أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي حسن - بعد احتلال العراق..اسرائيل الى أين؟















المزيد.....

بعد احتلال العراق..اسرائيل الى أين؟


سامي حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1076 - 2005 / 1 / 12 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يرى بعض المحللين أن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في التدخل العسكري المباشر والذي توجته باحتلال العراق سوف تؤدي إلى احداث تغيرات سياسية واجتماعية وثقافية ستطال معظم دول المنطقة بما فيها دولة الصهاينة ًاسرائيل"، الأمر الذي يطرح مجموعة من الأسئلة من مثل:
هل هناك تغير في سياسة أمريكا اتجاه اسرائيل؟ وهل تريد وتستطيع أمريكا فعلاً الاستغناء عن خدمات إسرائيل؟ فيما لو بقي هناك خدمات؟! ألا نلاحظ حجم التدخل السياسي والعسكري الأمريكي في المنطقة؟! وتهافت العديد من الدول على تقديم نفسها كخادم للمصالح والأهداف الأمريكية؟! إذن: ما هو مستقبل إسرائيل؟؟؟ وهل نستطيع القول أنها لم تعد دولة وظيفية ، وأنها لم تعد كما نقول مجرد أداة بيد الولايات المتحدة وكلب حراسة لمصالحها في المنطقة؟ ألا نلاحظ أنها أصبحت شريكاً لأمريكا؟ وانها تسعى وتصارع لتحسين شروط هذه الشراكة بل و الانفكاك منها إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً؟ ماذا عن الصراع العربي- الصهيوني؟ هل أمريكا جادة فعلاً في حل هذا الصراع حلاً حقيقياً يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويؤمن الاستقرار في المنطقة؟ وهل يمكن لاسرائيل قبول هكذا حل والتعايش معه؟ هل نلاحظ أي تحولات جوهرية في المشروع الصهيوني ، وفي بنية اسرائيل التي يصر الرئيس الأمريكي المدافع عن الديمقراطية والعلمانية وحقوق الانسان على حمايتها وضمان تفوقها واستمرارها كدولة لليهود؟!
تتعدد وتتباين الاجابات على الأسئلة المطروحة لتصل حد التناقض أحياناً ، وبتبسيط واختصار شديدين يمكننا أن نميز ثلاث إجابات:
الأولى: ترى أن العلاقة الأمريكية الاسرائيلية ومستقبل اسرائيل محكومة بقانونيين رأسماليين هما(العرض والطلب) و(التكلفة والمردود) فإذا افترضنا أن العرض والمردود متوفران فالسؤال المطروح: ماذا عن الطلب والتكلفة ؟. إذا نظرنا للموضوع من الزاوية الاسرائيلية نقول إن الأمن الاسرائيلي يقوم على ثلاث ركائز هي :تهويد فلسطين والعلاقة مع المركز الامبريالي ونجاعة الأداء، وإن ما يجري في اسرائيل الآن هو الاستعداد للانخراط في الاستراتيجية الكونية لأمريكا، حيث ترى أن مستقبلها مرهون بذلك الانخراط ولكن ذلك يصطدم بالبنية اليهودية الاستيطانية لاسرائيل وبعدم انسجام المجتمع الاسرائيلي وانقسامه إلى مجتمعات. أما إذا نظرنا للموضوع من الزاوية الأمريكية فإن أمريكا تحتاج إلى ركائز لمشروعها وتعتبر إسرائيل أحد هذه الركائز وجزء من الأمن القومي الأمريكي في الشرق الأوسط، ومن هنا لا يمكن الخروج من الأزمة الذاتية للوضع العربي إلا على مسطرة الصراع مع العامل الخارجي، وبالعودة إلى حساب التكلفة فهناك بعدان: التكلفة على أمريكا والتكلفة على إسرائيل، والسؤال هنا كيف نجعل التكلفة أعلى؟ أما على الجانب الفلسطيني فقد ثبت أن الفلسطينيون لا يمكنهم حسم الصراع مع إسرائيل لا سلماً ولا حرباً، ويجب إعادة النظر في المفاهيم الفلسطينية وفي إدارة الصراع، والدولة الفلسطينية لن تقدم شيئاً للشعب الفلسطيني والمطلوب هو استمرار الاشتباك وتطويره.
