أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم عرفات - شهادة الحب من المسيحيين للمسلمين- الفقرة الأولى















المزيد.....

شهادة الحب من المسيحيين للمسلمين- الفقرة الأولى


إبراهيم عرفات

الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 00:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول الأخ ماهر الجوهري شاهدًا عن التحول الذي حدث في حياته وكيف تمكن من الانتقال من الإسلام للمسيحية:
عرفت السيد المسيح وانا طالب في اكاديميه الشرطه عن طريق طالب مسيحي وضعه الرب بجانبي في عنبر النوم وقي حصه المزاكره وعندما علمت انه سيلازمني طوال السنه طالب مسيحي قلت في قراره نفسي( ايه النحس ده يادي الحظ الهباب)ولكن لم يمضي الكثير حتي اصبحنا بنعمه ربنا اصدقاء لاني رأيت فيه اخلاقيات عاليه لم اجدها في كل الطلبه .ان هذا الطالب كان يبشر بالانجيل بأخلاقه وسلوكه دون ان يتحدث عن دينه علانيه .هذا الطالب قد ساعدني علي ان اقرا الانجيل دون كتاب لانه كان انجيلا يمشي علي قدمين .وعلي الرغم ان والدي كان مساعدا لوزير الداخليه الا انه لم يخاف يوما وظل يلقني تعاليم الكتاب حتي احببتها وكنت احس في احيان كثيره ان الرب حاضر بيننا وكنا من حراره الحديث عن الحبيب كنا نبكي سويا .احبائي لو سلك كل الشباب المسيحي مثل مسلك هذا الطالب معي صدقوني مابقي في مصر مسلم واحد .احبائي ان في مصر ارض خصبه مستعده لاستقبال كلمه الرب وتزكرو دائما مقوله بولس الرسول ويل لي ان لم ابشر .

فلم يسعنى سوى أن أقول له من شدة الفرح:
هذا الشخص، زميلك في السكن، حفزك على قراءة الإنجيل دون أن يُكثر من الكلام عن دينه بل هو نفسه قد أضحى الإنجيل الحي المعاش لأن الأنجيل حيّ وليس مجرد نصوص مكتوبة بل هو قوة الله الناطقة في كلمته والعاملة لأجل خلاص النفوس. والآن أنت يا ماهر هو الإنجيل الحيّ لتلمس كل ما يتلامس مع شخصيتك ويعرف سمو المسيحية وعظمتها على الإسلام، وكم هو فارق كبير بين رسالة السماء وترفعها وأخلاق الأرضيات الإسلامية والنازعة إلى الفطرة الأرضية.

سيدي يسوع المسيح، ربيّ الحبيب، المسلمون يطلبون مني "براهين وأدلة" على صحة الإيمان المسيحي. كيف يكون هذا يا رب وأنت لست مشكلة لاهوتية كي ما نَحُلُها؟ بل أنت شخص! أنت شخص نلاقيه. وحينما ألقاك يا سيدي المسيح فإني لا أبحث عن "حلول" و"أجوبة" وإنما أبحث عن شيء واحد تعطش نفسي إليه وهو "الحياة" وأريد أن أستقبلها منك مباشرة. إلى "حياتك" أنت تعطش نفسي لا إلى البراهين. أشبعني بيك. جوعني إليك. ضع جوع شديد في قلوب المسلمين إليك فيشتاقون إليك ولا يرتبكون فيما بعد بـ "الأدلة والبراهين". ذلك أن المسيحية ليس فيها إثباتات أو نفي. الإسلام هو الذي يطالب المسيحية بـ"الإثبات". جميع قضايا الإيمان ليس فيها إثبات أو نفي ولكن الإسلام يُكابر ويعاند ويصر على اختزال الأديان الأخرى لمفاهيم نظرية كما جاء في عبارات القرآن الشهيرة من قبيل "هاتوا برهانكم إنْ كنتم صادقين". ولنا أن نسائل القرآن: بل أنت هات برهانك إنْ كنت صادق. في ضوء العقل المحض، لا تملك أنت كمسلم شهادة موضوعية واحدة تؤكد على أن محمد نبي كما تزعم وإنما القرآن يشهد لمحمد ومحمد يشهد للقرآن، العروسة تشهد لأمها والأم تشهد للعروسة كما نعرف من المثل الشعبي المصري.

