم

أنا ملوكُ فرنسا الموتى
في مراسحِ الأمم

أنا صرخاتُ الجوعى
وضحكاتُ الألم

أنا البحثُ الدائم
عن شيءٍ لا يوجد

أنا كلُّ رغباتِ أمي
التي من غيرِ الممكن

أنا فكرتي عن يافا
في رأسِ هرتزل

*


















فلسفة الحب

أحبكِ في ضحكاتِ البنات
ورسائلِ العيون
وأحمرَ الشفاه

أحبكِ في ضوءِ الشمس
ومشمشِ الموج
وعشبِ المساء

أحبكِ في عطرِ الليمون
ومَشْقِ الأسكى دنيا
وماءِ المرآةْ

أحبُّ قدميكِ على الرمل
ويديكِ حولَ عنقي
وأصابعَكِ على الزجاج

أحبُّ ساقيكِ على ساقيّ
ونهدَكِ حولَ كياني
وخصرَكِ من نحت الصحراء

أحبُّ كلَّ جسدِكِ في أحضاني
وكلَّكِ في كلّي
وقمرَكِ عندما أغدو نابًا للذئاب

أحبُّ مناديلَكِ الملونة
وفساتينَكِ القصيرة
وجواربَكِ في النهار

أحبُّ مشلحَكِ وأنتِ خارجه
وعاجَكِ وأنتِ حقدُ الفيلة
ولآلئكِ على حوافِ الأصداف

أحبُّ حذاءكِ ذا الكعبِ العالي
وبابوجَكِ المستوردَ مِنَ الصين
ومِنْ كَنْزِ البلاستيكَ الذي لكِ السوار

أحبُّ أن ألعبَ بالثلجِ معك
وأن أكتبَ اسمك
على جدار

أحبكِ قبلَ أن أحبك
وبعدَ أن أحبك
أحبك
كيلا يحبني أحدٌ غيرُكِ من البنادقِ والأنصال

أحبُّ اللوزَ الذي أكره
والسفرَ
ورائحةَ البرتقال

أكرهُ التينَ الذي أحب
وزيتونَ قلقيليا
وقراءةَ الأشعار

أحبُّ أن أكونَ يتيما
لتكوني أبي
فلا أمهاتٌ للظباء

أحبُّ أن لا يكونَ هناكَ سِلْمٌ
وأن أكونَ فكرتَكِ القادمة
عن الحرب

*


























تفاحتان

دعانا القمر إلى تفاحتين
من صنع الإله
كان لنا أن نقضمهما
وأن لا نغدو طريديْن
بين نَيْسان وبِيسان
تفاحتان سوداوان في الليل
وعند الغروب ذهبيتان
وفي الفجر صراع الألوان
وعلى حافة بحيرة طبرية
جوادان وعربتان
وساقان للمتعة
وقرب حيٍّ محته الجرافات في يافا
حلمتان ونهدان
وماخوران للعودة
يا عذراء نسيها التفاح بعد أن قطفناه
كوني ألف قصيدة
فاض بالهوامش المساء
والصور الجديدة

*





























أسئلة وجودية

ما للعذارى أنين وعطاء البغايا؟
ما للأشواق حنين ونار خشب الجوز؟
ما للآهات لذة النبيِّ في مضجع جبران؟
ما للأوجاع بهجة المخيمات في أعياد الطين؟
ما للأحلام لطخات ورق الفل؟
ما للشهوات حدب المسيح على جنود المهد؟
ما للأحزان أريج النهد؟
ما للقبلات عفن العفة؟
ما للمواعيد غواية الرسل؟
ما لجسدك فحيح القمح؟
ما لبطنك نباح السوسن؟
ما لكهفك وجار الجوهر؟
ما لفخذك أسئلة سارتر؟
ما لساقك أجوبة كامو؟
ما لقدمك أساس المعاصي؟
ما لظفرك قصائد الحداثة؟
ما لظلك تزوير الحقائق؟
ما لعطرك تدويخ العقل؟
ما لفساتينك سحر الأيديولوجيا؟
ما لكلاسينك مؤامرات البيت الأبيض؟
ما لمناديلك ذبابات النعاس؟
ما لمشلحك كيانات شيوخ الذهب الأسود
والأحمر والأصفر والأخضر كالقتل؟
ما لرافعة نهديك مشانق الملائكة؟
ما لحلقك اللا سر واللا رجس واللا عتمة؟
ما لعقدك شبق سيدنا إبراهيم؟
ما لسوارك كبت سيدنا داود؟
ما لخاتمك نزق سيدنا سليمان؟
ما لكأسك قبلة يهوذا؟
ما لنبيذك طعم أركيولوجيا الجسد؟
ما لقهوتك رائحة إبط أمي؟
ما لبولك حلاوة دين ماركس؟

*















اللحظة الساكنة

هل أبقى وحيدًا مع الموعد بلا قبلة
أرصد النجم في لَيْلَكِ الصمت؟

هل أنتظر إشارةً من إصبعٍ دون دبلة
تعني الدخول إلى عالم الموت؟

*

هل أقاوم ضوءًا ذوى في قنديل اللهفة
إيذانًا بمقتل النهار؟

هل آخذ المراكب إلى جزيرة الصُّدْفَة
بعد أن هجرتني البحار؟

*

هل أركب خيولَ الوقتِ بأمرك
وقد نسيني الغد على عتبة دوغول؟

هل أكتب بالرموزِ عناق الشُّهُبِ لجسدك
كي تكون هزيمتك في فراش المغول؟

*

هل أهذي هذيان العنكبوت الخرف مرتين بأمرك
وفي العُكاشِ تلغو الكتب عن سيقان الأمس؟

هل أترك ورود العبث بنهيك
وفي الأصص تربو ديدان الجنس؟

*

توقفت عقارب الساعة
وأخذ الوقت يتقدمُ
في السكون

انكسرت مثلما انكسرنا
هي الرملُ
ونحن الظنون

*

وَلَدَتِ التماثيلُ التماثيلَ
وامتلأ بها القمرُ
وكل الوجود

كبرت مثلما كبرنا
هي الحجرُ
ونحنُ الحدود
*

عصانا النوم في الليلين
كلُّ ليلٍ في طرف
وأنصافنا في الطرفين دمعٌ وتوت

تقولُ النفسُ للنفسِ
هذا ليلُنا
وذاك ماسُنا الأسودُ الذي لا يموت

*





























انطباعات

قبلةٌ في الهواء
ألذُّ من كل الفراشات
المفتضة
على نافذة

لمسةٌ في الضياء
أمتعُ من كل الموجات
المرتدة
على أعقابها

*

همسةٌ في الأذن
أدفأُ من كل جليد
المراهَقة
عندما تُقطع الأكفّ

دفعة في الكتف
أبهجُ من كل السهام
المهدِّدة
للحُبّ

*

دغدغةٌ في السرة
أكثرُ جنونًا من
معركة
ينتصر فيها العدوّ

نقرةٌ في الخصر
أمتعُ انتزاعًا للّحمِ من
كل مناقير
أصحاب السموّ

*

دهشةٌ في النفس
أروعُ من
مفاجآت
كل نحل الأمن

رِعشةٌ في الساق
أغلى ثمنًا من كل حيفا
وكل يافا
وكل اللد وكل الرملة
وكل الكون

*

سُلطة الأماني

أنتِ إن كان لديك بعض النبيذ
فاسقني الموت من شفتيكِ
أنتِ إن كان لديك بعض الياسمين
فغِلّي القيد بين ذراعيكِ
أنتِ إن كان لديك بعض الخبزِ
فاحرمي الطير من حلمتيكِ

أنتِ إن كان لديك بعض الزيت
فاتركي النار تلتهم الأشرعة
أنتِ إن كان لديك بعض الملح
فاتركي البلور يهلك الأفئدة
أنتِ إن كان لديك بعض القمح
فاتركي الذهب يجتاح الأزمنة

أنت إن كان لديك بعض الشوق
فأذلي كل لصوص الحبِ
أنت إن كان لديك بعض الحدب
فاخدعي كل مدراء البنوكِ
أنت إن كان لديك كثير الحقد
فاجعلي من القدس عاصمةً لكِ

*



























تواطؤ الكونترُباس

إذا ما غنتِ الطيورُ على نافذتِكَ
فهي أغنياتي
وإذا ما دقَّ الوردُ على بابِكَ
فهي دقاتي
وإذا ما حطتِ الفراشاتُ على أوراقِكَ
فهي أفكاري

لكنَّ الطيورَ عزفتْ عن الغناء
لأنكَ لا تصغي
والوردَ خلعَ أثوابَ قوسِ قزح
لأنكَ لا تبالي
والفراشاتِ دخلتِ المعتقلات
لأنكَ لا تفكرُّ مثلي

سأقرأُ عنكَ كلَّ أوراقِ الخريف
يا حبي
ربما تُضيعُ أفكارُكَ الطريق
إلى قلبي
وأمنعُ قطعَ الوردِ في الحدائق
يا شوقي
ربما يتسلقُ الوردُ بابَكَ
ثم بابي
وأمنحُ الحريةَ للطيور
لكلِّ الطيورِ أمنحُ الحرية
يا رِقّي
ربما يقومُ الكونترُباس
بتحطيمِ كلِّ الأقفاص
الأقفاصِ كلِّها
إلا قفصًا واحدًا
يبقى لنا

*

















شرط البقاء

العمر بعدكِ لن يساوي وردةً ذابلة
أنا أسير ثغرِكِ سأبقى
إلى أن أُسقى
أشواق الموتى

العمر بعدكِ لن يساوي دبلةَ فضة
أنا زوج ظلك سأبقى
إلى أن تُلقى
البحار في جوف سمكة

العمر بعدكِ لن يساوي ثقلَ قُبلة
أنا نسر الماضي سأبقى
إلى أن أرقى
الفضاءَ على ظهر البيت الأبيض

*

العمر قبلك كان نزهة
على أرصفةِ الحلم
بحثًا
عن جديلة
أنا طفولةُ الشارعِ كنتُ
إلى أن رَفَضَتِ الرسائلُ أن أخبئها
تحتَ حجرْ

العمرُ قبلَكِ كان زيارة
لبيتِ الدعارة
في
قصيدة
أنا العاشقُ لنهدِ قباني كنتُ
إلى أن شربتُ خمرَ جبرا
وثَمِلتُ من الغضبْ

العمرُ قبلَكِ كانَ انتظارا
من وراءِ بابٍ مغلق
في وجه
حلمة
أنا الرافضُ للثديِ كنتُ
إلى أن غدا الثديُ ذُلا
ولَذّةُ الذلِّ قدرْ

*







أمنيات العدم

أقول لو جَرُؤْنا
في الليل أقل
لوجدنا غيرَنَا يجرؤُ في الموت أكثر

لو أطفأنا لهيب الشهوة
قبل أن يحترق القمر
لأبقينا في أجسادنا الشوق حيا

لو متنا كالجنود في الحرب
لكنا للقدر هزيمة
وللنصر قدرًا أقوى

لو استسلمنا لرغبتنا
الهمجية
لقاومنا رغبة أخرى
همجية أكبر

لو هيأنا للمذنبين مكانًا
بين ضلعينا
لأنهينا سوء الفهم
بين مارلين مونرو وشيخ الأزهر

لو ذبحنا أنفسنا على حجرٍ من عندنا
كان أُمَّنا
لأفرحنا أبانا الأشقر

لو رفعنا أصابعنا
لنتهم العنقاء
لحكمنا عليها بعدمِ النهوض
من كيبوتس في جِوارِ كتاباتِ هيكل

لو ولدتنا أمهاتنا عذارى على محرابِ رملٍ وملح
لأقمنا حفلاتِ صيدِ اللؤلؤِ في الكويت
ومآتمَ السمكِ في معلقاتِ عنتر

لو بكينا دمعًا لا ينتهي
لرَحِمنا أعين النساء اللواتي لا ينمن
في مخيمٍ لعدمِ الأمل

لو أهرقنا دمًا يعومُ فيه تاجٌ وفيٌّ
إلى الأبد
لجعلنا من حجرٍ كريمٍ فيه
اسمَنَا المنتَحَل

لو كنا شفاهَ الآخرين
لرجمنا بطنَ كاريوكا
بأحلى القُبَل

*
إرادة القُبلة

ولما أطفأتُ الشمعة
ونجمةَ الأيام
معها
التفتت خائفةً
من الظلام
ثم جاءت وضمتني
ضمّ النعنعِ للمغرب
والجزائرِ لوردِ الخيال
التقطت شفتيّ بهمجية
بهمجيةِ عذراءِ الجبال
التقطت
وأداختني
دَوْخَ النارجيلةَ لعشاقِ الدخان
تداعت كلُّ انتصاراتِ الأمم
في خيالي
منذ القيصر إلى عبد الرحمن
ومنذ خالد بن الوليد إلى بن غوريون
أصابع الدولة
الملطخة بالدم
وبكل ما هو أحمر
أحمر من التوت صارت شفاه النساء
وصارت خمس عيون
لذكاء
البحر
الذي عرف كيف يجعل الميناء
متعة بودلير الأخيرة
خمس عيون
ذهبية
كعيونِ الذئاب
الأسيرة
في ذهبِ الدنان
إحداها للبحر
والثانية للذئب
الذي كنتُ
والثالثة للثعبان
الذي غدوتُ
بعد أن كنتُ الحيرة
وكانتني الألحان
والرابعة للتنين الذي أنا
أنا الجنون
أنا السعار
والخامسة لجيمس دين الذي كان
أنا
أنا المنون
أنا الوفاة
أنا اغتصابُ الأميرة
أنا من كانَ أخًا للبيان
وأختًا للصغيرة
التي
أرضعها ابن سينا قبل أن يكون
ابن سينا
وإذا بها تلمسني من فخذي
وتقوم
ثم تُقَبّلُ كُلَّ كنعان
كل كنعان تُقَبّلُ
وكل الفنيقيين
وكل الآراميين
وكل المؤابيين
وكل الآشوريين
وكل أشجار الزيتون
تُقَبِّلُ
وكل الجداول
وكل الجبال
وكل أسوار
أُم الحصون
تُقّبِّلُ
وكل حمام
صفد
وكل حمّامات الدم
وكل عيون
الدمع
تُقَبِّلُ
وكل الدهاليز التي في السجون
غطى ثوبها القصير الكون
وغطاني
وعندما تركَتْنِي عاريًا على طرف العالم
كحرف النون
في النرويج
نظرتُ من حولي
فوجدت عصفورًا لا مخلب له يبتسم
ويقول
لي:
أنت خدشي!

