نوال السعداوي - كاتبة و مفكرة و ناشطة نسوية - في حوار مفتوح حول: آفاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية


نوال السعداوي
الحوار المتمدن - العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 19:13
المحور: مقابلات و حوارات     

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا - 74 - سيكون مع الاستاذة الدكتورة نوال السعداوي - كاتبة و مفكرة و ناشطة نسوية - حول: آفاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية .



1- هل سيكون للمرأة في الدول العربية نصيب من التغيرات المحدودة التي طرأت حتى الآن على مجتمعات هذه الدول كأحد نتائج الربيع العربي؟

بالطبع سيكون للنساء العربيات دور أكبر وتأثير ومكاسب من التغيرات علي المجتمعات العربية نتيجة الثورات الشعبية خلال العام الماضي ٢٠١١

2- هل ستحصل تغيرات على الصعيدين الاجتماعي والثقافي في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية والعقلية التسلطية التي تعاني منها نساء الشرق؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحصل تغيرات جوهرية في ضوء الحراك الشعبي الواسع والخلاص من رأس النظام وبعض أعوانه في أكثر من دولة عربية؟

نعم ستحصل النساء علي حقوق أكثر مع التغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية المناهضة للقيم الطبقية الأبوية الموروثة من العبودية والتخلص بالتدريج من العقلية الذكورية والتسلط والاستبداد في الدولة والعائلة

3- ما هو الأسلوب الأمثل لنضال المرأة لفرض وجودها ودورها ومشاركتها النشيطة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في تلك الدول العربية التي وصلت فيها الأحزاب الإسلامية السياسية إلى الحكم؟

الحراك الشعبي يقوم به النساء مع الرجال ، المرأة شاركت في الثورة في كل بلد بدمها وحياتها وأولادها وبناتها وأحفادها وحفيداتها ، نعم تخلصنا من رأس النظام الفاسد فقط لكن جسد النظام لا يزال يحكم من خلال العسكر والبوليس والاعلام والاستعمار الأمريكي الاسرائيلي وبلاد النفط من السعودية الي قطر

4- تدعي الأحزاب الإسلامية السياسية بأنها تطرح إسلاماً ليبرالياً جديداً وحديثاً يتناسب مع فكرة الدولة المدنية. هل ترى-ين أي احتمال للتفاؤل بإمكانية شمول حقوق وحريات المرأة ضمن البرنامج السياسي الإصلاحي الاحتمالي لقوى الإسلام السياسي, وهي التي تحمل شعار "الإسلام هو الحل"؟


تفرض المرأة وجودها وحقوقها من خلال الاتحاد والتنظيم والوعي ،
نحن نعيد تشكيل الاتحاد النسائي المصري الذي منعته سوزان مبارك ويشترك فيه الشباب والشابات الذين صنعوا الثورة المصرية ، سوف نشكل أيضا الحزب الابداعي الثوري كي تشمل الثورة العقل والفكر والتعليم كما تشمل الدستور والقوانين والسياسة

5- هل تتحمل المرأة في الدول العربية مسؤولية استمرار تبعيتها وضعفها أيضاً؟ أين تكمن هذه المسؤولية وكيف يمكن تغيير هذه الحالة؟

المرأة مسئولة عن تحرير نفسها بالعمل الجماعي النضالي الثوري مع كافة الفئات المشاركة في الثورة من الشباب والرجال والعمال والفلاحات والفلاحين وكل فئات الشعب الذين خرجوا الي الشوارع بالملايين
وصلت الأحزاب الدينية الي مجلس الشعب في مصر من خلال انتخابات غير قانونية وغير عادلة بل شبه مزورة تحت اسم الديموقراطية ، انها جزء من خطة الثورة المضادة في الداخل والخارج لاجهاض الثورة
هذه الأحزاب الدينية تحاول حرمان المرأة من حقوقها الانسانية لكن الصراع سيستمر ولن تهدأ الثورة نساءا ورجالا حتي تحقق كل أهدافها

6. ما هو الدور الذي يمكن أن يمارسه الرجل لتحرير نفسه والمجتمع الذكوري من عقلية التسلط على المرأة ومصادرة حقوقها وحريتها؟


الرجل الثوري مثل المرأة الثورية يجب أن يحرر نفسه بنفسه من الفكر الذكوري الطبقي الأبوي ومن العقلية الاستبدادية ، هذا يحدث خلال المشاركة في الثورة علي القيم القديمة في العائلة والدولة والمدرسة والشارع وكل مكان

انه عمل يومي دائم وسلوك جديد في البيت والشارع ، ينتج عن التغيير السياسي والدستوري والتعليمي والقانوني وليس فقط التظاهر في الشارع .
علي الثوار والثائرات أن يشكلوا المجلس الرئاسي الجماعي منهم أنفسهم يتسلم السلطة من المجلس العسكري ومن الاحزاب الدينية.
علي الثورة الشعبية أن تحكم نفسها بدستور جديد وقيم جديدة ولا تسمح لغيرها أن يسيطر عليها باسم الدين أو الجيش أو الشرعية الدستورية القديمة منذ نظام مبارك الذي سقط.
أكبر خطأ وقعنا فيه بعد اسقاط مبارك هو قبول المجلس العسكري ليحكم مصر .
ويجب اصلاح هذا الخطأ سريعا قبل نشوب الحرب الأهلية مصر التي تخطط لها الثورة المضادة لدفن الثورة واعادة نظام مبارك بوجوه جديدة من العسكر والأحزاب الدينية والليبرالية المخادعة.
الأحداث الدامية التي حدثت في بورسعيد في الأيام الأولي من فبراير ٢٠١٢ وسقوط القتلي والجرحي بالآلاف من خيرة شباب مصر الرياضي تؤكد أن الثورة المضادة بقيادة المجلس العسكري وأعوانها من التيارات الدينية الذين قفزوا علي مجلس الشعب ، يخططون معا للقضاء علي الثورة المصرية الشعبية ، لكن هذا لن يحدث لأن الملايين من الشعب نساء ورجال واطفال ، خرجوا الي الشوارع ينادون باسقاط حكم العسكر والدولة الدينية معا.