ولعل المسلم يتسائل في فضول وبراءة: ما الجديد الذي جاءت به المسيحية للإنسان؟ وعندها أقول له إنه ذاك الإله الذي يتحرك نحو الإنسان؛ يطلب الإنسان، يسعى هو بنفسه في البحث عن الإنسان ويتحرك ويجري إليه ويضمه معانقًا إياه بعد أن كان يرتقب عودته كل يوم بفارغ الصبر ويحدق النظر في الأفق عند غروب الشمس وأخيرًا يجد الله ضالته الضائعة وهي الإنسان. الجديد الذي جاءت به المسيحية هو إله يطلب البشرية ويتحرك بنفسه ولا يكتفي بإصدار تعليمات وأوامر ومواعظ وإرشادات بل الأمر جد خطير بالنسبة له ويدفعه لأن يتحرك شخصيًا فورًا وأخيرًا ينزل هو بنفسه للإنسان ويحدث الإنسان بالإنسان أي من خلال إنسانية المسيح. في غمرة الصراع الديني كنت أظن أني أنا الباحث عن الحق وحتما سأصل إليه ولو بشق الأنفس ومهما كلف الأمر؛ وهيهات فلست أنا الباحث بل الله جل شأنه كان الله هو الباحث لأنه هو الذي بحث وفتش عني ووجدني. كنت ضالاً فوجدني. حملني على كتفيه وأنا خائر القوى وقد أنهكني البحث وجعل مني ابنًا سماويًا له بعد أن كنت عبدًا من "عبيد" الرحمن. وأضحى قلبي قدسه بسكنى روحه القدوس فيا لسعدي بهذا الاصطفاء! حين تجدني أنت يا رب، أجد نفسي. سيدي يسوع المسيح، أشرقت بنورك في قلبي فكشفت لي نفسي على حقيقتها وكشفت لي نفسك أنت أيضا على حقيقتها فأبصرت إنسانيتك التي هي نموذجي الأعلى الذي ينبغي أن أقتدي به، ومع وبك تعلمت معنى الإنسانية الحقيقي فأبصر كل الخلائق بعينيك موقنا أني تراب وأن الجميع أفضل مني وأنهم جميعا مشمولون بحبك اللامتناهي والغير مشروط بالمرة. بالمسيح الإنسان صرت إنسان كما ينبغي للإنسان أن يكون.

المسيحية هي المسيح بنفسه وكأني أرى سيدنا يسوع المسيح يمشي وسطنا اليوم كما مشى في شوارع فلسطين القديمة والناس تترك كل شيء لتسير وراءه. تراه من يكون هذا الرجل! والمسيح في هدوء يجول القرى ويؤثر في الناس بقدرته الغريبة الجذابة التي يستخدمها ولا يزال يستخدمها حتى اليوم. تلك القدرة التي تؤثر في نفوس الجميع، بمن في ذلك أولئك الذين لا يريدون أن يخضعوا له. يا لها من جاذبية غريبة في شخصية المسيح! إنها جاذبية نور العالم، جاذبية ذاك الشخص الذي عنده كلمات الحياة الأبدية والتي يتوق كل إنسان لسماعها. إنها جاذبية المسيح الذي لا يرغم مطالبه على أحدٍ من الناس بل هو يستقطبهم كالمغناطيس بقدرة الحب والحب فقط. ليس في خطاب المسيح اتباعه طوعًا أو كرهًا كما هو الحال في الإسلام بل هو ذاك الحب الذي لا يكترث فيما للنفس بل هو حب مؤسس تماما على نسيان النفس بفضل جاذبية المسيح. هذا هو مسيحنا الجذاب والذي تركت دين الإسلام لأجله واتبعته في عام 1987 وصرت بذلك محسبوًا في عداد النصارى. إنه المسيح و"الشعب كلّه كان متعلقًا به". التعلُّق بالمسيح يا لها من فكرة من صميم المسيحيّة . كانت جاذبيّة الربّ مذهلة في التأثير؛ فلم تكن كاريزما شخص بل مجال حضور ونفث روحٍ جديدٍ وفتح طاقات حقيقيّة للرجاء وإشارة إلى بهاء الإنسان حينما يكتمل، وإعادة بعث النور ليشعّ على كلّ مَنْ جلس في الظلمة ....