*










وعود

غدًا
لما يرحلُ نَيْسانُ
وتجفُّ الروابي في أرضِ العسلِ والعبث
سأفكرُ فيكِ

غدًا
لما يرحلُ تموزُ
وتنوحُ الريحُ في حلوقِ الوحلِ والتنك
سأفكرُ فيكِ

غدًا
لما يرحلُ تشرينُ
ويسقطُ المطرُ في الأحضانِ الملوثةِ كي يغسلَهَا مِنَ الكدرِ والدنس
سأفكرُ فيكِ

غدًا
لما يرحلُ كانونُ
ويأتي أدونيسُ ليخنقَ أنفاسَ ابنِ الربِّ
سأفكرُ فيكِ
في قامتِكِ
في رأسِكِ العالي
في أُفُقِكِ
الجهنميّ
في سرابِكِ
في وهمِكِ
الجوهريّ
وسجودِ الفصولِ بينَ يديكِ

*




















أماني

شعثاء الشعر.. تمردي
الكحلُ بئرٌ
نبعُهُ العيون

شعثاء الشعر.. توحدي
الأحمرُ دمٌ
حصادُهُ الجروح

شعثاء الشعر.. توقدي
الأبيضُ كَرْمٌ
قطافُهُ الغضب

*

شعثاء الشعر.. تسللي
الضبابُ فكرٌ
رمادُهُ الكتب

شعثاء الشعر.. تدللي
العناقُ لغزٌ
فراشُهُ الليل

شعثاء الشعر.. تهللي
الثلجُ جمرٌ
في ذهب نجد

*

شعثاء الشعر.. انحني
الطفولةُ حجرٌ
يُرمى في البحر

شعثاء الشعر.. أيقني
الظنُ خطأٌ
لمن أحب

شعثاء الشعر.. كوني
الكونُ مسألةٌ
منذ كانَ الكون

*








ألوان الشفاه

آلهات هندية
شفاهها قرمزية
ينام فيها التوت
ويطير فيها الموت
بحثًا عن بوذا
فلا يحرقُهُ العشاقُ
ولا يصنعُ العشاقُ من رمادِهِ
هدايا
للحبيبات
يدفنّ فيها الشفاهْ

آلهات غجرية
شفاهها بُنية
تُقرع لها الطبول
وترقص لها البنات
رقصةَ الموت
إغراءً للملائكة
فلا تأتي في الصباح
على شكلِ أكعابٍ ماسيّة
تدق بها الأرض
تحت أقدامٍ ترتدي الأحذيةَ الملونة
لترقصَ الشفاهْ

آلهات فلسطينية
شفاهها قدسية
تغني لها البتول
وتبقى لها بناتُ الليل
طوالَ الليلِ على العتبات
بانتظارِ نبيٍّ أضاعَ الطريق
دون جدوى
فتحملُ كلٌّ منهنَ صليبا
على طريق
عدمِ العودة
لتدنسَ الشفاهْ

*













التحول

لم أكن أعلم أن القمرَ يغدو غيرَ القمرِ
على شفتيكِ
عندما يخلعُ جسدَ الضحية
ويرتدي جسدَ الجلادِ المعذِّب

لم أكن أعلم أن الشمسَ تغدو غيرَ الشمسِ
بين ذراعيكِ
عندما تطفئُ شبقَ القُبلة
وتشعلُ شبقَ العناقِ الأبديّ

لم أكن أعلم أن النجومَ تغدو غيرَ النجومِ
على بطنكِ
عندما تلهثُ كجروِ روما
وتخنقُ كلَّ كلابِ الذهبِ الأصفر

لم أكن أعلم أن الزنابقَ تغدو غيرَ الزنابقِ
في حديقتكِ
عندما تخلعُ ألوانها
وترتدي الليلَ في النهار

لم أكن أعلم أن الحساسينَ تغدو غيرَ الحساسينِ
في قفصكِ
عندما تنتهي الألحان
ويُسمعُ النشيجُ عاليًا في بيتِ موزار

لم أكن أعلم أن البحارَ تغدو غيرَ البحارِ
في أرض أحلامكِ
عندما يقررُ السمكُ
ألا يصطادُهُ أحد

لم أكن أعلم أن السطورَ تغدو غيرَ السطورِ
في روايةِ حبِّكِ
عندما تُثري النصَّ بالفرادة
وتُمسي كلُّ النصوصِ الأخرى مبتذلة

لم أكن أعلم أن بودليرَ يغدو غيرَ بودليرَ
في قصيدةِ شَعرِكِ
عندما يطوقُ منك الخناقَ بعنفٍ ما بعدَهُ عنفٍ
وإذا برغبةٍ في الصراخِ تلازمك أبدا

لم أكن أعلم أن علاقاتِ التماثلِ تغدو غيرَ علاقاتِ التماثلِ
بين مفرداتِ لغتيكِ المختلفتينِ
عندما تساهمُ في إعدادِ قواميسِ الحبِّ الثنائيةِ اللغة
اعتمادًا منها على التقابلِ بينَ الغرامِ والهوى

*



قدر الهوى

تعلمنا الحب دون أن نفضي
للناسِ شيئًا مما تعلمنا
وجعلنا الحبَّ أساورَ وأسرارا

أضرمنا القلب على فرسِ الرملِ
واتحدنا في اللجَبِ
على شاطئ الجمرِ
دون أن نتركَ
للعشاقِ نارا

قطفنا الوقت من شفاه الورد
وذهبنا إلى ما بعد انتظارِ الدنيا
للوقتِ يكبرُ
جدائلَ وأشجارا

غار الوردُ من الوردِ
لما مال الوردُ على خدكِ
وغدا الوردُ
قصةً وأشعارا

ثار الطيرُ على الطيرِ
لما نزل الطيرُ على صدرك
وغدا الطيرُ
سجونًا وديارا

صاح الحجرُ على الحجرِ
لما زَلّت به القدمُ على قدمِكِ
وغدا قانونًا وقُبلةً وجدارا

قالت الدروب لجسدِكِ
نحن بداية النهايات
قبل أن يغدو الجسدُ
مملكةَ الثوبِ
والثوبُ على عتبة القصر سحرا

قالت الحدائق لثوبِكِ
نحن فضاءُ اللوحات
قبل أن يغدو الثوبُ
ظلَّ اللونِ
واللونُ لفان غوغَ قَدَرا

قالت السواقي لظلِّكِ
نحن حياةُ الكائناتِ
قبل أن يغدو الظلُّ
ثوبَ الماءِ
والماءُ بعد عبوره ذكرى

دافع المحامون عن مساحيقِ وجهِكِ
لما اتهمتها الطبيعةُ
بجريمةِ الجمال
وطالبوا بإقفال أبواب المحاكمِ
كي يبقى الجمالُ إلى ما شاء الله حرا

بحث الحب عنكِ
لما أضاع العشاقُ طريقهم إليهِ
لتكوني للعشاقِ مرفأً
ومنارة

ماذا يبقى للهوى
بعد أن يأخذ مني العشاقُ هواكِ
ويبكي القمرُ عليّ؟

*



























الحب

أحبكَ حبيبي حب الذئابِ للقمر
والجنودِ لأسلحتهم
والسكارى لخمرهم
والجوعى للتفاح

أحبكَ حبيبي حب البنادق للقنص
والبدوِ للأشعار
والنساءِ لكحلهن
والضواري للغزلان

أحبكَ حبيبي حب المغامرين لنهد
والشعراءِ لصورهم
والممثلينَ لشخصياتهم
والمازوخيينَ لساد

أحبكَ حبيبي حب الشمسِ للذهب
والقمرِ للماس
والشوكولاطةِ لأفريقيا
والمريخِ لرجالِ الفضاء

أحبكَ حبيبي حب النيلِ للتماسيح
والبحرِ الميتِ للملح
والأغوارِ لجهنم
والدمعِ للناي

أحبكَ حبيبي حب مارلين مونرو للبيتِ الأبيض
وإليزابيت تايلور لكليوباترا
وجون كنيدي للرصاصةِ التي قتلته
ومارلون براندو لهاواي

*


















القيثارة السحرية

في الليالي القمريّة
تعزف لها قيثارتي أغنيّة
تعزفُ
لتكنس الشكوى عن بابِها
تكنسُ
لتبعث السلوى في مفتاحِها
تبعثُ
لتشعل الزَّنْبَقَ على شباكِها
تشعلُ
لتنشر الفرحَ في تَفْتَتِها
تنشرُ
لتثمل الترح في سحّابِها
تثملُ
لتفك اللغز في إبزيمِها
تفكُ
لتحرر العراء من أزرارِها
تحررُ
لتهرق ايف سان لوران في نارِها
تهرقُ
لتمزق الحريرَ في جَرّارِها
تمزقُ
لتراقص الغيابَ في أحلامِها
تراقصُ
لتعانق الحضور في ظلالِها
تعانقُ
لتعلق الوقت مع مشلحِها
تعلقُ
لتجرح الشفاه على ثغرِها
تجرحُ
لتذبح الشفاه على بطنِها
تذبحُ
لتُضيع الشفاه في عشبِها
تُضيعُ
لتزيل الحدود على ساقِها
تزيلُ
لتُحرر العالم على وَرِكِها
تُحررُ
لتُنهض الأمم على قدمِها
تُنهضُ
لتُدخل ماركيز في حمّامِها
تُدخلُ

*






دعاء القنوط

طوقيني
بموج ذراعك
احرقيني
بِفُلِّ نارك
أميتيني
بسُمِّ توتك
اطلقيني
بذراعِ موجك
اطفئيني
بنارِ فُلِّك
احييني
بتوتِ سُمِّك

أمرضيني
بفايروسَ حبك
ارجميني
بحجرِ عطفك
اقضي على غضبِ الضواري
بسهامِ حدبك
طببيني
بحبِّ فايروسك
ارحميني
بعطفِ حجرك
اسعي إلى مرضاة الضواري
بحدبِ سهامك

احتليني
بجنونِ جيشك
اقتلعيني
بهوسِ جرافاتك
انفيني
بدافعِ جرمِ الهوى لديك
حرريني
بجيشِ جنونك
اغرسيني
بجرافاتِ هوسك
جديني في منفاي قرونًا بعدَ موتي
بدافعِ هوى الجرمِ لديك

*









إرادة الخيال

المسني يا فتاي
قبل أن يأتي الهنود
قبلني
اهمس لي بحنان
وارو على صدري ظمأ الجنود
احصد الوقت في غور الأردن
واجعل من إبطيّ للمدى فضاء
ومن فخذيّ حلم الوجود

الثور المقدس في بيت البغاء
إلهٌ جهور
اقطف القبلات
اقطفني
اقطعني
اقطع المناقير بمشيئة البرج
الغيور
ثم اغرق بي
في الغانغَ معَ طاغور

أريد الموت والمتعة
أريد النهاية وظلال الفيلة
أريد الجحيم الذي في الماء
أريد المساء الذهبيّ
أريد ذهب المساء الأسود
وماس العناق
في حضنكْ
أريد الرقص آخر رقصة
معكْ
في ماء الأشواق
أريد أن أحيل الماء إلى هواءٍ للعشاق
الذين هم عشاقٌ
والذين هم ألوانٌ وأضواء
العشاقُ المغرمونَ
بجديلةٍ وبطن
وجوهرةٍ في السرة
الخيالُ وقد غدا في بوليوود
خيلاً وفضاء

*










جدلية القوة

أكون أعتى على نهدِكَ من نهدي عليّ
لو تضمني بقوة.. يا حبيبي

أكون أقرب إلى قلبِكَ من قلبي إليّ
لو تضمني بقوة.. يا حبيبي

أكون أبعد من كل الأنصال التي في رأس أبي عن بطني وخصري ووَرِكَيّ
لو تضمني بقوة.. يا حبيبي

أكون أعمق من سيقان أوكاليبتوسَ الشوقِ في ساقيّ
لو تضمني بقوة.. يا حبيبي

أكون أحلى من كل صور العذارى في مرآةِ مغتصِبِيّ
لو تضمني بقوة.. يا حبيبي

أكون أقوى من كل بنادق الهند الموجهةِ إلى نهديّ
لو تضمني بقوة.. يا حبيبي

*






























ألوان الأزرق

براعمُكِ الزرقُ
كخاطرٍ يغادر القصيدة
إلى بلادٍ تضارعُ الزَّنْبَقَ بياضا

براعمُكِ الزرقُ
كسُورةٍ تركها اللهُ
لعاشقٍ لا يهوى

براعمُكِ الزرقُ
كنجمٍ أسيرٍ معتمٍ
يضيءُ بين القضبان

براعمُكِ الزرقُ
كضوءٍ أخضرَ كان أسودَ
ثم صار نصلاً للألوان

براعمُكِ الزرقُ
كحروفٍ قالها كافرٌ
ثم أسلم

براعمُكِ الزرقُ
كورودٍ أحرقها عاشقٌ
ثم ترمّل

براعمُكِ الزرقُ
كأشرعةٍ مزقها بحار
ثم تزوج من سمكة قرش

براعمُكِ الزرقُ
كأضرحةٍ فيها صغار
العمالقةِ المُهَجّرينَ من اللد

براعمُكِ الزرقُ
كدموعٍ ذرفتها عاشقةٌ من كلكوتا
كيلا تغدو فراشة

براعمُكِ الزرقُ
كأصابعٍ عرفت طريقها إلى بطن بوذا
كيلا تغدو قديسة

براعمُكِ الزرقُ
كشفاهٍ لم تقبّل أحدًا في الهند
كيلا تميتَ قمرَ الموتِ على جبين مهراجا

