أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الكرامات بين السادة والمثقفين














المزيد.....

الكرامات بين السادة والمثقفين


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 08:49
المحور: كتابات ساخرة
    


ترى لماذا لاتكون للمثقفين كرامات مثل بعض السادة الاموات (قدس)؟ وهل هناك فرق أخلاقي بين الاثنين؟.
لنر الامر باكثر من زاوية:
هناك سيد ادريس في ديالى يصنع وهو في قبره الاعاجيب التي يعجز الاختصاصي عنها وخصوصا الذين امضوا سنوات عمرهم وهم يعالجون اصحاب الامراض الجلدية.. فهذا السيد وعبر المشرف على القبر يمكن ان يشفي الجرب والاكزما والصدفية و"الفالول"، ولا يحتاج الامر الا الى مكنسة هذا المشرف التي يمسح بها على جلد المريض ليشفى من علته (اللهم صلي على محمد وآل محمد).
ويبدو ان مراسل الفضائية العراقية قد انطلت عليه هذه اللعبة فاسرع الى هناك مع حامل الكاميرا المسكين ليغطي هذا الحدث الجلل ويلتقي بالمرضى الذين كتب لهم الشفاء على يد سيد ادريس.
حسنا،بعيدا عن سيرة حياة هذا الرجل لنتفق انه عاش زاهدا متمسكا بشرع الله وموزعا علومه على مريديه، أي انه لم يكن مثل العريفي اللص الذي سرق كتاب ألفته امرأة هي عورة، ولم يكن مثل ابن باز الذي تولاه الله برحمته وخلّص المسلمين من فتاواه المريضة(وعقبال القرضاوي)، نقول انه لم يكن كاذبا في حياته فلهذا يستحق ان يوزع كراماته حتى في مماته وهذا عين العدل ولكن هناك الادباء الفطاحل الذين لم يزنوا ولم يكذبوا ولم يسرقوا بل لم يرتكبوا اي جريمة بحق شعوبهم اذ اننا لم نسمع عن الجواهري او الرصافي او الزهاوي او حتى نازك الملائكة قد نشروا عبوات ناسفة او سيارات مفخخة او استعملوا كاتم لتصفية معارضيهم.. فهل مثل هؤلاء لاتوجد لديهم كرامات؟؟ لا اعتقد ذلك لأننا لم نسمع انه تم تضمين احد السادة (سيد يعقوب او سيد ابراهيم في البصرة ولا سيد احمد في الناصرية ولا سيد اسحاق في الحلة ولا سيد ادريس في ديالى ولا...) في المناهج الدراسية بينما درس كبار السن منّا سيرة حياة الرصافي والزهاوي وغيرهم.
السادة بشكل عام كانوا ذوي سجل نظيف لكنهم لم يدروا ان بعض الاشرار لجأوا اليهم ليقدموا للناس سذاجة هذه الكرامات من اجل حفنة من الدولارات.. كان همّ هؤلاء السادة ان يعيشوا وهم يحملون اسما نظيفا وسجلا حافلا بخدمة الناس مثلهم مثل المثقفين الذين مابرحوا حتى هذه اللحظة يقدمون المعرفة والحكمة والوعي لمن يريدها.
المثقفون عاشوا وماتوا فقراء ولم تغرهم السلطة ولا امتيازات السيارات المصفحة ولا التقاعد باثر رجعي ولا حتى تساووا مع نائب مديرعام في ثرائه وليس هناك ابسط من تعداد المثقفين العراقيين الذين ماتوا وهم بحالة فقر يبكي عليها حتى مشعان الجبوري او جواد البولاني.
لم يملكوا سوى قلمهم، قد يحصلوا بطريق الخطأ على شهرة ما ولكنها سرعان ماتذوب حين تجاور صورهم صورة نانسي عجرم او هيفاء وهبي.. انهم بشكل او بآخر فقراء في جيوبهم عامرة قلوبهم بحب الناس.. انهم بايجاز قريبين جدا من الله لانهم يعرفون تماما انه هو الذي خلقهم شيئا منه فيهم.
لاندري ربما سيأتي اليوم الذي يزور به الناس قبر الزهاوي او الرصافي او الجواهري ليطلبوا كراماتهم وهي ليست الا دعاءا لطلب المعرفة وتقليد خطاهم بدلا ان يقلدوا بعض المرجعيات التي زرعت كما الفطر السام في ارضنا.
فاصل فضائية عراقية: لم نتخيل ان تصل الفضائية العراقية الى هذا المستوى من الهبوط الغث في تخصيص نصف ساعة كاملة للسيد ادريس وكراماته في شفاء الامراض الجلدية.. لماذا الامراض الجلدية تحديدا؟لا أحد يدري.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكم المصفحات ولنا المفخخات.. بيها شي؟
- مشروع فرح لاشجار مدينة النجف
- حين يطرح ابو العريفة اسئلته السخيفة
- ابوي ما يكدر الا على أمي
- (العراقية) شيعية ظهرا سنية مساءا
- الحسين براء من زيارة الاربعين
- اربعاء المنطقة الخضراء
- نكتة جديدة اسمها البصرة ثغر العراق الباسم
- تيتي تيتي مثل مارحت جيتي ياخويه مدحت
- القضاء نزيه لو مسيس لو -مركوب- فهمونا
- هؤلاء الثلاثة انصار متقدمين مع وقف النفيذ
- كلنا كذابين بعد ان -قشمرنا- اليسار العربي
- لالالا يابنت كاصد ليش تراجعت عن تعليماتك بهاي السرعة؟
- محافظ الديوانية.. مخترع القنداغ*
- انت تدخن ... اذن انت كافر
- خويه مقتدر ،تعرف روسي؟ وانت عمار تعرف تركي؟
- هلهولة،الحرس القومي قادم شدّوا راسكم ياكرعين
- وزير عراقي متخفي :انا جوعان يابيه
- شاي كسكين ب 14 تريليون دينار
- هناد ادورد.. خويه ديري بالك


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الكرامات بين السادة والمثقفين