أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حدوي - للأسف، الفساد العقاري كشر عن أنيابه وترك المحتاجين بلا سكن!؟















المزيد.....

للأسف، الفساد العقاري كشر عن أنيابه وترك المحتاجين بلا سكن!؟


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 14:25
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أن أشرع في الدخول في مثل هذا الموضوع الشائك الذي يشبه الدخول اليه الدخول في حقل مليء بالألغام وقطع زجاج حادة كثيرة بأقدام حافية ، أود أولا ان أستهل كلامي بقصيدة شعرية للروائي البرازيلي "جورج أمادو" من رواية له تحمل عنوان"دروب الجوع"،والقصيدة تقول:
أتفتشون حقا؟..عن الحجر الأساسي
في بناية :
التأخر،
البؤس،
الجهل،المشرعة لشعبنا؟
إنه هناك في مبدأ الملكية العقارية الكبيرة،
والتوزع الظالم ، واحتكار الأرض..
بعد هذه المقدمة الطللية الخفيفة على اللسان ، والثقيلة في الميزان، والتي ستزعج حتما بعض الحيتان البريةمن المضاربين العقاريين الكبار،ألتمس منكم ياجماعة الخير،ياأبناء الأكرمين، ربط أحزمتكم،واستعدوا معنا لمتابعة هذه المشكلة الكارثة التي تقض مضجع أغلب المواطنين وعلى رأسهم المواطنين المعلبين في دور الصفيح على أحزمة الفقرالموبوءة المنتشرة كالفطريات على جسد بلادنا ،أو بدون سكن أصلا لأنهم هاجروا حديثا من قراهم الموبوءةوالمنسية بحثا عن ملاذ آخرآمن في مدينة من المدن للعيش فيها لن يكون حالهم فيها الا كحال المستجير من الرمضاء بالنار، وقانا الله وإياكم من حررررالنااااار ومن عذاب صقيع وزمهرير البرد تحت سطوح البيوت القصديرية..
تأكدوا مرة أخرى ياجماعة الخيرمن ربط أحزمتكم وتابعوا معناالمشكلة ،إنها مشكلة السكن والفساد العقاري في البلاد:
للأسف، وكيف لا تتأسف هنا وأنت حين تفتح عينيك لتبحث عن سكن لائق يحفظ كرامتك كإنسان بسيط في هذا البلد الأمين تجد بسبب الفساد، مانسمعه ونعيشه ونقرأه في الجرائد كل يوم في ميدان العقارحيث أن مترا من الأرض لأصحاب النفوذ والعفاريت ولوبيات الفساد بثمن رمزي، وياريته لوكان مترا واحدا بل ملايين الأمتار،أو الهكتارات بالجملة من أجود وأخصب وأصلح أراضي الدولة..وهذه الأراضي التي تباع بل تفوت بثمن زهيد أو رمزي أحيانالأصحاب النفوذ وللفاسدين تباع بالملايين للشرفاء والفقراء من أبناء هذاالشعب المسكين..ياله من مغرب المساواة الذي يقضي فيه الإنسان كل حياته وهو يكافح حتى يموت دون أن يحقق حلمه في أن يصبح مواطناعاديا..وعلى سبيل ذكر هنا كلمة:"المواطن"اعذروني –سادتي الكرام-، فإنني حين أنطق بهذا اللفظ ،فإنني أنطق به بحكم العادة فقط، لأنني لم أجد اللفظ المناسب لأصف به هذا الكائن الحي التعيس الذي لا يملك سكنا ويقطن في أحياء جذامية قصديرية لاتصلح حتى للكلاب سكنا زمن حقوق الإنسان والحيوان . ولا أريدهناأن أسمي هذا الكائن الحي أو أنعته بما نعته به أحدهم حين نعت أمثاله بأبناء"بوزبال"..
أنا هنا لا أتحدث عن مواطن حصل على قطعة أرض زرعها أو أقام فيها بيتا لأبنائه فهذا من حقه كمواطن، ولكنني أتحدث عن بعض الحيل التي جرت ممارستها لدى بعض المسؤولين أصحاب النفوذ المنعدمي الضمائر في شراء اراضي مملوكة للدولة بأسعارزهيدة مثيرة للسخرية في إطار صفقات مشبوهة، وفي إطارلعبة ومسارات ملتوية ربما تدخل فيها بعض الحسابات الإنتخابية وما لانعرفه في إطار التوافقات والصفقات والصراعات التي لانفقه نحن المواطنين البسطاء في معادلاتها شيئا.. ثم بيعها لأفراد الشعب الدراويش لتنفيذ مشاريع عقارية بسيطة بأسعار باهضة، مما دفع الأسعار لمستويات خيالية تفوق علواحتى نجوم القبة الثابتة في السماء.لذلك نجد الكثير من المواطنين غير المحظوظين وما أكثرهم في بلدناالمسكين، والذين عنوامثلا طويلا طويلا مع سنوات الدراسة، وبعدهامن آفة سنوات طويلة أخرى من البطالةأو هم بطاليون منذ الولادة وبالفطرة، يعجزون عن الإنفصال عن منازل والديهم لبناء أسرة خاصة بهم على المدى المتوسط أو البعيد بسبب ارتفاع تكاليف العقار والمساكن، وبسبب الغلاء الفاحش وارتفاع اسعار الموادالأساسية وكراء البيوت التي تأتي على آخر مليم بقي في جيوبهم المثقوبة..فحتى سياسة القروض بدون فوائد لاتفي بالمطلوب مع أمثال هؤلاء الذين أكلت الدراسة وبعدها البطالة معظم سنوات عمرهم حتى ولو كانوا موظفين بسلم 20 أو خارج سلاليم الدنيا، هل فهمتم الآن –ياسادتي الكرام-لماذا قلت حتى القروض بدون فوائد لن تفي بالغرض مع بعض الحالات؟..