براعمُكِ الزرقُ
كمدنٍ من المتعة والدم تركناها في أحضان الغرباء
لنبكي عن الخنساء على بنيها الأربعةِ أربعينَ قمرا

*
الفكرة والعبرة

قبلني يا حبيبي قبلة العاشق المتلذذ
بإِحداثِ الألمِ لديّ
شفتاي كانتا لساد
فكرةً
لم يفهمها فلوبيرُ
عبرةً
فزيَّفَهَا
مدام بوفاري هي شفتاي الزائفتان
الخائنتان
لقبلةٍ على عنقي
هل يرضيك موتي
على هجيرِ قبلةٍ همجية
في أرض الحجاز؟
غادرني الخجل بعد تعلقي بكَ
أريدكَ
وأريد غيركَ
على باب التتار
هناك حيث تنام الأحصنةُ من التعب
بعد ممارسة العناق
كيف أكون في عينيكَ غير ما أنا هي عليه
لتصنع مني ما صنعه بودلير
بدافع الغيرة
من امرأة أحبها
بعد أن صنعها له الخيال؟
أريد لقلبك أن ينتحر على ساقيّ
ولشفتك أن تتمزق قبل انتحار قلبك
شفتي الحمقاء لن تفهم
شفةُ الخنزير
وذراعاي الأهوجان!
قصة الحزن كتبها غيرنا
لعنادل الموت
ألا تسمع سيمفونية موزار؟
ألا ترى صفوف عساكر الهند على بابي
من أجل العناق
الخالد؟
ألا تفهم ثورة كريشنا التي في الجسد؟
ألا ترغب في ترك يافا بين ذراعيّ
لأحميها منكَ
عندما لا ترغب
في بناء تاج محل
ثانٍ
لي؟
قبلني يا حبيبي أينما تشاء
كي نقطع منقار الغبطة
ونرسله إلى كلكوتا
رسالة عهد وميثاق
اهمس لي تحت أذني اليسرى
تلك أقرب إلى قلبي
وأبعد من كل أحزاب اليسار
تودد على صدري
ولا تخش الاقتحام
فالرمان عبث الأيام
والأيام مجون التوابل
وسارِي أحمر على جسدٍ أسمر
بانتظار الارتماء
في مضجع
سيطول الليل
ولن يقصر شوقي
سأبقى لك الوتر والنغم
الكأس وما في الكأس
السيجارة والدخان
الهنديَّ الملون
دونك ليس لي يا شاعري
غيرك لم أتمنّ
أنا الركن المدنس
وأنت القلم
أنا الخجل
الذي كان

*































سيدي محمد

سيدي محمد يريد أن يأخذَكِ مني
وكل الصبايا في مكة عائشة

سيدي محمد يريد أن يخلعَكِ عني
للشجر عرشٌ مِنَ الثمارِ الآمرةِ الناهية

سيدي محمد يريد أن يعطيكِ لغيري
القمر غيرُكِ والنجوم قطوفٌ دانية

لو وضعوا الشمس في يميني
لما تركتكِ للشرقِ ورودًا شاكية

رمز الهوى والقُبلةِ كان سيدي
قبل أن تكون القِبلةُ إيمانًا وأمانيا

الجمال أحبه الله من قبلي
وأنتِ حبُّ اللهِ على الأرضِ
وفي السموات العالية

كيف لا تعبدك العباد وللعباد قلبي
حتى الطيورُ غادرت أجنحتها
بأمر ثديكِ هانئة راضية

لكن العبادة في هذا العصر هي غير عبادتي
اسألي الأحياء يقولوا لك الموت دنيا
أعز علينا من القدسِ
وحمامِ القدسِ
وحنانِ القدسِ
ومساجدِ القدسِ
وكنائسِ القدسِ
وأسوارِ القدسِ
وأسرارِ القدسِ
وفستقِ القدسِ الحلبيّ
وكأسِ القدسِ الروحيّ
وكلِّ القدسِ وما فيها
إلا الليل في القدسِ وبنات الليلِ
التي
ستبقى عيوننا عليها إلى الأبد باكية

*









ساد ومازوخ

سأتركك يا حبيبي إلى الندم
إلى الأسى وأحزان العشاق
يريد قلبي خصومة الذات

سأغادرك يا حبيبي إلى الألم
ومن الألم أصنع الحكايات
تريد عيني مرارة البكاء

سأبحث عنك بين صفحات الكتب
وأغرق في محيطات الجرائد والمجلات
يريد عقلي عبودية الكلمات

سأحلم بك هائما بين السحب
ضائعًا بين السموات
تريد نفسي وهم الغمام

سأناديك وأنت بعيدٌ عني
لئلا تسمعني
فتأتيني رغباتٍ تغتالها الرغبات

سأصرخ بك من وراء الجدران
لا صدى للصراخ في قلوبٍ
لا يصلها الصدى آهات

سأمزق كل رسائلي إليكَ
لتنسى قلمَكَ الحروف
ويموت في قلبك كل انتظار

سأمحو كل آثاري الباحثةِ عنكَ
وألقي في خط التقاطع آثارك كي
لا تصل بك الطرقاتُ إلى الطرقات

سأحرق مناديلي بعد أن أغرقها في الدمعِ
لئلا يصلك عطر الدمعِ
وتسقط على قدميّ بدافع الاختناق

سأدفعكَ بقدميّ إن وصلتَ إليهما
وأذهب إلى البحر الذي يبكي عليّ
وأتركُ لكَ من ورائي خُلدَ الغابات

*








أنا المسيح

أنا المسيحُ
بعد أن عدتُ
ولا أحد يعترف بي

أنا المسيحُ
بعد أن بنيتُ
ولا أحد يسكن معي

أنا المسيحُ
بعد أن كتبتُ
ولا أحد يقرأُ لي

أنا المسيحُ
بعد أن صرختُ
ولا أحد يصغي لي

أنا المسيحُ
بعد أن صدتُ
ولا أحد يصيد غيري

أنا المسيحُ
بعد أن خبزتُ
ولا أحد يأكل خبزي

أنا المسيحُ
بعد أن عَتّقتُ
ولا أحد يشرب خمري

أنا المسيحُ
بعد أن أعتقتُ
ولا أحد يشكر صنعي

أنا المسيحُ
بعد أن سامحتُ
ولا أحد يُقبّل خدي

أنا المسيحُ
بعد أن قَبِلْتُ
ولا أحد يَقْبَلُ وُدي

أنا المسيحُ
بعد أن أعطيتُ
المريمين للحَبَلِ بدنسْ
ولا أحد إلا فعلْ
ثم أعاد الكل صلبي

*


روك آند رول

الهنود عادوا ليقيموا العدلَ بين الكائنات
الهمجية
روك آند رول

وليزرعوا الديمقراطيةَ في حقول النباتات
الوحشية
روك آند رول

وليغنّوا الأخوّةَ والمساواةْ
بين بساطير الحرية
روك آند رول

وليقضوا على الخوفِ في المعسكرات
الجماعية
روك آند رول

وليمحوا الشكَّ من دفاتر التلميذات
المطريركية
روك آند رول

وليشطبوا عدمَ الثقةِ من جباه الصولجانات
البطريركية
روك آند رول

وليرضوا في الدين الدنيويات
الفردية
روك آند رول

وليدفعوا أهل الأرض حتى النهايات
السرمدية
روك آند رول

وليرسموا من دمِ شفتيكِ اللوحات
البيكاسوية
روك آند رول

وليصنعوا من حلمتيكِ القلادات
الألمانية
روك آند رول

وليرفعوا على بطنكِ الناطحات
الأمريكية
روك آند رول

وليقيموا بين فخذيكِ الكوبريات
المصرية
والسعودية
والأردنية
والعراقية
واللبنانية
و..
و..
واليمنية
و..
و..
والمغربية
روك آند رول

*








































لماذا أسلمت كليوبترا؟

كليوبترا أسلمت من أجل الحجاب
بعد أن نظرت إلى نهديها
ووجدتهما جميلين
وإلى خصريها
ووجدتهما ملساوين
وإلى بطنيها
ووجدتهما أُمَّتَيْن
وإلى وَرِكَيْها
ووجدتهما أهرامين
وإلى ساقيها
ووجدتهما مِسَلّتين
وإلى قدميها
ووجدتهما نبيين
وإلى ظليها
ووجدتهما حيتين
وإلى كاهنيها
ووجدتهما ذئبين
وإلى زوجيها
ووجدتهما نعجتين
وإلى عرشيها
ووجدتهما مِصْرَيْن
وإلى صعيديها
ووجدتهما دابتين
وإلى بحريها
ووجدتهما كأسين
وإلى سينائيها
ووجدتهما عقربين
وإلى فلسطينَيْها
ووجدتهما إسرائيلَيْن

*


















عبد الكريم قاسم

عبد الكريم قاسم هو بغداد
التي
لَذّتُهَا لا تضاهيها لذة
في كلِّ مرةٍ يهواكِ قلبي
يَغيرُ مني أعظمَ غيرة
يريدك له وحده لذةً
أكبرَ من كل لَذات الدنيا
مطرِبُهُ المفضلُ على نغماتِ الموتِ إلفيس بريسلي
أما العندليبُ الأسمرُ فلا يريد السماع بِهِ الدهرَ كُلَّه
وكاتِبُهُ المفضل على مراسح السحل سلمان رشدي
يوم يولد القلم من آياته السفلى
أنا وأنتِ لا نريد أن نفكر في المستقبل
نريد أن نكون لما قبل الزمان قُبلة
وهو يريد أن يفكر في الماضي والدم
لهذا كانَ للحاضرِ المحاكمَ بالجملة

*
































على طريق دمشق

على طريق دمشق سيكون اندحاركم
واقتلاع أسنان الكواسج
ومخالب الحمام

على طريق دمشق سيكون انهزامكم
واحتراق فرو الثعالب
وخطوم الذئاب

على طريق دمشق سيكون انفلالكم
واعتصار خَتْلِ الفواكه
وسموم الرمان

على طريق دمشق سنقيم الأعمدة
على جثثكم
ونضيئها بالموت

على طريق دمشق سنزرع الياسمين
في دباباتكم
ونسقيه بالدم

على طريق دمشق سنحرر الحرية
من مزاميركم
ونحقنها بالمصل

على طريق دمشق سنرمي على جسد البيضاء منكم
كساء يافا
ونحميها من البرد

على طريق دمشق سنكنس عن جسد السمراء منكم
أيديولوجيا بال
ونحفظ لها العقل

على طريق دمشق سندفئ جسد السوداء منكم
بذراعي أم درمان
ونحررها من الخوف

على طريق دمشق سنكسر إرادة البورصة
وصندوق النقد الدوليّ
وكل كارتيلات الكونغرس

على طريق دمشق سنضع حدًا لمصالح البوظة
وجنرالات النوم الأمميّ
وكل قوى تحريك المفاصل

على طريق دمشق سننقذ الهريرات من أسنان أمها
والذئاب من أنياب الذئب الآليّ
والجِمال من جَمال الهوادج

على طريق دمشق سنحفر مجرى الذهب
بفأس يوحنا الدمشقيّ
ونرفع في الفضاء إيقونة العذراء ذات الإيدي الثلاث

على طريق دمشق سيعود النبيُّ بعد أن يمضي بحلب
ليسلم بولس الدمشقيّ
رسالة الحداثة والحجر وجدائل العنقاء

على طريق دمشق سيكون حبي لكِ حبَّ ماء مأرب لنار سبأ
وكَلَف مدينتي
التي لم يخلق مثلها في البلاد

*


























سقراط الهندي

الهنود على باب شفتيّ بالمئاتِ
همُ الهنود
وأنتَ مثل طاغور تبني الحلمَ
لمن لا يحلمون
فلا أحد هناك غيرُكَ
في كلكوتا
يكتب بالنار
ولا أحد هناك غيرُكَ
في كلكوتا
يفهم النار
ولا أحد هناك غيرُكَ
في كلكوتا
يحرق النار بالنار
وبالوهم السكريّ
والكل يسفح
الماء على فخذيّ
فاغرَقْ فيَّ لتعرفَ أقل
وابعدِ الموجاتِ عن جسدي
لتبقى أقرب
ربما فهم غيرك
أن البائعةَ للثديِ أذكى
من كل أبناء الهند
فيبتعد عنها الأغبياء
الأغبياء الأقوياء
الأقوياء الأثرياء
الأثرياء حيايا السند
بعد أن غدوتَ لي كل شيء
آه يا كلَّ نهرِ الغانغ شعرا
يا كلَّ أفيونِ التصوفِ زهدا
يا كلَّ خرزِ النساءِ حلما
يا كلَّ عُصفرِ الأيام وقتا
يا كلَّ موتانا الذين في المجامرِ
رمادا
يا كلَّ من قُتلوا قبلك
قمما
فقد أهلكت علما
وأفسدت درسا
وأغرقت نقدا

