أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بلعمري اسماعيل - AKHETONA YA ARABES أخطونا يا عرب















المزيد.....

AKHETONA YA ARABES أخطونا يا عرب


بلعمري اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 15:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



نقلت بعض الصحف الجزائرية المعّربة خبراً تجاهلته الصحف الأخرى و بصفة أخص الصحف الفرنكوفونية مفاده قيام مجموعة من المتظاهرين السوريين المناوئين للنظام في بلادهم باءحراق العلم الجزائري و الدوس عليه تعبيراً عن غضبهم و استنكارهم للموقف الرسمي الجزائري مما يجري في سوريا و تحديداً موقف الجزائر من تدويل المسألة السورية و التدخل الأجنبي فيها, و هو موقف عبرت عنه الجزائر علانية قبل و بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة لمناقشة الأزمة السورية التي طال أمدها و كثر ضحاياها.
و قام أصحاب هذا الفعل بتصويره و نشره على اليوتيوب حرصا منهم أن يأخذ الجزائريين به علما و تبصيراً لهم بعواقب موقفهم من مجريات الأحداث في سوريا, و بالرغم من صعوبة التحقق من الهوية الحقيقية لأصحاب هذا الفعل فاءن القناعة العامة التي لدى أغلب من اطلع من الجزائريين على الحادثة تميل الى اعتبار أنهم من المتظاهرين المنادين باءسقاط النظام و الذين تعودوا الخروج الى الشارع منذ نحو ما يزيد عن عامٍ كامل.
و لئن كان أغلب الجزائريين قد تجاهل الحادثة أو لم يأخذ بها علما أصلا, فاءن الأمر وصل الى وزير الخارجية الذي اضطر أن يعلق على الحادثة تحت ءالحاح بعض الصحفيين الحاضرين في الندوته الصحفية مع نظيره الاءيطالي, و بلهجة المتهم المدافع عن نفسه باستحياء و المنهزم الملتمس رضى الغالب راح وزيرنا يشرح و يبرر الموقف الجزائري لغوغاء سوريا, و كيف أن الأمر مجرد سوء فهم لموقف الجزائر مما يجري و أننا نقف مع الشعب السوري و لا نساند النظام هناك و ندعوا الى كذا و كذا مما يوافق ما يدعوا اليه حارقي علمنا, فيما راحت أكثر الصحف الجزائرية تمشرقاً و التي كانت تضيف الى اسمها في وقت ما لفظ " العربي" ( الشروق العربي.......و هو اسم أسبوعيتها الحالي) تلتمس الأعذار لأصحاب الفعل و تلهث خلف بعض المعارضين السوريين هنا و هناك لتفتكّ منهم ادانةً و استنكارا لهذا الفعل أو كلمة خير في الجزائر وشعبها على الأقل.
و يعود تجاهل أغلب الجزائريين على شوفينيتهم لهذه الحادثة للبرودة التي يتعاطون بها مع الأحداث التي تزلزل المنطقة العربية, والتي لا يبدي الفرد الجزائري أصلا أيّ شعور بالاءنتماء اليها و يشعر بغرابتها عنه و عن جوهر تفكيره و سيكولوجيته, و هو شعور متبادل فلطالما اعتبر المشارقة بلاد المغرب عامة ( و التي يضيفون اليها لفظ "العربي" بنية الاءلحاق) و الجزائر خاصة بلادا لا تمت بصلة للأسس الثقافية التي تحكم مجتمعاتهم و هو اعتبار صحيح تماما عززت صحته الأحداث التي جرت وتجري في المنطقة العربية و التي لا يبدي الجزائري ءازاءها أي اكثرات حتى عندما يكون لتلك الأحداث مخلفات تمس رموزه.
و قبل أشهر كانت الجزائر مرماً لشتائم معارضي القذافي في ليبيا لحياديتها مما جرى في بلادهم, و باءستثناء المؤسسة الأمنية الجزائرية التي اهتمت بما يجري في ليبيا المجاورة لاءعتبارات موضوعية, فاءن أغلب الشعب الجزائري تجاهل الأحداث هناك كما لو كانت تجري في احدى دول آسيا أو أعماق افريقيا جنوب الصحراء, و هو تعاطي سلبي يعبر عن طبيعة العلاقة التي تربط الفرد الجزائري بالدول العربية الأخرى و تربط أيضا تلك الدول به, و التي أبدت شعوبها الشعور نفسه مما جرى في الجزائر طيلة عشريتين كاملتين, باءستثناء بعض الوسائل الاءعلامية العربية المشرقية