للأسف مرة أخرى، وأنت تسمع في كل مدينة وقرية أوعلى شاطىء البحرعن الفيلات الفخمة والأراضي الواسعة والتجزئات السكنية في ملكية فراعنة وأسماك القرش الشرسة من طرازرؤساء الأحزاب والنقابات والمدراء الكباروبعض رجال الأعمال الفاسدين وزوجاتهم وأصهارهم وأبنائهم وأحفادهم وحتى أحفاد أحفادهم الذين مازالوابعد لم يروا النور..تسمع بالمقابل عن بيوت الصفيح وجحورمثل جحور الفئران وأناس بدون سكن، بل وهناك من ازداد في المرحاض وعاش فيه وهويته الشخصية تحمل عنوان سكنى المرحاض، وكأنه لايحق لنا نحن أبناء هذاالشعب الكادح أن نعيش أونمتلك بيتا في هذا البلد الذي نهب ذئاب الليل الفاسدين أرضه وثرواته في جنح ليل إستغلال النفوذ بطرق وفنون ومسارات ملتوية..لتستيقض وتجد الفاسدين قد صادروا أحلامك وحقك في امتلاك سكن قار في المستقبل ، ليتحول حلم استقرارك وامتلاكك لقبر الحياةالى كابوس ثقيل ومزعج .. وما معنى أن يظل المرء عاطلا معظم سنوات حياته في بلد رأسمالي فقيرتابع يعج بالعاطلين تم يجد نفسه حين يريد الإستقرارأمام كوابيس تزعجه ليلا ونهارا بسبب الفساد الذي اكتسح ميدان العقار؟..وكل شيء فيما يحدث من هذا الفساد للأسف رسمي أو شبه رسمي،إنه فساد منظم ومحبوك وأحيانا مقنن، ولايسمونه حتى فسادا،بل يسمى بمسميات نعرفها و تعرفها النخب الحاكمة جيدا .. ..يا..الله..على مغربنا الحبيب، مغرب الغد..يا ..الله..لقد بدأنا نفهم قليلا لماذا يسمونه بمغرب الغد، لأننا ببساطة بلاحاضر،وفي كل مرة يقولون لناغدا سنحل مشاكلكم ، وغدا س..وغدا س...وتبا لك ياحرف السين اللعين الذي سرقوا به حياتنا بالجملة وجعلونا به ندور حول أنفسنا مثل حمار الطحونة بلا فائدة..
إن المغاربة المتضررين اليوم لأسباب مختلفة وكثيرة يطالبون ويتوسلون ويتسولون أيضاكثيرا من أجل محاربة الفساد في ميدان العقار،وتمكينهم من قبر الحياة بصيغة من الصيغ التي تراعي حالة كل مواطن على حدة، فضمير المغاربة الجماعي لم يعد يقبل بهذا الفساد الذي يقضي على أمل الفقراء في الإستقرار. فقد آن الآوان مع الحكومة الجديدة التي نأمل منها الخير الكثير لمراجعة مايحدث من فساد ونهب في ميدان أراضي الدولة في كافة جهات المملكةلتصحيح المساروإيجاد قواعد لعبة جديدة تضمن السكن اللائق لجميع الفئات، فماذا تنتظر الدولة من هذا الوضع الكارثي المختل الذي أصاب ميدان العقار وقوانين الإسكان؟، هل تنتظر أن يقوم المواطنون المتضررون الذين فقدوا الأمل في الحصول على السكن بتفعيل مبدأ المعاملة بالمثل باقتحام منازل الآخرين والاستيلاء عليها ووضع اليد عليها، لمجرد أنها خالية بشكل أو بآخر؟..
إننا هنا، حين ندعو الى إصلاح الفساد العقاري في البلاد وإيجاد قواعد لعبة جديدة لتمكين فقراء البلد من السكن اللائق لاندعو الى ذلك من أجل إثارة مشاعر الناس المثارة أصلا في هذا المجال في العديد من المدن القصديرية الجذامية خاصة في هذه الأيام، بل ندعو الى ذلك لكونه يصب في مصلحة الفرد والمجتمع وفي تحقيق العدالة الإجتماعية وتحقيق الأمن والإستقرار.و يصب أيضا، في تحقيق العيش الكريم الذي نريده كما نريد الديموقراطية والحرية للخروج من القلق والرمادية التي بات يشعر بها قطاع متزايد من المواطنات والمواطنين فيما يخص رغبة امتلاك سكن لائق في هذا البلد الأمين .
محمد حدوي



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسعار السمك تلتهب في بلد البحارالعريضة
- السياسة عمل قذر
- البرلماني وحده لايكفي لتمثيل الناس
- لماذا يخاصم المغاربة السياسة؟!
- تعثر ثوري في البلدان العربية
- غرائب القذافي ومعاناة الشعب الليبي
- تجارة الجنس العالمية
- الثورات العربية و آليات الثورة المضادة
- حكاية-بامنصور-المغبون ومعالي الوزير
- العرب في حاجة إلى ج.ج. روسو


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حدوي - للأسف، الفساد العقاري كشر عن أنيابه وترك المحتاجين بلا سكن!؟