*









أنتِ.. من أنتِ؟

أنتِ.. من أنتِ؟

قَوامُ غصنِ البانِ
ورِقّةُ النسيمِ
أم للأفعى فطنةْ؟

وداعةُ الأرنبِ
وغرورُ الطاووسِ
أم للماسِ قيمةْ؟

حلاوةُ العسلِ
ومرارةُ العلقمِ
أم للثغورِ فاكهةْ؟

حرارةُ النارِ
وبرودةُ الثلجِ
أم للفصولِ مليكةْ؟

هديلُ الحمامِ
وثرثرةُ الببغاواتِ
أم للكونِ موسيقا؟

أنتَ.. من أنتَ؟

قممُ الهملايا
وجذوعُ النخيلِ
أم للثورِ عقلْ؟

مخالبُ الصقرِ
وخطمُ الضَبُعِ
أم للحديدِ قيدْ؟

زنخُ السردينِ
وثُفْلُ القهوةِ
أم للمراحيضِ عطرْ؟

جحيمُ الصحراءِ
ورمالُ القطبِ
أم للبحارِ كلبْ؟

نعيقُ الغرابِ
ونعيبُ الشِّعرِ
أم لموسيقا الجازِ نعشْ؟

أنتِ.. من أنتِ؟

سعادةُ الطفلِ
وفرحُ النهارِ
أم للّيلِ أرقْ؟

ظمأُ الأرضِ
وجوعُ البحرِ
أم للمغامرِ جسدْ؟

جوهرُ الأشياءِ
وجنونُ الاستعاراتِ
أم للصحارى مطرْ؟

مجونُ الكأسِ
وانتقامُ الحريقِ
أم للمنفيِّ سفرْ؟

رحيقُ الخطيئةِ
والطريقُ إلى الله
أم للندمِ بيدرْ؟

أنتَ.. من أنتَ؟

قضيبُ الذهبِ
ولثمُ اليدِ
أم للوجهِ لثامْ؟

تاجُ الوَرِكِ
وعشبُ الليلِ
أم للجسدِ وجارْ؟

جِذعُ الكونغرسَ
وثديُ الكنيستَ
أم للقدمِ حذاءْ؟

غروبُ السياسةِ
وشروقُ العبادةِ
أم للبطنِ مساءْ؟

هنودُ القدسِ
وأقراصُ الفلافلِ
أم لمريمَ ثُغاءْ؟

*












الأنا الباقية

حبيبات أيامي
كل حبيبات أيامي الماضية
فقدتها
إلاها
أطيافها باقية
قبلما
رأيتها
ذرفتُ دموعي الشاكية
بعدما
رأيتها
أخذتُ مناديلي الباكية
عليها
وأحرقتها
في نار الزنابقِ الرّائحةِ الغادية
ومعها
كلَّ لؤلؤِها
وكلَّ تسبيحاتي الساذجة
بحمدها
أفرغتها
من غدٍ أشياؤه بالية
لا يريد أن يعرفَ غيرها
عندما
يجهلُ الغدُ أحزانيا
أنتِ لليل ما أنا
شكوى
شكواي في الليل دائمة
لا صدى
بين الجدران إلا
إذا أتاها الكونُ بذراعيكِ هارعا

*


















نزهة في الجسد

فاتسيايانا عرف الحب مَعَكِ قبلي
فكتب عن حِكَمِ الرغبة للهنود
وللعذارى كي يتقنّ دفع السلاح في صدري
ويرسمن على النهود
كل أوضاع سقوطي
صدورهن الروض العاطر
وأنا نزهة الخاطر
في جسدي
أنا قُبلة السوطِ
وفخذ يافا الغادر
لم يكن بحرها لكِ ثغرا
ولا رملها لكِ خصرا
أنا تل أبيب العناقِ
وطقس يافا العاهر
لم يكن حيها لك ظهرا
ولا حَمَامُها لك قبرا
أنا هاغانا الظَّفَرِ
وظِفْرُ يافا الخادش
للبكارة
ضيق المهبل
وتحفيز البظر
وعمق الاختراق
أنا نجم البحر
وأطراف يافا الأربعة
ولوج الكِلاب
ورِدْفُ الكنيست
ودَبْرُ الجيش
أنا ويافا الرقم 99
والرقم 69
الأول كان رقمَ بيتنا
والثاني سيكون رقمَ بيتِ امرأةٍ في باريس
ستحبني
أنا عِلْمُ الحب
وعناقُ فيثاغورس ليافا القادم
وحرثُ الأرض
والنساء
لأجل المساواة بين الأمم

*










وجوهي الأربعة

وصار لجبال الكرمل شكل البقرة
فعبدناها أصلاً بعينين
وفرعًا بعينٍ واحدة
في وجه وزير الدفاع
وصارت لكِ ألفُ عين
لتري وجوهي الأربعة
لم تكن الشهامة
سمةَ السيفِ
ولا المروءةُ سمة
الثوبِ
كان براهما سيد السيادة
في هوامش الكتاب
تركتكِ أوروبا الحديثة
متعةً للظلال
حتى أن كريشنا قد تخلى عن أعاجيب البطولة
للقادمين من الأنبياء
وليعلّمَ غيرَكِ دروسًا يأتى بها من جهنم
ماتَ على الشجرةِ مصلوبا
وليحاسبَ الناس

*




























أحكام الحِكَم

حبيبي الهوى ضربٌ من الرُّقْية
وعلى الشفاه سحرُ البسمات

حبيبي الجوى دواء المحبة
والعطر تنشره النسمات

حبيبي الشوق نارُهُ الوردة
والبعدُ إحدى الحسنات

حبيبي الجسد لا يساوي قُبلة
إذا الهوى عنه غاب

حبيبي النهدُ أحرُّ من أمّة
تعيش في خط الاستواء

حبيبي الزَّنبق يعرفُ الطريقَ إلى القلبِ أعمى
الحدائقُ للزَّنبقِ حريرٌ وساق

حبيبي مُرني لكَ أُحضِرِ الدنيا
على طبقٍ من ذهب القبلات

حبيبي طفلُنا القادمُ ينظرُ إلينا
عند دنوِّ العدوِّ من سُرّةِ الكلمات

حبيبي لا تُخِفْني بالدينِ كلُّ الدينِ في وعيِنَا
الحبُّ دينٌ والعلمُ دينٌ والأخلاقُ دينٌ لا يعرفُهُ الأموات

حبيبي الخضوعُ للحبِّ امتحانٌ لنا
أغلى الخضوعِ أحلى المغامرات

*


















الأشياء والأفعال

يا حلوتي
أنا إن بقيتُ
فلأن حبي باقْ
وإن شربتُ
فلأن الخمرَ ماءُ الحياةْ
وإن ذبحتُ
لإبراهيمَ الوردَ
فلأن الوردَ "كارما" الجراحْ
وإن أطفأتُ
مصباحَ النهرِ
فلأن النهرَ تناسخُ الأرواحْ
وإن طرّزتُ
نَيْسانَ تُلاً
فلأن نَيْسانَ بحيرتُكِ الخضراءْ
وإن رفعتُ
عيبالَ طودًا
فلأن عيبالَ أقربُ إلى السماءْ
من ناطحاتِ مانهاتن

*





























الموضوع أقوى

أنا رهينةُ ثوبِكِ القصير
تباهي نصفِكِ الأسفل
وانحناءُ السوسنِ على الكرسيّ

أنا فديةُ قميصِكِ الحرير
أمرُ نصفِكِ الأعلى
ومشقُ القَدِّ في النظام العالميّ

أنا روعةُ ظلِكِ السليب
إرادةُ جسدِكِ الأسمى
خَلْبُ العقلِ والاختلال النفسيّ

أنا طريدُ طِلاءِ أظافرِكِ الأسود
تساقطُ نيزكك الفيروزيّ
وارتماءُ العروس في أحضان الورد

أنا أسيرُ قلمِ شفتيكِ الأخضر
تعالي قمرِكِ الكستنائيّ
واختيالُ الياقوتِ في تيجان البُنّ

أنا قتيلُ رمشِكِ المجرم
تسامي سهمِكِ الذهبيّ
وابتكارُ مذابحَ أخرى لكفرِ قاسم

أنا انتظارُ قواربِكِ المحطمة
يأسُ محراثِكِ المكسور
وعجزُ جناحِكِ المقطوعِ عن الطيران

أنا خداعُ حذائِكِ لمنتصفِ الليل
مكرُ التفاحِ المسموم
وكَذِبُ الأنفِ من غيرِ إدمان

أنا غموضُ كأسِكِ في شيكاغو
كوكتيلٌ من المافيا والويسكي والإف بي آي
والدولارُ الأخضرُ في الأذهان

*












قوى الطبيعة والجسد

جاء الغرباءُ على أشرعةِ الجراح
ضاقت بِهِمُ الموانئُ
فجعلوا من جمالِكِ مرسى
انطفأ البرقُ من ناحيتنا
طعامنا الرماد
وماؤنا على الموائد
غضبُ البراكين منا
عجلاتُ النكبةِ تشعل النار أمامنا
كيلا نغدو بدورنا غرباء
نبحث عن مراكب
أين أرضُ العسلِ والعبثِ التي لنا؟
لم يشأ براهما أن يكون أبانا
لم يشأ أن نكون له كنادر

كل قوى الطبيعةِ كانت ضدنا
السماء التي كانت أبا
والأرض التي كانت نعلا
الشمس في الحدائق
الريح في حقول الحنطة
المطر في وديان الموت
النار في الخنادق
المحيطات في أفلام الفضة
في اللوحات
في جباه الأطفال
في شفاه القنابل
في أصابع الكون
في قرآن محمد
في توراة بينوكيو
في إنجيل جبران خليل جبران
في إلياذة نوري السعيد
في أوديسة بن غوريون الحبيب
في أسيجة الحدائق
في الوقت كما يفهمه نيوتن
في رأس المال
في مال الرأس
في أهداف البنادق
في الحلم المرمريّْ

كل قوى الحرب كانت ضدنا
الثلج في ستالينغراد
الرمل في بلاد الحجاز
المستنقعات في الفيتنام
الأَرُزُّ في مناقير الدبابات
النفط في آبار المتعة
الأنياب في الوول ستريت
القبعات في الصور
العناوين في الجرائد
الكلام في الإذاعة
في القصائد
في الرسائل
في النسق العصيّْ

كل قوى الجسد كانت ضدنا
شهوة عباد شمس
شراسة عناق الياسمين
لذة الصُّبار
الولوج في جهنم
القرنفل
المنيُ المتفجرُ من التين
في دير ياسين
ومن ساندويشات الشاورما
ومناسف لبن الناقة
ومحاشي المستحيل
الحَبَلُ بدنس
الطرح في مدغشقر
أو
الإجهاض في سينما فلسطين

*































الشفاه الأممية

صباح الخير يا شفاه!

أينما كنتِ
في نيبال أم في النيجر
في الكونغو أم في المكسيك

أينما أقمتِ
في البرتغال أم في مدغشقر
في موناكو أم في الموزمبيق

أينما ابتسمتِ
في بنسلفانيا أم في جزر القمر
في الشيلي أم في الأرجنتين

أينما همستِ
في بيلوروسيا أم في الرأس الأخضر
في مالي أم في الصين

أينما لثمتِ
في كندا أم في المجر
في الهند أم في البحرين

أينما تلونتِ
في رواندا أم في بلاد الحجر
في السند أم في علب السردين

أينما توحشتِ
في أستراليا أم تحت ظفر القدر
في غانا أم في حذاء رومل القديم

أينما تمنعتِ
في فرنسا أم في إليزيه القمر
في بلجيكا أم في معالقِ بناتِ الدين

أينما سفحتِ
في بريطانيا أم في كراتينَ لحمِ البقر
في إيرلندا أم في ملاعقِ الضبابِ الحزين

أينما اغتصبتِ
في ألمانيا أم في كواكب الغجر
في الجنة أم في الجحيم

*






جثث الزنابق الحمراء

الأوراسُ وجرزيمُ أقربُ إلى نهدِكِ مِنَ الثورة
والثورةُ والحريةُ أقربُ إلى رأسِكِ من مشروعِ قتالٍ جنسيّ
والفراتُ وبردى أقرب إلى جسدك من أصابعي الثملة
هناك قرب البتراء تعزف إيكوسين على نايِ التاريخِ ألحانًا للنيل
ولزنابقَ قطفتُها لكِ من ضفاف دجلة
زنابق حمراء لم تُسحل بعدُ
ولم تُنقل جثثها
على ظهورِ أحصنةٍ فاشيةٍ لطيفة
كانت تعرف أن العروبةَ قُرْطُ الوجود
وبدل أن تقطع للوجود الأذن كي تظفر بالقُرْطِ
قطعت له العُنُقَ
وكلَّ جسدِ العراق
وغدا الوطنُ متعةً للنصلِ
بعد أن كان للعباسيين نصلَ المتعة

*

































أهواك

أهواك حبيبي
أهواك فتاي الأسمر
من ثغرِكَ علمتني ونَيْسانَ القُبَلْ
فذقتُ لأولِ مرةٍ في حياتي جراحَ الفاكهة
ولدغَ العَسَلْ
القبلةُ الأولى كانت بطعم مانغا النيل
والقبلةُ الثانية كانت بطعم توت عدن
والقبلةُ الثالثة كانت بطعم المستحيل
وباقي القبلات كانت بطعم تفاح حلب

أهواك حبيبي
أهواك فتاي الأسمر
من حضنك علمتني وتموزَ الحُلْمَ
الجامحَ لمّا يعجزُ الخيالْ
والعِلْمَ
الخياليَّ لمّا يهجرُ العلماءْ
المختبراتِ إلى الأقلام
والشِعْرِ
المحَطِّمِ للمحنطِ من الكلماتْ
المكتوبِ بنعلِ الريحِ التي كانت لرامبو
وكانت صفائِحُكَ
الذهبية
والمخدوشُ بمخالب بودلير الوحشية
من قصصِ بودليرَ التي لم يقرأها منا أحد
سجائرَكَ
الأمريكية
رائحتُهَا لم تزل تديخ لي عقلي
ولن تزولَ مع الأيام
رائحتُهَا

أهواك حبيبي
أهواك فتاي الأسمر
من عشقك للطبيعة علمتني وتشرينَ الحِلْمَ
ليس بمعنى التسامحِ
ولكن بمعنى السماح
فالقدر حشيشٌ ورمان
والقضاء شمسُ العقلِ
وقمرٌ انفصل عن الشمسِ لغضبٍ
تعرفه الكواكب منذ ملايين ملايين الأعوام
خَجِلَ ابنُ طفيل منِ ابنِ سينا
وابنُ سينا منْ حيِّ بنِ يقظان
فأخذ ابنُ رشدٍ عنهما الكلام
وأوفى
بعهد العلمِ
وترجمةٍ لكتابٍ كان لأرسطو سرا

