أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الرقص فوق جثث الأطفال














المزيد.....

الرقص فوق جثث الأطفال


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دروس وعبر كثيرة وثقافة حربية متنوعة اكتسبناها من مدارس المؤسسات الأمنية الإسرائيلية ، أما عن طريق الأعلام الذي هو بمثابة جناح من أجنحة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية ، وأما من خلال مسلسل الاعتداءات والحروب الشبه يوميه التي تمارسها المؤسسة المذكورة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس العربية ، أو على الجبهة اللبنانية بين الحين والآخر بطرق وأساليب مختلفة ، من بينها القصف المباشر أو زرع شبكات جاسوسية داخل لبنان تدعمها طائرات بدون طيار، هذه الطائرات لا تغيب عن الأجواء اللبنانية ، مثلها مثل القطع البحرية الإسرائيلية التي تتفسح دائماً داخل المياه الإقليمية اللبنانية ، هذا باستثناء العمليات الإرهابية التي تقوم بها هذه الأجهزة وراء الحدود .
من الدروس البديهية التي أصبحنا نعرفها واللغة الصوتية التي تطلقها صفارات الإنذار بأصواتها المزعجة التي تسبب الاشمئزاز وتوتر الأعصاب وتصم الآذان ، ربما لا يوجد حتى اليوم دولة في العالم تستعمل مثل هذه الصفارات سوى إسرائيل ، لأنها دائماً مرعوبة وخائفة خيفة المتهم المذنب القاتل ، فالقاتل يتواجد دائماً في خانة الحذر والخوف ، كما انها لا تستطيع العيش دون أن تتبنى عدواً واحداً وأكثر حتى تجد المؤسسة العسكرية المبررات لوجودها وهيمنتها ، وإذا لم يتواجد مثل هذا العدو فالمؤسسة العسكرية والمخابرات تخلقه بكل الطرق ، كما هو الأمر حالياً مع إيران .
ما أصبحنا نعرفه من أنغام صفارات الأنذار، هو الصفير الذي يشير إلى حالة التهدئة وانحسار الخطر ، والصفير الثاني المتقطع هو مؤشر لحالة الأنذار .
في الأسبوع الماضي عندما علمت الشرطة الإسرائيلية عن حادث الطرق الذي أسفر عن اشتعال النار في حافلة الأطفال الفلسطينية ، أصيب المسؤولون في هذا الجهاز بالذعر والقلق، وقد طفحت عيونهم بالدموع ، كما أن أحداً منهم لم يبق في مقعده ، هبوا وقوفاً محاولين الاستفسار عن هذا الحادث المأساوي ، لأنهم ظنوا بأن الضحايا هم من الطلاب اليهود .
لكن سرعان ما عاد الهدوء والطمأنينة وحالة الارتخاء لقيادة الشرطة وديوان رئيس الوزراء ووزارة المواصلات والمعارف بعد أن وصل إلى أسماعهم أنباء صفارات التهدئة ، هذه الأنباء سقطت عليهم كالمياه الباردة فأطفأت لهيب احتقانهم وقلقهم ، لأن الضحايا ليسوا من اليهود بل أطفال فلسطينيون .
هذا ليس تجنيا على أحد ، بل هو اعتراف وإدانة لهم عبروا عنه بواسطة الصحف بأنفسهم - صحيفة هآرتس وصحيفة اسرائيل هيوم – اعترفوا بان التصرف في حالة النشوة يصبح انفعالا تسيطر عليه الغريزة أكثر من العقل، لقد عادت جميع المركبات التي أرسلتها القنوات الفضائية الإسرائيلية إلى قواعدها سالمة بعد أن استمعوا إلى صفارات التهدئة ، لم يعد هناك حاجة لأية تغطية إعلامية ما دام الضحايا من غير اليهود ، كانت الذريعة بأن الحادث المأساوي وقع وراء الخط الأخضر ، أي داخل الأراضي الفلسطينية .
مع ان الخط الأخضر قد اختفى من قاموس إسرائيل السياسي والجغرافي منذ سنوات ، لكنهم أعادوا له الحياة فجأة ، كانت التغطية الإعلامية الإسرائيلية لهذا الحادث هزيلة ومخزية على اعتبار ان الأمر لا يعنيهم – وكل واحد يقلع شوكو بايدو - عندما حاولت طواقم التلفزة الفلسطينية وقنوات إعلامية محلية وعالمية الوصول إلى موقع الحادث لتغطية أحداثه ، عاد الخط الأخضر وأختفى مجدداً من الوجود ، فقد قامت حواجز الاحتلال العسكرية بمنع وصول طواقم الإسعاف وطواقم الأعلام الفلسطيني إلى موقع الحادث .