الثانية: ترى أن إسرائيل ليست وحدها دولة وظيفية، فالدول العربية هي أيضاً دول وظيفية وبعضها بدأ يفقد دوره، ولما كانت المواجهة العسكرية مستحيلة فلا بد أن تكون المواجهة بأشكال جديدة، ولا بد من التحويل الديمقراطي في المنطقة العربية، التي يشير تاريخها إلى أنه تاريخ تدويل، ففي علاقة الداخلي بالخارجي ليس هناك داخل، وضمن هذا النمط من الاجابة هناك من يدعو إلى ضرورة التمييز بدقة بين الدور الوظيفي لبعض الدول العربية والدولة الوظيفية(اسرائيل)، فأمريكا تسعى لخلق أنظمة عريبة سياسية للعب أدوار وظيفية جديدة بعد أن أصبح تغيير الأنظمة العربية ضرورة بسبب عدم قدرتها على ضمان الاستقرار والحفاظ على النفط، وطالما أن إسرائيل هي الدولة الأكثر استقراراً في المنطقة فستبقى علاقتها مع أمريكا استراتيجية
الثالثة: ترى أن النظام العربي هو نظام غير موحد وليس أكثر انسجاماً من اسرائيل ، وإن الصراع العربي الاسرائيلي على المستوى الاستراتيجي قد تراجع والمعركة لم تعد عربية اسرائيلية، بل هي وكما نلاحظ اليوم فلسطينية اسرائيلية، والدور الوظيفي لاسرائيل انتهى ولابد من التعامل مع موضوع أمريكا واسرائيل والصراع العربي الصهيوني بواقعية وبناء على ما وصلنا إليه وما استقرت عليه المنطقة وبعيداً عن البعد الحقوقي التاريخي للقضية الفلسطينية ولأن هناك استحالة في حلها حلاً عادلا،ً فلا جدوى من مواجهة أمريكا واسرائيل ولا سبيل إلا التسوية
تلك كانت نماذج من الاجابات على الأسئلة التي طرحناها في مقدمة المقال.
وعودة على بدء و كمساهمة في الإجابة على الأسئلة المطروحة نقول:
لقد كانت انطلاقة أمريكا سريعة في عملية إعادة رسم خارطة العالم بما يحقق مصالحها وتكريس هيمنتها كسيد أوحد لهذا العالم، مستندة إلى ما انتهت إليه الحرب الباردة من انتصار سياسي واقتصادي وثقافي وايديولوجي للنظام الرأسمالي بزعامتها
ولقد عبرت الاستراتيجية الأمريكية اتجاه منطقتنا عن نفسها من خلال التدخل العسكري المباشر للهيمنة على الثروات النفطية والتحكم بها (حرب الكويت، احتلال العراق) وايجاد تسوية للصراع العربي – الصهيوني تضمن تكريس اسرائيل كدولة عنصرية، وتعزيز قوتها وتفوقها بالمقارنة مع جيرانها، واقامة مايشبه الدولة للفلسطينيين، من صفاتها( حسب خارطة الطريق) أنها تمتلك نوعاً من السيادة، وقابلة للحياة، وذات أراضي متصلة، لا يمزقها إلا بضع آلاف من المستوطنات!!! وكانت اسرائيل قد وضعت أربعة عشر تحفظاً على خارطة الطريق أبدت أمريكا تفهماً لها. وجاءت خطة شارون للانسحاب أحادي الجانب لتعلن رسمياً دفن تلك الخارطةخارطة ولتؤكد أن استراتيجية اسرائيل التفاوضية هي التفاوض من أجل التفاوض. يقول د. نصير عاروري: "انها بالتالي استراتيجية أصبحت جزءا لا يتجزأ من موقف اسرائيل تجاه أية تسوية تفاوضية، وكان اسحق شامير أول من اعترف بها علنا عندما قال قبل 12 سنة ان مشاركته في مؤتمر مدريد ستفتتح مرحلة من المفاوضات تمتد عشر سنوات دون التوصل الى نتيجة" (من مقال نشر في موقع المبادرة الوطنية الفلسطينيةwww.almubadara.com)، ويقول: د.