أهواك حبيبي
أهواك حبيبي الأسمر
من أثر النبيذ عليك علمتني وكانونَ العَدَمَ
جوهرًا للكونِ في أحضان
كتابٍ أم في أحضانِ امرأة
تشتري الهوى وتبيعُهُ
في سوق المعرفة
فالتجربةُ واحدة
وإن تعددتِ المواضيعُ
وأهواء
النفسِ العالمة
كالرياحِ يومَ تعصفُ الرياح
والأعاصيرِ التي تولدُ ميتة
فيقول البعض لأن هذه حريتها
ويقول البعض لأن العدمَ حياهْ

*






































شارع الشهوة

أنتَ ناقلٌ للعدوى يا قلبي
يا ثَوِيّاً في دم الملاريا
يا آفةً في ضمير الكونِ
يا حُمَةً في ذهن الأضاليا

عابرٌ أنا في شارع الشهوة
رجلٌ ذو نِيرَيْنِ تقول عني عرائس النيل
المتزوجةُ بالموجاتِ الغبية

ممثلٌ أنا في مرسح الغبطة
عُطَيْلٌ لا يغيرُ تقولُ عني حورياتُ الأَرُزّ
المنخدعةُ بالصورةِ الهيولية

معلمٌ أنا في مدرسة محبة الرب من غير عبادة
حلاّجٌ ارتداهُ اللهُ تقولُ عني عِشتارياتُ الفناءِ المطلق
المتحدةُ ببياضِ الوثنية

غريبٌ أنا على رصيف المتعة
ظلٌّ قريبٌ من العقل تقول عني المتكوكاتُ في مِنفضات الليل
فتياتُ نهاراتِ ميامي الرمادية

حبيبٌ أنا في مدن الشهوة المماثلة
قلمٌ يدافع عن الحرية في بلادٍ لا تعرف الحرية تقول عني السحاقياتُ في ممالك النحل
الباحثةُ عن مليكٍ لها بين الطيورِ المُغايِرِيّة


قتيلٌ أنا على بلاط الغريزة
جسدٌ أعطى كل شيء لجسدٍ تقول عني هندية
أحبني رصاصها

*

















ميتافيزيقيا الوجود

اللحن والكأس والسرير
الأحمر

الثغر والعنق والخصر
الأسمر

الساق والكهف والعشب
الأزرق

الطيف والبرق والقدر
الأحمق

الأنة والرِّعشة والتدمير
الأخرق

الطعنة والصرخة والقهر
الأروع

العدم والتحول والتغيير
الأردأ

المجاز والجاز والزواج
الأبيض

المجرد والتفسير والإفراط
الأجود

الغيب والشرق والماوراء
الأسوأ

ميتافيزيقيا الوجود واللاجدوى
الأمتع

*















كل الأشياء

أكتب لك على الريح
أكتب لك على المطر
أكتب لك على الشمس
حبي!

أرسم لك على الورد
أرسم لك على الضوء
أرسم لك على الليل
اسمي!

أرمي لك على السيف
أرمي لك على الحد
أرمي لك على النصل
قلبي!

أحفر لك في البرق
أحفر لك في الجمر
أحفر لك في النار
شوقي!

أزرع لك في الطمي
أزرع لك في الرمل
أزرع لك في الرماد
شفتي!

أبني لك في زحل
أبني لك في عُطارِد
أبني لك في بنات نعش
بيتي!

أحرق لك مع الذهب
أحرق لك مع العَلَم
أحرق لك مع الماس
عمري!

أهدي لك مع القمر
أهدي لك مع البحر
أهدي لك مع الدمع
منديلي!

أحمل لك مع الأفكار
أحمل لك مع الأنهار
أحمل لك مع الأسرار
سري!

أصنع لك بالنحت
أصنع لك بالجَبْل
أصنع لك بالعجن
دمي!
أرشق لك بالرمز
أرشق لك باللون
أرشق لك بالمِداد
دمعي!

أحكي لك بالقص
أحكي لك بالنشيد
أحكي لك بالتجويد
عني!

أصرخ مع الرعد
أصرخ مع الحرب
أصرخ مع الموت
لترأفَ بي!

*




































إرادة العبث

أمغادرةٌ أنتِ مع طيورِ الهندِ إلى البنغال
ويافا هناك على مرمى حجرٍ من خطبةٍ لعبد الناصرْ؟

أمسافرةٌ أنتِ في قطارِ الحبِ الذي صنعناهُ في سريرِ العناق
وحيفا زنبقةٌ على صدرِ غولدا تنادي قبلاتِكْ؟

سأتركُ يافا وحيفا لقبرٍ يحفرُهُ فأسٌ في اليمنْ
وألحقُ بِكِ لأجلِ عطرِكْ

سأذهبُ معكِ إلى آخرِ دنيا الخيانة
وأقضمُ التفاحَ عنكِ على أنغامِ البيتلز

سأدخلُ وإياك الحلمَ الأمريكيَّ من بابِهِ الضيقْ
لئلا يتبعنا أحدٌ سوى ظلِكْ

بكم أبيعُ لكِ اللُّدَ
كي يكونَ لي حبُّكِ
عارَ البندقية؟

بكم أشتري لكِ البنغالَ
كي أخلعَ نِيرَ العبوديةِ عنكِ
وأبقى عبدًا للرملة؟

كيف أعطيهم كلَّ الحقوقِ
مقابلَ قلمِ حمرةٍ لشفتِكِ؟

كيف أبني لهم أجمل المواخير في الجليل
فقط لأمزقَ قميصَكِ
وأخنقَ شهوةً في بنطالي؟

لماذا كلُّ هذا الترددِ أمامَ ضابطٍ يريدُ أن يجعلَ مِنَ الأقصى هيكَلَهُ
وفخذُكِ هيكلٌ لأمّة؟

لماذا كلُّ هذا التدللِ عندما يريدُ الصقورُ نقرَ حلمتيكِ
وبطنُكِ ساحةٌ لكلِّ مخالبِ الشعوبِ العربية؟

ماذا أقول لباريسَ عندما تسألُ عن حفلٍ تدعوكِ إليه
بمناسبةِ نصبِها لبعضِ الخيم؟

ماذا أقول للندنَ عندما لا تجدُ صدرًا تبكي عليهِ
في لحظةِ ندم؟

هل أرفعُ الأعلامَ على أسطحةِ عمانَ أم فساتينَكِ القصيرة؟

هل أغطي الكعبةَ بالحريرِ
الأسود
أم بسراويلِكِ الصغيرة؟

متى سيكونُ كلُّ الوقتِ معَكِ للذئبِ الذي فيّ
تحتَ قمرِ أريحا؟

متى أختصرُ لكِ الفضاءاتِ في كنيسةِ ساقيك
وأزوج مريم في كاليفورنيا؟

أريدك أن تبتسمي ابتسامةَ عبد الناصر الحبيب
وأن تضعي على عينِكِ وشاحَ موشيه الغالي
وأن ترتدي عباءةَ فيصل الوطنيّ
الموشحةَ بقرارتِ هيئةِ الذمم

أريدك أن تفتحي الطريق إلى صدرك
ويكون نصرك نصرًا لكل العرب

هذا شرطُ الحبِّ ما بيننا

*




































الإبحار على متن قارب هندي أحمر

ارتقيتُ عرشَ السماءِ لعرشِكِ
ونظرتُ إلى دنياكِ ما وراءَ البحار
كنتِ امرأةَ القبيلةِ الفقيرة
بالقمحِ وبالذرةِ حاصرتِ الأنهار
وبالتِّبغِ لشفتيكِ وللضفيرة
أَثَرتِ الدخان
حتى مشارفِ البيرو
كان كريستوفر كولومبس لم يميزِ الكفَّ مِنَ الأصابعِ الطليّة
في حلمٍ لم ينتهِ إلى اليوم
أحرقَ فيهِ الخشبَ
وأذابَ النحاس
ومن أثداءِ النساءِ بنى العواصمَ قربَ البحيراتِ الكبرى
وصارت لأوروبا في اقتلاعِ الشجرِ فنون
وفي قطعِ القدمِ الحمراء
أو دفنِها في قبورِ الطاعونِ والكوليرا
كان الكومانشُ في أصلهِمْ من يافا
وكان الهنودُ الحمرُ أهلَنا
لم نكنْ حُمرًا وقتها
وغدونا حُمرًا وخُضرًا وسُمرًا وكلَّ الألوانِ في قوسِ السحاب
إلى أن محتنا قبلاتُ بنادقِ الفاتحين
كانَ ذلكَ حبَّهُم لمن يحبونَ الأرضَ التي اغتصبوها
وبعدَ ذلكَ قلنا نحبُّهُم كما يحبوننا
فمحونا مِنْهُمُ الشفاهْ
وتركناهُمْ دونَ قُبَلٍ إلى الأبد
إلى الأبدِ هُمْ تركنا

*

ولم نكن أفضلَ أخلاقًا من قاتلينا
يوم تركنا أكلَ الحشائشِ والنباتات
وأخذنا نأكلُ لحمَ الحيواناتِ التي كنا نعيشُ في وئامٍ معها
وفي كنفِ الرياشِ الملونة
لطاووسِ الوقت
وصراخِ الألوان
عندَ عبثِ الألوان
فلا السهمُ ولا القوسُ ولا مناقيرُ النسورِ جعلتنا نرجعُ عما عزمنا
حتى ولا طنينُ الذباب
أنزلَتْ بنا الأرواحُ المرضَ
قناصينَ كنا أو صائدينَ للسمك
ولم تفرقْ ما بيننا
كان غضبُها من غضبِ أممِ البرقِ التي تعيشُ في فضاء
الكون
حزنتِ الحيواناتُ علينا
وقَبِلَتْ منا أكلَنَا للحمِها وفكرةَ الانتهاء
جسدًا فينا
إلا أنّ الفاتحينَ فيما بعد
الذين فعلوا بنا كما فعلتِ الأرواحُ بنا
رفضوا عناقَنا في طبقٍ من دم
واستباحوا الملحَ
وسلخوا للأمهات
الحنطة
بينما كانتِ الأعشابُ أكثرَ رأفةً بالملحِ المستباح
وبالحنطةِ التي منها وُلِدْنَا
قدمتْ لنا العلاج
وبَرِئنا

*

ومثلما كنا للكومانشَ أصلا
كان الهنودُ الحمرُ أصلَنا
وكنا للعوالمِ فصلاً يتبعُ فصلا
سبعةٌ هي عوالمُ الإنسانِ والرابعُ اليومَ عالمُنا
دقتِ النارُ في الأولِ كما تدقُّ النارُ في الياقوت
لهذا صارَ الياقوتُ أحمرَ
وغزا الثاني الجليدُ كما يغزو الجليدُ القطبَ
لهذا صار القطبُ أبيضَ
وغرقَ الثالثُ في المحيطِ كما يغرقُ سمكُ القرش
لهذا صار سمكُ القرشِ السِّفْرَ الأولَ في التوراهْ
كان ذلكَ بعدَ أن أعطى (( ديوفه)) الإنسانَ في العالمِ الأولِ
العقلَ والتناسقَ
وكلَّ ما هو ضروريٌّ في السياق
قبل أن يختارنا لنشهد
على الفَجَرَةِ الذين كانوا منا
شهادةَ شوبنهاور
وعلى ما ألمّ فيما بعد
بجزرِ عيدِ الفصحِ وهاوايَ مِنْ عظيمِ الهلاك
هناك حيث رفعَ الخالقُ لنا بينهما كاسكارا جَنَّتَنَا
ثم رفعَكِ إليه
بعد أن أحبَّكِ
وأجرى عَقدًا معنا ليبقينا
وليبقيكِ قربه:
((إذا أردتم أن تكونوا أسماءً أكتُبُهَا لكم بالنجوم
حروفا
فعليكم أن تجعلوا البرتقالَ يحبلُ بالمعرفة
وأن تمحوا الحربَ من كتبِكُم وعقولِكُم وكتبِ وعقولِ كلِّ من تبعكُم من عبادنا
ممنوعٌ عليكم أن تقتلوا لأني أحبُّكُم
ولا أن تقلعوا الشجرَ لأني علمتُكُم قوانينَ الفصول
ولا أن تَعُدُّوا النجومَ لأنها بيوتي
واذا لم تفعلوا ما أشاء
فلن تكونَ الأنهارُ أُخوةً لَكُم
ولا النارُ قدحًا وشررا))

*

وعندَ ذلكَ خرجتْ قارةُ أمريكا الجنوبيةِ مِنَ المحيط
كالمرأةِ الحُبلى بألفِ توأم
إلى جانبِ قارةٍ أصغرَ من كاسكارا
أسميناها ((بلدُ جهنم))
لأنها تشبهُ الجحيم
كانت أفريقيا تشبهُ الجحيم
وكانت أوروبا تشبهُ الجحيم
وكانت آسيا تشبهُ الجحيم
وأوقانوسيا
وكان الجحيمُ يشبهُ نارَكِ عندما تغضبين
سَكَنَهَا أناسٌ منا
بعد أن كفروا بديوفه خالقِنَا
ونكثوا العهدَ معه
فطردهم من عندنا
أبعدهم عن كاسكارا
وفصلهم عنا
في بلدِ جهنمَ تجمعوا
لم يكن قد حان وقتُ عودتهم إلى دمنا
كان عليهم أن يقطفوا الإجّاص
أولاً
والمندلينا
غَزُوا البلدانَ والقارات
وأسموا بلدَ جهنمَ التي أسمينا
أتلانتيدا