هذه صورة واحدة من صور الممارسات الإسرائيلية العنصرية التي تمثل المؤسسة الحاكمة بكل اذرعها المدنية والعسكرية ، أما حالات العنصرية التي كشفها هذا الحادث المأساوي لدى الكثير من المواطنين اليهود العاديين ، فقد أبرزت معدنهم الحقيقي و تصرفهم الممجوج وهولا يليق الا بهم، ويؤكد بأنهم مجردين من المعاني الإنسانية وأنهم من فصائل الحيوانات الكاسرة آكلة الجيف و أحفاد القبائل التي اعتادت في الماضي أكل لحوم البشر ، لأن الإنسان الذي يرقص فرحاً فوق أشلاء أطفال احترقت أجسامهم بسبب الحادث المذكور هو عملياً ينهش من لحوم أشلاء هؤلاء الضحايا .
بعد التأكد من سماع صفارات التهدئة ، ظهرت في الحال فوق زوايا وصفحات المواقع الالكترونية جملاً وعبارات فيها الإدانة لغالبية الإسرائيليين ، لأنهم المسؤولون عنها ، هذه العبارات هي ثمرة العنصرية التي زرع بذورها الاحتلال ، كما انها تدل على الكراهية العمياء ، وهي جوقة من الجوقات التي يمثلها قطعان المستوطنين الذين ينكلون يومياً بالفلسطينيين ويتصرفون كالكلاب السائبة ، كما انها جوقة من جوقات الجنود الذين يشعرون بالسعادة وهم يشاهدون طفلة فلسطينية تبكي في حضن والدتها ، أو يشاهدون طالب فلسطيني لم يصل إلى قاعة الدراسة أو حامل تولد على الحاجز أو مريض يتعذب في الوصول الى المستشفى ، يشعرون بالسعادة وهم يستمعون الى أنين معتقل فلسطيني داخل زنازين الاحتلال ، والكابتن " جورج " اكبر مثال على ذلك ، اعترف زملاءه بأنه كان لا يستطيع دخول الفراش قبل إشباع المعتقل "الديراني" تعذيباً .
ما قام به تلاميذ نتنياهو وبن اليعزر وعوفاديا يوسف وليبرمان ويشاي وساعر وبراك وغيرهم من جوقة العنصرية ، ما هي الا مقطوعة من السنفونيات التي يعزفها غالبية جمهور كرة القدم داخل الملاعب الاسرائيلية وأشهرها – الموت للعرب - .
ان الذين قاموا بالتعليق على حادث باص الأطفال بصورة بعيدة عن الانسانية في المواقع الاسرائيلية كشفت عن عمق العنصرية التي يزداد لهيبها يومياً وتنذر بحرق كل شيء ، لقد كشف هؤلاء عن اسمائهم بوضوح ، لأنهم يعرفون بأن أحداً لن يعاقبهم أو يردعهم ، سوف تتكرر هذه الظاهرة كلما سقط ضحايا فلسطينيون ،لأن النشيد الوطني الثاني لدى جمهور واسع من الأسرائيليين هو: العربي الجيد هو العربي الميت .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار الربيع العربي خرج عن مساره
- نبيل العربي يصر على البقاء في بيت الطاعة الأمريكي
- غيمة في صيف صهيوني حارق
- سوريا الصخرة التي سوف تسد بوابة الانهيار العربي
- الرأس رأس نتنياهو والأيادي أيادي المستوطنين
- فتاوى في بورصة قطر
- عش عرباً ترى عجباً
- ما وراء انتصار الاسلام السياسي في مصر
- من أعماق ذاكرة الحكم العسكري
- إذا ما ابتعكر ما ابتصفى
- حمار الجامعة العربية
- حكايات بلوم ( من الذاكرة الفلسطينية )
- لا يهزم أمريكا سوى أمريكا
- حتى أنتِ يا بوسنة؟؟؟
- من حق اوباما دعم اسرائيل ... !!
- علي سالم ينعى الهاربون من السفارة
- اسوار حول الجيتو في القاهرة
- بين الشحات والعربي علم
- تناطح الناطحات في ديار حفاة الخليج
- معسكرات من الخيام ام صحوة حقيقية


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الرقص فوق جثث الأطفال