أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 3-5















المزيد.....

لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 3-5


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1076 - 2005 / 1 / 12 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا حصلت ثورة 14 تموز؟
يجب على أولئك الذين يشتمون اليوم ثورة 14 تموز 1958، أن يحكموا على الأحداث التاريخية الكبرى بمعايير زمن وقوع الحدث التاريخي الكبير، فالأمور مقرونة بأوقاتها. وليس من حقهم مصادرة حقوق جيل الخمسينات بمعايير اليوم، جيل القرن الحادي والعشرين، ويحملوا ثورة تموز بجرائم حكم البعث الغاشم. فقوانين حركة التاريخ أشبه بقوانين الطبيعة، وثورة 14 تموز، كأي ثورة أخرى، كانت أشبه بالبراكين والزلازل الطبيعية في حركة التاريخ والتحولات الإجتماعية، لا أحد كان بإمكانه إيقاف انفجارها. فلكل فعل رد فعل، كما هو معروف في القاعدة الفيزيائية، لذا فثورة تموز كانت رد فعل على المظالم التي حصلت في العهد الملكي، وكانت مطلباً شعبياًً بدليل التأييد العارم الذي تلقته الثورة من الشعب بعد ساعات من اندلاعها ولم تخرج أية جماعة للدفاع عن النظام الملكي. أما ما حصل بعد ذلك فمرتبط بدرجة نمو الوعي السياسي للقوى السياسية، والصراع الدولي أيام الحرب الباردة وقوى الشر الخارجية والداخلية التي تكالبت على الثورة فتم اغتيالها يوم 8 شباط 1963 الأسود. فكانت الثورة ضحية من ضحايا الصراع الدولي خلال الحرب الباردة.
هناك حقيقة تفيد أن كل مرحلة تاريخية هي وليدة المرحلة السابقة، لذلك فمن نافلة القول أن بذور ثورة 14 تموز قد نمت في رحم العهد الملكي نفسه. والثورات لا يمكن تفجيرها "حسب الطلب" أو بفرمان من أحد وإنما هي نتيجة لانفجار تراكمات ومظالم ومتطلبات سياسية واجتماعية واقتصادية، وعند غياب الوسائل السلمية الديمقراطية لتحقيق التحولات المطلوبة، وتتوفر لها الظروف الموضوعية والعوامل الذاتية، يحصل التغيير بالعنف الثوري الدموي وما يصاحب ذلك من هزات عنيفة واضطرابات خطيرة في المجتمع.
كذلك يجب التوكيد على إن ثورة 14 تموز كانت الوريثة الشرعية لثورة العشرين (30 حزيران 1920) مضموناً وفكراً، والتي كانت السبب المباشر لتأسيس الدولة العراقية. إلا إن الإستقلال السياسي بقي ناقصاً دون طموحات الشعب وقواه السياسية، لذلك فالعهد الملكي لم يكن عهد استقرار وازدهار كما يدعي دعاة الملكية، وبعض الذين صفقوا لثورة تموز ثم انقلبوا على أعقابهم بعد اغتيالها وراحوا يشتمونها ويلقون عليها تبعات جرائم النظام البعثي الفاشي. فالعهد الملكي لم يكن ديمقراطياً ولا مستقراً، بل كان عهداً استمرت فيه الانتفاضات الشعبية والوثبات الوطنية والإنقلابات العسكرية. وكانت ثورة 14 تموز تتويجاً لتلك الانتفاضات والحركات السياسية ومكملةَ لثورة العشرين فحققت طموحات الشعب العراقي في إنجاز استقلاله السياسي الكامل وسيادته الوطنية ومهدت السبيل للسيطرة على ثرواته الطبيعية لاحقاً.
وقد حققت الثورة خلال عمرها القصير (أربع سنوات ونصف) من الإنجازات والمكاسب للشعب العراقي ضعف ما أنجزه الحكم الملكي خلال 38 عاماً. إن ثورة 14 تموز 1958، كانت حتمية تاريخية والذي جعلها كذلك والمسئول الأول والأخير عن اندلاعها هو النظام الملكي نفسه ونوري السعيد وعبدالإله تحديداً، اللذان وقفا ضد الديمقراطية والتحولات الاجتماعية وأمعنا في انتهاك حقوق الجماهير الديمقراطية وأعاقا التطور السلمي التدريجي وبذلك جعلا من النظام الملكي ضد قانون حركة التاريخ وعقبة كأداء أمام التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي فرضتها قوانين التطور إلى أن استنفد دوره وسقط وفق قانون البقاء للأصلح. ولذلك فعند سقوطه لم تخرج أية جماعة تدافع عته.