الناس تركوا كل شيء واتبعوه. جماله شدهم إليه. هناك جاذبية في شخصية المسيح. يكفي البقاء في حضوره وأن يمكث معنا. يا رب قل كلمة. امكث معنا. انظر لحالنا واملأنا ولتملأ أنت علينا حياتنا فلا يكون فيها إلا أنت وحدك. جمالك يا سيدي المسيح سوف يطهر ما في نفسي من قبح ويمحو ما فيها من آثار ذاتي المريضة المتألمة الموجوعة. كم أنا بحاجة إليك سيدي يسوع المسيح اليوم لحظة بلحظة، وأحتاج إليك في كل يوم من أيام حياتي، فلا تتركني ولا ترفضني ولا ترزلني ولا تحرمني من مشاهدة وجهك أيها الحبيب. لا تسمح أني أتحدث عنك وكأنك فكرة لمجرد أني أجيد الكلام ولكن اسمح لي أن أتحدث عنك لأني أعيش معك وقد خبرتك وعرفتك وعاشرتك ومن فيض هذا فقط يكون لي الحديث عنك يا أبرع جمالاً من بني البشر، يا يسوع يا حبيبي؛ جمالك سباني سباني وبروحك ملاني. اغمرني بحضورك. لا تترك بقعة فارغة في حياتي وإلا جاء الشيطان وأقام فيها ولكني أريد لكياني بالكامل أن يكون لك مسكنًا.

وعندما يسألني المسلم: لماذا لم يقل المسيح أنا هو الله فاعبدوني؟ فإني أرى أن هذه أسئلة يراد بها إثارة الجدل والسفسطة بهدف التعجيز لا البحث عن الحقيقة. من أراد الحقيقة فلا ينبغي أن يبدأ بـ هل المسيح يستحق العبادة أم لا ولكن بالأحرى بالسؤال الأهم: من هو المسيح بالنسبة لي؟ ما موقفي منه؟ هل هو سيد حياتي؟ هل هو مخلص نفسي؟ هل أخضع له بالكامل؟ هل أتحدث إليه حديث الخل إلى الخليل؟ هل أؤمن وأصدق بكل ما قال لي عن نفسه وكلماته تخترق ثنايا نفسي أم أني لا زلت عبد وأسير للإيمان النظري الجاف العقيم؟ في سنة 1987، وما قبلها، كانت عندي كل هذه الأسئلة كمسلم وكانت عندي في صورة قائمة طويلة عريضة من الأسئلة. ولكن في داخل نفسي احتدم صراع قاتل: أين الحقيقة؟ أين أجدها؟ هل هي في المسيح أم في ما عشت عليه طوال هذه السنين الماضية؟ صرخت إلى الله صرخة صادقة من قلبي وأنا أصلي بالمسجد. يا رب أظهر لي الحقيقة أنت بنفسك والحقيقة التي سوف تظهرها لي سوف أنادي بها طوال حياتي. وبعد أسبوع من هذه الصلاة التي لم أنقطع عن أرددها رأيت المسيح في حلم ظهورًا نورانيًا: قال لي كلمة واحدة وهي "أحبك". انفعلت بحبه وبكيت بحرارة أمامه وقلت: أحبك وأعرفك وأعرف أنك أبدي وأزلي.ثم استيقظت فوجدت دموعًا على وجنتاي وشعرت وكأن جبلاً تم رفعه عن صدري وبعفوية شديدة وجدت نفسي أناجي المسيح الذي ظهر لي في الحلم وأقول له مرارًا وتكرارًا: أحبك، أعرفك، وأعرف أنك أبدي وأزلي. أنت هو المسيح الحي الأزلي يا ابن الله. يا ابن الله استلم حياتي. امتلكني بالكامل. أنا لك بالكامل الكامل. اعبدك أنت يا ابن الله وجميع ما في داخلي يهيم بك وينحني بالسجود والشكران. عندما التقاني المسيح في قلبي، لم أحلل أي شيء وإنما فاضي قلبي له وطفقت أناجيه دون انتقاء للألفاظ أو في كيفية الحديث إليه. والآن أقدر أن أقول مع فيروز: نسجد لآلامك أيها المسيح! مع أن الإنجيل لا يحثنا على أن نقول بمثل هذا القول صراحة بل هو قال للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد! وعندما جاء والدي من مصر وزارني في أميركا وسألني: هل آنجلا تسجد للصليب؟ اندهشت من السؤال وسألت: هل أنا أسجد للصليب؟ وبعفوية رفعت بصري للسماء وقلت: أسجد لصليبك أيها الرب يسوع المسيح. وأخت أردنية مسلمة التقت بالمسيح لا تتمالك أمام العذراء سوى أن تقول لها ما لا يبينه لها الإنجيل صراحة فتنشد بالترنيم للعذراء هي الأخرى وتقول: الرب بنعمه زينك! نحن لسنا في حضانة حتى نقول هذا ولا نقول ذلك في العبادة بل نحن راشدون أحرار في المسيح والحب يحركنا لا القيود، وفي هيامنا بالرب لا يقيدنا شيء بل سننفعل بالثالوث الأقدس ونقدم له خالص العبادة.