*

ونافسَ أهلُ أتلانتيدا الخالقَ في أسراره
لَقَبَهُمْ كانَ (( فاتحو السماء))
صعدوا إلى النجوم
فجعلها لهمْ هباء
ووصلوا إلى أفلاكِ البروج
فجعلها لهم عائمةً في القيءِ كلَّها
كالمستنقعات
كان لا يريدهم له أندادا
طَرَدَهُمْ من جديدٍ وأبقاهُمْ كالخوخِ معلقينَ على أغصانِ الشتات
كعناقيدِ العنب
كالوطاويطِ في النهار
كنا نرى في ذلك ظلما
وكان غيرنا يرى في ذلك عدلا
فَغَمُضَ للوجودِ معناه
حتى أن المساءَ لم يَعُدِ المساء
غدا الليلُ سقفَ بيوتهم
والشمسُ ثوبَ كلِّ يومٍ
فَحْمِيِّ اللون
الازدراءُ كانَ طعامَهُم
والذلُّ كان شرابَهُم
والعناءُ حجرَ الحياةْ
اسألي الأمَّ
عن ألمِهَا
تقلْ لكِ
ما تقولُهُ الأمهات
إلا أن جبابرتهم ارتأوا غيرَ ما ارتأى الجبارُ الأولُ لهم
تحدوا الكلَّ
تحدوا المِدفأةَ والحطب
أرادَ كلُّ واحدٍ أن يجعلَ من نفسِهِ إلها
الوهمُ له آنيةٌ والطعام
غرامُ اللؤلؤ
والماس
وكمثرى اللهب
أن تكونَ له دنيا الأرضِ بعدَ أن فقدَ دنيا السماء
دنيا الممكنِ مَنْجَما
وأن تكونَ له كلُّ امتيازات
الخالق
لم يكن تحقيقُ ما يرمونَ إليهِ سهلا
إلا إذا جَمَعَتْ رَعَاعَهُم من حولهم فكرةٌ كانت فكرة
وكانت حلما
وإلا إذا انتشرتِ الفكرةُ على أجنحةِ طيورِ الموت
وجثمت على النفوسِ بمخالبها
وكان للخالق
أخٌ للموتِ اسمُهُ (( رلته))
آريُّ المحتِد
عاشق
... قٌ
للحلماتِ المقطوعة
لأن أثداءَ أمهِ كانت بلا حلمات
وغاضب
... بٌ
لجمالِ حلماتِ نساءِ أتلانتيدا
الممنوعة
فقطعها لهنّ
ونشرَ الموتَ بينهنَّ وقالَ عن نسلِهِنَّ ملعونا
أحرقَ نسلَهُنّ
وعذبنا
لم يكن يعلمُ أننا سندفعُ ثمنَ الثديِ الذي قتلَهُ وبكيناه
من دمِنَا
لم يكن يعلمُ أننا سنخضَعُ للثدي الذي أخضعَهُ ورفعناه
على كتفِنَا
بيرقا
لم يكن يعلمُ أن جبابرةَ الثديِ قد دغدغوا بالثديِ الفكرة
التي غدتْ فكرةً وحُلُمَا
كانتِ الفكرةُ حمايةَ أهلِ أتلانتيدا
ولم تكنِ الفكرة
وكان الحُلْمُ العودةَ إلى كاسكارا
ولم يكنِ الحُلْمَ
وهكذا بعد تَجْوالِهِم بينَ طبقاتِ السماء
واحتراقِ الحلماتِ بعيدًا عن أبوابِنَا
نمتِ الفكرة
واستبدت بهِمُ الرغبةُ في قضمِ عنبنا
وفي تسلقِ سلالمِنَا
وفي حرقِ صورِنَا
كما حرق لهم أخو الخالقِ رلته صورَهُم
من أجلِ أن تكونَ صوامعُنَا لهم أمكنةً للبكاء
وبعد أن كانوا يحلمونَ بكاسكارا بلدِنَا
حُلْمَ المعذبِ المشتاق
ويصلّونَ لأجلها
صلاةَ ذئاب
الله
وكأننا لم نكن أهلَهَا
أخذوا يعملونَ على تحقيقِ الحُلْمِ من على حوافِ أثداءِ نسائنا
عملَ الضحيةِ التي تسعى إلى الانتقام
ويعدّونَ العدة
مناقيرَ للبرق
وكأننا لم نكن مطرَ كاسكارا قبلَ أن نكونَ بشرَهَا
كنا لهم عبورَ الرياح
على أرضٍ لم تُفلحْ بأظافرنا
ونعيقَ الزاغ
في حفلِ ختانِ البلح
وعِنّةِ أصداف
البحر

جمعهُمُ الحُلْمُ وشتتَنَا
قَرّبهُمُ الحُلْمُ وأبعدَنَا

كانوا لغيرِنَا عُقدةَ النفس
لنا منهم قسوةُ الرومان
أو عبوديةُ السودِ التي لم يفطن لها أبراهام لنكولن
وإلى اليوم
هناك منهم من لا يرى فينا
نظامَ النوارس
المولعَ بالإبحار
والعابدَ لأرباب
الموانئ
المُعليةِ للرمل
وكانوا لبعضِنَا مساكينَ الكون
لهم منا شفقةُ جوبتر
أو احتقارُ هرقل
وإلى اليوم
هناك منا من لا يرى فيهم
انتخابَ الصقور
والقاتلَ بالإيجار
البالعَ للقرار
المدمرِ للغير
عندما تسلحوا بالبرقِ وبالوعد
وتأكدوا من قوةِ ما في أيديهم من قوة
عادوا إلى الأرض
ليخضعونا
فصبغنا وجوهنا بأقواسِ قزح
أشعلنا النار
وعلى إيقاعِ الطبول
رقصنا
رقصةَ الحرب
والدخانُ يعلو كأجنحةِ سودِ القواطعِ إلى أعشاشِ الموتِ في السماء
حملنا أقواسنا وسهامنا
ووضعنا على رؤوسِنَا الأرياش
رمزَ عزتِنَا وكرامتِنَا
واعتلينا الخيولَ والذئابَ وأسِنَّةَ الرماح
وذهبنا
ونحن نطلق صرخاتِ النصرِ إلى المذبحة
لكنَّ القمرَ والشمسَ كانا في كاسكارا معنا
فصمدنا
إلى أن استهلكنا كلَّ ما في المِحَنِ من جَمَال
مات أكثرُ ذئابِنا إخلاصا
وأكثرُ خيولِنا أصالة
وانضنى
الذهبُ والفضة
لم يكونا
بقوةِ فاتحي السماء
قُبَلِ المنيّة

اشتراهُمُ الجبنُ وباعَنَا
أغناهُمُ الجبنُ وأفقرَنَا

من الجوِّ
ضربوا مدنَنَا بالمَغْناطيس
وبالرؤية
ومن البحرِ
بِحراشفِ حُوُرِ المحيطِ وكلِّ أنهارِ العالم
وكلِّ مناقعِ المعرفة
ومن البرِّ
بحوافرِ الخيلِ وقرونِ العتاريس
وأظلافِ المحكمة

برّأهُمُ الجرمُ وأدانَنَا
خلّصَهُمُ الجرمُ وأهلكَنَا

كادوا يُنهونَ علينا
إلا أن الخالقَ لم يَخْذُلْنَا نحنُ السائرينَ على دربه
جَعَلَنَا
نتركُ من كاسكارا قسمًا لهم
وأنقذَنَا
بعد أن فرَّقَنَا
كانت كارثتنا الأولى

*

وكانت تعيشُ في العوالمِ الثلاثةِ بيننا
كائناتٌ أسميناها ((كاتشين))
وتعني الكائنَ الجديرَ بالاحترام
والتقدير
جاءتنا من الفراغ
بأسرعِ من البرقِ كانت تنتقل
على مَتْنِ سفنٍ فراغية
السماءُ لها بحرٌ
والفضاءُ لها سكين
كان بإمكانها أن تُعيننا في صدِّ فاتحي السماء
لكنها اتخذت من الجدارةِ ذريعةً على تركنا وحيدين
كشجرِ الجوز
ادعتِ القتالَ إلى جانبنا
ولم تقاتل
وادعتِ الدفاعَ عن الحق
على ألا تهادن
رأت في أهل أتلانتيدا ما لم ترَهُ فينا
رأت فيهم سيدًا للزمنِ القادم
وحليفًا دهريا
بقاؤهُ بقاءٌ لها إلى أبدِ الأوابد
وزوالُهُ زوالٌ لها
كما زال من قبلها أُخوةٌ من غبراءَ وداحس
وغيرُهُمْ ممن كانت لهُمْ رمالُ الممالك
كان الكاتشينيون يقرأونَ التاريخَ بعينِ القوةِ والأَيْد
وبأسِ القواطع
وكانَ (( الإنسانُ ذو العقلِ الكبيرِ)) سلطةً لهم
سلطةَ القوةِ وجبروتَ السطوةِ وصولجانَ القادر
الناقم
المنتقمِ للقبر
سلطةً رأت في أهلِ أتلانتيدا كيفَ تكونُ السلطة
ولا أحدَ فوقَ سلطةِ الخالق
هذا صحيح
ولكن..
وكان من الكاتشينيين
البدويون
كي تكونَ الرمالُ الساخنة
والأسكيموويون
كي تكونَ الرمالُ الباردة
ومهندو الماء
كي تسري الدماءُ في عروقِ الجلامِد
وبناتِ الخيال
أقاموا عَلاقاتٍ معَ كلِّ نساءِ الكون
النساء البشر والنساء السحاب
وكلِّ أنثى من كرومِ العنب
وشجرِ التين
وكلِّ أميرةٍ سَحَرَهَا السحرةُ للرُّمَّان
ياقوتًا أصفر
وحنين
.. نًا
أحمرَ للشفاه
وأزرقَ للزَّنبق
أبناءُ الزنا
كانوا أطفالَهم
المختارين
أطفالُ الرملِ والحكمةِ والقول
وفي قادمِ الأيامِ سحرةُ الدنيا

*

السفنُ الكونيةُ سفنُهُمُ التي كانت للرحلاتِ بينَ الكواكب
سفنٌ كالدرعِ الطائرِ سافرنا على مَتْنِهَا كُلُّنا
كُلُّنا سافرنا
نحنُ وكلابُنا وأبناؤنا ونساؤنا
لأجلِ إعلانِ الطاعةِ للإنسانِ ذي العقلِ الكبير
بعدَ الطاعةِ لديوفه خالقِنَا
وخالقِ كلِّ كائن
لكنه كان يزدرينا
ازدراءَ القدمِ للنملِ
ولكلِّ الدويباتِ ذواتِ الأنامل
كان يعتقدُ أنَّ السحرَ كلُّ شيءٍ في الوجود
وهو لمن يستحقُهُ منَ الأمم
حتى لمن لا أخلاقَ لهم
إذا كانوا جديرين
به
وكانوا له في المؤتمراتِ رُسُلاً
وفي المحافل
لهذا مدَّ يدَ العونِ لأهلِ أتلانتيدا على مِداده
ليبنوا بالسحرِ الترسانات
وليصنعوا الدروعَ الطائرة
وتصنعَهُمُ المغامرات
في رحابه
صار لأهلِ أتلانتيدا ما كان لحُماتنا
من دروعٍ
كانت تتحركُ في حقلٍ مَغْناطيسيّ
كما تتحركُ في المرايا
في الصور
في رؤوسِ الغافين
في هَوْم الموت
وفي حياةِ الهوم
وامتدادِه
وكانوا يتنقلونَ عليها ليسَ لاكتشافِ أسرارِ العالم
وأسوارِه
ولكن لمتابعتِنَا والتربصِ بنا
لكمشِنَا بين أصابعِ الضوء
المعتم
ونهارِ التكنولوجيا الدامسِ بنجومه
ونعاله
هم كانوا مِثْلَنَا
وغيرَنا كانَ الكاتشينيون
أسيادُ رملِ السماء
شكلُ البشرِ كانَ شكلَهُم
وقدراتُ الآلهة
لهم
وحدبُ الأقوياءِ على الضعفاء
فيما بينهم
كانوا يتصلونَ عن بعدٍ
بقوةِ فِطْنَةِ الرعد
التي كانت لهم
ولم تكن لنا
وينقلونَ الصخورَ من أماكنَ بعيدة
على ظهورِ جِمال البرق
التي كانت لهم
ولم تكن لنا

*

ولتعرفي قَدَرَ الذين كانوا مثلنا وضدنا
وقَدَرَ الذين كانوا غيرنا وضدنا
يصنعُ أفرادُ قبيلةِ الهوبي
التي هي إحدى قبائِلِنَا
في أمريكا اليوم
من الدمى صغيرَهَا
الملونَ ويقولونَ عنها
كاتشينيي الماضي
دُمى ترقصُ للآلهة
وتعينُ الأطفالَ على فهمِ ما يجري في الدنيا
وما يختفي تحتَ الأقنعة
ويصنعونَ من الدمى كبيرَهَا
الفحميَّ ويقولونَ عنها
أبناءَ أتلانتيدا
يُغْرِقونها في المدادِ الأسودِ لليل
ويُحْرِقونها
في حفلاتِ البارب كيو
انتقامًا ممن لم ننتقم منهم
واعتذارًا للبَيْسونَ الذي يصطادونه
ويجعلون من لحمِهِ عيدا
ولكي تختلطَ الروائحُ برائحةِ الخوف
التي ظلت تطاردُهُم
منذُ الكارثةِ الأولى

*

وبأمرِ الإنسانِ ذي العقلِ الكبير
لم ينقذنا الكاتشينيون من الكارثةِ الثانيةِ التي أَلَمَّتْ بنا
لم يدافع عنا بدوُ السماءِ وحواجبُ الكواكبِ وحوافرُ النيازكِ وأشقّاءُ القمرِ الفضيّ
بعد أن تركَنَا ديوفه خالقُنا وحيدِينَ والقدرَ وجهًا لوجهٍ ليجربنا
حاربوا ولم يحاربوا
قاتلوا ولم يقاتلوا
هاجموا وهم يديرونَ الظهر
ولم يهاجموا
وجعلوا من هزيمتهم أمامَ أهلِ أتلانتيدا قدرنا
الغبيّ
كانوا لا يعرفونَ سوى شيءٍ واحد
ألا ينصرونا
عندما كان النصرُ لا يكلِّفُ أكثرَ من كيلوغرام من اللفت
الأبيّ
ابتلع المحيط كاسكارا قارتنا
وكلَّ الجزرِ جزيرةً من وراءِ جزيرة
بعد أن دمرتِ القذائفُ ما تبقى من مدننا
بعد أن محقتِ القنابلُ ما تبقى من جبالنا
بعد أن محتِ الجرافاتُ ما تبقى من آثارنا
وذُبنا كجبالِ الملح
شيئًا فشيئا