لذا فمن الخطأ إلقاء اللوم على عبدالكريم قاسم، فلولا هذا الرجل الوطني المسالم النزيه على رأس قيادة الثورة لكان غيره وربما كان هذا الغير من الدمويين. إذ كانت هناك عدة تنظيمات عسكرية، ومنها بعثية، تخطط للقيام بإنقلاب عسكري. وربما كان من حسن حظ العراق آنذاك أن يكون عبدالكريم قاسم على رأس الجماعة التي قامت بالثورة، حيث اتسمت بالحد الأدنى من العنف. فالرجل، وحسب اعتراف أكثر الباحثين المحايدين، وحتى من كان في صفوف أعدائه، يعترفون بنزاهته ووطنيته وأنه كان رجل سلام واعتدال، حتى وصفه الكاتب الروائي الراحل ذوالنون أيوب بحمامة سلام في ثوب نسر. وكان إصلاحياً ديمقراطياً أكثر منه ثورياً، في وقت كان العنف هو السائد على ذهنية الشارع العراقي بما فيه القوى السياسية. لذلك فلولا الزعيم عبدالكريم قاسم، لكان من المحتمل أن تحصل مجازر في يوم 14 تموز لا تقل بشاعة ودموية عن تلك التي حصلت في انقلاب 8 شباط 1963 الأسود الذي تسبب في الكوارث اللاحقة ولولاه لكان العراق في مصاف الدول المتقدمة الآن. ولا ننسى أن رجال العهد الملكي قد ساهموا مساهمة فعالة إلى جانب الإستخبارات الأجنبية في توظيف حزب البعث والتيار القومي لضرب الثورة. خلاصة القول، إن ثور 14 تموز كانت حتمية وامتداداً لثورة العشرين، بمثل ما كان انقلاب 1968 الذي جاء بنظام البعث الصدامي للحكم للمرة الثانية هو امتداد لانقلاب 8 شباط 1963.

تسييس العسكر وتدشين الإنقلابات
إن إلقاء تهمة تسييس العسكر وتدشين مرحلة الانقلابات على ثورة 14 تموز أو على النظام الجمهوري لم يصمد أمام أية مناقشة منصفة. إذ لم يكن العسكر غرباء عن الدولة العراقية في عهدها الملكي، فأغلب المساهمين في تأسيس الدولة العراقية كانوا من العسكر، سواءً الذين عرِفوا بالضباط الشريفيين من خريجي المدرسة العسكرية التركية ومنهم نوري السعيد نفسه الذي كان برتبة جنرال والذي تولى رئاسة الحكومة 14 مرة. كذلك الفريق جعفر العسكري والفريق نوري الدين محمود كانوا عسكريين وتسنموا رئاسة الحكومة في العهد الملكي، أو غيرهم من الضباط العراقيين في الجيش العثماني. لا بل تأسس الجيش العراقي قبل تأسيس الدولة العراقية، بمعنى أنهم كانوا مسيّسين قبل تأسيس الدولة ولهم دور كبير في تأسيسها. ولأن العراق كان يعيش وضعاً متخلفاً كأي بلد في العالم الثالث، لذلك كانت الدولة تابعة للجيش وليس الجيش تابعاً للدولة، وبقيت الحالة هكذا إلى يوم 9 نيسان 2003، يوم سقوط الفاشية.
لذلك فمرحلة الإنقلابات العسكرية لم تبدأ بيوم 14 تموز 1958، ولم يكن النظام الملكي صمام أمان ضد الإنقلابات واستحواذ البعض على السلطة كما يدعي الملكيون. فقد دشنت مرحلة الإنقلابات في العهد الملكي نفسه بإنقلاب الفريق بكر صدقي عام 1936، وكان الملك غازي مشاركاً به كما يعتقد البعض، حيث كان موالياً للنازية ضد الحلفاء، وما تلاه من خمسة إنقلابات عسكرية أخرى وأحداث مايس 1941 بقيادة العقداء الأربعة والتي عرفت بحركة رشيد عالي الكيلاني. وكانت هناك محاولات انقلابية عسكرية لم يكتب لبعضها النجاح، كلها حصلت في العهد الملكي أي قبل 14 تموز 1958. ولذلك فإن تسييس العسكر قد حصل في العهد الملكي وإن ثورة 14 تموز هي نتيجة وليست سبباً لتسييس العسكر. كما وقد حاول الزعيم عبدالكريم قاسم إبعاد الجيش عن السياسة برفعه شعار (الجيش فوق الميول والإتجاهات) ولكنه فشل، لأن المرحلة كانت مرحلة العنف وتسيس العسكر.
(يتبع)



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الانتخابات وسيلة أم هدف؟
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 2-5
- الإرهاب والبعث وجماعة صدام
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 1-5
- عام جديد.. والكوارث تتوالى
- سوريا والإرهاب في العراق
- الانتخابات العراقية وإشكالية الطعن بشرعيتها
- كاد المريب أن يقول خذوني.. خامنئي نموذجاً
- البعث يعمل على إشعال حرب طائفية
- حول تصريحات السيد الشعلان الأخيرة
- لماذا ينتخب العراقيون مرتين؟
- الدين والسياسة.. مرة أخرى
- شيخ الأزهر يوزع صكوك الغفران مقابل ذبح العراقيين
- الانتخابات في موعدها انتصار للديمقراطية؟
- متى ينال المجرمون جزاءهم؟
- محنة سنة العراق
- تأجيل الانتخابات العراقية انتصار لصدام والزرقاوي
- في العراق.. الطائفية أقوى من الوطنية
- الشرطة العراقية والموت المجاني؟
- حذار من تكرار خدعة بن العاص في الفلوجة


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 3-5