التي تعاطت مع الأحداث المؤلمة في الجزائرمن زاوية التشفي و التلذذ بمأساة شعبٍ لطالما اعتبر أنه أدار ظهره للمشرق ثقافةً و وجداناً, و هي حقيقة واقعة يسيئ فهمها الكثير من المشارقة من منطلق النظرة الخاطئة التي يحملها أغلبهم عن الجزائر و دول المغرب و القائلة بثنائية المكوّن الاءثني للمنطقة و التي يخلط فيها الكثير منهم عن عمد في أحيان كثيرة بين الناطقين بالعربية في الجزائر ( و أيّة عربية) و العرب, و أكثر من ذلك يجعلونهم الأغلبية في البلاد, و قبل أحداث ليبيا كانت أحداث مصر, ليست تلك التي أطاحت بمبارك و التي رفع فيها المتظاهرون في ميدان التحرير أعلام الجزائر وعيّا ربما بخلفيات الحملة الاءعلامية التي شنها نظامهم على الجزائر و رموزها أو لمجرد ءاغاضة النظام هناك, أحداث مصر التي أحدثت صدمة ءايجابية عند أغلب الجزائريين الذين اكتشفوا فجأة أنهم "بربر", وأنهم " مُش عرب زيّنا" كان لها أثركبير في نفوس بعض الجزائريين الذين لطالما أوهموا أنفسهم بالعروبة و ضبطوا ساعاتهم على توقيت القاهرة و بيروت و الرياض, حتى أن قريباً لي من منطقة داخلية شرقية (في منطقة الشاوية) أخبرني يوما أنهم أقاموا في حيهم مأتماً يوم وفاة " أحمد زكي"!!!!!!!, و كان عليّ أن أسأله أولا من أحمد زكي هذا,.............ممثل مصري معروف................معروف عند من؟, عند الجزائريين الذين جعلوا من تحرير فلسطين العربية, و الجولان العربي,و جنوب لبنان العربية "العزيزة" مسألة مقدسة بحكم نصرة الأخ العربي حضيت و تحضى دائما بالأولوية لديهم حتى قبل قضاياهم المستعصية, مسألة لطالما أثقلت كاهلنا و أنستنا همومنا الفعلية, هذا الأخ الذي يشتمنا في تاريخنا و عرضنا و هويتنا عند أول محاولتنا للندية معه حتى و لو كانت في ميدان الكرة, فنحن في نظر المشرق "بربر" يصلحون للنُصرة عندما يتطلب النصر خوض حرب أو تمويل صفقة, الجزائريين الذين يُعادون أرباب العالم و صانعي تاريخه من أجل خرائب في فلسطين و هضبة في جنوب سوريا و مزارع في لبنان, الجزائريين الذين هللّوا فرحا باءختيار قطر حاضنةً لكأس العالم, حتى أن ءامام الحي عندنا ذكر في خطبة الجمعة كيف أنهم يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين, و كيف أنه لم ينفع مكر أمريكا لحرمان قطر من هذا "الشرف" الذي آل اليها على حساب أقوى دول العالم, بمكرٍ من الله ربما!..................ياله من منطق و يا لمستوى أئمتنا الذين علينا أن نتحمل سفاهتهم ساعة في كل جمعة على الأقل, قطر هذه التي تستفتي العرب في جزيرتها " هل أنتم مع أو ضد التفجيرات الانتحارية في الجزائر"؟ و النتيجة أن 64% من "الأشقاء" العرب مع قتلنا بالتفجيرات الانتحارية, هذه التفجيرات و غيرها من المجازر التي تشبع مرتكبوها بفكرٍ سلفيٍّ وهابي بذل أعراب آل سعود جهدهم و مالهم في بث سمومه في عقول شبابنا ثم أداروا لنا ظهورهم فلم نسمع لكهنتهم ربع فتوى في ادانة ما جرى في حق دماء أبريائنا بينما امتنع أحد وزرائهم عن مصافحة وزير أعلامنا على هامش احدى الاءجتماعات العربية التي لا مبرر لحضورنا فيها أصلا, بزعم أن الجزائر أي نظامها يضطهد المسلمين فيها ( و العبارة للوزير السعودي للاءعلام, أما الحادثة فنقلها وزير الاءعلام الجزائري الأسبق حمراوي حبيب شوقي, وهو رجل مأخوذ بالمشرق), أكثر من ذلك وصفنا أحد الكهنة الوهابيين السعوديين بالحمير, فقط لأن بعضا من مستلبي الفكر الجزائريين الذين لا يرون فقهاً ءالا ما يصدر من خارج البلاد ألح عليه بالسؤال في مسألة سبق له الاءجابة عنها, ( الجزائريين حمير ءالا من رحم ربي), و ءاذا كان دور الحمار حمل ما يوضع على ظهره أيّا كان و نقله الى حيث أُمر بلا اعتراض و لا وعي