أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الشكر بالعمل وليس بالقول














المزيد.....

الشكر بالعمل وليس بالقول


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 15:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قرأتُ وأنا ولدٌ يافع قصة عن رجل جاء إلى سيدنا موسى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ,قائلاً: يا كليم الله أنظر إلى حالي إني لا أجد ثوبا أتقي بواسطته حرارة الشمس أو لأقي به عن نفسي حرارة الشمس أو حتى لكي أتقي به الشوك الذي قد برى أرجلي,ولا أجدُ لقمة الخبز لي ولعيالي,وبما أنك كليم الله فإني أطلب منك أن تسأل الله سبحانه وتعالى بأن يغير لي من حالي وأحوالي وليجزك الله عنا خيرا, فقام موسى على الفور من مكانه وذهب ليكلم ألله سبحانه وتعالى فقال له ألله:قل لعبدي فلان أنني أغنيه عاما كاملا وبعد مرور العام بالتمام وبالكمال سأعيده بأذني إلى أيام الفقر والبؤس والعازة, وقام موسى بتبليغ رسالة ألله إلى الرجل الفقير على مبدأ أن ما على الرسول إلا البلاغ المبين, وفرح الرجل برسالة السماء التي جاءته عن طريق موسى عليه السلام وشكر موسى وشكر الله بالقول لا بالعمل وذهب إلى زوجته ووجدها طاعنة في العمل وغارقة في التعب لا تكل ولا تمل فناداها الزوج وقال لها:وارحمتاه عليك يا زوجتي المسكينة اليوم سأريحك من التعب ومن الهم ومن النكد لقد أخبرني كليم ألله بأن الله سيرزقني أنا وأنت والعيال رزقا كبيرا وسيفتح علينا الله بابا من أبواب الرزق نتخلص به من تعب الحياة ومن اليوم سنتخلى أنا وأنت عن التعب ومن وعن حمل الأثقال وسيكون حملنا قليلا وخفيفا وزادنا كثيرا ووفيرا,فنظرت إليه زوجته وقالت له :

-وهل هنالك شرط اشترطه رب موسى عليك؟.

-في الحقيقة..لا,لا يوجد أي شرط,ولكن قال لي نبي الله بأن الله سيعيدنا فقراء كما كنا في الماضي خلال عامٍ كامل من الثراء.
فضحكت الزوجة الذكية وقالت:
-وماذا سنفعل حين نعود فقراء؟إذا عدنا فقراء فهذا معناه شيء واحد وهو أن كل الناس ستنبذنا ولا تأتينا من أحد أي حسنة أو صدقة كانت,لأن الناس يغارون منا ونحن أغنياء وسيشمتون بنا ونحن فقراء,والله سبحانه وتعالى لا يحب الشماتة, فقل لي ما أنت فاعل؟

فقال الزوج المسكين:

-سنشتري أرضا ونفلحها,وسنشتري كثيرا من المواشي,وسنستثمر أموالنا في التجارة مع التُجار.
فضحكت الزوجة ضحكة كلها سخرية قائلة:

-يا رجل..دع عقلك يعمل,التجارة مع الله رابحة ومع الناس كلها خسارة,فكيف ستتاجر مع الناس ومع المواشي ومع الأراضي!!,إن الله إذا أراد أن يفقرنا فإنه على الأغلب لا يحول بيننا وبينه أي شيء ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى.
فقال الزوج ووجهه يكفهر خوفا ورعبا من الله:

-سبحانه وتعالى عما يصفون علواً كبيرا, وأنت ما رأيك في الموضوع وكيف سنتاجر مع الله؟وما هو شكل التجارة مع الله؟.

-زوجي العزيز..سنبني بيتا للمساكين وللدراويش ولعابري السبيل وبما أن الله سيفتح علينا بابا واحدا للرزق كبيرا,فما الضير بأن نفتح في هذا البيت أربعة أبواب من الشرق والغرب والشمال والجنوب؟ونكتب على كل باب:للمساكين وللفقراء ولعابري السبيل,وما يفيض عن حاجتنا في كل يوم نضعه في البيت إكراما لله فيأكل منه الضيوف الوافدون على مائدة الرحمان من الناس المساكين والدراويش والذين لا يستطيعون ضرباً في الأرض,ولنرحم من في الأرض لكي يرحمنا من في السماء,وسترى كيف سيعاملنا ألله سبحانه وتعالى حين يرانا نشكر النعم بالفعل وبالعمل لا بالقول والكلام الفارغ.

ووافق الزوج على مشورة زوجته وتخلى عن فكرة التجارة مع الناس وقرر التجارة مع ألله سبحانه وتعالى, وعاد موسى عليه السلام بعد عامين كاملين ليرى وعد ربه وهل أتم الله وعده, وتفاجأ موسى بما رآه من نعمٍٍ جديدة على الرجل وزوجته الصالحة وفي الحقيقة احتار موسى كيف لم يُنفذ الله وعده وكيف حتى هذه اللحظة لم يرجع الرجل فقيرا كما كان سابقا, وكلم الله على عادته,ولكن هل تعرفون ما كان جواب الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام؟,لقد قال له:يا موسى هل يوجد من هو أكرم مني في هذه الدنيا؟فقال عليه السلام:وبعزتك وبجلالك لا يوجد من هو أكرم منك وأنت بديع السموات والأرض مقلب القلوب ومرسل الغيث مدرارا,فقال له الله سبحانه وتعالى: يا موسى أنا فتحت على الرجل بابا واحدا من الرزق وهو قد فتح أربعة أبواب فهل يكون أكرم مني.

هذا درس نتعلمه عن الشكر لله من خلال العمل وليس من خلال القول,وأنا أرى كثيرين من الناس الذين يشكرون الله بالقول فقط لا غير ولا يتبعون قولهم في العمل,ومن الواجب على المؤمن الحقيقي بالله أن يشكر الله من خلال أعمال الخير التي يقدمها للناس وليس من خلال الجلوس في الزوايا قائلا:الشكر لله,دون أن يمد يده إلى جيبه ودون أن يفعل الخير لكل الناس مهما اختلف الناسُ عنه في الأصل وفي الفصل, وسيزيدُ الله المحسنين الذين يحسنون لأبناء جنسهم ,وسيوفي الله الصابرين أجرهم ,وستفتح عليهم مملكةُ السماء أبوابها ,ولتكن هذه دعوة حقيقية لنشكر الله سبحانه وتعالى من خلال تقديم المساعدات والخير لكل الناس,تلك التي حث الله عليها آل داوود(..اعملوا آل داوود شكرا).



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبي ذبحته بيدي
- بصراحة
- الحمير بصحة جيدة
- من هو جهاد العلاونه؟
- قمة الإيمان
- البئر المسحور
- الله نور ومحبة
- الصحة مرض
- كرم الله الإنسان بالعقل
- التوبة واجبة على الجميع
- ابن رشد وجهاده الفكري
- صلاة الفجر حماعة
- التوبة إلى ألله
- خاتم أمي وقلم أبي
- يحبون ألله ويكرهون إخوانهم
- هل التبني حرام؟
- مهنتي الجديدة
- أخطاء إسلامية
- كلمات معكوسة
- العودة من الضياع


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الشكر بالعمل وليس بالقول