وعن النشاط الكرازي للمسيحيين، يقول مايكل: هيعلن ايه اكتر من ان كل سنة في قداس عنه في التليفزيون لكن الله لا يحتاج الي شهادة اللسان بقدر شهادة السلوك و في هذا نعثر جميعنا؟
(عايز يقول إن الشهادة مش باللسان، وطالما فيه قداس وبرامج مسيحية في التلفزيون أو الراديو فهذا كافي ووافي).

فكان رد الأب سيرافيم: الإعلان اللي في التليفزيون يا مايكل اسمه commercial بينما الإعلان للعالم Evangelism أي كرازة والله لا يحتاج أي شيء من أي حد، لا صلاتي ولا كرازتي ولا أعمالي ولا أي شيء، ولكن نحن نأخذ امتياز أن نتمم عمل الله نكلّل عليه ونعبّر عن أحشاء إلهنا التي تملأنا بالحبّ من نحو العالم، لقد بشّر الرسل في كل المسكونة، باللسان والأفعال والعلاقات والصلوات والآلام وكل شيء، وكان الله يشهد لكلمة نعمته ..

وعندها قمت بالتعقيقب على أخي مايكل قائلاً: كلامك صحيح يا مايكل لأن ربنا ليس محتاجًا لشهادة لا باللسان ولا حتى بالأعمال. كلامك صح. لكنه هناك نقطة.. الشهادة يا صديقي مفهوم شمولي ولا نقدر أن نعمل له تجزئة. ما ينفعش. مثلاً أنا لما أشهد لفلان أو فلانة عن المسيح وخلاص المسيح فأنا أشهد بكل كياني. في شهادتنا عن المسيح لأن نعبر عن حبنا بالكلام والأفعال لأن ممارسة الحب واحدة والحب فعل بذل وخدمة أي صليب وليس مجرد كلام فحسب. أيضًا هناك الشهادة عن المسيح وبمفهومها الشمولي (مثل حب الإنسان لحبيبته) وهي متصلة اتصال وثيق بالاستشهاد وأنت راجل قبطي وتنتمي بفخر، ولك الحق أن تفتخر، بأنك ابن كنيسة الشهدا. الاستشهاد والشهادة عن المسيح يتم التعبير عنهم في إنجيلنا بكلمة واحدة وبفعل واحد وهو "مارتيريو" أي يستشهد ويشهد في نفس الوقت. والشهادة ساعات كتير بتؤدي للاستشهاد ونشهد بحياتنا وبكل كياننا ولا نخجل بالمسيح بل نلبس المسيح طوال الوقت ونسمح لرائحته العطرة بأن تفوح للجميع وكلنا فخر بالمسيح، وكلنا تواضع في الوقت نفسه. مثلما حدث مع أباء الكنيسة والقديسين إذ شهدوا واستشهدوا. ونحن نعمل أيضًا مثلهم ونحمل الصليب ونشهد عن حبيبنا المسيح وتكون شهادتنا شهادة كاملة من جميع الوجوه وليست شهادة بالكلام فقط وإلا فإن المسيح سوف يعتبرها إهانة من حيث إنها كلام أجوف فقط. أشهد لجاري عن المسيح بأني أخدمه وأكون "خدّام" عنده. نتسائل: هو أنا خدام عند اللي جابوه؟ يجابونا الإنجيل: ايوة يا بيه. والدليل قول القديس بولس: اخدموا بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية. وكأنه يريد أن يقول لنا: استعبدوا بعضكم بعضا ولبعضكم بعضا بالمحبة الأخوية (الفعل اليوناني ذوليفيتيه).