*

وبرزت بعد غرقِ كاسكارا أرضٌ
نقل الكاتشينيون إليها من اختارهُمُ الخالقُ منا
حسب صعودنا في طبقاتِ الآخرة
على أجنحةِ اللهب
الصفائحِ المدرعة
أو الصنادل
كان على هذه الأرضِ أن تكونَ بلدَنَا
الجديدة
أرضُها لم تكن أرضا
بحرُها لم يكن بحرا
سماؤها لم تكن سماءا
أسميناها
العالم الرابع
عالمٌ كانَ في رأسِ كلِّ واحد
منا
لم يكنِ العالمَ الخيمة
ولا العالمَ الحقيبة
كان العالمَ في الرأس
في الدماغ
في البدن
العالمَ البدن
يوم تغدو الكينونةُ فكرة
والمأساةُ خيالَ المأساة
كان ذلك كُنْهَ قدرِنَا
الغادر
وهكذا قررَ القويُّ العادلُ القادرُ مرةً أخرى إنقاذنا
من غيرنا
بعد أن رمانا فينا

*

وبعد مرور آلاف السنين
نكث قسمٌ منا العهدَ مع ديوفه خالِقِنَا
خُنَّا الحمامَ الأمين
على صدورِ زوجاتِنَا
بعنا الجوهرَ الثمين
بين أفخاذهنّ
فجَّرنا دمَ الأنبياءِ السخين
على أقدامهنّ
من آدمَ إلى لينين
فجَّرنا
وبولَ المسيسيبي
وبرازَ الأمازون
والنيل
والسين
وغيّرنا الشكلَ لهنّ
صرنَ غيرَ الحمام
شيئًا أقربَ إلى أجملَ ما يجدُهُ إنسانٌ لدى الضَّبُعات
إلى الثقوبِ في فساتينِ المؤامرات
إلى الأنوفِ المصابةِ بالزكام
وأَجَدْنَا
طردتنا الجبالُ السبعة
ولم يقبلِ الدمقسُ أن ننبتَ كالقِنَّبِ على جانبه
قلنا نذهبُ إلى الأمام
فذهبنا إلى جمهورياتٍ أقمناها في كلِّ مدينةٍ منَ المدنِ
التي خربنا
وقلنا نعودُ إلى الوراء
فعدنا إلى فيلاّت اكتريناها في كلِّ حيٍّ منَ الأحياءِ
التي عهرنا
كان الأمامُ كالوراء
خطًا واحدا
إلى موائد الثلج
وبين الأمامِ والوراء
أخمدنا الانتفاضات
بماءِ الجنة
ونارِ المجد
وصنعنا النصرَ في الأذهان
ومن الأُخْطُبوط سلاسلَنَا
بالتسترِ والضلوعِ وإرادةِ حجارةِ الشطرنج
علينا
وكان العقابُ أن هزَّ ديوفه بنا الأرضَ هزَّا
أن دكَّ من حولنا الجبالَ دكَّا
أن أفاضَ الأنهارَ التي ركبناها إلى البحار
الأعظمِ هولا
تَرَكْنَا أين كنا وأوغلنا في البعدِ أبعد
من المكانِ الأكثرِ بعدا
في الأحلام
حتى وصلنا برفقةِ الكاتشينيين حُماتِنَا
إلى جزيرةٍ في جنوبِ أمريكا

الليلُ فيها أسود
والقمرُ أخضر
النهارُ فيها أسود
والشمسُ زهرية

الليلُ فيها أسود
والقمرُ أحمر
النهارُ فيها أسود
والشمسُ بُنية

أخذنا نسرقُ الخبزَ من موائدِ الفحم
والماءَ من ينابيعِ معادنِ الليل
الهيولية
تعوضنا عنِ الشمسِ بقليلٍ من زهرِ النهار
أو بُنِّه
وعنِ القمرِ بقليلٍ من خَضارِ الليل
أو رُمّانِه
كان الليلُ حقلَ الدنيا
والنهارُ غَمْزَ الزمانِ لخَلخالِك
واستطعنا أن نبني بلدًا شيئًا فشيئا
لا تشبهُ البلدَ التي أردتِها في أحلامِك
كانت في البلدِ سجون
وكانت فيها محاكم
كان فيها المجانينُ الذين فقدوا جنونهم طاعة
... ةً
للحاكم المحكوم
وللحاكم الحاكم
وكان فيها المجانينُ الذين باعوا جنونهم سلعة
... ةً
للخالق المخلوق
وللخالق الخالق
لم تكن لها عاصمة
وكانت فيها مباول
الكثير من المباول
وبعد ذلك بقرون
قرر حُماتنا الرحيلَ كالجناحِ الضائع
بعد أن صاروا يُجْرَحون مثلنا
ويَخْشَوْنَ مثلنا قُبَلَ البنادق
وأهلَ أتلانتيدا
الذين ظلوا يطاردوننا أينما ذهبنا
وأينما اختبأنا
في نقراتِ الطيرِ أو في خَدْشِ المخالب
وإذا ما هربنا منهم إلى الأحلامِ في أحلامنا
أو إلى أحلامك
وبعد أن فقدوا قدرةَ التنقلِ في الهواء
وقوةَ السحرِ ومهابةَ الطلاسم
بعد أن فقدوا عِلْمَهُمْ في السحرِ
وسيطرتَهُمْ على الرمالِ والبحار
ولم يعدْ لهُمُ السيفُ سيفًا للمكارم
ولا روعًا للجَمال
حبُّ النساءِ قِوامُه
قِوامٌ استبدلوه بقِوام
سحاقُ الوردِ وقصوفُ السمكِ
ولواطُ الأقمار
تركونا لمصيرٍ لم يكنْ لَهُ أخٌ على وجهِ الأرضِ
بينَ كلِّ مصائر
أبناء
الوقت
كانت كاسكارا وهمًا ظلَّ أهلُ أتلانتيدا يقاتلونَ من أجلِهِ ليلَ نهار
وكنا نحن لا ننام الليل في الليل ونحن نفكر فيها
تفكيرَ المتيمِ العاشق
كانت كاسكارا لنا لونَ الليلِ لليل
وضَوْءَ النهارِ للنهار
وطَعْمَ البرتقالِ للحامض
كانت لنا جَمَالَ الفستان
وأنتِ فيه
(( في يومٍ قادمٍ سيأتيكُمُ الرجلُ الشاحب
من مكانٍ أبعدَ من وطنِكُمِ الفقيد
الذي ليس وطنا
الوطنُ القصل
والمقصلة
الحكمُ والمحكمة
الدخانُ والمدخنة
وطنُكُمُ الضائع
وسيعينُ الرجلُ الشاحبُ أعداءَكم فكونوا جاهزين)) قال الكاتشينيون لنا
قبل أن يودعونا
كان وداعُهُمُ الصامت
دون بكاء
ودون عناق
كان وداعُهُمْ إلى الأبدِ لنا
ارتفعوا في السماء
وعادوا إلى كواكبِهِمُ السيارة
ليُعْلِموا الخالق
بعذابنا الأزليِّ بعدَ أن دمرنا
وقال أنقذتكم
وبعد أن شتتنا
وقال جمعتكم
كالقوارب
المحطمة
تحررَ الخالقُ منا
بعد أن كنا سلاسل
... لَ
قيدناه بنا
كنا الحديد دون أن نعلم
دون أن يقولَ أحدٌ لنا
ولم نكن ((كن فيكون))
لَهُ
أخرجَنَا من العيون
كحجرٍ ينام
ثم ينهض
نهوضَ السادرِ العاثر
هو من كان ((كن فيكون))
لنا
أدخلناهُ في العيون
كشعاعٍ يحتار
أين يجلس
ثم يجلس
على عرشٍ يكونُ لَهُ المكانَ الدائم
قبل أن ينسانا

*

ظهرت الشمسُ على الجزيرةِ مَعَ ظهورِ الرجلِ الشاحبِ بِتِبْرِهَا وحُسْنِهَا
حُسْنِ الظلمِ وتِبْرِ الجرمِ على ظهورِ النساءِ الحُبالى
عندما يغدو التبرُ والحسنُ لفحةً وخداعا
وظَهَرَ القمرُ إلى جانبِهَا
تارةً كُحْلِيَّا
وتارةً فُستُقِيَّا
كان ظهورُ الرجلِ الشاحبِ كالقمرِ غريبا
ظهورَ البراعة
في التكنولوجيا
على ظهورِ الحيتانِ الطائرة
لم نعملْ بالنصيحةِ التي أعطانا إياها حماتُنَا القدامى
كنا له طاعة
وكنا له الجسدَ مشاعا
جعلنا الشجرَ والحجرَ والطيرَ له طاعة
حتى النوارس العاشقة للذهبِ والملحِ والتي لا تأتي شواطئَنَا إلا لماما
جعلناها له طاعة
كان ذا سطوةٍ كبيرةٍ علينا
وككلِّ نبيٍّ صنعَ وأعجزَ
علَّمَنَا كيف نموتُ من أجلِهِ وكيف نكرهُ كلَّ ما كنَّا
نحبُّهُ أو لا نحبُّه
أن نحبَّهُ هُوَ وألا نحبَّنَا
ملأ قلوبنا بجفاءِ الألفة
ومن شفتيكِ بقوةِ طاقةِ الدمِ علينا
كان قادرًا على رفعِ كتلِ الصخورِ بإصبعِهِ الصغيرة
وعلى تحريكها بذراعٍ تفهمُ لغتها
كشف لأبناءِ أتلانتيدا أسراره
علمهم ما لم يَعْلَمْهُ أحدٌ منا
قوّاهم في البحرِ وفي البر
ومكّنهم مِنَ القنصِ وَمِنَ الصيد
وجعلهم له ذراعا
وبعد ذلك اعتلى ظهورَ أسماكِ القرش
وكلابِ البحر
واختفى
أسميناهُ ملكَ قروشِ البحر
أو إمبراطورَ كلابِ الموج
شيئًا كهذا أو ذاك مما كنا نخشى

*

وبقينا نَحِنُّ إلى وطنِنَا الأصليّ
وطنِ أجدادِنَا من الطيورِ يومَ كانتِ الطيورُ تتكلم
وأجدادِ أجدادِنَا من السمكِ يومَ كانَ السمكُ يحبل
كان بعيدًا هناك ما وراء المياهِ الكبيرة
يسكنُ خيالنا
يحفرُ جباهنا
يعطي اللونَ الأحمرَ لدمائنا
ولكلِّ جنسِنَا لقبا
على الرغمِ من أنه لم يعد موجودا
محورَ حديثِنَا اليوميِّ كان
وفي قلبِ شقاءِ العيشِ كانَ دافِعَنَا
على احتمالِ الشقاء
في عالمِنَا الجديدِ القديم
عالمِنَا السينما والخيال
العلميّ
في ظلكِ نراه
وفي ظلِّ الصخورِ التي نرفعُهَا على أكتافِنَا
في بطونِ الينابيع التي نُفَجِّر
وفي أحشاءِ الطرقاتِ التي تذهبُ من نيويورك
إلى لوسَ أنجلس
ومن لوسَ أنجلس إلى آلاسكا
ومن آلاسكا إلى القمر
الفستقيّ
على أكتافِنَا
ومثلما علمهُمُ الرجلُ الشاحبُ تكنولوجيا الحيتان
ارتدى أهلُ أتلانتيدا أجسادَهَا
وذهبوا يعيشونَ فيه وحدَهُم
فالحياةُ الحقيقية
هي الحياةُ في جوفِ البحار
تم لجبابرتِهِمْ ما أرادوا
حتى أنهم أخذوا ما كانَ لأوشينوسَ من صفات
نبت في رأسِ كلِّ واحد
... دٍ
منهم قرنان
وفي ذقنِ كلِّ واحد
... دٍ
منهم لحيةُ راهب
وصار لهم أسفلَ أجسامِهِمْ ما كانَ للسمكات
لم يَجِئْ
حُماتُنَا ليعيدونا إليهِ سمكًا نعيشُ فيهِ نحنُ أيضًا وأهلُ أتلانتيدا تحتَ الماء
جنبًا إلى جنب
قلبًا على قلب
وحلمًا مقابل حلم
وهاجسًا
في قُوّارِ هاجس
لم يَجِئْ
أولئك الكاتشينيون الذين كانت لهم صفاتُ البشر
ولم يعودوا بشرا
بعد أن تركوا للرجلِ الشاحبِ
كلَّ الصفات
والذين كانت لهم قدراتُ الآلهة
ولم يعودوا آلهة
بعد أن تركوا للرجلِ الشاحبِ
كلَّ القدرات
لم يَعُدْ
يهمُّهُمْ مصيرُ تلكَ القارةِ الضائعةِ كاسكارا قارتنا
أهمّ منها كان على قلوبهم مصير ما في الطناجر
كان في ضَياعِهَا ضَياعُ العالمِ الذي يتربعُ الرجلُ الشاحبُ فوقه
وَهُمْ
في ظله
الأسود
وكان في ضَعْفِهِا ضَعْفُ العالمِ الذي يسيطرُ الرجلُ الشاحبُ عليه
وَهُمْ
قُبلةٌ لنعله
الأبيض
لم يَعُدْ
يقلقُهُمْ أمرُنَا
أهمّ منا كان على قلوبهم شجن العناكب
وإلا قويَ العالمُ بقوةِ كاسكارا
ونافسَ العالمُ الرجلَ الشاحب
في علمه
وفي عمله
وحتى في شَوْيِ الهمبرغر وصناعةِ البيتزا
والصورِ الافتراضيةِ للأرانب
المحشوةِ بالصنوبرِ وبالأرز
وكانت نهايتُهُ ونهايةُ من هم
في ظله
الأسود
الأسودِ الحالك
لَوَّثْنَا وجوهَنَا بألوانِ الموت
الأبيض
الأبيضِ الناصع
ولجأنا إلى مانيتو الروحِ المسيطرِ على كل قوى الطبيعة
روح غاليليه
نَصْل العقلِ وإفحام القانونِ للسابقِ وللاحق
مما تعلمنا
امتطينا أحصنةَ البحر
وخضنا البحرَ معَهُ ضدَّ غيرِهِ وغيرِنَا
بعد أن أشعلنا النارَ في الماء
وأطلقنا صيحاتِ الحرب
قاومنا
الوحوشَ الخياليةَ منها وغيرَ الخيالية
وصارعنا
الأمواجَ وكلَّ ما بين أنيابِ الأمواج
وفجَّرنا
البراكينَ اللُّجِّيَّة
هدمنا
أعمدةَ الماءِ الناطحةَ للسحاب
تسلقنا
الأعاصيرَ المكوكية
وتفجرنا
مع حلزوناتِ الردى في جهنم ما تحت المياه
فقدنا
أجملَ الفتيانِ ممن لدينا
وأجملَ الفتيات
وأجملَ العقاربِ مما لم يكن لدينا
نبتت في كل بيتٍ من بيوتِنَا وردةٌ سوداء
وفي كل عشٍ من أعشاشِنَا جناحٌ ثالثٌ لأطفالنا
وفي كل مِخَدَّةٍٍ من مِخَدَّاتِنَا ثلاثُ شفاه
احتفلتِ النارُ بأعيادِ دمنا
وصعدت معَ الدخانِ وجوهُ موتانا وهي تبتسمُ لنا وتشجعنا وتحثنا على الصمود
والإقدام
ثم.. اتحدت كلُّ وحوشِ البحرِ مع جبابرةِ أهلِ أتلانتيدا ضدنا