هشام شرابي:"ان الحل القائم علي دولتين لم يعد ممكنا، فمن المستحيل إقامة دولة فلسطينية فعلية في الضفة وقطاع غزة، حيث مزق الاحتلال الأراضي الفلسطينية وزرعها مستعمرات صهيونية"( من مقال نشر في موقع المبادرة الوطنية الفلسطينيةwww.almubadara.com)، ويتوافق مع هذا الرأي مقالات ادوارد سعيد الأخيرة قبيل رحيله.
وبالرغم من طبيعة العلاقة الخاصة بين أمريكا واسرائيل والدعم اللا محدود الذي تقدمه لها والذي وصل أقصاه في ظل استلام اليمين المتطرف للحكم في كلا الدولتين إلا أن سعي وطموح اسرائيل لأن تكون واحدة من الدول المتقدمة والقوية عل مستوى المنطقة والعالم لا زال يصطدم بحالة عدم الاستقرار والتناقضات والأزمات التتي تعيشها اسرائيل نتيجة لعوامل بنيوية خاصة بها كالخلطة العرقية والثقافية والاثنية، ولاستمرار وتصاعد مقاومة الشعب الفلسطيني، وعدم قدرتها على فرض نفسها كامر واقع وطبيعي في المنطقة ( فشلت اسرائيل حتى الآن في التطبيع مع المجتمعات العربية التي عقدت أنظمتها معاهدات سلام معها)، وفي هذا السياق يقول د.الياس شوفاني في كتابه "اسرائيل في خمسين عاماً" : "واذا استطاعت دولة استيطانية، مثل امريكا واستراليا، ان تتجاوز ظروف نشأتها وتتحول الى نمط الدولة العادية، فان اسرائيل الراهنة، بعد مئة عام على بروز الصهيونية السياسية وخمسين عاماً على الاعلان عن قيامها لاتزال تغلب عليها السمة الاستيطانية" واضافة إلى ما سبق فإن السقف الأمريكي لا زال يحد من تلك الطموحات، فأمريكا التي تعمل على تحجيم دور وقوة دول كبرى في العالم لن تتساهل في ذلك مع اسرائيل ولن يصل نفوذ اللوبي الصهيوني حد القدرة على رفع هذا السقف، لقد عرقلت أمريكا مشروعاً فرنسيا ً في التسعينات لمد انابيب النفط من الموصل إلى حيفا -على الرغم من حيوية واستراتيجية مثل هذا المشروع لاسرائيل- لأنه يتعارض مع استراتيجية أمريكا ومصالحها العليا
إن استمرار موازين القوى على المستوى الدولي على ما هي عليه الآن ، وغياب استراتيجية عربية مواجهة للهيمنة الأمريكية وللمشروع الصهيوني، وافتقاد الديمقراطية في المجتمعات العربية واستمرار ضعف حركة الشارع العربي وقواه السياسية ، وعدم وجود أي تناقضات تذكر بين أمريكا واسرائيل تعرقل المصالح العليا للولايات المتحدة، يجعلنا نخلص إلى نتيجة ان الاحداث التي تشهدها المنطقة لن تؤدي إلى أي تغييرات في اسرائيل لا على مستوى البنية ولا على مستوى الدور أو الوظيفة على الأقل على المدى المنظور.



#سامي_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات الرئاسة الفلسطينية
- المؤسسة الفلسطينية....بعد رحيل عرفات
- انتخبو البرغوثي


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي حسن - بعد احتلال العراق..اسرائيل الى أين؟