من شدة الحب يسألني المسيحي ذات مساء ونحن نشرب الشاي (المقطوع نفسه): واد يابراهيم.. أنا أحب المسلمين موت. هما معايا في الشغل وأقرب لي ساعات من المسيحيين اللي زيي. نفسي ومونا عيني يعرفوا الخلاص. أعمل إيه عشان أشرح لهم إن المسيح هو الله وعقيدة الثالوث وكل عقائدنا المسيحية اللي اتعودنا عليها بس مش قادرين يستسيغوها؟ إزاي بس أقدر أقول لمسلم إن المسيح هو الله وأشرحها له؟ مستحيل!! أعمل إيه؟
جوابي: اعمل زي ما عمل المسيح مع التلاميذ يا أخي. خلاهم يتعرفوا عليه كشخص وانجذبوا ليه هو كشخص وحبوه ووقعوا في دباديبه. عاشوا معه. كلوا وشربوا معه. دوروا عليه وشافوا هو قاعد فين وقعدوا معه. اعرض المسيح "الإنسان" من لحم ودم واللي هو شخص زيي زيك. ما تتكلمش عن المسيح وكأنه كان خرافي هبط من السماء بعشرمية جناح. كلا! تحدث عن حبيبك المسيح واللي بتكلمه كل يوم. اللي لمسناه واستنشقنا رائحته الذكية وبالتدريج المسيح هو بنفسه هو اللي هايجذبهم إليه. ما تشتغلش بدل من ربنا ولكن خلي الروح القدس يعمل عمله. أنت تشهد والإيمان مسيرة وفي مسيرة الإيمان دي بنكتشف سر المسيح واحدة واحدة بالتدريج.. أيوة، المسيح سر وننتقل من المسيح الشخص إلى المسيح السر وتلاميذ المسيح ما عرفوش كل حاجة في ساعتها ولكن قبلوا تدريجيا سر المسيح لغاية ما دخلوا في صميم السر والسر نفسه، أي سر المسيح، دخل جواهم وصار قلب كل واحد منهم هو عرش نعمة المسيح.

عندما آمنت بالمسيح وصرت مسيحيًا في عام 1987 وشعرت بمذاق جديد لحياتي وطعم جديد لم يكن فيها من قبل إذ صارت الحياة كلها بطعم الفرح وتفيض بالحياة. والآن أستغرب من حال كثير من المسيحيين ممن يتعاملون مع الأمر كأنه قام بتصفية ما عليه من ديون وأخذ "الخلاص" وحجز مقعد مريح في السماء وترانيم السما. كيف يكون الإنسان مسيحيا وهو لا يكتشف الجديد في مسيحه المتجدد حيوية وكل كلامه جديد؟ كيف نسيء للمسيح باختزال الأمر لمجرد أني نلت الخلاص وربحت السماء وهنيا لي إلخ؟ زوجتي آنجلا أتعرف على شخصيتها وأعماق كيانها وأكتشفها كل جماليات الكيان هذه عاما تلو عام وكل ما في العلاقة جديد وجميل وهي علاقة طبعا لا تخلو من ما يحدث في أي علاقة زوجية بشكل طبيعي ولكن هناك دائما شيء جديد. هناك انتعاش.. كيف لا نشعر بالانتعاش أمام الرب؟ كيف لا نشعر بأن الرب "جديد" وكل تعاملاته جديدة متجددة؟ لا أريد السما ولا أريد الخلاص ولكني أريد المسيح وأن أكون ملك المسيح بالكامل وأن أسمع صوته يومًا بيوم وأحيا في التصاق حقيقي معه.

ربما تسألني: إبراهيم، كيف تسنى لك الانسلاخ من الإسلام؟ هل اقتنعت بما قالوه لك عن نقائص الإسلام؟ هل كثرة الكلام عن عيوب محمد ذات تأثير في تركك للإسلام؟