هذا ما كانَ يريدُهُ الرجلُ الشاحب
لتبقى الأمورُ على ما هي عليه الأمور
والوحوشُ على ما هي عليه الوحوش
والنظامُ القائم

نعم.. في اتحادِ الجبابرةِ والوحوش
قوةٌ جهنمية
لم تكن لنا
كان لنا ضَعْفُنَا الدائم
وانهزاماتُنَا العبثية
كانوا من كلِّ الأصناف
من كلِّ الأشكالِ والألوان
ومن كلِّ ما لا يصطادُ للموائد
كانوا جبروتَ البحارِ السديمية
وكلَّ ما لا ينهار
العظاءاتِ التنينية
القروشَ المتعددةَ السنام
التماسيحَ الهندية
الفقماتِ الأمازونات
كبارَ الزواحف
الربوبية
وثعابينَ البحرِ والكركدنات
كانوا أسماكَ المنشارِ والسيفِ والفأس
الهمجية
أسماكَ الزَّجَرِ والتُّنَّ والماردات
من الحيات
أسماكَ الزَّمِّيِرِ والوَرَنْك وباقي الأسماكِ الهلّستينية
السمكَ الطيَّار
السمكَ المدرَّع
السمكَ الزحَّاف
السمكَ الذي لا يوجد إلا في رؤوسِ آلهة الحروب
الهِستيرية
حيتانَ الوال والبال
وصغارَ العنابرِ من الحيتانِ الأوتوماتيكية
حتى الدلافينُ أُخوتُنَا اتحدتْ معَ جبابرةِ أهلِ أتلانتيدا ضدنا

هذا ما كانَ يريدُهُ الرجلُ الشاحب
لتبقى السيورُ على ما هي عليه السيور
والسيوفُ على ما هي عليه السيوف
ومشيئةُ السلاسل

وتمكنت
القوةُ الجهنمية
من طردِنَا إلى سطحِ الماء
العابرونَ لم يعودوا نحنُ
عَبْرَ ما في الرأسِ من طرقات
بعد أن وقفنا ما بعدَ العبور
ومن خلفِنَا
كلُّ القناطر
وكلُّ العوالم
دونَ مساء
أخذنا نعومُ كالجزرِ التائهة
ولم يعد بقدرتنا تسلقُ حبالِ الهواء
كان الكونُ قد انفصلَ عنا

هذا ما كانَ يريدُهُ الرجلُ الشاحب
لتبقى القدورُ على ما هي عليه القدور
والقدودُ على ما هي عليه القدود
وأَيْدُ رافعاتِ النهدين
في فنادق
... قِ
المتعة

انتظرنا
من حماتنا القدامى أن يرأفوا بمن لم يعد لهم لا البحرُ ولا الأرضُ ولا السماء
انتظارَ الغاضب
منا
واعتقدنا
أن أبناءَ أبناءِ الرجلِ الشاحب
الذين جاءوا فيما بعد ليضاجعوا الحمام
أهلُ كاتشينَ لِجَهْلِنا
ولِقَطْعِنا رؤوسَ سلاحفِ الأيام
فعلوا فينا
ما لم يفعلْهُ أحد
لقحونا بكلِّ مضادٍ للانتصار
وللعلم
وللعقل
وجعلوا منا ساحاتٍ مفتوحةً للهزيمة
وللبلاهة
وللعبادة
حين تغدو العبادةُ وعودَ التوتِ وشظايا العنب
انتزعوكِ من بين ذراعي ديوفه خالقنا
ورموكِ بين ذراعيِ النهرِ والجنس
لتكونَ الفيضانات
تحتَ أقدامِنَا وفي الجسد
أيقظوا كرهَنَا القديم
وجعلوا منهُ الصلاةَ في المسجد
وفي السرير
وفي سراباتِ الغضب
لم يمنعنا
روادُ الحياةِ من قطفِ فاكهةِ
الموت
وكلِّ فاكهةٍ أخرى كالموت
ليست فاكهة
لم يفهمنا
فلاسفةُ العبثِ عندما غدا الموتُ والحريةُ لدينا
عنصرًا واحدًا للجنونِ وللسأم
ولاغتصابِ العزلة
لم يحمنا أبطالُ حقوقِ الرمان
منا
متوَّهين كنا أو غيرَ راضينَ بالعقابِ الذي أُنزلَ بنا
من أجلِ إثباتِ الظلال
والدفاعِ عنِ البراءة
لم يحررنا المحبونَ للعدلِ مِنَ العالمِ البدن
الذي لنا
تركوا نفسنا السجينة
تنام
فينا
لئلا ترى الأشياءَ على حقيقتها
إلى ما لا نهاية
لم ينقذنا
رسلُ الحضارةِ مِنَ الكارثةِ
ابنةِ الكارثة
وعمرُ الكارثةِ اليومَ
مائتانِ وستونَ ألف عام
وستةُ شهور
وثلاثةَ عَشَرَ يوما..


نابلس الأربعاء 1964.4.8
باريس الخميس 2010.10.21


العنوان السابق للديوان: شفاه العذارى




أعمال أفنان القاسم

المجموعات القصصية

1) الأعشاش المهدومة 1969
2) الذئاب والزيتون 1974
3) الاغتراب 1976
4) حلمحقيقي 1981
5) كتب وأسفار 1988
6) الخيول حزينة دومًا 1995

الأعمال الروائية

7) الكناري 1967
8) القمر الهاتك 1969
9) اسكندر الجفناوي 1970
10) العجوز 1971
11) النقيض 1972
12) الباشا 1973
13) الشوارع 1974
14) المسار 1975
15) العصافير لا تموت من الجليد 1978
16) مدام حرب 1979
17) تراجيديات 1987
18) موسى وجولييت 1990
19) أربعون يوما بانتظار الرئيس 1991
20) لؤلؤة الاسكندرية 1993
21) شارع الغاردنز 1994
22) باريس 1994
23) مدام ميرابيل 1995
24) الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون 1995
25) أبو بكر الآشي 1996
26) ماري تذهب إلى حي بيلفيل 1999
27) بيروت تل أبيب 2000
28) بستان الشلالات 2001
29) فندق شارون 2003
30) عساكر 2003
31) وصول غودو 2010
32) الشيخ والحاسوب 2011

الأعمال المسرحية النثرية

33) مأساة الثريا 1976
34) سقوط جوبتر 1977
35) ابنة روما 1978

الأعمال الشعرية

36) أنفاس (مجموعة قصائد أولى – ثلاثة أجزاء) 1966
37) العاصيات (مسرحية شعرية) 1967
38) المواطئ المحرمة (مسرحية شعرية) 1968
39) فلسطين الشر (مسرحية شعرية) 2001
40) الأخرق (مسرحية شعرية) 2002
41) غرافيتي (مجموعة قصائد فرنسية) 2009
42) غرب (ملحمة فرنسية) 2010
43) البرابرة (مجموعة قصائد أخيرة) 2008 – 2010

الدراسات

44) البنية الروائية لمصير الشعب الفلسطيني عند غسان كنفاني 1975
45) البطل السلبي في القصة العربية المعاصرة عبد الرحمن مجيد الربيعي
نموذجًا (جزءان) 1983
46) موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح 1984
47) البنية الشعرية والبنية الملحمية عند محمود درويش 1984
48) نصوص خاضعة للبنيوية 1985 – 1995
49) دفاعًا عن الشعب الفلسطيني 2004
50) خطتي للسلام 2004

[email protected]



فهرس

فاتحة
الطبيعة
نذير الحب
زمن العشق
ثلاث حالات للعشق
مستقبل العاشق
ثلاث حالات للعشيق
الجوهر
المرأة
عوالم المرأة
سُلطة
نفي الإثبات
نظرية التوازي
البقاء
المطلق
الوجود
فلسفة الحب
تفاحتان
أسئلة وجودية
اللحظة الساكنة
انطباعات
سُلطة الأماني
تواطؤ الكونترُباس
شرط البقاء
أمنيات العدم
إرادة القُبلة
وعود
أماني
ألوان الشفاه
التحول
قدر الهوى
الحب
القيثارة السحرية
دعاء القنوط
إرادة الخيال
جدلية القوة
ألوان الأزرق
الفكرة والعبرة
سيدي محمد
ساد ومازوخ
أنا المسيح
روك آند رول
لماذا أسلمت كليوبترا؟
عبد الكريم قاسم
على طريق دمشق
سقراط الهندي
أنتِ.. من أنتِ؟
الأنا الباقية
نزهة في الجسد
وجوهي الأربعة
أحكام الحِكَم
الأشياء والأفعال
الموضوع أقوى
قوى الطبيعة والجسد
الشفاه الأممية
جثث الزنابق الحمراء
أهواك
شارع الشهوة
ميتافيزيقيا الوجود
كل الأشياء
إرادة العبث
الإبحار على متن قارب هندي أحمر
أعمال أفنان القاسم



الإبحار على متن قارب هندي أحمر هو الديوان الأول من قصائد أفنان القاسم الأولى ((أنفاس))، أعاد الشاعر كتابته مع حرصه الشديد على الاحتفاظ بكل ما يحتوي عليه من تمردية وعفوية ودنسية أقل ما يمكن أن يقال عنها دنسية عفيفة، دنسية بكر كالضوع في الجزر الوليدة، فاللفظة هي اللفظة الأولى في أبجدية الشعر، والفكرة هي الفكرة الأولى في بحور الفلسفة، الواحدة والثانية تنهلان من بدايات الأشياء، كيف ينظر الطائر إليها عند أول طيرانه، وكيف يعبث بها على أكف الرمل، فيترك من ورائه آثار مخلب أو منقار، بمعنى أن العلامات والإشارات هنا هي علامات وإشارات قبل أن تكون مواقف فكرية وتراكيب تعبيرية. واللافت للنظر عمق الرؤيا وصخب الهمس حتى ذلك الذي يتحول إلى وحدات واستعارات على أكثر الشفاه رقة. أسست هذه المجموعة الشعرية، عند كتابتها الأولى، للمراحل الأدبية التي قطعها أفنان القاسم، وتؤسس عند كتابتها الثانية لمرحلة ما بعد محمود درويش في الشعر الفلسطيني والشعر العربي، وقد حطم الشاعر الأديب الإيقونات، وأحرق الكليشيهات، ونسف كل الأسس الشعرية المستهلكة للسائد القصيدي، وعلى عكس الأقلام الشعرية الحية التي هي في معظمها ميتة، أحدث ثورة في عملية القول، وليس قولبة القول على غرارها، وفي الإبحار على متن قارب هندي أحمر ابتكر نوعًا جديدًا في الشعر العربي: القصة القصيدة.


* أفنان القاسم من مواليد يافا 1944 عائلته من برقة قضاء نابلس له خمسون عملاً بين رواية ومجموعة قصصية ومسرحية ومجموعة شعرية ودراسة أدبية أو سياسية تم نشر معظمها في عواصم العالم العربي وتُرجم منها اثنان وثلاثون كتابًا إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والروسية والعبرية، دكتور دولة ودكتور حلقة ثالثة من جامعة السوربون ودكتور فخري من جامعة برلين، أستاذ متقاعد عمل سابقًا في جامعة السوربون ومعهد العلوم السياسية في باريس والمدرسة المركزية الفرنسية وجامعة مراكش وجامعة الزيتونة في عمان والجامعة الأردنية، تُدرّس بعض أعماله في إفريقيا السوداء وفي الكيبيك وفي إسبانيا وفي فرنسا...



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعون يومًا بانتظار الرئيس
- أفنان القاسم يجيب على أسئلة -سيدتي-
- كتب وأسفار
- الذئاب والزيتون
- أم الجميع ابنة روما
- أم الجميع سقوط جوبتر
- أم الجميع مأساة الثريا
- الاغتراب
- الكناري
- الشوارع
- إسكندر الجفناوي
- مدام حرب
- النقيض
- شارع الغاردنز
- لؤلؤة الاسكندرية
- باريس
- بيكاسو
- قل لنا ماذا ترى في حالنا؟
- القدس
- الشعراء


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - أنفاس الديوان الأول