أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - الاتكال على بركة السماء .. الجزء الثاني














المزيد.....

الاتكال على بركة السماء .. الجزء الثاني


اجرعام ساكورا

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هنالك في نصوص الاسلام مراوغات فلسفية تزيدني حيرة كلما اطلعت عليها.. تلك المراوغة التي تقول بأنني حر لكني مسير بقدرة قادر في نفس الوقت.. انا حر لكن كل شيء قد قدر لي وكتب في سبورة الله.. مكتوب لي في الواح الله اني انسان فاضل مصان و عظيم.. لكن اعيش مجرد ممثل في هذه الحياة لدور وسيناريو كتب لي مسبقا.. وان لي مشيئة وارادة حرة لكن مشيئة وارادة الله هي التي تصنعها وتسيرها.. و تضيف تلك النصوص المحمدية باني سوف احاسب بناء على هذه الفلسفة الغريبة والتي لم يستطع عقلي ومنطقي تقبلها و تفسيرها ليؤمن بها.. وليس ذنبي أبدا ان لم يتقبلها هذا العقل الذي خلق بمشيئة نفس ذلك الله كما يقولون..
في الحقيقة لا استطيع الاقتناع بأن كل ما يصيبني وما أمر به مكتوب ومقدر من الله.. و لا استطيع أن اقتنع أن الملايين من الأطفال التي تموت جوعا في تلك الزاوية البعيدة من افريقيا قدر لها من الله كل ذلك العناء.. او مر ما تعانيه تلك الشعوب من خلال ارادة الله اولا.. لا استطيع مثل الكثير من المؤمنين بأن القي على الله كل ذلك الشقاء وكل صغيرة وكبيرة أواجها انا في حياتي..
لا استطيع مثلا أن أتخيل اني لا املك الا السجود و التضرع و الدعاء لرد بعض ما يصيبني من مشاكل و معانات او لنيل ما أريد تغييره في بعض تفاصيل حياتي.. لا استطيع أن أتخيل أن الانسان لا يملك من حريته سوى رفع يديه بعيون دامعة نحو السماء لينال بعض الشفق.. ولا استطيع أن أتخيل ان الله قدر لي حادث ما ثم ينتظر مني أن ارفع يدي لأطلب منه أن يغير هذا القدر او يبدله بقدر أهون.. كل ذلك يبدو سخيفا مملا و يضع الله في موقف طفولي سادج..
لا استطيع أن أتخيل الله يأمر ويأذن بكل هذه الفلسفة البليدة لمجرد انه تمنن علينا بخلقنا..
ولا استطيع ايضا أن امنطق او اتقبل أن الله كتب وقدر لي كل ما اعيشه من احداث و تفاصيل حياتية ويسيرني وفق ارادته هو.. وفي آخر المطاف يحاسبني على كل صغيرة و كبيرة.. و على ماذا يحاسبني مادام الخير و الشر و الهداية بيده؟؟
هل على أمور هو كتبها وأرادها واذن بها؟؟
أي منطق هذا وأي حساب سيكون هذا الحساب وأي عدالة هذه؟؟
تلك التي تجعلني في الحياة كالدمية والممثل ثم اساق على ناصيتي مثل الخروف الى حساب عسير لم يكن لي أي مشيئة او ارادة خالصة فيه.. ثم الى سقر و العياذ بالعقل..
كما اني لم استطيع أن استوعب الآيات القرآنية و الاحاديث التي تحث المسلمين على التوكل والعمل بالأسباب والى غيرها من التفاصيل الغريبة التي تتحدث عن التوكل على الله.. و كيف أتوكل على الله وقد كتب وقدر أمري؟؟
و كيف نتوقع أن تخلق فلسفة القدر المكتوب مسبقا توكل ايجابي في نفوس المؤمنين؟؟
حين يقال للانسان بان كل شيء مكتوب لك ومقدر من الله من شقاء وسعادة من جنة ونار .. كيف تتوقع من الانسان أن يحصل على اي تحفيز يحفزه نحو الجد و العمل بالأسباب.. وكيف يتوكل على شيء قد حسم له؟؟
فالتوكل في المكتوب هو اجتهاد حياتي لا معنى له.. فكيف سيؤمن المسلم بالعلوم الانسانية و بالفيزياء والكيمياء والرياضيات والعلوم الطبيعية كمرشد ومعين له في سير حياته الحرة وهو يعلم انه مهما حاول سيكون قدر الله قد سبقه؟؟

هنا احد الاشكاليات التي جعلتني اتجه عالم المعرفة مثل الفيزياء والعلوم الطبيعية كمنطق اصدق للارادتي في هذا الوجود.. و هذه الأسباب التي ذكرتها هي التي دفعتني لأؤمن بمشيئة الطبيعة ومشيئة معرفتي بها ومسايرتها و تطويعها.. و أؤمن بحريتي ضمن اطارات الظروف الحياتية الطبيعية والفيزيائية وغيرها و التي تمر حريتي من خلالها.. كما أؤمن الى الآن بأني انا اله نفسي و انا من يصنع قدري في الحياة.. كما ان ثقتي في العلوم تزداد كل يوم لانها تتطور في ارتقاء متزايد لاكتشاف الكثير والكثير من قوانين الطبيعة الكيميائية والفيزيائية والجينية وغيرها من التفاصيل التي تعينني في تغلبي على ما يواجهني في الحياة كان مرض او طارئ او جهل او كارثة طبيعية او غير ذلك وأؤمن بأن العلم سيستمر في الرقي حتى بلوغ الكثير والتغلب على الكثير..



#اجرعام_ساكورا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا يمكن للبشر أن يحتفلوا دون اقحام الصراع الميتافيزيقي في ذ ...
- الاتكال على بركة السماء


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - الاتكال على بركة السماء .. الجزء الثاني