أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - رثاء














المزيد.....

رثاء


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 03:35
المحور: الادب والفن
    



رثــــــــــاء
جواد وادي
(إلى سلام، نجم خبا في غفلة مارقة*)
كان يقبض على مسراته زهوا
يقول لأبيه وهو يشد على نزيفه
الفاغر من الألم إلى الألم
هات يا أبي ما عندك من نحيب
ومن أحاجي كي يداعبني الكرى
لا تترك جذوة الغناء تفتر من بعدي
دعني يا أبي أغازل
وأنا أرتل آخر الترانيم
جهة الأقاصي
تلك التي حفرت أخاديد في مجساتنا
لأجمل ما يمنحه الوطن
من نشوة الانتظار
تظل عيناي شاخصتين يا أبتي
حتى يكحل العراق عينيك
بالجديد الجديد
آه كم مرت بنا نشوة هاربة
كنا نلملمها من كركراتنا
ومن هفهفة أحزاننا
تلك التي ما خبت
بانتظار اللقاء
وأنت تصيخ السمع
هكذا أجدك دائما
كما كان يحلو لك في لحظات
تعج بالانتشاء
حين تناغي فرحي
فتنتخيك أمي الحبيبة
بالصمت... الصمت
كي لا يداهمني الأسى
وسنان يا أبي دائما
ما غاب عنك الشجن
تذكر يا أبي يوم كنت غضا
أسور من ورق الرسم
مملكة للرياحين
وأنا أعيث بفراشك
بغنج طفولي
كنت تمطرني لثما
قد أدفع ما تبقى من عمري
أنا الرافل بالحنين
مهرا لعشقي لذلك العابق بالمسامرات
توأم روحي
أخي المسيج بالبهاء
حين أسلمت روحي
لزفة الحواري
ترنّمها زغرودة أمي
فكانت النهاية مثلما بدايتي
وأنا أحل ضيفا طيع المراس
كأني بك تمتد من القلب الى القلب
كأني أنصت إليك وأنت تتوزع
بين الأسى والعتاب
فتهمس في أذنها
هب أني سأفتح منافذ
على الوقت
هب أنني اشتهي أن اضمخ روحي
بعطر ثناياك
هب أني يا صغيري
تركتك ترحل بخزائنك
المكتظة بالأسئلة
المشرعة على تفاصيلنا المتربة
تنتابني يا بني
وأنا الطاعن بالأسى
رغبة بالبكاء على ما حل
بسواقينا ونحن نترع
مراراتها والكلام الضعين
لا أحد يعرف
لماذا كفت النوارس عن الطيران
كانت قبل الرحيل
تملأ أعشاشها بالبشارات
قد تكون أنت من فاجأها بالرحيل
قبل الأوان
تبعثرت مثلها أيامُك
وذابت في أتون لا نعرف كنهها
كم تذرعت بيأسي
وانا أنصت لخطى أخيك
تئن لتوقض وحشة تلك الوديعة
التي نذرت سوالفها
زينة لزفتك الهادرة
أسمع صوتك يأتيني من بعيد
فلا أدري إن كان صوت الشقراق
يضئ بجناحيه عتمة وحشتك
أم صوت صبي يتناثر غنجا
بين البساتين المكتظة بنخل باسق
كل الأزمنة تشيخ بصدورنا يا أبي
كل البراكين تبرد على نحورنا
حين يعود العويل لحنا قدسيا
أرى حوريات ابسو المقدس
تعمدني عريسا بمفاتن لا تعرف النكوص
دع يا ابتي
خازنة حزننا أمي الحبيبة
تزوق كفيها
من تراب رمسي مندوفا بماء الفرات
فأنعم أنا بالمسرات
طفلا تغازله الريح
والأغاني
دع عنك هذا الكلام يا ولدي
لا تستيقظ الليلة
لتنأى عنك وعكة الوحشة الضامرة
أنت راحل بعيدا لا ريب
ما أحوجنا أن نقترب أكثر
دعني أسمع صوتك
يزججه الرذاذ
الفراغ قاتل هنا يا ولدي
والصمت نصل يجتث
بهاء الحكايا
لا أريد ان يغزوك العمر
لتمكث في ربيعك الثاني والعشرين
خالدا،
رافلا،
ممتلئا،
سادرا صوب الأقاصي الجليلة
وأترك لنا حزننا رفيقا
يعيث بنا كي نلتقيك
كما ودعتنا ونحن نعج بكهولتنا الضامرة
من يا ترى يشحذ همتي
غضبي،
صبري،
سلواني،
لأغتسل بمداد الصمت
وأبتعد عن هدير العاصفة
إنه يباس الروح يا بني
غير أني سأرافق الوردة
فواحة كما دائما صوب خطاك
وفي رمسك المشع بالياسمين
ما أوطا الوقت
في جحوده المكتظ بالغدر
حين يزحف بفحيح خطاه
ليمنح الأريج
للريح الصفراء
تلعب باهوائنا كيف تشاء
آه... لكم هو صعب يا ولدي
أن أناغيك كما كنت دائما
فلا أسمع الآن غير صدى نشيجي
يزحف تحت وسادتي
سأفرش لك المرايا
عند أبنوسك الظليل
عندها ستغمض عيناي
وافتح لي منافذ طيّعة أخرى
من جديد...
لتهنأ أنت في ملاذك الأخير
*توفي الشاب المهندس سلام مزهر منى (22 سنة) إثر حادثة سير مروعة بمدينة مراكش يوم بتأريخ 22/01/2012



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموكتاتورية العراقية
- حين يعمل المبدع بصمت
- من تراجيديا الوجع العراقي
- لماذا أقلمة العراق؟!
- الطاغية
- الفيروس البعثي يزحف للصين وروسيا
- آخر هذيانات سعدي يوسف
- تحية إجلال للشعب السوري البطل والنصر لثورته الباسلة
- ازدواجية معايير (حكومتنا) (الوطنية)
- كلنا هناء أدور......
- سعي الكويت لخنق العراق
- هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟
- متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟
- شكرا للبعث السوري
- المرجعية ومواقفها الغامضة
- لصوص بحماية القانون
- بغداد كما وجدتها لا كما ودعتها
- فراس عبد المجيد شاعر يخرج من ركام الأزمنة المرة...
- حسين إسماعيل الأعظمي فنان وباحث أصيل لفن المقام العراقي
- ارفعوا أياديكم عن إتحادنا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - رثاء