أجيبك يا صديقي إنه لو أنك بدأت بالكلام عن عيوب الإسلام لزادني هذا تمسكًا أكثر بالإسلام، وهذا رد فعل طبيعي. قلت لصاحبي جون والذي أراد أن يصل بي لطريق الخلاص إن زيارته لي في الصالحية (بالشرقية) جعلتني متمسكًا أكثر مما كنت بالإسلام. ونزولاً عند إرشاد الأخ محمد الإمام (من جماعة الإخوان المسلمين) أكثرت وقتها من تلاوة القرآن والصلاة في المسجد لأثبت لنفسي أني لا أتخلى أبدًا عن الدين. في الوقت ذاته، كانت هناك قوة تشدني من أعماق باطني تجاه الإنجيل. ذات مرة أخذت الإنجيل وهممت بإلقائه في الترعة. وقفت في المصلية التي اعدت أن أصلي فيها وشعرت بقوة تشدني بكتابي المقدس للجلوس في المصلية. فتحت الإنجيل وإذ به يقع على نبوءة إشعياء الفصل 53. رجع صاحبي جون من القاهرة. كنت غاضبًا. قلت له: أريد أن أخلص من التفكير في المسيحية ولكني كلما حاولت التخلص منها وجدت "قوة" تشدني من الداخل. تبسم جون وقال: وهذا ما يجعلني أصبر عليك. أنت الآن تقاوم ولكن سيأتي عليك يوم وتكون مثل بولس وستصبح لا مسيحيًا فحسب وإنما ستنادي بالإنجيل للخليقة كلها. أجل، يا صديقي، حدث استقطاب ونفور. نفور متزايد في باطني من الإسلام وانجذاب لشخص يسوع الحلو والذي كنت ألقاه في ترانيم نجيب لبيب وعلى صفحات الإنجيل. نجيب يرنم: أنا فرحان رغم الدمع اللي بعيوني مش نسيان إيده يسوع الحبيبِ. أيضا نجيب يرنم: أنا مستنيك ورجاي فيك. تشربت بالمسيحية من خلال الترنيم فغلب المسيح وتقهقر الإسلام دون رجعة من حياتي.

ساعدني يا رب أن أقوم بكل عمل تطلبه مني وتضعه في طريقي وكلي فرح، وكلي نشاط، وكلي إقدام، بكامل الحب، بكامل الإصرار. لا فتور. لا تباطوء. لا تململ. لا تراخي. لا تأجيل. لا تذمر.

نختم بصلاة للبابا كيرلس السادس: ايها الرب العظيم الذي في يدك كل الامور , وجعلت لكل شي وقتا . الذي من عندك تتخذ كل عطية صالحة , وكل موهبة تامة . الذي دائما تعلمنا وترشدنا كما وعدتنا قائلا : اعلمك , ارشدك , اريك الطريق , عيني عليك . فنعم نشكرك يا الهنا علي مراحمك الجزيلة واحساناتك الوافرة التي تغمرنا بها من وقت لاخر . حقا يا مخلصنا العظيم علمتنا درسا نافعا انه ليس بالسعي والوسائط والاتكال علي بني البشر والرؤساء ننال ما نريده بل الاتكال عليك والرجاء بك انت وحدك اذا عندما تريد تسهل كل امر وتسخر الاعداء لمساعدتنا . نشكرك من اعماق قلوبنا علي هذة النعمة العظيمة طالبين من تحننك ان تقوي ايماننا فيك. وتساعدنا علي القيام بواجباتنا من نحوك . وتبعد عنا كل مكروه . وتحفظنا من العدو الشرير ولك المجد والقوة والسجود مع ابيك الصالح والروح القدس المعزي الان وكل اوان والي دهر الداهرين اميــــــــن .



#إبراهيم_عرفات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاء العورة والانتكاسة الحضارية في مواجهة الرقي الإنساني
- ما الهدف وراء أن يصبح المسلم مسيحيًا؟
- اللهم أعز الإسلام والمسلمين!
- ما معنى قول المسيحي للمسلم إن الله يحبك؟
- تنزيه الله أم عزلته؟
- محورية الإنسان في المسيحية
- هل تصلح اللا دينية كمنهج في الدفاع عن المسيحية؟
- أخلاق المسلمين أم أخلاق الكفار؟ وأيهما أولى بالأخلاق من سواه ...
- من يسيء إلى الإسلام؟ ومن هو المجرم الحقيقي؟
- ولَمَاْ تَثَلّثَ مَحْبُوْبِيّ فِيْ أقانيمِه- وقفةٌ مع دين ال ...
- ما بين الإسلام والمسيحية: حوار أم جدال؟
- أزمة التحول الديني في المجتمع العربي: مصر كنموذج
- عشرون عاماً عشتها في كنف نبي يتمّم مكارم الأخلاق
- هجر الإسلام واعتناق غيره دون رجعة
- نحو حضارة إنسانية عربية: الإنسان أولاً
- السلام على من اتبع الهدى يا كافر
- الروح الإسلامية والروح المسيحية
- حرية الفكر في الإسلام
- معضلة الحوار الإسلامي المسيحي


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم عرفات - شهادة الحب من المسيحيين للمسلمين- الفقرة الأولى