لطبيعة الحِمل و لا وجهة المقصد, فحال الواصف و حال حكامه أحق بذلك الوصف من غيره, أما فلسطين فاءني أذكر الراحل عرفات عند زيارته للجزائر سنة 1996 في فترة كانت فيها البلاد على وشك الاءنهيار تحت ضربات الاءرهاب و الحصار الدولي و العربي متعدد المجالات, زاد على ذلك الجفاف الذي ضرب البلاد لعقود و زحف أسراب الجراد, كانت أهداف الزيارة التي جاءت في ءاطار جولة للزعيم الى دول عربية في المنطقة جمع التمويل لسلطته الفلسطينية, التقى خلالها الرئيس زروال و صرح للصحافة بعد ذلك أنه تقرر ءاعفاء الجزائر من دفع " حصتها هذا العام" لضروفها,................. (لك الحمد يا رب لقد نجونا),و لم تمتص السلطة الفلسطينية دمائنا ذاك العام كما تفعل منذ عقود و كما امتصت 42 مليون دولار منا هذا العام باسم أخوة زائفة لم نرى لها أثرا في محنتنا كما لا نجد لها أثرا في هويتنا و لا ثقافتنا البعيدة كل البعد عن ثقافة مستحمرينا, راكبي ظهورنا و مستحلبي ضرعنا.
و بالعودة الى السعودية, و التي أصبحت الآمرة الناهية في ما يسمى بالجامعة العربية اليوم, فلمن لا يعلم فاءن مندوبها في الجامعة العربية سنة 1962 اعترض في بادئ الأمر على ضم الجزائر الى الجامعة و طالب مندوبنا باءثبات عروبة الجزائر, و بصراحة لم أفهم الى الآن بأيّة معجزة استطاع المندوب الجزائري اثبات ذلك, و ءان كان الأمر قد تبيّن لاحقا أن لضغط عبد الناصر دور في قبول عضوية الجزائر, واذا كان بعض الجزائريين قد عبر عن رغبته في وقت مضى صراحةً و لكن همساً بضرورة انسحابنا من هذا الهيكل البيروقراطي المكلّف و الجسم الغريب عن كينونتا فاءن جرائم هذه الجامعة في حق شعب ليبيا التي شرعنت للحلف الأطلسي تدميره و وفرت له الغطاء السياسي و الأخلاقي و محاولتها اليوم تكرار ذلك مع سوريا و ربما غدا مع غيرها و أقصد بغيرها هنا الجزائر, فاءن كل ذلك كفيل كفايةً لجعل تلك الرغبات تأخذ شكلا مطلبيا ملحا يستمد شرعيته من واقع الحال و مستشرف المآل, فالوقت قد حان لأن تتجسد القطيعة النفسية القائمة بين الجزائر و المشرق العربي, و التمايز الثقافي و السيكولوجي و الهوياتي القائم بينها و المحسوس في كل مناسبة و ميدان يفرض فيهما القدر تلاقي جزائري بمشرقي, في الثقافة و السياسة و الرياضة أو حتى في مجرد العلاقات الاءجتماعية, أن يتجسد كل ذلك في فك ارتباط هيكلي ودي و مبرر يسمح للجزائر بأن تنأى بنفسها عن منطقة لا يربطنا بها أكثر مما يربطنا بمالي و النيجر و التشاد, و لا يأتينا منها الا وجع الرأس.
الوقت قد حان اذا لكي تأخذ الحملة التي يقودها شباب جزائري حر و واعي على النت مداها الأقصى و شكلها الرسمي المؤسساتي, الحملة التي اختاروا لها شعارا معبرا بصدق عن ما يختلج في صدور أغلب أفراد الشعب الجزائري " أخطونا يا عرب" ( أغربوا عنا يا عرب) و التي لم تعد فقط تعبير عن غضبة عنفوانية لشباب عاطفي بل تيارا فكريا و ثقافيا يزداد نموا في كل يومٍ جديد و يبشر بصحوة تقود لجزأرة حقيقية للمجتمع تعطى للمصالحة مع الذات مفهومها الصحيح.



#بلعمري_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- , أصل العنجهية القبائلية berbérisé pour régner
- البربرة من أجل التحكم (Berbériser pour régner)
- في أرض الاءسلام, الصليب أعلى
- الصحراء الغربية و امكانية العودة الى الكفاح المسلح, المشروعي ...
- بوتفليقة و معركة الفساد, الوهم و الحقيقة
- الربيع العربي هل يسقط خرافة الجزائر عربية
- لكل ثورة فتوى و فتوى مضادة, و لكل فتوى ثمن
- أيّها الوطن الناكر للجميل, لن تكون لك عظامي


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بلعمري اسماعيل - AKHETONA YA ARABES أخطونا يا عرب